من
محمد المهدي السقال

إلى الأستاذ القدير
عامر العظم

تحية إنسانية

لم أكن بحاجة إلى دليل على نبل الخلق وعلو المقام كما أحفظه لشخصكم في نفسي ,
إذ بقدر ما لفت انتباهي حضوركم القوي على مستوى التدبير والتسيير ,
بقدر ما علق بوجداني الخط الذي تدافعون عنه بوعي وعقلانية وعمق في الرؤية والتقدير للنوازل ,
غير أني حين قرأت تكريم الراحلة مليكة مستظرف ,
كبرت في عيني أكثر ,
وأحسست أن قيمة الإنسان لا تقاس إلا بتقدير قيمة أخيه الإنسان ,
فطوبى لكم أخي عامر العظم ,
بهذه المبادرة التي يسجلها تاريخ الإبداع العربي ,
ليس لأنها سابقة ,
ولكن لأنها جاءت تعبيرا عن تقدير الثقة المتبادلة بين أبناء القبيلة الواتاوية ,
بل جاء تكريم الراحلة مليكة مستظرف ,
حائزا على قصب السبق في التعبير عن مكانتها في السرد العربي المعاصر ,
في الوقت الذي ما زال البعض من عشيرتها المحلين ,
إما يترددون ,
و إما ينتظرون الظروف السانحة , لاستثمار اسمها في موائدهم العابرة ,
لقد أفحمنى موقفكم النبيل ,
فلم ينزل علي بردا وسلاما فحسب ,
وإنما أيقظ في أعماقي حاجة متجددة للإيمان بإمكانية اليقين في قيم الإنسان ,
رغم ما قد يطفو من تشوهات كانت سببا في الانطواء سنينا ,
أخي عامر ,
لقد أذنت لي في إهداء تكريمي للفقيدة ففعلت ,
اعترافا مني بالدور الذي لعبته في تغيير مجرى حياتي الأدبية , بالقوة وبالفعل ,
بحيث سأظل ما حييت مدينا لها بإخراجي من عزلتي بعيدا عن الأضواء الزائفة ,
أخي عامر ,
لقد سننتم بدعة حميدة لا يجرؤ على الإقدام عليها إلا كبير النفس والقيم ,
قبل الكبر في التكوين والتحصيل ,
مرة أخرى , طوبى لكم بما فعلتم .

* أستسمحكم في مكاتبة بعض المواقع حول تكريم الراحلة ,
وفي الانتظار تقبلوا أصدق التحايا

أخوكم محمد المهدي السقال