آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سعي النورسي في فتح جامعة في كردستان تركيا قبل مائة عام

  1. #1
    كاتب ومترجم الصورة الرمزية حازم ناظم فاضل
    تاريخ التسجيل
    03/06/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    152
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي سعي النورسي في فتح جامعة في كردستان تركيا قبل مائة عام

    حوار جرى بين بديع الزمان سعيد النورسي والعشائر الكردية في تركيا حول سعي الاستاذ النورسي فتح جامعة باسم مرسة الزهراء في كردستان تركيا قبل مائة عام :

    انتظروا فان لي دعوى أبحثها مع الخواص، ولي مسألة مهمة مع الحكومة، مع الأشراف، مع اولئك الذين ليسوا من الماسونيين من جماعة الاتحاد والترقي.

    ياطبقة الخواص! نحن العوام ومعاشر أهل المدرسة الدينية نطالبكم بحقنا!..

    س: ماتريدون؟ .

    ج: نريد أن تصدقوا قولكم بفعلكم، ولاتعتذروا بقصور غيركم، ولا تتواكلوا فيما بينكم وتتكاسلوا في خدمتنا الواجبة عليكم، وان تتداركوا فيما فاتنا بسببكم، وان تستمعوا الى أحوالنا وتستشيروا حاجاتنا، وان تستفسروا عن اوضاعنا، وتَدَعوا لَهوَكم جانباً!..

    الحاصل: اننا نطلب ضمان مستقبل العلماء في الولايات الشرقية ونطلب نصيبنا من معنى "الاتحاد" و"الترقى" لا من الاسم فنطلب ماهو هيّن عليكم وعظيم عندنا.

    س: افصح عن مقصدك ولاتتركه مبهماً. ماذا تريد؟.

    ج: نطلب تأسيس "مدرسة الزهراء" - شقيقة الجامع الأزهر - التي تتضمن الجامعة. نطلب تأسيسها في "بتليس" مع رفيقتها في كل من "وان" و"دياربكر" جناحَي بتليس، اطمأنوا أننا - نحن الأكراد - لسنا كالآخرين - فنحن نعلم يقيناً أن حياتنا الاجتماعية تنشأ من حياة الأتراك وسعادتهم.

    س: كيف؟ مثل ماذا؟ ولِمَ؟.

    ج: ان لها بعض شرائط تربوية، ومجاري واردات، ومحاسن ثمرات...

    س: ما شرائطها؟.

    ج: ثمانية:

    اولاها: التسمية باسم "المدرسة" لأنه مألوف ومأنوس وجذّاب، ومع كونه عنواناً اعتبارياً الاّ أنه يتضمن حقيقة عظيمة ممّا يهيّج الأشواق وينبّه الرغبات.

    ثانيها: مزج العلوم الكونية الحديثة ودرجها مع العلوم الدينية معَ جعل اللغة العربية واجبة، والكردية جائزة، والتركية لازمة.

    س: ما الحكمة في هذا المزج، حتى تدعو اليه دائماً وتدافع عنه؟.

    ج: لتخليص المحاكمة الذهنية (العقلية) من ظلمات السفسطة الحاصلة من أربعة أنواع من الأقيسة التمثيلية الفاسدة 1 وازالة المغالطة التي تولدها الملكة المتفلسفة على التقليد الطفيلي.

    س: كيف؟ مثل ماذا؟.

    ج: ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبإمتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الاولى والحيل والشبهات في الثانية.

    الشرط الثالث: انتخاب المدرسين فيها، اما من العلماء الأكراد من ذوي الجناحين أي الموثّقين والمعتمدين من قبل الأكراد والأتراك او ممن يعرفون اللغة المحلية ليُستأنس بهم.

    رابعها: الإستشارة باستعداد الأكراد وقابلياتهم، وجعل صباوتهم وبساطتهم نصب العين، وكم من لباس يُستحسن على قامة، يستقبح على أخرى، وتعليم الصبيان قد يكون بالقسر أو بمداعبة ميولهم.

    الشرط الخامس: تطبيق قاعدة "تقسيم الأعمال" بحذافيرها، حتى يتخرج من كل شعبة متخصصون مَهَرة مع أنها مداخل ومخارج بعضها ببعض.

    الشرط السادس: ايجاد سبيل بعد تخرج المداومين وضمان تقدمهم واستفاضتهم حتى يتساووا مع خريجي المدارس العليا ويتعامل معهم بنفس المعاملة مع المدارس العليا والمعاهد الرسمية، وجعل امتحاناتها كامتحانات تلك المدارس منتجة، دون تركها عقيمة.

    الشرط السابع: اتخاذ دار المعلمين - موقتاً - ركيزة لهذه المدرسة ودمجها معها، ليسري الانتظام والاستفاضة من العلم من هذه الى تلك والفضيلة والتدين من تلك الى هذه، حتى يكون كل منها ذا جناحين بالتبادل.

    س: ما وارداتها؟

    ج: الحمية والغيرة..

    س: ثم ؟

    ج: ان هذه المدرسة كنواة تتضمن - بالقوة - شجرة طوبى. فان اخضرّت بالحميّة والغيرة إستغنت عنكم وعن خزائنكم المنضوبة، وذلك بجذبها الطبيعي لحياتها المادية.

    س: بأي جهة؟

    ج: بجهات عديدة:

    الاولى: الأوقاف، لو انتظمت انتظاماً حقيقياً، لأسالَت الى هذا الحوض عيناً سيالة بتوحيد المدارس.

    الثانية: الزكاة، فنحن شافعيون وأحناف، فاذا أبدت - بعد حين - تلك المدرسة الزهراء خدماتها للاسلام والانسانية، فلا ريب أن يتوجه اليها قسم من الزكاة وتحصرها لنفسها باستحقاق، وحتى لو كانت لها زكاة الزكاة لكفتها.

    الثالثة: النذور والصدقات... فكما ان هذه المدرسة تكوّن وتمثل عند العقول أسمى "مدرسة" وبنظر القلوب والوجدان أقدس زاوية "تكية" وذلك بما تنشره من ثمرات وما تعمه من ضياء وما تقدمه للاسلام من خدمات جليلة. أي فكما هي مدرسة دينية فهي مدرسة حديثة، وتكية أيضاً. وحينها يتوجه اليها قسم من النذور والصدقات التي هي من جملة التكافل الاجتماعي في الاسلام.

    الرابعة: الإعارة.. بتوسيع واردات دار المعلمين - بعد الدمج لأجل التبادل المذكور- توسيعاً نسبياً، يمكن اعارة تلك الواردات اليها موقتاً، وحينما تستغني - بعد مدة - ستردّ تلك العارية.

    س: ما ثمرات هذه المدرسة حتى تصرخ وتدعو اليها بحماسة من قبل عشر سنين بل من قبل خمس وخمسين سنة؟.

    ج: مجملاً تأمين مستقبل العلماء الأكراد والأتراك 2 واقحام المعرفة عن طريق "المدرسة" الى كردستان واظهار محاسن "المشروطية" و "الحرية" والاستفادة منها.

    س: يحسن بك أن توضح أكثر وتفصّل.

    ج:

    الأول: توحيد المدارس الدينية واصلاحها...

    الثاني: انقاذ الاسلام من الأساطير والأسرائيليات والتعصب الممقوت، تلك التي صدّأت سيف الاسلام المهنّد.

    نعم إن شأن الاسلام الصلابة في الدين وهي المتانة والثبات والتمسك بالحق، وليس التعصب الناشئ عن الجهل وعدم المحاكمة العقلية، وفي نظري ان أخطر انواع التعصب هو ذلك الذي يحمله قسم من مقلدي اورربا وملحديها، لما يصرّون بعناد على شبهاتهم السطحية، وليس هذا من شأن العلماء المتمسكين بالبرهان.

    الثالث: فتح باب لنشر محاسن المشروطية.

    نعم، ليس هناك في العشائر من فكرٍ يجرح المشروطية، ولكن ان لم تستحسن في نظرهم فلا يستفاد منها. وهذا أشد ضرراً، فلاشك أن المريض لايستعمل دواءً يظنه مشوباً بالسم.

    الرابع: فتح طريق لجريان العلوم الكونية الحديثة الى المدارس الدينية، بفتح نبع صافٍ لتلك العلوم بحيث لاينفر منها أهل المدارس الدينية، ولقد قلت مراراً بأن فهماً خطأً وتوهماً مشؤوماً قد أقاما - لحد الآن - سدّين أمام جريان العلوم.

    الخامس: اكرر ماقلته مراراً - بل مئة مرة - ان هذه المدرسة تصالح بين أهل المدرسة "الدينية" والمدرسة "الحديثة" وأهل الزوايا "التكايا" وتجعلهم يتحدون - في الأقل- في المقصد، وذلك بما تحدث فيما بينهم من الميل وتبادل الأفكار.

    نعم، نشاهد بأسى وأسف أن تباين أفكارهم كما فرّق الاتحاد فيما بينهم فان تخالف مشاربهم قد وقّف التقدم والرقي أيضاً وذلك لأن كلاً منهم بحكم التعصب لمسلكه ونظره السطحي لمسلك الآخر، انساق الى الافراط والتفريط، ففرّط هذا بتضليل ذاك، وأفرط ذاك بتجهيل هذا.

    الخلاصة: ان الاسلام لو تجسّم لكان قصراً مشيداً نورانياً ينور الأرض ويبهجها فأحد منازله "مدرسة حديثة"، واحدى حجراته "مدرسة دينية"، واحدى زواياه "تكية"، ورواقه مجمع الكل، ومجلس الشورى، يكمل البعض نقص الآخر.. وكما أن المرآة تمثل صورة الشمس وتعكسها فهذه المدرسة الزهراء ستعكس وتمثل أيضاً صورة ذلك القصر الإلهي الفخم في البلدان الخارجية.

