آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تركستان الشرقية وضع إنسانى متدهور

  1. #1
    مـشـرف الصورة الرمزية دكتور عبد الجليل طاش
    تاريخ التسجيل
    29/08/2009
    المشاركات
    98
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي تركستان الشرقية وضع إنسانى متدهور

    تركستان الشرقية وضع إنسانى متدهور

    د. عز الدين الوردانى
    تؤكد وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10/12/1948 على أن الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم .
    ولما كان تناسى حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنوا إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
    ولذا كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الظلم والاستبداد.
    وتدعو الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى اعتبار هذا الإعلان المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم.
    ونقدم هنا لمحة سريعة عن الوضع الإنساني داخل تركستان الشرقية أو منطقة شينجيانج الأويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي والخاضعة لحكم الصين الشعبية، ومدى الالتزام الصيني ببنود هذا الإعلان ، والمفترض احترامه عالمياً.
    خلفية المشكلة:
    تركستان الشرقية هى ما يعرف الآن بمنطقة شينجيانج الأويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي، وهى واحدة من المقاطعات الحدودية الأربع التي تحتلها الصين وهى: التبت، تركستان الشرقية ، منغوليا الداخلية، منشوريا.
    تقع تركستان الشرقية في شمال غرب الصين الشعبية وتمثل ما يزيد على السدس من مساحة الصين حيث تبلغ مساحتها 1.710.045 كم، وتتمتع بثروات ضخمة من النفط والغاز والكثير من المعادن والإنتاج الزراعي والرعوي.
    تعد المنطقة من المواطن الأولى للأتراك، وقامت بها العديد من الدول التركية المستقلة. منذ ما قبل الميلاد مثل: دولة الهــون ( 220ق م – 216ق م ) ، كوك تورك ( 552 – 745م) ، الأويغور ( 740 – 1260م )، القراخانيين ( 880 – 1211م ) . كما خضعت لحكم دولة المغول الجغتائية، وكانت آخر الدول المستقلة بها هى الدولة السعيدية ( 1514 – 1679 ) .
    بدأت مشكلة تركستان الشرقية مع احتلال الصين لها عام 1760، إذ بدأ منذ ذلك التاريخ صراعا بين الطرفين على كافة الأصعدة، وقد دفع الشعب التركستانى ثمناً باهظا كنتيجة للصراع العسكرى مع الصين، وأيضاً الصراع على الهوية والذي ازدادت حدته منذ العام 1949 حين سيطر الحزب الشيوعى الصيني على السلطة في عموم الصين .
    - تعرض شعب تركستان الشرقية منذ الغزو الصيني له في العهد المنشورى للكثير من انتهاكات حقوق الإنسان منها :
    - مقتل نحو 1.200.000 من التركستانيين في هجوم القوات الصينية على تركستان منذ عام 1758م ، كما نفيت 22.500 أسرة تركية إلى داخل الصين وقد أثبت ذلك تقرير قائد الحملة العسكرية على تركستان الشرقية المرسل إلى إمبراطور الصين جين لونغ .
    - مقتل نحو 120.000 تركستانى منذ دخول الشيوعيين تركستان في 10/1949 وحتى نهاية عام 1951 وقد أعلن ذلك برهان شهيدى والى تركستان الشرقية من قبل الشيوعيين في 1/1/1952.
    - شنت السلطات الشيوعية منذ دخولها تركستان الشرقية حملات شبه مستمرة على كافة مفردات الهوية الدينية والثقافية للتركستانيين مستهدفة تصيينهم ودمجهم داخل الثقافة الصينية، بغية أن يؤدى ذلك إلى إضعاف أو القضاء على الهوية المستقلة لشعب تركستان الشرقية، ومن ثم تضعف مقاومته للمستعمر الصيني، وقد طبقت السلطات الصينية إجراءات كثيرة للحد من قدرة الشعب التركستانى على الحفاظ على هويته الحضارية دون اعتبار لأية قواعد تحترم أبسط حقوق الإنسان في الحياة الحرة التى يرتضيها، ودن اعتبار للدستور أو القوانين الصينية والتى صيغت في أغلبها – وذلك شأن معظم الأنظمة الشمولية – بأسلوب يمكن تفسيره بالطريقة التى تناسب أهداف النخبة المسيطرة ويمكنها من انتهاكها تحت غطاء دستورى قانونى يمكن أن يبدو جيداً في الظاهر.
    - في مجال الدين الذي يعد المؤثر الأساسى في تكوين هوية الأمم الحضارية شن الشيوعيون منذ الغزو الشيوعى حملات متكررة للدعاية ضد الدين معتبرين أن الدين أفيون الشعوب، وأن الإسلام ضد العلم وفى خدمة الإستعمار، وأن العادات الدينية تفسد النظام الإقتصادى .
    - عرضت المسرحيات والبرامج الإذاعية التى تهاجم الدين ونظمت المحاضرات والمناظرات والمعارض الداعية للإلحاد في مختلف أنحاء تركستان الشرقية، كما شكلت جمعيات في القرى والأحياء لنشر الإلحاد وبث كراهية المبادئ الدينية، وافتتحت دراسات لإعداد كوادر من الشيوعيين لنشر مبادئ الشيوعية .
    - إضعاف المؤسسات الدينية كالمساجد والمدارس الدينية، بمصادرة الأوقاف الخاصة بها والتى تعد الممول المالى لتلك المؤسسات، وقد أغلق أكثر من 29.000 مسجد وتعرض أكثر من 54.000 إمام مسجد وعالم دين للإهانة والاعتقال والتعذيب أو الإلحاق بمؤسسات العمل الإجباري.
    - ألغيت المحاكم الدينية ونظام القضاء الإسلامي المختص بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية والفصل في مسائل الزواج والطلاق والمسائل الجنائية الصغيرة .
    - ألغيت الأعياد الدينية وعطلة يوم الجمعة ، منع الأهالي ـ وبالأخص الموظفون ـ من أداء الصلوات وسائر الشعائر الدينية .
    بلغت ذروة القمع الديني للتركستانيين في فترة الثورة الثقافية 1966- 1976 ، ثم شهدت فترة الانفتاح التى سادت الصين منذ عام 1978 تحسناً نسبياً للحريات الدينية .
    إلا أن سياسات التضييق عادت في أواخر فترة الثمانينيات من القرن الماضى وشهدت تركستان الشرقية عمليات قمع واسعة النطاق للحريات الدينية بالأخص في أعقاب الحركات الاجتماعية للتركستانيين كأحداث بارين 1990، وغولجا 1997، كما استغلت الصين الحملة العالمية ضد الإرهاب في أعقاب حادث 11/9/2002م والتى وجهت في مجملها ضد المسلمين تمثلت عمليات القمع في إغلاق المدارس الدينية التى غضت السلطات الصينية الطرف عن تأسيسها في فترة الثمانينيات، هدم الكثير من المساجد – نحو 133 مسجداً هدمت عقب أحداث غولجا 1997 – التضييق الشديد على ممارسة العبادة فقد صدر قرار من الحزب الشيوعى بمنع الشباب دون سن العشرين من دخول المساجد ويكلف إمام المسجد وإدارته بالتحقق من هويات الشباب وتطبيق القرار. وتشير معلومات واردة من تركستان إلى أنه قد تم رفع سن دخول المساجد إلى 23 عاماً منذ نهاية عام 2005م .
    ويلاحظ أن القرارات الخاصة بالنواحي الدينية تصدر في عموم تركستان الشرقية إلا أن تطبيقها يكون أشد صرامة في مناطق جنوب تركستان وهى الأكثر تمسكاً بهويتها الدينية، وتحدث عمليات اعتقال وتحقيق وتعذيب واسعة النطاق ضد المخالفين.
    وترصد تقارير منظمات حقوق الإنسان بالأخص العفو الدولية مراقبة حقوق الإنسان وكذلك لجنة إزالة التمييز العنصري بالأمم المتحدة، وتقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول أوضاع حقوق الإنسان والحريات الدينية في العالم، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان داخل تركستان الشرقية.
    وتمس تلك الانتهاكات أغلب حقوق التركستانيين الأساسية مثل :-
    -الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية
    -عدم التعرض للتعذيب والعقوبات والمعاملات القاسية أو الوحشية أو الحط من الكرامة
    -عدم القبض على أى إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً
    -الحق في حرية التفكير والتعبير والدين وإقامة الشعائر الدينية وممارستها سراً أو مع الجماعة
    تلك الحقوق التى نصت عليها المواد (3 ) ، ( 5 ) ، ( 9 ) ، ( 18 ) ، ( 19 ) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
