آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحقائق الغائبة في المشهد السياسي الإيراني رؤية تحليلية

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية د.طارق الحروي
    تاريخ التسجيل
    31/08/2009
    المشاركات
    44
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الحقائق الغائبة في المشهد السياسي الإيراني رؤية تحليلية

    الحقائق الغائبة في المشهد السياسي الإيراني
    رؤية تحليلية
    د.طارق عبدالله ثابت الحروي.
    d.tat13@yahoo.com
    يحلو للكثيرين من المهتمين وذوي الاختصاص ترديد عبارات إن ما تشهده الساحة السياسية الإيرانية من تطورات متلاحقة بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة مع بدء الحملات الدعائية لمرشحي الرئاسة الإيرانية؛ لا تخرج- في حقيقة الأمر- عن كونها مجرد ظاهرة جديدة في الحياة السياسية الإيرانية بشقها الديمقراطي، تمهد الطريق إلى ولادة تجربة فريدة من نوعها في المنطقة، يحدث ذلك بسبب وبدون سبب سوء تجاوبهم العاطفي مع ما تبثه معظم وسائل الإعلام الداخلية والخارجية من أخبار وتقارير مفتعلة وموجهه، يغلب عليها- في نهاية المطاف- الطابع الدعائي، الذي يتم من خلالها الترويج من قريب أو بعيد بقصد أو بدون قصد للمشروع السياسي- الديني الإيراني، سواء باعتبارها أخر دول الممانعة العربية-الإسلامية لإستراتيجية المحور الأمريكي- الغربي وحلفائه الإقليمين وعلى رأسها(إسرائيل) إزاء المنطقة أو باعتبارها طوق النجاة الوحيد للأمة العربية وكذا الإسلامية في حال حدوث أية مواجهة مستقبلية مع أعدائها و(إسرائيل) منها- بوجه خاص-أكثر منه تجاوبا ذو طابع موضوعي لحقيقة ما يحيط بهذا المشروع على أرض الواقع من حالات تعقيد وتشابك ومن ثم من غموض حاد ومخاوف متنامية، ليست بسبب ما لحق- وما زال- ببعض- هذا إن لم نقل معظم- فئات الشعب الإيراني والعرب السنة في إقليم الأحواز المحتل منهم- بوجه خاص- من تغيب وصهر وإلغاء وتهميش عن واقع الحياة العامة لم ولن يتكرر حتى على أيدي الصهاينة المحتلين فحسب، بل ما لحق- ومازال- بالأمة العربية من نكسات وخسائر جسيمة مادية كانت أم معنوية طالت ماضيها وحاضرها و من ثم مستقبلها، نظرا لما علق بأذهان الكثير منهم من مواقف ورؤى لهذه الإدارة أوتلك منذ عام 1979م إزاء العديد من الأمور أو القضايا المصيرية كانت أم الشكلية وثيقة الصلة باهتمامات الجزء الأكبر والمهم من فئات الشارع العربي، إلا أنها- في نهاية المطاف- لم تخرج عن كونها مجرد شعارات فضفاضة غلب عليها الطابع الإعلامي-الدعائي، لم تمس بتاتا جوهر المصالح الحيوية القائمة فيما بينها وبين معظم دول المحور الأمريكي- الغربي وحلفائه، بل صبت- في المحصلة النهائية- في خدمتها، فالعلاقات الإيرانية معها ونخص بالذكر محور واشنطن- تل أبيب ذات الطابع الإستراتيجي تسير بنفس الوتائر المتناغمة النسق وعلى خطى حثيثة لم تتأثر- بتاتا- بكل ما يحيط بها من تحديات متنامية- استنادا- إلى أن معظم حالات التوتر الحادة التي شهدتها العلاقات الإيرانية مع محور واشنطن- تل أبيب كانت مفتعلة وموجهة، حيث لم تخرج عن كونها مجرد سوى معارك سياسية ذات طابع إعلامي- دعائي، لاسيما في حال أمعنا النظر طويلا في طبيعة وواقع خط سير العلاقات