    يا أيها الاشراف! اخدمونا كما خدمناكم والاّ... يا أهل الحكومة الذين تدّعون الوصاية علينا بعدم بلوغنا سن الرشد كما تظنون أمّنوا وسائل سعادتنا كيما نطيعكم، وإلاّ.. يا اعضاء الاتحاد والترقي القدماء يامن تعهّدتم وتحمّلتم بحق الواجب الاجتماعي للأكراد والأتراك حسناً فعلتم وقمتم بهذا المزج، فان احسنتم فحسناً وإلاّ.. [فردّوا الأمانات الى أهلها] 3 .

    س: هناك عتاب كبير على العلماء حتى...

    ج: انه ظلم عظيم وعدم انصاف شديد.

    س: لماذا؟

    ج: لأنه حماقة كحماقة من يهب وجوداً على ذنب صدر من العدم.

    س: ماذا تعني؟.

    ج: ان إدانة العلم، بذنب ناشئ من عدم الحلم، لشخص - اقترن علمه بعدم الحلم - كم هي حماقة وبلاهة، كذلك فان إدانة العلماء المساكين - وهم المرشدون دوماً الى قدسية الاسلام وسمّوه، والمبلّغون لأحكام الدين، حسب طاقاتهم والذين يستحقون اكثر احتراماً ومحبة ورحمة في الوقت الحاضر - ادانتهم بذنب وخطأ ناشئ من عدم وجود علماء بمستوى لائق لهذا العصر، ثم القاء ذلك الذنب وتلك الخطيئة على كاهل هؤلاء المساكين، ان لم تكن هذه حماقة اعظم وبلاهة اكبر فما هي اذن؟ !...
    نعم، ان الضرر لم يصبنا من "وجودهم" بل من "عدم وجود" ما نبتغيه من العلماء الأفذاذ، لأن اغلب الأذكياء قد اتجهوا الى المدارس الحديثة والأغنياء لم يتنازلوا الى نمط المعيشة في المدرسة الدينية، والمدرسة نفسها - لعدم وجود الانتظام وفقدان الاستزادة من العلوم وانقطاع سبل التخرج - لم تتمكن تهيئة علماء بمقتضى هذا العصر، احذروا! ان كره العلماء وبغضهم خطر عظيم. 1


    (عن كتاب صيقل الاسلام - مناظرات لبديع الزمان سعيد النورسي )
    _____________________

    1 من أمثال تلك القياسات الفاسدة: قياس المعنويات على الماديات، واتخاذ ماتقوله اوروبا حجة في المعنويات، أي كما أنهم ماهرون في الماديات، ويقتدى بهم فيها، فهم ماهرون في العقائد ايضاً. وثانيتها: رفض أقوال العلماء - ممن لم يطّلعوا على بعض العلوم الحديثة - في العلوم الدينية ايضاً. ثالثتها: الاعتماد على النفس والاعتداد بها في الدين لاغتراره بمهارته في العلوم الحديثة. رابعتها: قياس السلف على الخلف والماضي على الحاضر، ثم شن الهجوم وتقديم الاعتراضات الباطلة - شقيق النورسي عبدالمجيد.

    2 لقد ألقيت هذه المباحث حول (مدرسة الزهراء) في السنة الثالثة من اعلان الحرية على صورة خطب للأهالي في كل من بتليس ووان ودياربكر وغيرها من الأماكن، وقابلوني جميعاً بالموافقة وبأن هذه المسألة حقيقة وممكنة وقابلة للتطبيق، لذا أستطيع أن أقول انني مترجم لما كان يدور بخلدهم في هذه المسألة - النورسي.
    3 تنبيه: يا اعضاء الحكومة وأهل السياسة الذين تعدّون أنفسكم من الخواص، لاتسلّوا أنفُسَكم بالاستناد الى هذا الكتاب الذي يخاطب العوام ويلقنهم الدروس في تحطيم اليأس لأن سوء استعمالكم أسوأ تأثيراً من سوء فهمهم، لكي ارشدكم جعلتُ الزمان وكيلاً، فلم تعيروا الى درس الزمان بالاً، فذقتم صفعة تأديبية - النورسي.
    4 يا أهل المدارس (الدينية): لاتيأسوا ان العلوم الدينية والعلوم الحديثة في الوقت الحاضر هما المسيطرتان. وان طريق التقدم والرقي سيكون بالعلم وبانواعه كافة، وسوف يرتقي أرفعه واعلاه الى أسمى طبقة.

    [gdwl]
    إن كان الإتفاق في الحق إختلافاً في الأحق، يكون الحق أحياناً أحق من الأحق، والحسن أحسن من الأحسن.
    ويحق لكل امرئٍ أن يقول في مذهبه: «هو حق، هو حسن»، ولكن لا يحق له القول: «هو الحق هو الحسن .
    [align=center]بديع الزمان سعيد النورسي[/align][/gdwl]

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/11/2010
    المشاركات
    12
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: سعي النورسي في فتح جامعة في كردستان تركيا قبل مائة عام

    حبذا التوسع أ.ناظم
    بارك الله فيكم


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •