بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بفترة قصيرة وتحديدا في عام 1992م , صدر كتاب نهاية ‏التاريخ والإنسان الأخير للمنظر والكاتب الاميركي من أصول يابانية فرانسيس فوكوياما , هذا ‏الكتاب الذي أنهى فلسفيا حركة التاريخ – من وجهة نظر فوكوياما - وذلك بانتصار ‏الديموقراطية الغربية الحرة – الاميركية تحديدا - وانتصار الغرب معها , وبالتالي فانه لم يعد ‏أمام الأميركيين والأوروبيين ما ينتظرونه من جديد , وبالرجوع الى المقابلة التي أجراها معه ‏مندوب وكالة أورينت برس , والتي نشرتها مجلة القاهرة ( العدد 117 – اغسطس 1992 , ‏صفحات 32 – 35 ) قال فوكوياما مؤكدا :- بان الولايات المتحدة الاميركية قد حققت أضخم ‏انتصار لها مع نهاية القرن العشرين وهو : إبادة الشيوعية , ولا احد يشك الآن في ان اميركا ‏هي زعيمة العالم , وأنها الأقوى والأعظم 0 ‏
‏ والحقيقة ان فوكوياما بتلك النظرية – وليدة اللحظة الهستيرية للصدمة الجيوسياسية ‏بسقوط الاتحاد السوفيتي - قضى على كثير من الاعتبارات التاريخية الثابتة , وعلى رأسها ‏استمرارية ديناميكية حركة التاريخ الإنساني بشكل عام والسياسي على وجه التحديد , كذلك فان ‏فوكوياما قد قضى على أي فكرة من شانها ان تنهي وجود الولايات المتحدة الاميركية تاريخيا ‏من الناحيتين الفلسفية والسياسية , لان انتصارها وانتصار فلسفاتها وديمقراطيتها هو نهاية ‏التاريخ الإنساني الحديث نفسه , وبالتالي فان هذا الانتصار الكاسح – في رأي فوكوياما - , قد ‏أغلق باب التاريخ بشكل نهائي , فلا يمكن ان يحدث بعد ذلك أي جديد 0 ‏
‏ وللأسف الشديد , فقد سار فرانسيس فوكوياما في اتجاه من سبقوه في هذا الشأن , من ‏الفلاسفة والمؤرخين كالقديس أوغسطين في فكرة مدينة الله , ومكيافيللي في الأمة , ونور العقل ‏لفولتير , وكمال الدولة البروسية لهيجل , - ونحن هنا – لسنا بصدد التطرق الى فكرة نهاية ‏التاريخ بولادة الديموقراطية الغربية في طرح فوكوياما , بل ان هدفنا الرئيسي في هذا الطرح ‏هو فكرة الانتصار الاميركي الساحق , والذي أنهى حتميا بروز أي إمكانية لسقوطها ونهايتها ‏وبروز أي بديل لها , كونها تمثل النهاية الإنسانية والحضارية , والانتصار الفلسفي الأخير ‏للإمبراطوريات بجميع أبعادها العابرة للقارات على مدى التاريخ البشري , كما أكد ذلك ‏فوكوياما في كثير من سطور كتابه نهاية التاريخ والإنسان الأخير 0 ‏
‏ ومما لاشك فيه هنا , وهو ما يصعب نكرانه تاريخيا , كونه واقع ملموس لا خلاف ‏عليه , ولا يحتاج الى كثير من الأدلة والبراهين لإثباته , وهو ان الولايات المتحدة الاميركية ‏اليوم وعلى وجه الدقة منذ بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين , قد أصبحت بالفعل القوى ‏العظمي المتفردة والكبرى في العالم , بل والإمبراطورية الوحيدة على مدى التاريخ البشري ‏التي استطاعت ان تتوسع لحدود جغرافية لا نهائية لها على رقعة الشطرنج الدولية , بل ‏وتخطت تلك الحدود التوسعية الأرضية لتغزو الفضاء الخارجي بدون منافس لها يستحق الذكر ‏حتى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين 0‏
‏ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : الى متى سيتمر هذا الوضع الاستثنائي لهذه ‏الامبراطورية الامبريالية ؟ وهل فعلا ان التاريخ البشري قد توقف وانتهت دورته ببزوغ شمس ‏الولايات المتحدة الاميركية وقوتها الكونية اللامحدودة وديمقراطيتها التي أشار إليها فوكوياما في ‏كتابه , وغيره من منظري المحافظين الجدد ؟ 0‏
‏ بالطبع لا أتصور ذلك , – فمن وجهة نظري الشخصية – لا يمكن التنبؤ بصعود الأمم ‏وسقوطها , فمن المؤكد ان ذلك الانتصار الاميركي على الشيوعية قد أدى الى تفردها العالمي ‏الجيواستراتيجي وتفوقها الجيوسياسي كما أكد ذلك فوكوياما وغيره , ولكن من جانب آخر , فان ‏ذلك المنطق قد يشير كذلك الى احتمال ان ذلك التفوق التاريخي الاستثنائي أصلا ليس إلا نتيجة ‏لحظية لذلك الانهيار الكبير في عتبة التاريخ , وبالرجوع الى الظروف التاريخية الحديثة التي ‏أوجدت ذلك التفرد الاميركي الاستثنائي , وتحديدا الحقبة التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي ‏التي تفردت بها الامبراطورية الاميركية كقوة عالمية وحيدة على رقعة الشطرنج الدولية - ‏‏1990 /2000م - نشارك وكثير من الباحثين بان ذك التفرد ليس إلا نتيجة لسقوط العملاق ‏الشيوعي , او بالأحرى عدم وجود شريك دولي حقيقي يقاسمها الهيمنة العالمية كما كان ذلك في ‏ظل وجود الاتحاد السوفيتي 0 ‏
‏ قد يقول قائل : ان تلك الأحادية القطبية التي تعيشها الولايات المتحدة الاميركية اليوم ‏تؤكد استمرارية بقاءها كقوة عظمى متفردة خلال السنوات الـ 90 المتبقية من القرن الحادي ‏والعشرين , وخصوصا ان القوى الكبرى المؤهلة لاحتواء ذلك التفرد , والموجودة اليوم على ‏رقعة الشطرنج الدولية كروسيا والصين واليابان على سبيل المثال لا الحصر , لا تملك بعد ‏القوة والإمكانيات اللازمة للامساك بزمام قاعدة التوازن الجغرافي والبديل الجيوسياسي ‏والجيواستراتيجي للولايات المتحدة الاميركية , وان هذه الأخيرة لا زالت بالرغم من الظروف ‏التي تمر بها قوية وقادرة على الاستمرارية 0‏
‏ فنقول : ان ذلك صحيح الى حد ما , ولكن , إذا كانت تلك القوى العالمية الكبرى لا ‏تملك الإمكانيات سالفة الذكر الى الآن , فذلك لا يستدعى بقاءها على ذلك الحال الى مالا نهاية ‏وليس بالضرورة ان الإمكانيات التي تملكها الولايات المتحدة الاميركية اليوم , تؤهلها للامساك ‏بزمام المبادرة والقيادة في القرن الحادي والعشرين , فقواعد القيادة واليات التفوق الدولي ‏تختلف من قرن الى قرن , وهذا من جهة , أما من جهة أخرى , فان طبيعة اختلاق الولايات ‏المتحدة الاميركية نفسها وولادتها وحياتها الامبريالية التوسعية , ومن الناحيتين الجيوسياسية ‏والجيواستراتيجية , تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنها إمبراطورية لا تعرف البقاء دون وجود ‏محرك يثير قوتها ويدفعها للتوسع والحياة , فهي إمبراطورية تموت وتتلاشى إذا لم تتمكن من ‏التوسع والحصول على مصادر جديدة للحياة والبقاء 0‏
‏ فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وجدت الولايات المتحدة الاميركية نفسها وحيدة متفردة , ‏مما استدعى محاولة اختلاق عدو جديد , يكون لها بمثابة المحرك والدافع الجيوسياسي للتوسع ‏الجغرافي , ولكن كان لذلك التفرد ثمنا باهظا عليها , حيث تناست أنها نفثت الروح في وحش ‏أرادت من خلاله غاية إسقاط العملاق الشيوعي الأحمر ولكنها لم تدرك بأنه قد يتحول عليها بعد ‏ذلك , كما تصور ذلك الانقلاب الأستاذ سيلغ هاريسون وهو الأخصائي في شؤون آسيا الوسطى ‏من مركز ودرو ويلسون الدولي والذي قال محذرا أصحاب القرار في البيت الأبيض :- ‏‏( حذرتهم من أننا ننفث الروح في وحش , وجاء ردهم - أي القيادة في اميركا - بان هؤلاء ‏الأشخاص متطرفون وكلما كانوا عنيفين حاربوا السوفييت بشكل أعنف ) 0‏
‏ وهكذا وجدت الولايات المتحدة الاميركية نفسها أمام عدو جديد صنعته وغذته بنفسها , ‏ومفاهيم جيوسياسية جديدة لم تكن تتوقعها قبل ذلك , أو ربما توقعتها ولكن لم تكن تتصور أنها ‏ستحدث بتلك السرعة أو بتلك الطريقة الدرامية التي ارتدت عليها , كمفهوم الإرهاب العالمي ‏على سبيل المثال لا الحصر , وكما جاء في كتاب السياسي مايكل ريفير والذي يحمل عنوان ‏تزييف الإرهاب - سبيل إلى الديكتاتورية - أن الحكومات المشتبه باشتراكها في اعتداءات 11 ‏‏/9 / 2001 - , قد أنشأت تقليدا ساخرا ومهيبا , وأبعد من أن يكون فكرة لا مثيل لها , وهي ‏أقدم خدعة في كتاب تعود إلى العصر الروماني , إذ تنشئ الإمبراطوريات الأعداء التي تحتاج ‏إليهم , ولكن الأمر الجديد وكما سلف واشرنا , هو ان ذلك العدو لم يكن هو العدو المناسب ‏لتوجيه الدوافع الاميركية نحو إعادة إحياء قاعدة خلايا النحل الى الوجود التاريخي الاميركي , ‏وبالتالي فان الولايات المتحدة الاميركية قد فشلت في اختيار عدوها الجديد الذي ستستغله عالميا ‏كقفاز لهيمنتها ومساعيها الامبريالية العالمية 0‏
‏ صحيح ان الولايات المتحدة الاميركية قد نجحت الى حد ما في تلك الفكرة – أي – ‏فكرة استغلال وحش طالبان وتنظيم القاعدة على سبيل المثال لا الحصر – نموذج للإسلام ‏السياسي - لغزو العالم من جديد كبديل لسقوط الشيوعية والاتحاد السوفيتي , ولكن ما نؤكده هنا ‏‏, هو ان ذلك الوحش المزعوم لم يكن هو الدافع المناسب لتحفيز عنصر المنافسة المطلوبة ‏للتقدم والتفوق الاميريكي العالمي , كما حدث ذلك أثناء وجود الاتحاد السوفيتي , بل على ‏العكس من ذلك , فقد أدى ذلك التوجه الجيوسياسي القاتل , الى توجيه الولايات المتحدة ‏الاميركية الى بؤرة صراع أيديولوجي حضاري لا نهاية له , مما جرفها للدخول في عوالم لا ‏قدرة لها على احتواءها , فهناك فارق شاسع بينهما كفارق السماء والأرض , وهي هنا كمن ‏يحارب طواحين الهواء , ويبحث عن حبة رمل في جبال وكهوف تورا بورا الأفغانية , في بيئة ‏لا تعترف مطلقا بالتقدم والأسلحة المتطورة التي تملكها الولايات المتحدة الاميركية 0 ‏
‏ من هنا بدأت الامبراطورية الاميركية باستنزاف مواردها القومية واقتصادها ‏الأسطوري , وطاقاتها الاستراتيجية وقوتها العالمية ومكانتها الجيواستراتيجية الدولية كمركز ‏للنظام العالمي " أحادي القطب " الذي نشأ بانهيار الاتحاد السوفيتي مع بداية عقد التسعينيات من ‏القرن العشرين , وذلك من خلال مطاردتها لذلك الوحش الخفي الذي صنعته بنفسها , في ‏حربها العالمية الرابعة ضد وحش الإرهاب المصطنع 0‏
‏ - ونحن هنا بالطبع – لا نشير الى ان هذا الأخير – أي – اهتراء الاقتصاد ‏الاميريكي , هو العامل الوحيد لتراجع هيمنتها ونفوذها العالمي , مع انه في حقيقة الأمر السبب ‏الرئيسي لذلك , فقوة مثل الولايات المتحدة الاميركية , هي قوة تعيش يوما بيوم , ولكن هناك ‏عوامل كثيرة أخرى على غرار العامل الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحدة الاميركية , ‏كان السبب وراء ذلك الانهيار الذي بدأ يدب في الجسد الاميركي , وبدأت رائحته تفوح مع ‏مطلع القرن الحادي والعشرين , منها الغطرسة والاستعلاء على الأمم الأخرى , والمشاكل ‏الاجتماعية والأخلاقية وغيرها , والتي بدأت تتسبب بتآكل وتفسخ النسيج الاميركي من الداخل , ‏وبروز منافسين دوليين يسعون لاحتواء نفوذها الجيواستراتيجي والجيوسياسي العالمي ووو الخ ‏‏, وهنا يتساءل الاقتصادي الاميركي ليستر ثورو قائلا : ( لماذا استمرت روما ألف سنة ‏كجمهورية وإمبراطورية , بينما رحنا نحن – الأميركيين – ننزلق الى الانحطاط بعد خمسين ‏سنة فقط ) , وثور هنا يحدد بداية الانزلاق الاميريكي بالفترة من 1935- 1985م 0‏
‏ لذا فقد برزت في الآونة الأخيرة الكثير من الأقلام العالمية المرموقة التي تتوقع نهاية ‏المركزية الاميركية العالمية وانهيارها بشكل نهائي , لا كما نظر فوكوياما وتصور بان التاريخ ‏قد انتهي ببزوغ شمس الامبراطورية الاميركية , وان العالم لا يجب ان ينتظر أي جديد يمكن ‏ان يحدث بعد ذلك البزوغ , ومن تلك الأقلام إيغور بانارين وايمانويل تود وكريستوفر لين ‏ونعوم تشومسكي وليستر لوثر وجون غري‎ ‎وجاكوب هايلبرون‎ ‎وغيرهم الكثير , وهم بالطبع ‏على سبيل المثال لا الحصر , وفي هذا السياق قال إيغور بانارين عميد كلية العلاقات الدولية ‏في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية في عام 1998م نقلا عن صحيفة ‏كومسومولسكايا برافدا" 6/4/2009 - وكالة نوفوستي ( أنه يرى ما ينذر بتفكك الولايات ‏المتحدة الأمريكية وانهيارها مثلها في ذلك مثل الاتحاد السوفيتي ) 0‏
‏ ويتابع بانارين قوله ( والدليل على ذلك ما تواجهه الولايات المتحدة من أزمات أخلاقية ‏ومالية واقتصادية ، والتوتر بين الجماعات الاثنية , وقد أعلنت 8 ولايات أمريكية تحولها إلى ‏دول سيدة بينما تبحث المجالس التشريعية في 12 ولاية أخرى في إعلان استقلال ولاياتها , ‏وفي التاسع من مارس 2009 أعلن "تشاك نوريس"، وهو ممثل أمريكي معروف ، ترشحه ‏لمنصب رئيس دولة مستقلة اسمها تكساس! ) وينظر الأستاذ بانارين إلى "أوباما"، رئيس ‏الولايات المتحدة حاليا، بأنه "غورباتشوف الجديد"، مشيرا إلى أن غورباتشوف دعا أوباما الذي ‏استقبله مؤخرا إلى إعادة ترتيب البيت الأمريكي بالأسلوب الذي اتبعه غورباشتوف في حينه ‏والذي يعرف باسم "بيريسترويكا". ‏
‏ كما يشارك إيغور بانارين نظرته الى مستقبل الإمبراطورية الاميركية كذلك الفيلسوف ‏والأستاذ البريطاني في علم السياسة والاقتصاد جون غري , حيث يقول هذا الأخير نقلا عن ‏صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 28 / 9 / 2008 م , ‏تحت عنوان “ لحظة‎ ‎الانكسار في‎ ‎سقوط قوة‎ ‎أميركا ” ( إن حقبة الهيمنة الأميركية قد انتهت , ‏وإن ما نـمر به من غليان في الأسـواق العالمية هو أكثر من أزمة مالية ، بل هو تغيير ‏جيوسياسي تاريخي يعاد فيه تشكيل موازين القوى في العالم دون رجعة ، ويعلن فيه انتهاء‎ ‎حقبة ‏الهيمنة الأمريكية التي تعود منذ الحرب العالمية الثانية ) 0‏
‏ كما كتبت الكثير من الكتب والأطروحات السياسية والاقتصادية التحليلية والمقالات ‏الصحفية التي توقعت نهاية المركزية الاميركية وانهيار النظام العالمي القائم , والذي تقوده ‏الولايات المتحدة الاميركية اليوم , وذلك على حساب أنظمة قيادة عالمية جديدة , كنظام التعددية ‏القطبية الفضفاضة , او نظام البولياركي , – انظر في هذا الشأن كتاب المفاجأة الروسية ‏الصادر لنا في العام 2008 , وكتاب ما بعد الامبراطورية , دراسة في تفكك النظام الاميركي ‏لايمانويل تود , وكتابات كريستوفر لين في " وهم القطب الواحد – لماذا ستظهر قوى عظمى ‏جديدة " وبول كيندي في صعود القوى العظمى وسقوطها : التغيير الاقتصادي والصراع ‏العسكري من سنة 1500 الى سنة 2000م , وكتاب مسيرة الحمقى : من طروادة الى فيتنام ‏لبربارا توتشمان , وغيره الكثير من الكتب التي تناولت هذه الرؤية المستقبلية لنظام الأحادية ‏الاميركية , وتناولت الوضع الاميركي الراهن بمختلف أبعاده وجوانبه , واستخلصت من كل ‏ذلك نتيجة نهائية واحدة , وهي نهاية المركزية الاميركية , وربما نهاية الولايات المتحدة ‏الاميركية كإمبراطورية عالمية مهيمنة خلال السنوات القليلة القادمة 0‏
‏ ‏

‏ ‏
‏ * رئيس تحرير صحيفة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية ‏
‏ * باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية