من يدمر الأقصى يعذب بصحيفة !!!!
صالح النعامي
لقد أمضيت وقت التحقيق وأنا ألوك العلكة واضعاً رجلاُ على رجل، كنت أستمتع برؤية المحققين الذين كانوا يتذللون الي لأرد على استفساراتهم البائسة "، هذه الكلمات صدرت عن المجرم ايتمار بن غفير، أحد قادة حركة " كاخ " اليهودية الإرهابية، بعد احتجازه قبل عامين في السجن لمدة أسبوع بعد اتهامه باطلاق النار وقتل أحد الفلسطينيين في القدس. لقد كان هناك الكثير من الشهود والقرائن التي تثبت تورط بن غفير في الجريمة، لكن بما أن القانون الاسرائيلي يمنح المعتقل اليهودي حق الصمت أثناء التحقيق، فلم تفلح كل الأدلة والقرائن في مجرد دفع غفير للنطق بكلمة. هذه الأجواء في التحقيقات التي تجريها المخابرات الإسرائيلية مع نشطاء التنظيمات الإرهابية اليهودية الذين يقتلون الفلسطينيين ويخططون لتدمير مقدساتهم. ولهذه الأسباب فأن أكثر من90% من الجرائم التي ينفذها الإرهابيون اليهود ضد الفلسطينيين لا يتم الكشف عن منفذيها بسبب العوائق التي يضعها القانون الإسرائيلي في مسائلة اليهود والتحقيق معهم، وبسبب التعاطف الذي يبديه كبار قادة الأجهزة الاستخبارية مع هذه التنظيمات. هذا في الوقت الذي تتحول فيه أقبية التحقيق في السجون الإسرائيلية الى " سلخانات " حقيقية لأسرى المقاومة الفلسطينية الذين يتم تحقيق معهم من قبل محققي المخابرات الاسرائيلية وتحديداً جهاز " الشاباك ". فقد استشهد المئات من الأسرى الفلسطينيين وأصيبوا بعاهات دائمة بسبب عمليات التعذيب التي مورست ضدهم على أيدي جلادي " الشاباك ". اللافت للنظر أن قادة الأجهزة الاستخبارية يعتبرون التعاطف مع نشطاء التنظيمات الإرهابية اليهودية جزء من الشعور الشوفيني " الوطني "، فها هو المجرم آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز " الشاباك " يقول " لا يمكننا أثناء التحقيق أن نتعامل مع نوعم ( اليهودي ) بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع نعيم ( الفلسطيني)، هذا لايمكن ". وهاهو يوفال ديسكين الرئيس الحالي لجهاز " الشاباك " يقطع طول الضفة الغربية وعرضها ليلتقي مع نشطاء التنظيمات المتطرفة، بل ويحاول التقرب منهم، كما حدث اثناء لقائه الأخير مع طلاب مدرسة " يشيفات ههسدير " في مستوطنة " عاليه " في الضفة الغربية، التي يديرها أحد منظري التنظيمات الارهابية. اللافت للنظر أن الأجهزة الأمنية الصهيونية توفر كل الظروف من أجل تسهيل استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، وذلك عبر إبداء الحد الأدنى من التحرك لاحباط مخططات التنظيمات الإرهابية المتخصصة في التخطيط للمس بهذه المقدسات. فعلى سبيل المثال في منتصف العام 2002، أعلن جهاز " الشاباك " القبض على 25 من نشطاء التنظيمات الارهابية اليهودية، وجميعهم من مستوطنات الضفة الغربية. وأعلنت مصادر في " الشاباك " حينها، أن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في التخطيط لتفجير المسجد الأقصى مع عشرات المساجد في أرجاء الضفة الغربية. لكن لم يمض أسبوعان حتى تم الإفراج عن جميع الارهابيين، وعندما قام الصحافيون بالاستفسار من آخر ارهابي تم الافراج عنه عن أجواء التحقيق معهم، قال هذا الإرهابي " لقد عذبونا كثيراً !!!"، وعندها بادره احد الصحافيين متسائلاً " وكيف عذبوكم ؟؟ !!"، فرد عليه هذا الارهابي " لقد ارغمونا على مطالعة صحيفة هارتس اليسارية!!!!