حتى لا نفاجا بفيضان هذا العام!!!


فى كل عام تتعامل وزارة الرى مع الفيضان وكانة اول مرة ياتى لمصر مع العلم بان ذلك يحدث منذ الاف السنين فنجد ان وزارة الموارد المائية تسارع بالتصريح بانة لا خوف على جسم السد وانة سيتم القاء الماء الى مفيض توشكى او تصريفها لتلقى فى البحر علما بان هذة المياة هى اغلى ثروة فى مصر فنحن دولة مائية ولسنا دولة بترولية علما بان الثروة المائية تقدر الان بما ينتجة المتر المكعب من المياة من محاصيل واذا قورنت باسعار اليوم فهى تكاد تقارب اسعار البترول
ان مفيض توشكى تتبخر مياههة ولا يستخدم الا فى تربية السمك اما قناة توشكى فهى تاخذ مياهها من بحيرة السد نفسها وفى كل انحاء العالم بعد ان يتم تخزين المياة يتم دفعها فى قنوات او انابيب لتسقى ملايين الافدنة اما نحن فنتفرج على بحيرة السد ممتلئة ولا نوجه مياهها الى مشاريع الاستصلاح وذلك اهدار لثروات مصر مع العلم بان هذة المياة يتم استعواضها سنويا وعدم استخدامعا يقلل من السعة التخزينية لبحيرة السد العالى فى استيعاب مياة الفيضان الجديدة ان ابسط ما يقال فى هذا الموضوع انة اهدار لثروات شعب مصر ولا نعرف من يقف وراء هذا الفكر ان بحيرة السد العالى بها 162 مليار متر مكعب من المياة وهى معظمها تقع داخل الاراضى المصرية اى انها مياة داخلية وليس لها علاقة باتفاقية وادى النيل
ان ما حبانا اللة بة من مياة لو كانت لدى اخرون لزرعوا كل مساحة مصر النى تبلع مليون كيلومتر مربع ويكفى القول بان اسرائيل تصدر من الحاصلات الزراعبة باضعاف ما نصدره وثروتها المائبة تكاد تكون معدومة اذا قورنت بما لدينا
واذا اضفنا الى هذا ما اعلنة الدكتور فاروق الباز من ان ثروة مصر من المياة الجوفية اكبر من ثروتها من المياة السطحية ووقد اكتشف ذلك باستخدام احدث تكنوليجيات الاستشعار عن بعد التى تخترق طبقات الارض فاننا بذلك نعتبر دولة غنية مائيا وليس سرا ان اسرائيل تسحب من مياهنا الجوفية بحفر العديد من المياة الجوفية بقرب الحدود المصرية كما تستفيد دول اخرى من خزان المياة الجوفية الذى يمتد تحت الصحراء الغربية والسودان وليبيا وتشاد ينما نحن نعتبرة مخزون استراتيجى ولن نفيق الا بعد ان تنضب مياهة فنقول ليتنا فعلنا كما فعل الاخرون.
ان وزارة الزراعة والرى يجب ان تتوحد فى وزارة واحدة وان يتولى امرها من يعرف كيف يتم الاستفادة من هذا المورد الهام فى اضافة 5 مليون فدان على الاقل تساهم فى انعاش اقتصاد الاقتصاد المصرى وتشغيل العاطلين.
واذا ما نظرنا حولنا الى فنجد ان الصين تقوم حاليا بتنفيذ اكبر مشروع هندسى فى العالم وهو ما يطلق عليه سد المضائق الثلاثة على نهر اليانغتسى هذا السد الضخم سوف يقوم بتوفير 84.7 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء سنويا .وقال مسؤول صينى كبير عن مشروع خزان المضائق الثلاثة على نهر اليانغتسى ان الخزان بعد ان يملا سيرتفع منسوب المياه فيه الى 135 متر وسيتم تدفق المياة الى ثلاث قنوات تمتد نحو 1300 كم عبر شرق ووسط وغرب البلاد لتضخ 44.8 مليار متر مكعب من المياه كل عام الى الشمال..
هكذا تصرفت الصين لزراعة ملايين الافدنة من الاراضى حينما وجدت ان الجنوب يشهد فيضلنات كل عام بينما الشمال يعانى من الجفاف. فهل لنا فى ذلك عبرة.
اما كيف احرزت الصين هذا التقدم فان رئيس الصين حين سئل كيف تطعمون مليار وثلاثمائة مليون نسمة اجاب بان لدى مليار وثلاثمائة مليون يد عاملة فوظيفة الدولة ان تضع النظام الذى يكفل العمل لكل افراد الشعب ليحولهم الى طاقة منتجة وهذة وظيفة الحكومة وقد نجحت الصين فى ذلك.
وعلى الصعيد المحلى ففى اطار المشروع القومى لتنمية جنوب الوادى تم تنفيذ مشروع قناة توشكى الذى لم تنفذ منة سوى المرحلة الاولى منه فقط لرى 500 الف فدان منها 100 الف للوليد ابن طلال الذى سقع الارض التى اشتراها (بـ 50 جنية للفدان شاملة ادخال المرافق والكهرباء) حتى يرتفع سعرها وبذلك اصاب المشروع فى مقتل وكان من المقرر لقناة توشكى ان تمتد بطول الوادى الجديد لتزرع 4 مليون فدان على امتداد الصحراء مخترقة الواحات لإقامة مجتمعات متكاملة وتوفير مصدر دائم ومتدفق للحياة والمياه .
وتمتد قناة الوادي الجديد من بحيرة ناصر جنوب السد العالي وحتى واحة الفرافرة شمال محافظة الوادي الجديد تخترق في طريقها منطقة شرق العوينات حيث توجد مساحات واسعة قابلة للانزراع ثم تمتد الى واحة باريس جنوب الخارجة ثم تواصل طريقها الى واحة الداخلة ثم الفرافرة .
وهذا المشروع لا يهدف إلى إستصلاح وزراعة مساحات جديدة من الأراضي الزراعية فقط ولكنه مشروع متكامل لإنشاء واد جديد مأهول بالسكان ومواز للوادي القديم يتضمن إنشاء 18 مدينة جديدة وأكثر من 100 مشروع صناعي كبير ومشروعات التعدين والمشروعات السياحية والفندقية والخدمات والمرافق إضافة إلى المجتمعات الزراعية التي سيقوم بها في الأساس القطاع الخاص في شكل شركات أو أفراد. وهذا المشروع كباقى المشروعات فى مصر بدء به ثم تم الانتقال الى مشروع اخر دون ان يستكمل؟
اما المشروع القومى لتنمية سيناء الذى استهدف توطين ثلاثة ملايين نسمة فى سيناء فقد كان من المقرر ان تمتد ترعة السلام الى وسط سيناء التى يعيش فيها أكثر من 90 ألف نسمة وتمتد عبر 121 ألف كيلو متر مربع أي أنها تمثل 79% من مساحة سيناء وذلك لتروى85 ألف فدان في منطقة الحسنة التى يوجد بها 20 قرية ونخل التى بها 10 قري لا تكاد أبسط وسائل الحياة تكون موجودة فيها. ولكن هذة الترعة ايضا توقفت عند مرحلتها الاولى علما بان تنمية المنطقة يعتبر قضية امن قومى لمصر كلها.

بقلم
د. مصطفى محمد سعيد حسين
مركز بحوث الصحراء- وزارة الزراعة المصرية
koriem@hotmail.com

موبايل 0118331167 (002)