بسم الله الرحمن الرحيم
أخي عامر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد مرت على مسامع الكثيرين مناّ عبارتان متناقضتان فيما قيل عن الحب وهما:
الأذن تعشق قبل العين أحياناً / الحب نظرةٌ فابتسامةٌ فسلام.
أما أنا فمن مؤيدي العبارة الأولى وهي أن الأذن قد تعشق قبل العين,ذلك لأن عشق الأذن ليس فقط مبنياً على سماع الصوت وعشق نغمته وإنما هو مبني على عشق الكلمة وطريقة التفكير التي هي بالأساس نابعةٌ من عقل راجح, وتفكير سليم ,وهنا يغدو العشق عشق الفكر والرأي المتطابق -على وجه التقريب- والذي يشكل أساساً متيناً تبنى عليه مؤسسة زواج ناجحة.
ومن هذا المبدأ أستنبط رأيي في أنه من المهم أن تتزوج من يحبه فكرك وليس من تعشقه العين التي ربما قد تكون خداعةً,وهنا تأتي نقطةٌ مهمةٌ جديرة بالطرح وهي أن التعارف بين فكرين يتم بشكل جزئي قبل الزواج, فمثلاً إذا اختار شاب وشابة أن يقدما على خطوة الخطوبة بقصد التعارف الفكري, ومعرفة القواسم المشتركة ونقاط الخلاف بينهما,فعلى هذين الشخصين أن يلتزما بما تنص عليه أعرافنا كعرب محافظين ,وهذا الالتزام يستوجب عليهما أن يمضيا ساعات قليلة معا كل يوم أو يومين ,وبالنظر إلى عدد هذه الساعات وقياسها بالعمر الطويل الذي سيمضيانه معاً, نجد أنها غير كافية تماماً ليتم التجانس الكامل بين فكريِّ الخطيبين,ذلك أن هذا التجانس من شأنه أن يتنامى ويتزايد مع العشرة اليومية عندما يضم الزوجين سقفٌ واحد, وعندها فقط يعرفان بعضهما حق المعرفة,ومن هنا أجد نفسي -وبناءً على العديد من أمثلة الزواج الناجحة المبنية على حب سبقهُ الزواج-أقول وبشكل تلقائي أن المرء من المهم أن يُحكم عقله في اختيار شريك العمر الذي يقاسمه فكراً واحداً وتربيةً واحدة,وأنه ليس مهماً أن تتزوج من تحب, بل أن تحب من تتزوج,لأن الحب غير المبني على اتفاق وقناعة فكرية- أولا- قد يدخل من الباب مع العروسين يوم زفافهما ,ليهرب من النافذة عند أول مشكلة تعترض طريق حياتهما.
المفضلات