الإيرانية-الأمريكية منذ مطلع القرن الحالي، باعتبارها المحدد الرئيس- هذا إن لم نقل الوحيد- الحاكم لمجمل العلاقات الإيرانية بدول المحور وحلفائها، نجد إن مجمل ما أثارته كلا من إيران و(إسرائيل) والولايات المتحدة بالتناوب من ملفات عديدة- يأتي في مقدمتها-(البرنامج النووي الإيراني، العلاقات مع الولايات المتحدة، الملف الإسرائيلي، الملف العراقي، الملف اللبناني والفلسطيني،... )، ليست سوى مدخلا حيويا وأداة محورية لا بديل لهم عنها في إدارة الأزمة السياسية المستفحلة التي يعيشها النظام الإيراني سواء بين تيارات النظام المختلفة وبين تيارات الإصلاح الشعبية المعارضة لها، أو فيما بين مختلف تيارات النظام مع بعضها البعض (قيادات عليا ووسطى ودنيا، قواعد وأنصار )؛ جراء تنامي حالات التناقض والغموض الحادة ومن ثم الارتباك والفشل الذريعة في إنقاذ البلاد من المصير المحتوم الذي ينتظرها، التي طبعت المراحل الرئاسية الثلاثة(1989-1997م) و(1997-2005م) و(2005-2009م)، بصورة انعكست سلبا- في المحصلة النهائية- على مدركات معظم قياداتها وعناصرها على حد سواء، لدرجة انساق معظمها مع برامجها وشعاراتها المرفوعة، كي يكتشف في- نهاية المطاف- إنها ليست سوى مجرد أدوات وأساليب مفرغة من محتوياتها، لم يقصد منها سوء محاولة لسحب البساط بقوة من تحت أقدام التيارات الإصلاحية الشعبية المعارضة للنظام، والتي كادت تطبق بنفوذها على الشارع الإيراني في أخر سنتين من الولاية الثانية للرئيس السابق محمد خامنئي، فماهية وطبيعة ومن ثم واقع الإصلاحات التي نادي بها أو سعى وراء تحقيقها تختلف كثيرا من حيث الشكل والمضمون جملا وتفصيلا عن تلك التي علقت في أذهان بعض قياداته وقواعده وأنصاره، بصورة جعلتها تتعامل بردود أفعال سلبية حادة ، كادت تصيب النظام بمقتل، وهو الأمر الذي يفسر لنا بوضوح لا يقبل الجدل طبيعة تلك الخطوة وغاياتها ومبرراتها ومن ثم أهميتها القصوى، التي أقدم عليها النظام الإيراني آنذاك، عندما أدرك أن الحاجة قد أصبحت أشد إلحاحا في اتجاه صناعة الرجل الأسطورة التي ستوكل إليه مهمة إيصال النظام أكثر منها البلاد إلى بر الأمان- بصورة نسبية- في ضوء ما أحاط بشخص أحمدي نجاد من هالة إعلامية-دعائية مفتعلة وموجهة منذ ترشيحه للانتخابات عام2005م، شارك فيها الإعلام الأمريكي- الغربي بدور محوري لكن غير مباشر، بصورة أسهمت في تعزيز مكانة النظام القائم كثيرا في الداخل قبل الخارج في واحدة من أصعب وأدق المراحل التي عاشها، بصورة جعلت من فترة الرئيس أحمدي نجاد محط أنظار الداخل والخارج، جراء ما حظيت به من اهتمام خاص حشد له مجمل إمكانات الدولة وبرعاية وإشراف مباشر من قبل جميع أركان النظام وفي مقدمتهم المرشد الأعلى، نظرا لطبيعة المهام المرحلية ذات طابع الاستراتيجي التي أنيطت بها، وهذا ما بدء واضحا في ماهية و طبيعة التوجهات الرسمية إزاء تلك الملفات (باستثناء الملف العراقي) وما صاحبها من تطورات، غلب عليها الطابع الإعلامي- الدعائي.
    إذا فطبيعة جوهر الأزمة التي تعيشها إيران، هي- في الأساس- أزمة داخلية أكثر منها خارجية بامتياز، لأن مجمل علاقاتها الخارجية ذات الطابع الاستراتيجي، بعيدا عن إرهاصات إدارة الأزمة في طابعها السياسي- الإعلامي(الدعائي)، لاسيما مع دول المحور الأمريكي- الغربي وحلفائه تسير بانسيابية ومرونة عالية منقطعة النظير .
