أول درهم إسلامى ضرب فى عهد على بن أبى طالب ( رض )
بقلم : إبراهيم كامل

كان المتعارف عليه بين علماء " النميات " ( علم النقود والمداليات ) أن أول درهم إسلامى من الفضة ضرب فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان ولكن :

أيدت دراسة ماجستير أكاديمية اكتشافاً أثرياً أظهر أن أول درهم إسلامي كان قد ضرب بأمر الإمام أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام، وذلك ما بين الأعوام 35 - 40 للهجرة النبوية الشريفة.
وأماط رئيس وحدة المضبوطات الأثرية في ميناء رفح الأثري الباحث محمد فوزي عبد اللطيف اللثام عن أن بداية النقد الإسلامي الخاص إنما كانت في عهد أمير المؤمنين (رض)، نافياً ما هو شائع من أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان والذي تولى الحكم ما بين عامي 65 - 85 للهجرة كان أول من سك النقود والدراهم والدنانير الإسلامية. وجاء الباحث بنموذج للدرهم الإسلامي عثر عليه أخيراً، مبيناً أنه ضرب عام 49 للهجرة، وقد كتبت على ظهر منه في الوسط عبارة التوحيد (لا إله إلا الله) فيما أحاطت بها (بسم الله). أما الظهر الآخر فقد نقشت في وسطه سورة الإخلاص وفي الهامش (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون).وأشار الباحث إلى أن هذا النموذج قد تم ضربه في البصرة حاملاً تاريخ العام 40 للهجرة الشريفة بأمر من الإمام أمير المؤمنين (رض)، ليكون بذلك أول طراز للدراهم العربية الإسلامية الخالصة بعدما كان المسلمون يتعاملون بالدنانير والدراهم البيزنطية والفارسية والحبشية التي كانت ترد إليهم من تجار القوافل التجارية.ومن المعلومات المثيرة التي أوردها رئيس وحدة المضبوطات الأثرية ما كشف عنه من أن الدرهم الذي أمر الإمام علي بن أبي طالب (رض) بضربه في البصرة انفرد بكون وزنه مطابقاً تماماً لوزن الدرهم الشرعي الذي أقره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذي يساوي (2.975) جراماً. وذلك بخلاف الدراهم العربية والإسلامية التي سكت في ما بعد من قبل الأمويين والعباسيين، حيث كانت الأوزان مختلفة ولا تعادل الوزن الشرعي المنصوص عليه.ويأتي هذا البحث الأثري المهم ليعيد صياغة التاريخ الإسلامي وليؤكد أن منبع عز الإسلام وتقدمه إنما هو من الرسول الكريم ( ص ) والخلفاء الأربعة الراشدين ومنهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، وأن كل ما يمكن أن يعتبر مثالاً للإنجاز في الإسلام حتى وإن كان في عهود الأمويين أو العباسيين إنما جاء على أرضية ما صنعه الرسول الأعظم محمد المصطفی(ص) والخلفاء الراشدون.