    كما أن هناك انتهاكات أخرى واسعة النطاق في إطار عملية تحديد النسل المطبقة في تركستان الشرقية، حيث تحدث عمليات إجهاض وقتل للمواليد وتعقيم إجبارى .
    ويعانى التركستانيون من تدنى الدخل وقلة فرص العمل ومشكلات التعليم واللغة، وصراع هوية شديد الضراوة في مواجهة السيطرة السياسية والثقافية للصينيين، وسيول المهاجرين من الهان الذين ارتفعت نسبتهم في تركستان منذ عام 1941 حتى 2005 من 5.4 % إلى نحو 45 % من إجمالى تعداد تركستان الشرقية البالغ في ذلك العام 20.103.500 نسمة.
    ويحظى هؤلاء الهان بأفضل فرص العمل والتعليم، كما يجلبون معهم ثقافة مغايرة للثقافة التركستانية وهو الأمر الذي يدفع إلى إضعاف الهوية الحضارية التركستانية حسب ما ترجوه السلطة الصينية التى تضع نصب أعينها تصيين تركستان الشرقية .
    وتدفع السياسات الصينية التركستانيين دفعاً إلى التمرد على الوضع القائم. ويشير تقرير لجنة الكونجرس الأمريكى لدراسة أوضاع الأقليات فى الصين فى عام 2005م وكذلك العديد من تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى مطالبة الأقليات في الصين وبصفة خاصة في تركستان الشرقية - التى تختلف ثقافة سكانها المسلمين اختلافا كبيراً عن ثقافة الهان – والتبت بتعظيم وتفعيل الحكم الذاتي وسيطرتها على هويتها الثقافية كما أن هناك مواجهات منتظمة لسياسات الحكومة المركزية التى تنتهك الدستور وقوانين الحكم الذاتي للأقليات. وهو الأمر الذى تتعامل معه السلطات الصينية بأساليب قمعية عنيفة، دون أن تبذل محاولات عملية جادة لإحداث تحسن حقيقى للوضع الإنسانى داخل تركستان الشرقية. واحترام الخصوصية الثقافية والحضارية لشعب تركستان الشرقية .
    وما كانت الأحداث الأخيرة التى حدثت فى 5/7/2009 إلا تعبيراً عن الأسلوب القمعى الذى تتعامل به الإدارة الصينية مع شعب تركستان .
    فى 25/6/2009 قتل عدد من العمال الأويغور المنقولين إجبارا إلى داخل الصين!! إذ رغم الثراء الشديد لوطنهم فإن الهان المهاجرين الى تركستان الشرقية برعاية ودعم الحكومة المركزية فى بكين يحصلون على الجانب الأعظم من هذا الثراء حيث يتمتعون بأغلب وأفضل فرص العمل فى المشروعات الصناعية وصناعة النفط والغاز - على سبيل المثال مدينة قراماى أحد أهم مراكز الصناعات النفطية تكاد تكون مغلقة على الصينيين الهان – بينما يعانى التركستانيون من قلة فرص العمل وعائق اللغة – إذ يتطلب الحصول على فرصة عمل جيدة إجادة اللغة الصينية – وتدنى الدخل ولذا يضطرون للبحث عن العمل داخل الصين وهم كما يقال مثل من يتسول وفى يده طبق من الذهب.
    -الحادثة وقعت فى مصنع لألعاب الأطفال فى مقاطعة جواندونج، يعمل به نحو 800 من الأويغور رجال وفتيات وأكثر من 6000 صينى من الهان، حيث هاجم الصينيون العمال الأويغور الذين كانوا فى أماكن سكن العمال نائمين فى وقت راحتهم بالسكاكين والعصى. قتل 20 وجرح 118 من الأويغور حسب المعلومات التى توافرت ولم تقدم السلطات تفسيرا لما حدث أو تعاقب مرتكبيه .
    -طالب الأويغور فى تركستان من السلطات تقديم تفسير لما حدث وخرجوا فى مظاهرة سلمية ترفع العلم الصينى – أى دون أيه اتجاهات إنفصالية – وبالغطرسة المعتادة لدى السلطات الصينية تجاه الآخر حوصرت المظاهرة وأطلق عليها الرصاص الحى ومن ثم تطورت الأحداث الى عنف طال الممتلكات ووسائل النقل وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى مثل كاشغر وغيرها. قتل 184 وجرح 800 ثم تكتم إعلامي ومعلوماتي شديد وهو مؤشر لحدوث عمليات قمع واسعة النطاق للأويغور داخل تركستان .
    -إن تلك الأحداث رغم مأساويتها لهى فرصة للمجتمع الإسلامي والدولي للضغط على حكومة الصين بكافة الوسائل اقتصادية أو سياسية أو إعلامية للتحرك الجاد لمعالجة قضية تركستان الشرقية وتحسين الوضع الإنساني والسياسي والاقتصادي للشعب التركستاني.


  2. #2
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تركستان الشرقية وضع إنسانى متدهور

    أخي دكتور عبد الجليل طاش

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    1- أنا سعيد بانضمامك إلى هذه الجمعية المحترمة حتى تعرض قضية تركستان الشرقية بوضوح. أتمنى أن تبني تراثا بيننا وأن تفيد القضية، ولا أشك في أنك ستتصرف كقائد في بيته. نحن إلى جانبك، فاشرح وبيّن ووضح ودافع ونافح وواجه كل ما يعترض سبيلك، فالطريق ممهدة أمامك.

    2- وأنا سعيد أيضا أن أتاحت لكم جمعيتنا هذا المنتدى، وفق ما دعوت إليه من قبل. وكانت قد أصدرت بيان مساندة للأويغور المسلمين في تركستان الشرقية، وهو أول بيان تصدره هيئة مثقفين عرب، بل قد يكون البيان الوحيد.

    3- لا بد من أن يعمل الأويغور وأنصارهم من العرب والمسلمين على المطالبة بإرسال لجنة تحقيق أممية في المذابح التي تعرض لها الأويغور قديما وحديثا، واتخاذ ما يلزم من تدابير.

    4- على هيئات حقوق الإنسان العربية والإسلامية والعالمية أن تهتم بقضية الأويغور في تركستان الشرقية.

    5- على القنوات العربية أن تخصص لمشاهديها حصصا عن هذه القضية، وتحاور فيها أهلها من الساسة والمثقفين، ومنها استضافة أخينا (د. عبد الجليل طاش)، وعقد حوارات ومناقشات بين أطراف القضية حتى تنجلي الحقيقة.

    6- على الدول العربية، وجامعتها، ورابطة العالم الإسلامي، ومجلس دول الخليج، واتحاد دول المغرب العربي، وبقية الهيئات الشبيهة من أن تضيق الخناق على الصين، وأن تحاسبها، وأن تساند المسلمين فيها، وأن تقاطع الصين إن لزم الأمر، دون منتجات المسلمين فيها كشنغهاي وغيرها.

    7- على الجزائر أن تطرد العمال الصينيين من قومية الهان غير المسلمين لأنهم قد تبين شرهم وفسادهم في البلاد، وعنفهم ودمويتهم، على الرغم من أن الدولة تدفع لكل واحد منهم مرتبا يزيد أضعاف المرات عن مرتب الجزائريين الذين يعانون من البطالة. إن بقي هؤلاء العمال فستحصل بينهم وبين الجزائريين مشادات دموية قريبة؛ لأن شخصية الجزائري ترفض هذه النوعية. وإن غدا لناظره قريب.

    8- على لجان الإغاثة العربية والإسلامية والإنسانية أن تتحرك. وعلى المسلمين أن يبادروا إلى تأسيس عدة هيئات تقوم بهذه المهمة، فنحن متخلفون جدا في هذا المجال.

    تحية أخوية أندلسية...السلام عليكم


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •