عذرًا إخواننا الأويغوريين

د. علي الحمادي

«نشعر أننا غرباء في بلادنا.. نحن مثل الهنود الحمر في الولايات المتحدة».
«إنهم يحاولون تدمير التوازن الديموجرافي باستقدام صينيين لمنطقتنا.. يريدون لجنسنا أن يختفي من الوجود، إنهم يجففون منابع جذورنا، يريدوننا عبيدًا لهم».

بهذه العبارات يتحدث المسلمون في إقليم تركستان الشرقية (سينكيانج) حسب التسمية الصينية الجديدة، وهو الإقليم الذي دخله الإسلام في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (86هـ - 705م).
وكعادة الأقليات المسلمة، في كثير من الأماكن، لم ينعم المسلمون الأويغوريون بالأمن ولم يذوقوا الأمان، فقد ذكرت الناشطة الحقوقية المسلمة من أقلية الأويغور ربيعة قادر - رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2006 أمام الكونجرس الأمريكي – أن هناك 240 ألفًا من مسلمات الأويغور (تتراوح أعمارهن بين 16 عامًا و25 عامًا) تم ترحليهن عنوة إلى المصانع في شرق الصين للعمل بالسخرة تحت ستار “فرص التوظيف”، وأنه يتم إجبارهن على الزواج من غير المسلمين، وأنهن يلاقين معاملة قاسية؛ إذ يعملن 12 ساعة يوميًا، وغالبًا ما تحجب عنهن أجورهن شهورًا.
آخر حملات القمع ضد مسلمي الأويغور كانت صباح الجمعة الموافق 26 يونيو 2009 حيث جُرِح وقُتِل ما يقرب من (1000) ألف مسلم إيغوري، وأصيب آلاف واعتقل نحوهم، في أول حصيلة إسلامية تذاع في أول أيام الانتفاضة الأويغورية، عندما فتحت القوات الصينية نيرانها مباشرة على المتظاهرين، كما كانت تفعل في السابق (على مر العقود الماضية قتلت القوات الصينية أكثر من مليون مسلم في سلسلة من المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية).
المثير للدهشة أن أيًا من الدول الإسلامية – باستثناء تركيا - لم تُبْدِ أسفها ولم تعلن تحفظها ولا استنكارها مما يحدث للمسلمين هناك، بالرغم من أنها تملك الكثير؛ إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين 133 مليار دولار في العام الماضي (2008)، ولكننا للأسف لانرى أي أثر لهذا الرقم في تقدير الصينيين لحكام الدول العربية وجامعتهم. هذا الرقم المهوول يزداد كل عام بمقدار 40% ، يمثل فيه الخليج نحو نصفه، وتمثل دولة كالإمارات العربية المتحدة ثلث نسبة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تحوي سوق التنين الصيني بدبي وهو أكبر سوق صيني خارج الصين في العالم.
ومايزال قادة أمتنا يشجبون وينددون ويستنكرون، هذا في أحسن الظروف، ومازالت وسائل الإعلام تطالعنا كل يوم بأصناف من العذاب وألوان من المجازر تُصب على إخواننا في كل مكان صبًّا.. قصف وقتل، سجن وأسر، تجويع وترويع، حصار ودمار، كل ذلك وغيره كثير، ويومياً وبلا توقف، فيا للأسف، ويا للعجب.

يا أمةً هبط الزمان بمجدها

ذُلاًّ وكانت في المقام الأعظمِ

لا عزَّ إلا بالكتاب يقودُنـا

أكْرِمْ بأحسـنِ قائـدٍ ومُعَلِّمِ


المصدر/ جريدة النبأ البحرينية
2/9/2009