رحالة سويسرى عشق مصر


الشيخ إبراهيم بوركهارت أو يوهان لودفيج بوركهارت

عُرف في المنطقة في الفترة ما بين 1809 و 1817 باسم الشيخ إبراهيم ابن عبد الله، وعاش في المنطقة وتجول ما بين سوريا ولبنان والأردن وفلسطين. واستقر في مصر ومنها اتجه إلى الجنوب أي بلاد النوبة وشمال وشرق السودان. وزار بلاد الحجاز وعاد إلى مصر التي توفي فيها.
هذا الشاب الذي درس القانون والفلسفة والتاريخ ، لم يعثر على عمل بسهولة مما جعله يتوجه إلى لندن حيث حصل على وظيفة غيرت مجرى حياته بالكامل. فقد أدى لقاؤه بالسير جوزيف بانكس رئيس الجمعية الإفريقية أو جمعية تشجيع اكتشاف المناطق الداخلية من إفريقيا، إلى توليه مهمة اكتشاف نهر النيجر عبر مصر.
أول محطة له بالشرق الأوسط كانت حلب بسوريا التي قضى فيها 3 سنوات لتعلم اللغة العربية والتعرف على الثقافة العربية. وهي الفترة التي أطلق فيها لحيته على الطريقة الشرقية وارتدى الملابس الشرقية. وبعد اعتناقه الإسلام أطلق على نفسه اسم الشيخ إبراهيم ابن عبد الله. من حلب قام بعدة رحلات لمناطق أثرية مثل بعلبك في لبنان ومناطق من العراق ومدينة تدمر في سوريا. وفي عام 1812 توجه إلى مصر للشروع في مهمته الإفريقية.
وفي طريقه إلى مصر مر بفلسطين والأردن وكان أول غربي يكتب عن مدينة البتراء التي قال عنها "إنها آثار مدينة مهيبة تقع في وادي موسى ويحتمل أن تكون البتراء. فيها نشاهد مدافن منحوتة في الصخر وبقايا معابد وقصور ومدرجات وقنوات مياه وغيرها من الغرائب والروائع النادرة التي تجعل هذه المدينة أكثر إثارة للاهتمام من أي شيء آخر شاهدته في حياتي".
في انتظار سفره إلى تشاد عبر ليبيا نظم رحلة إلى صعيد مصر للتعرف على بعض الآثار هناك. وكانت هذه الرحلة فرصة دوّن فيها عادات أهل النوبة ومعلومات عن معبد أبو سمبل الذي كان مدفوناً في الرمل، لذلك يعتبر أول أوروبي يشاهد هذا المعبد قبل أن يكتشفه الرحالة الإيطالي بلزوني بالكامل بعد أكثر من 30 سنة.
في صيف 1814 عبر إلى الحجاز ومنها إلى مكة والمدينة حيث أدى فريضة الحج. وبسبب المرض اضطر للبقاء هناك حتى منتصف عام 1815. وهو ما سمح له بتدوين العديد من المعلومات عن المنطقة وعن عادات الوهابيين والبدو في نجد والحجاز في مخطوطات كتبها باللغة العربية. كما كان أول من رسم خارطة أوروبية حديثة لمدينة مكة.
بعد شهور قليلة من عودته للقاهرة، توفي في 15 أكتوبر 1817 بسبب إصابته بتسمم غذائي ودفن في مدافن باب النصر بشرق العاصمة المصرية حيث لا زالت لوحة قبره حتى اليوم تحمل اسم الشيخ إبراهيم المهدي ابن عبد الله والاسم الأوروبي "بوركهارت اللوزاني".