من المجرم الحقيقى للمجزرة فى تركستان الشرقية؟

الصين يحرض الجيش بملابس مدنية على إبادة الأويغور فى أورومجى


الحزب الشيوعى حرضّ الصينين على ضرب الأويغور فى جواندونغ (guangdong)، والآن يحرضون الجيش بملابس مدنية على إبادة الأويغور فى أورومجى
عز الدين الوردانى
تظاهرالطلاب الأويغور بتاريخ 2009/07/05 فى أرومجى عاصمة تركستان الشرقية (المسماة من قبل الصينيين الشيوعيين بسنكيانغ أو شنجيانغ) رافعين علم الصين الأحمر تعبيرا عن غضبهم لتقاعس الحكومة عن التحقيق فى المجزرة التى وقعت للأويغور من قبل الصينين فى جنوب الصين.
خرجت المظاهرة سلميا لأخذ الإجابة من الحكومة فى تركستان الشرقية عن مشكلة الأويغور التى راح ضحيتها من الشهداء أكثر من عشرين شخصا، وإصابة مئات آخرين.
وصمتت الحكومة عن إعلان بيان حول الحادثة حوالى11 يوما، وعندما حدثت المظاهرات فى أورومجى، لم تستمع الحكومة إلى مطالبهم العادلة البسيطة بتحقيق المجزرة، بل تعاملت مع المتظاهرين العزل بفتح النار عليهم كعادتهم السابقة.
والمتظاهرون العزل عندما أحسوا بالجواب الخاطىء من الحكومة فأصروا للحصول على الجواب، ولكنهم تعرضوا إلى معاملة قاسية بفتح النار عليهم من قبل القناصين فوق العمارات العالية.
والمتظاهرون قاوموا الشرطة والجيش الصينى المسلح بأسلحة ثقيلة بالحجارة عندما فتح النار عليهم. والنتيجة قتل أكثر من مائة وخمسون شخصا وإصابة أكثر من ألف شخص فى يوم واحد.
ولو نظرنا إلى الأسباب الحقيقية للمظاهرة هو حادثة مصنع فى جنوب الصين. وهذه الحادثة خططت من قبل سكرتير الحكومة الصينية المحتلة فى تركستان الشرقية "وانغ له تشيوان" عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى فى الصين الذى تعوّدَ بالرد القاسية والقمع الشديد لأي أمر جديد لمصلحة الأويغور.
من الاحتمال الكبير أن يكون أحد الأسباب للمجزرة هي زيارة الرئيس التركى لبكين ثم مدينة أرومجى عاصمة تركستان الشرقية بتاريخ 29/7/2009 يومين، حيث ألقى الرئيس التركى عبدالله جول خطابا فى جامعة أرومجى، وذكر بوجود علاقة تاريخية وأخوية بين الأتراك والأويغور. وكان قد قال قبل سفره الى الصين أن الصين يعرف أننا نرغب ونهتم ونرعى منطقة تركستان الشرقية.
كأنما أراد الحاكم الصينى"وانغ له تشيوان" لتركستان الشرقية مع الحزب الشيوعي فى الصين إرسال رسالة لتركيا مفادها، بأن علاقة تركيا مع الصين شيء، والعلاقة بين الأتراك والأويغور شيء آخر. ولا يسمح لتركيا أن يتدخل فى قضية الأتراك فى الصين...
سكرتير الحكومة الصينية فى منطقة تركستان أحدث مجزرة بتحريض العمال فى مصنع بجنوب الصين لضرب الأويغور وقتلهم. ولفقّ تهمة للأويغور هناك فى المصنع بأن عددا منهم اغتصبوا فتاة صينية، ولكن فى الحقيقة هذا أمر لا يحدث من الأويغور، ولو حدث افتراضا لماذا لم يحكم عليهم من قبل المحكمة والقانون؟
لماذا قتل أكثر من عشرين من قومية الأويغور؟ وأصيب مئات آخرين من الأويغور العزل؟ ولماذا لم يدلوا بأية بيانات للشعب الأويغورى حول الحادث، ولم يجيبوا على سؤالهم؟
الهجوم الذى شنه العمال الصينينون(عددهم مابين 3000 إلى 5000) فى جنوب الصين كان مخططا له وتم بالعصى والسكاكين نظرا لما رأيناه فى الفيديو المصور فى موقع يوتيوب(youtube).
هذه المجزرة بدأت فى الساعة الحادية عشرة مساءا بغتة عندما كان الأويغور نائمين، واستمر ضربهم وقتلهم حتى الرابعة صباحا، وحتى ذلك الحين لم تتدخل الشرطة فى الحادث، ووقفوا متفرجين حسبما رُئي فى الفيديو المصورة.
وسمعنا أصوات الصينين: اقتلوا الأويغور واذبحوهم إنهم متطرفون وانفصاليون...
إذن، سبب المظاهرة فى مدينة أرومجى عاصمة تركستان هي المجزرة التى وقعت فى مصنع جنوب الصين وعدم التحقيق فى القضية والصمت عنها تماما حوالى 11 يوما، وهذا يدل على تخطيط سكريتر الحكومة الصينية لمنطقة تركستان الحادثة فى المصنع.
مظاهرة الطلاب كانت سلمية، ولم يكن الغرض منها الانفصال كما تدعى حكومة الاحتلال. ولم يكن بتحريض منظمات الأويغور فى الخارج كما يقال، بل كانت مظاهرة الغضب المكبوت لما يحدث للأويغور.
الشعب الأويغورى عامة فى حالة غضب مكبوت منذ سنوات عديدة بسبب ما يعانيه فى كل مجالات الحياة الانسانية، وحرمانهم من حقوقهم المعيشية كما يليق بالإنسان. والتضييق عليهم عقائديا بمنع التعليم الدينى فى تركستان وحبس كل من يشتغل بالتعليم الإسلامى، وتدهور الناحية الاقتصادية، واليد الحديدية فى السياسة، وخداع العالم الإسلامى ليشعرهم بأن حرية العقيدة متاحة للجميع. ولكن التعليم الإسلامى هو الخط الأحمر فى تركستان المسلمة.
فضلا عن ذلك إجبار الفتيات غير المتزوجات من سن 15- الى 25 على العمل داخل الصين، وقمع الاحتجاجات حول ذلك الموضوع فى العام الماضى، وعدم اعطاء الفتيات أية فرصة للتعبير عن آرائهن حول قبول العمل أو رفضه. وعدد الفتيات المجبرات على العمل فى المصانع داخل الصين أصبحن أكثر من مائة ألف فتاة..وهذا ما جعل التركستانين يشعرون بمهانة غير متصورة إزاء هذا الأمر...
يقصد المحتل الصينى بإجراءاتهم هذه تذويب الشخصية الاسلامية ومحو الهوية القومية التركية، لما يظهر من فرق واضح فى اللغة والدين والثقافة والحضارة والملامح والعادات بين التركستانين والصينين.
لذا ركز الاحتلال الصينى لتصيين الهوية الأويغورية التركية الاسلامية بمنع التعليم الاسلامي وهدم المظاهر الحضارية للتركستانيين، لإضفاء الطابع الصينى على التركستانين... ولكن هذا لن يحدث أبدا، لأن الإسلام مازال حيا ينبض وحضارة تركية اسلامية يعيش فى قلوب التركستانيين البالغ عددهم 25 مليونا ، وليس 9 مليونا كما يدعى المحتل لتقليل عدد المسلمين التركستانين.
*****
المظاهرة السلمية لماذا تحولت إلى عنف ومجزرة من جيش الاحتلال الصينى؟
العنف بدأ من الشرطة والجيش المسلح، ولم يبدأ من الشعب التركستانى.
ويجيب على هذا السؤال الباحث الصينى المعارض (لن باوخوا) المقيم حاليا فى تايوان ويقول:" المجزرة والقتل الذى حدث فى مدينة أورومجى كان بتخطيط الحزب الشيوعي بتحريض الجيش الصينى على القتل، وذلك عن طريق تخفى الجيش فى زى المدنيين".
"والمجرم الحقيقى فى هذه المجزرة هو الحزب الشيوعي الذى أظهر فى الاعلام الصينى أن الأويغور"متطرفون، وانفصاليون"، وهذا هو نتيجة الاعلام المضلل للحزب الشيوعي الصينى".
ويستطرد المعارض الصينى بأن 140 من الأويغور المقتولين فى أرومجى قتلوا بأسلحة الجيش الصينى للحزب الشيوعي.
الحزب الشيوعي يحرض الصينين فى منطقة الأويغور على القتل ويشتركون بجيوشهم فى قتل الأويغور بملابس مدنية" واهما لحماية وحدة الدولة الصينية الاحتلالية من التفكك كما حدث للإتحاد السوفيتى من التفكك لبعض المناطق من جراء اختلاف العقائد واللغة والعرق والحضارة...
لذا الحوادث التى تقع من عصابات الصينين فى تركستان هى فى الحقيقة تقع من الحزب الشيوعى والجيش الصينى أكثر من المدنيين الصينين. لأن الصينيين فى منطقة تركستان يخافون من الأويغور، ولا يجترؤون على القتل والضرب.
ولو حدث هذا فبتحريض وتشجيع الحزب الشيوعى ومساندتهم بالجيش والأدوات.
******
ولو كان فى نية حكومة الاحتلال الصينى أن تحل هذه القضية بطريقة سلمية لم تكن لتطلق النار على التركستانيين العزل، بل لإستمعوا لطلباتهم. ولكنهم اختاروا طريق القمع والضرب بيد من حديد. لذلك قطعوا خدمة الانترنت والهاتف بصفة عامة عن منطقة تركستان لئلا تتسرب وحشيتهم فى حق التركستانيني للعالم الخارجى. وهذا يدل على إرتكاب مزيد من القتل والاعتقال فى إطار من التكتم الاعلامى.
ووكالات الأنباء تستقبل الأخبار من جانب الصينين فقط، ولا يوجد فى داخل تركستان من يتحدث عن الأويغور خوفا من بطش الحكومة وقتله. فضلا عن ذلك منع وكالات الأنباء العالمية من التقاط الأخبار من الأويغور. ولا تستطيع وكالات الأنباء العالمية أن تتحرك بحريتها وتصور كما تريد بإرادتها مع وجود العملاء وراءهم مباشرة ووضعهم تحت المراقبة الصارمة.
مادام لا يوجد من يتحدث نيابة عن الأويغور من المنظمات داخل تركستان، فتتحدث المنظمات التركستانية فى الخارج عن أحوالهم. هل كان من المفروض أن يرضى بالذل والمهانة مهما حدث لئلا يصطدم بالصين المحتل؟
أليس من واجبهم أن يقاوم مادام المقاومة حق مشروع للشعب المحتلة من الصين الشيوعية؟. تركستان ليس جزءا من الصين ولن يكون أبدا بإذن الله. بل هو أرض الأتراك الأويغور قبل آلاف السنين.
والحكومة تعلن أن الوضع تحت السيطرة، ولكن المظاهرات حدثت فى مدينة كاشغر وختن وايلى وغيرها من المدن فى يوم 7 /7 لوقت قصير. وبناء على الخبر غير الرسمى الذى جاء من تركستان قُتل حوالى 100 شخص فى مظاهرة بمدينة كاشغر. وامتلأت شوارع كاشغر بالجيش، ومنعوا الناس من الظهور فى الشوارع أو التجمع فى أي مكان... واعتقلوا مئات من الشباب وفتشوا المنازل بحثا عن الكتب وأجهزة الكمبيوتر.
واليوم 2009/07/09 هناك أحداث وحشية فى أورومجى، حيث أشعل عصابات الصين النار على مسجدين، وقتل أربعة فتيات تركستانيات فى كلية الطب، وعلقوا رؤسهن فى الجامعة.
وسُمعت أصوات الصينيين يقولون للأويغور :"إما أن تهلكوا أو تهاجروا من أورومجى، والإسلام هو الذى ربى هذه الخنازير يقصدون الأويغور".
فى الخبر أيضا أن 100 من الأويغور ذبحوا وقتلوا صغارا وكبارا فى منطقة محطة السكك الحديدية فى يوم الثلاثاء. وذبحت امرأة مع ولديها وألقيت عارية فى الشارع...
لذلك احتشد الأويغور فى اليوم التاسع فى محطة سكك حديد أورومجى، وتظاهروا لعدة ساعات. وتجمع المدنيون الصينيون مع الجيش فى جانب واحد للتصدى للأويغور والحكومة تحمى الصينيين ولا تحمى الأويغور.
والاعلام المضلل للصين المحتلة يظهر المقتولين من الصينيين ولا يظهرون المقتولين والمذبوحين من الأويغور.
وعدد الذين قتلوا واستشهدوا من الشعب الأويغورى يصل الآن حوالى 800 شخص.

المصدر/ صوت الأزهر
24/7/2009