    وعليه فأني استطيع أن أرجح بقوة- بما لا يقبل الشك- إننا لسنا سوى أمام محاولة إيرانية جريئة أخرى بطابع جديد لم تشهدها الساحة السياسية؛ تهدف- بالدرجة الأساس- إلى تغطية أو تقليل حجم الأضواء المسلطة-بصورة نسبية- عن كل ما يكتنف واقعها الداخلي من أزمات سياسية-أمنية واقتصادية واجتماعية مستفحلة، أصبحت تنبئ باستمرار حالات العجز المتنامية التي يعيشها النظام السياسي بحكوماته المتعاقبة في ظل تنامي قوة تيارات الإصلاح المعارضة المعبرة عن مجمل مطالب واحتياجات معظم الشعوب الإيرانية، بصورة أصبحت بموجبها أكثر تهديدا ليس لبقائه فحسب، بل وبقاء كيانها القومي، و من ثم سعيا منها وراء دغدغة مشاعر وأحاسيس الجزء الأكبر والمهم من فئات الشعب والشابة منها- بوجه خاص- وصولا إلى محاولة مغازلة بعض دول المحور الأمريكي- الغربي، والتي راهنت عليها-الفئات الشابة- أثناء الحملات الدعائية وما بعد انتهاء العملية الانتخابية في تنفيذ السيناريو المتفق عليه في قمة الهرم السياسي بين مرشحي الحزب الحاكم، وإلا ما الجديد الذي طرأ على الواقع السياسي الإيراني،لاسيما إنه لم يكن متوقعا-على الإطلاق- أن تحسم النتيجة لغير صالح المرشح أحمدي نجاد قبل أن يستكمل دورته الرئاسية الثانية مثل نظرائه، نظرا لأن النظام الإيراني لم يكن مستعدا-بتاتا- لتبني مثل هكذا خطوة في أول سابقة خطيرة لا يحمد عقباها، ولاسيما في حال إذا ما أرتبط ذلك بأمرين رئيسين الأول وجود احتمالية متوقعة حول إمكانية انفلات الأمور من يديه؛ جراء طبيعة مثل هكذا خطوة غير مسبوقة في ظل وجود احتمالية أن تُفقد النظام توازنه سواء أكان ذلك داخل صفوفه أو خارجها، والثاني لها علاقة وثيقة الصلة بمرشح المرشد الأعلى( أحمدي نجاد)، فاستبداله أو سقوطه، هو هز لهيبته أمام مجمل تيارات النظام، وبالتالي هيبة النظام أمام معارضيه، وإلا ما هو البديل، فالمرحلة القادمة في توجهات النظام على المستويين الداخلي والخارجي؛ هي التي ستحدد احتمالية استبداله من عدمه، أي بمعنى أخر هل إدارة نجاد هي المؤهلة لإحداث قفزة نوعية في العلاقات مع واشنطن أم غيرها؟ أو إن هذه المرحلة لم تحن بعد، وإلا كيف نفسر تلك التوقعات التي تشير إلى ماهية وطبيعة خط سير المرحلة القادمة ستوجه نحو معالجة قضايا الداخل أكثر منها الخارج، استعدادا منها لدخول مرحلة جديدة ذات طابع جديد من الناحية الشكلية- على الأكثر- لم تشهدها إيران منذ عام 1979م في العلاقات مع المحور الأمريكي- الغربي ضمن إستراتيجية المحور المتبعة إزاء المنطقة المقترحة( الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا).
    والله من وراء القصد.


  2. #2
    طبيب / كاتب الصورة الرمزية د. فائد اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    20/03/2007
    العمر
    48
    المشاركات
    1,351
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: الحقائق الغائبة في المشهد السياسي الإيراني رؤية تحليلية

    جميل جدا اخى نورت واتا بكتاباتك

    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?p=437187د


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •