Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
فلسطين في شعر المقاومة العربي والأردي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فلسطين في شعر المقاومة العربي والأردي

  1. #1
    رئيس قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة مصر الصورة الرمزية إبراهيم محمد إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    236
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي فلسطين في شعر المقاومة العربي والأردي

    فلسطين في شعر المقاومة العربي والأردي
    د . إبراهيم محمد إبراهيم (•)
    الجزء الأول :
    تمهيد : أدب المقاومة :
    المقاومة من الفطرة البشرية ، فهي رد فعل مباشر وتلقائي بالفعل أو بالقول أو بالإشارة أو غيرها يصدر عن شخص تجاه آخر اعتدى عليه بالفعل أو بالقول أو بالإشارة أو غيرها . بمعنى أن المقاومة تصدر من معتد عليه تجاه معتد ، وهذا يعني أن وقوع الاعتداء وعدم الاستسلام من الشروط الأساسية لصدور المقاومة . ورغم أن المقاومة تبدأ تلقائية دون ترتيب مسبق إلا أنها مع استمرار الاعتداء والظلم تأخذ شكلاً منظماً ، وتتبنى أساليب مؤثرة وخططاً محكمة تؤدي مع استحكام الجانب المقاوم إلى رفع الظلم ورد الاعتداء سواء باالدخول في حرب منظمة ضد المعتدي أو باضطرار المعتدي إلى التخلي عن اعتدائه وظلمه تحت ضغط وشدة المقاومة . وهذا الكلام ينطبق على المستوى الفردي والجماعي أيضاً . والإسلام يأمر بمقاومة الظلم ورد الاعتداء وعدم الاستسلام ، والتاريخ الإسلامي مليء بأحداث المقاومة منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات والدول .
    ونحن في هذا المقام نقصد بالمقاومة تلك التي تصدر عن شعب من الشعوب أو أمة من الأمم أو دولة من الدول ضد معتد عليها ظالم لها سواء كان شعباً أو أمة أو دولة . والمقاومة كما أشرنا تكون بالفعل وهي المقاومة المسلحة ، وتكون بالقول والفكر والإبداع وهو ما نطلق عليه أدب المقاومة . وبالتالي يخرج عن نطاق بحثنا ما يصدر عن أفراد تجاه أفراد ، أو جماعات تجاه جماعات ينتمون جميعاً إلى مجتمع واحد ويعيشون على أرض واحدة وفي نطاق دولة واحدة ويحكمهم دستور واحد وتقوم على شئونهم حكومة واحدة منهم ، لكنهم يختلفون فكراً أو عقيدة أو سياسة ، فكل أدب ينشأ عن مثل هذه الأحداث لا يدخل في نطاق أدب المقاومة بالمفهوم الحديث الذي يمثله على المستوى الإسلامي قضية فلسطين وما أفرزته من أدب بالعربية أو بغيرها ، وقضية كشمير وما أفرزته من أدب بالأردية أو بغيرها .
    وقد يكون من أدب المقاومة ما يكتب من صنوف الأدب دفاعاً عن قضية من القضايا العادلة سواء على مستوى بلد الأديب أو على مستوى أمته أو على المستوى الإنساني بصفة عامة ، يدافع عن حق إنساني مسلوب ، ويطالب برفع الظلم السافر ، ويحتج على ممارسات وأوضاع تخالف الشرع والدستور والقانون ، فيرفض الدكتاتورية والإرهاب والاستبداد بالرأي وقمع الحريات المشروعة . وقد يطلق على هذا الأدب مسميات مختلفة مثل الأدب السياسي والأدب الثوري وأدب الاحتجاج وغيرها ، وكل هذه المسميات ما هي إلا تعبير عن مراحل مختلفة من مراحل المقاومة ، وتهدف جميعها إلى هدف واحد وهو التغيير برفع الظلم وتحقيق الحرية والاستقلال . فالأدب السياسي – في رأينا - يعبر عن مرحلة أولية من مراحل المقاومة تتسم بالشمولية ، وهي مرحلة التنظير وعرض الرأي الآخر الذي يراه صحيحاً ، والمطالبة بوضعه في الاعتبار والأخذ به ، وهذه المرحلة تقبل الاختلاف في الرأي ووجهات النظر ، فقد يدعو الأدب السياسي إلى تغيير نظرية قائمة في الحكم والسياسة واستبدالها بنظرية أخرى ، على سبيل المثال قد يهجو الرأسمالية ويدعو إلى استبدالها بالاشتراكية أو النظام الجمهوري أو ما إلى ذلك مما لا يعد من دوافع أدب المقاومة محل الحديث . بينما أدب الاحتجاج يمثل مرحلة أكثر قوة وذات صوت أعلى ، لأنه يكون مدفوعاً بظلم قائم أو وضع فاسد ، وبالرغم من ذلك فهو قابل للمناقشة والاختلاف أيضاً وإن كان بنسبة أقل من الأدب السياسي ، إلا أن يكون احتجاجاً على وجود احتلال غاصب وظلم سائد وحقوق مسلوبة فإنه يتفق مع مدلول أدب المقاومة الذي نعنيه هنا .
    والأدب الثوري هو الذي يدعو إلى الثورة على أوضاع قائمة وتغييرها بأوضاع أخرى - يراها الأديب أحق وأولى - من خلال ثورة ، ومن هذه الأوضاع ما قد يختلف معه فيها آخرون ، ورغم أن هذا الأدب يتفق مع أدب المقاومة في الهدف الأساسي والمحصلة النهائية وهي التغيير ، إلا أنه قد يتفق معه في الدوافع وقد يختلف فيما يتعلق بتحقيق مصلحة فردية أو حزبية أو ما إلى ذلك . أما أدب المقاومة فهو الأكثر عنفاً وقوة ، وهو المتفق عليه في دوافعه وأهدافه .
    ونحن في هذا المقام وتجنباً لتفاصيل متشعبة سوف نقتصر في بحثنا على أدب المقاومة المرتبط بقضيتي فلسطين وكشمير ، ونستطيع من خلال ما سبق وفي ضوء ما كتب عن هذا الصنف من الإبداع أن نضع تعريفاً مبدئياً لأدب المقاومة بأنه الأدب المعبر عن الذات الجمعية ( جماعة أو شعب أو أمة ) الواعية لهويتها المتطلعة إلى حريتها مدافعاً عنها فى مواجهة الآخر العدواني بهدف إجباره على التخلي عن عدوانه وإعادة الحق لأصحابه من جانب ، والحفاظ على هوية هذه الذات الجمعية من جانب آخر (1) . وبالتالي فإن الحرية التي يهدف أدب المقاومة إلى تحقيقها ليست الحرية الفردية ، وإنما حرية الجماعة ، وهو ما يميز أدب المقاومة عن غيره من الإبداع الأدبي . وإذا قلنا إن أدب المقاومة يعبر عن الذات الجمعية لشعب من الشعوب أو لأمة من الأمم فإن هذا يعني بالضرورة أنه أدب إنساني يزرع الوعي بالآخر المعتدي ويزيد من الوعي بالذات والهوية ، ويحث على تجاوز الأزمات والصمود في وجه الاعتداءات من خلال معالجات متنوعة منها التركيز على موضوعات البطولة والثبات في المواجهات والصبر والعزيمة من أجل إعادة البناء والإعمار ومواصلة مسيرة الحياة. ويتسم أدب المقاومة عموماً بالسمات التالية جنباً إلى جنب مع السمات العامة للأدب :
    1 – قوة العاطفة النابعة من الإيمان بالقضية . 2 - وضوح الهدف النابع عن قسوة الظلم وشدة الاعتداء . 3 – الصدق والإخلاص النابعان من عدالة القضية . 4 – المباشرة في الأسلوب لينفذ إلى قلب أكبر عدد من المتلقين ، دون أن يمنع هذا الاستعانة بالرمز والإيماء في بعض الأحيان . 5 – قد يشوب أدب المقاومة بعض الدعائية أحياناً ، وهو ما يؤثر على القيمة الفنية لهذا الأدب سلباً بافتقاده لجزء من عنصر الخيال والصورة الفنية ، إلا أنه لا يفقد قيمته التاريخية على أية حال ، ومع ذلك فإن هذه الصفة لا تصدق إلا على شعر المقاومة في جانب منه فقط ، فهناك الأدب الذي يتناول مناحي الحياة المختلفة ، وهو على مستوى راق من الناحية الفنية أيضاً . ويهدف أدب المقاومة عموماً إلى :
    1 – فضح المظالم التي يرتكبها المعتدي أمام المجتمع الدولي . 2 - حث الشعب على مقاومة هذه المظالم والدفاع عن نفسه ومقدراته ، وعدم الرضوخ لإرادة المحتل الغاصب ، وبث مزيد من الشجاعة في أبنائه وتحذيرهم من اليأس وفقدان الأمل . 3 – الحفاظ على هوية هذا الشعب وقيمه ومعتقداته وتقاليده وأخلاقياته أمام الاجتياح المتعمد لها من قبل المعتدي بقصد طمس هوية هذا الشعب وإفقاده المثال الذي يحتذيه والهدف الذي يسعى من أجله .
    أما مصطلح " أدب المقاومة " فقد عرفته الأوساط الأدبية والثقافية على مستوى العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين ، وبصفة خاصة بعد نكسة عام 1967م بوصول قصائد ومنظومات شعراء الأرض المحتلة بفلسطين مثل محمود درويش (2) وسميح القاسم (3) وغيرهما إلى عواصم الدول العربية ، وأطلق على هؤلاء الشعراء لقب " شعراء المقاومة " ، وتدريجياً وجدت المقاومة طريقها إلى الأنواع الأدبية الأخرى فاصطلح على تسمية هذا الإبداع الأدبي باسم " أدب المقاومة " . ويقال إن الذي أَطلق على أدب فلسطين المحتلة صفة أدب المقاومة هو الأديب الفلسطيني " غسّان كنفاني " (4) في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي ، ومنها اشتُقّتْ منه صفةُ " شعراء المقاومة " (5) . وقد شهدت هذه الفترة ازدهاراً ملحوظاً لأدب المقاومة الفلسطينية ، وتحول الأدباء الفلسطينيون والعرب الذين انتموا إلى هذه الظاهرة إلى فدائيين من نوع خاص ، ومقاتلين في ميادين لا تقل أهمية عن ساحات المعارك ، واحتفل النقد العربي بهذه الظاهرة ، واستطاع تكريس نوع مختلف من الأدب أثار اهتمام النخبة والعامة على حد سواء .
    المبحث الأول : فلسطين وشعر المقاومة العربي
    يمكن تقسيم شعر المقاومة المرتبط بقضية فلسطين إلى ثلاث مراحل تاريخية :
    المرحلة الأولى : مرحلة المؤامرة (1917م – 1948م ) ، وتبدأ مع ما عرف بوعد بلفور عام 1917م ، وهو العام الذي فرض فيه الانتداب البريطاني على فلسطين ، بل وربما قبل هذا العام أيضاً ، وذلك منذ ظهرت نوايا اليهود في إقامة وطن لهم في فلسطين ، ومحاولاتهم الدائبة لتحقيق هذا الغرض ، سواء بالدسائس والمؤامرات ، أو بالرشوة والإغراءات ، أو بالعنف والإرهاب ، ومن محاولاتهم الفاشلة في هذا الصدد الرشوة التي عرضها الزعيم الصهيوني المعروف " ثيودور هرتزل : 1860م – 1904م " على السلطان عبد الحميد الثاني (6) عام 1897م في شكل سداد ديون الدولة العثمانية الخارجية (7) نظير السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والتوطن فيها ، بعد أن أصدر عام 1882م قانوناً يمنع اليهود من دخول فلسطين إلاّ في حالة الحج والزيارة ، ثم أصدر عام 1892م قانوناً يحرّم بيع أراضي الحكومة إلى اليهود ، ولكن السلطان عبد الحميد رفض هذه الرشوة ولم يسمح لليهود بدخول فلسطين أو شراء أراضيها (8) .
    وقد اتضحت المؤامرة العالمية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين في الثاني من نوفمبر عام 1917م عندما وعد وزير الخارجية البريطاني ( آرثر جيمس بلفور : Arthur J. Balfour ) اليهود بالعمل على إقامة وطن قوميّ لهم في فلسطين فيما عرف بوعد بلفور ، وهو ما اعترفت به فرنسا في فبراير من عام 1918م ، واعترفت به إيطاليا وأمريكا أيضاً ، وصدق عليه الكونجرس الأمريكي عام 1922م (9) . ولم يكن وعد " بلفور " مجرد وعد قطعته بريطانيا على نفسها للصهيونية العالمية لإقامة دولة يهودية في فلسطين على أنقاض أصحابها الشرعيين ، وإنما كان نقطة تحول هائلة في مجرى السياسة الدولية ، فقد كان حلفاً أبرمه الاستعمار البريطاني مع الصهيونية العالمية لتنسيق سياستهما المبنية على تلاقي أطماعهما ومصالحهما المشتركة في الوطن العربي خاصة ، وعلى الصعيد الدولي عامة (10) ، وهو ما أظهرته الأيام والسنون التالية .
    وفي هذه المرحلة وقعت أحداث كثيرة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي والفلسطيني ، فقد انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة تركيا وتقسيم ممتلكات الدولة العثمانية بين دول الاستعمار الغربي من خلال ما عرف باتفاقية " سايكس بيكو : 1916م " والتي وزعت البلاد العربية بين روسيا وفرنسا وانجلترا ، وكانت المنطقة الممتدة من جنوب سوريا حتى العراق ، بما فيها بغداد والبصرو وحيفا وعكا من نصيب بريطانيا ، بينما كانت القدس منطقة دولية (11) . كما اندلعت عدة ثورات داخل الأراضي الفلسطينية نظراً للسياسة التعسفية التي اتبعها الانجليز مع الفلسطينيين بفرض ضرائب باهظة على الأراضي وإثقال كاهل المزارعين وبالتالي توقيع الحجر على أراضيهم ، ومنع تصدير المحاصيل مما يؤثر على دخل المزارع ، وتصفية البنك الزراعي العثماني وتحصيل ديونه عنوة من المزارعين (12) . ومن هذه الثورات ثورة موسم موسى في أبريل عام 1920م ، وثورة يافا في مايو 1921م ، وثورة البراق في أغسطس 1929م ، وأحداث أكتوبر 1933م ، وثورة الشيخ الشهيد عزّ الدين القسام عام 1935م ، وهي الثورة التي أشعلت نيران الثورة الفلسطينية الكبرى في أبريل من عام 1963م وامتدت حتى عام 1939م مع بداية الحرب العالمية الثانية .
    ومن الأحداث التي وقعت في هذه الفترة أيضاً تخلي بريطانيا عن الانتداب على فلسطين في الثاني من أبريل عام 1947م ونقل القضية إلى الأمم المتحدة التي أصدرت في 29 نوفمبر عام 1947م قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية ، ثم إعلان انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في السادسة من يوم الخامس عشر من مايو عام 1948م ، وإعلان قيام دولة إسرائل بعدها بدقيقة واحدة من نفس اليوم ، ثم اعتراف أمريكا بدولة إسرائيل بعد عشر دقائق من قيامها في واحدة من المؤامرات الدولية المقيتة .
    وهذا يعني أن الفترة محل الحديث استمرت ما لا يقلّ عن ثلاثين عاماً ، أظهر فيها الشعراء تخوفهم من غدر البريطانيين بعدما وثقوا بهم ، وأبدوا ندمهم على هذه الثقة ، ونددول بوعد " بلفور " الأثيم ، وتنبأوا بوقوع الكارثة وضياع البلاد كلها ، وحذروا الفلسطينيين والعرب من التفرق والتشرذم ، ومن التساهل واللامبالاة . يقول وديع البستاني ( 1888م – 1954م ) متخوفاً :
    فتحنا لكم صدراً ، مددنا لكم يداً وإني لأخشى أن تديروا لنا ظهراً (13).
    ويقول كمال ناصر (14) مخاطباً رئيس الوزراء البريطاني إذ ذاك ومذكراً إياه بالمطالب الفلسطينية :
    يا " مكدونالد " ترى تناسيت المودة والعهود
    أيام كنت لنا الحليف وكنت ذا الخلّ الودود
    يا ليت شعري هل عفت تلك الوثائق والعهود (15) .
    ويتراءى الخطر الداهم على المسجد الأقصى للشاعر عبد الرحيم محمود (16) فيقول في قصيدة بعنوان " نجم السعود " بمناسبة زيارة الملك سعود بن عبد العزيز لفلسطين عام 1935م :
    المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئت من قبل الضياع تودعه
    وغداً وما أدناه لا يبقى سوى دمع لنا يهمى وسنّ نقرعه (17) .
    ويقول الشاعر رشيد سليم الخوري (18) مخاطباً " بلفور " :
    لو كنت من أهل المكارم لم تكن من جيب غيرك محسنا يا " بلفر " (19) .
    ويقول الشاعر علي الجارم (20) داعياً الفلسطينيين لكي يكونوا يداً واحدة ، ومحذراً الأمة المسلمة مما قد يحدث في فلسطين ويعيد إلى الأذهان ما حدث في الأندلس فيقول :
    لقد أعاد بها التاريخ أندلساً أخرى وطاف بها للشر طوفان
    بني فلسطين كونوا أمة ويداً قد يختفي في ظلال الورد ثعبان (21) .
    ويقول الشاعر أحمد محرم (22) عن " بلفور " :
    بلفور أنزلها وباء بإثمها والظلم إثم كله وفساد
    هلاّ تبين وهو يقضي أمره أيباع شعب أم يباع جماد .
    ومن أهم شعراء هذه المرحلة الشاعر إبراهيم طوقان (23) الذي عبّر يصدق ووضوح عن أحزانه لما أصاب الوطن ، ومخاوفه من ضياعه كاملاً فيما لو استمر الحال على ما هو عليه .
    انصهر إبراهيم طوقان في بوتقة المحنة التي كان وطنه – ولا يزال - يجتازها ، فصدر عنها في معظم نتاجه الشعري ، وأصبح ترجماناً صادقاً في التعبير عن مشاعر السخط والثورة التي تجتاح النفوس . وعلى الرغم من أنه لم يعش ليشهد ختام المأساة الداوية إلا أنه كان على وعي وإحساس شديدين بما انتهى إليه الأمر فقال مخاطباً الإنجليز :
    قد شهدنا لعهدكم بالعداله وختمنا لجندكم بالبساله
    وعرفنا بكم صديقاً وفياً كيف ننسى انتدابه واحتلاله
    وخجلنا من ( لطفكم ) حين قلتم وعد ( بلفور ) نافذ لا محاله
    كل أفضالكم على الرأس والعين وليست في حاجة للدلاله
    ثم نبه إلى ما يسببه النزاع والاختلاف بين زعماء وطنه ، فقال يخاطبهم ناقماً وملتاعاً ساخراً :
    أنتمو المخلصون للوطنية أنتمو الحاملون عبء القضية
    أنتم العاملون من غير قول بارك الله في الزنود القوية
    وبيان منكمو يعادل جيشاً بمعدات زحفه الحربيه
    و( اجتماع ) منكمو يردّ علينا غابر المجد من فتوح أميه
    ما جحدنا أفضالكم غير أنّا لم تزل في نفوسنا أمنيّه
    في يديكم بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تطير البقيه (24) .
    المرحلة الثانية : مرحلة النكبة ( 1947م – 1967م ) ، وهي المرحلة التي تبدأ مع نكبة العرب وهزيمتهم على يد اليهود عام 1948م وإعلان قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو من العام نفسه ، وتمتد حتى عام النكسة العربية 1976م . فقد نشبت الحرب بين الدول العربية من جانب وإسرائيل ومن ورائها من جانب آخر على أثر إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948م ، وانتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لجزء كبير مما تبقى من فلسطين بعد تأسيس إسرائيل .
    ومن الأحداث التي وقعت في هذه الفترة العدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع في نوفمبر 1955م ، والعدوان الثلاثي ( إسرائيل وفرنسا وإنجلترا ) على مصر في أكتوبر 1956م بعد إعلان مصر تأميم قناة السويس ، وبعدها واجه أهالي قطاع غزة حكماً إرهابياً صهيونياً ، حيث اتبعت القوات الإسرائيلية سياسة الإرهاب العام والإبادة الجماعية والتعذيب النفسي والجسدي (25) ، وهو ما أدى إلى نزوح ما يقرب من مليون ونصف من الفلسطينيين بعد نكبة 1948م وحتى ما قبل نكسة 1967م .
    وتعد هذه المرحلة امتداد للمرحلة الأولى من حيث الإبداع الشعري ، إذ أن الكثيرين من شعرائها عاشوا المرحلة الأولى أيضاً ، إلا أن الواقع فيها أصبح أكثر وضوحاً ، والخطر الذي كانوا يتوقعونه أصبح ماثلاً للعيان ، وأعلن العدو عن نفسه وبدأ سلسلة من الإرهاب والظلم والاستبداد بغرض القضاء على أبناء الشعب الفلسطيني والتهام ما تبقى من أرضها والتقدم خطوة نحو تحقيق إسرائيل الكبرى على أرض الواقع ، وهو ما كان بمثابة الصدمة التي هزت أركان العالم العربي وأخذتهم أخذاً .
    وتعتبر هذه المرحلة مرحلة البحث عن الهوية والتشبث بالذاكرة والدعوة إلى المقاومة ووضع الحل في خانة النضال بعيدا عن الحلول الفردية أو السلبية ، ومن الشعراء العرب الذين عبروا عن أحداث تلك الفترة " أحمد زكي أبو شادي " (26) و " بدر شاكر السياب " (27) " و " محمود حسن إسماعيل " (28) و " عبد الوهاب البياتي " (29) . ومن شعراء المقاومة الذين بدأ ظهورهم في هذه الفترة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر أول ديوان له " طيور بلا أجنحة " عام 1960 وهو ابن ثمانية عشر عاماً تقريباً ، وإن أصبح في القمة بعد نكسة 1967م . وتتمحور أشعار محمود درويش حول فلسطين التي يراها الماضي والحاضر والمستقبل ، فهي الأم والأب والأخت والزوجة والحبيبة وهي كل هذا معا . ومما تميز به محمود درويش في شعره أنه لم يقتصر في موضوعاته على وطنه فلسطين ، وإنما جعل قضايا الإنسان في كل مكان موضوعا لإبداعه .
    وممن عكسوا أحداث تلك الفترة الشاعرة العراقية " نازك الملائكة " (30) التي تقول في منظومة لها بعنوان " الضيف " :
    ثم هزّت بابنا ذات صباح يد ضيف ...طرقت كفاه في عصف وعنف ...
    لم يكد يمهلنا حتى هرعنا راكضين ...نسبق الخطو إليه هاتفين :
    ضيفنا ، من أنت ؟ قال : الغضب ...جئت في كفّي كئوس من لظى تلتهب ...
    فتحنا الباب وأنزلناه في ركن ركين ...من دمانا واحتضنّاه وثرنا صارخين ...
    إن تكن ناراً فنحن الحطب ...انفجر يا غيظ وارتجي بنا يا حقب ...
    قد تهاوى أمسنا المنتحب ...ومضت عنا سنين الصبر واليأس المهين ...
    ضيفنا الحرّ الجبين ...كل خشن في روابينا سيصفو ويلين ...
    وسنسترجع يافا وجنين ...فانفجر يا لهب ...نحن أنصارك ، نحن العرب (31) ...
    المرحلة الثالثة : مرحلة النكسة ( 1967م – 1987م ) ، أو ما يطلق عليه أدب المقاومة الوسيط ، وهي المرحلة التي تلت النكسة بانطلاق فعل المقاومة وبروز سماتها ، وتواصل فيها الإبداع الأدبي واستمر حتى بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م . وفي هذه الفترة لمعت أسماء مثل إميل حبيبي (32) وإميل توما وجبرا نقولا وصليبا خميس ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد وسالم جبران ومحمد علي طه ومحمد نفاع وغيرهم .
    ومن شعراء هذه المرحلة الشاعرة فدوى طوقان (33) والتي دخلت معمعة السياسة العملية بكل قوة بعد نكسة 1967م ولها قصائد عديدة تعكس أحداث النضال العربي الفلسطيني . كانت فدوى طوقان واحدة من دعاة التجديد العملي في الشعر العربي ، فتخلت عن الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية دون أن تحدث فجوة أو خللاً لدى قرائها ، وعانت كثيراً منذ احتلال اليهود للأرض العربية الفلسطينية، حتى إن كثيرا من قصائدها خرج إلى الوجود من خلال هذه المعاناة . وكانت قضية فلسطين أحد محاور شعرها حيث تأثرت باحتلال فلسطين بعد نكبة 1948م وزاد تأثرها بعد احتلال مدينتها نابلس خلال حرب 1967م ، فذاقت طعم الاحتلال الظلم والقهر وانعدام الحرية، ومن هنا سلطت الضوء في أشعارها على الممارسات اللاإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاصب ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزّل ، فتحدثت عن السجن والتعذيب وهدم البيوت بالجرافات والقتل والتصفية الجسدية والاغتيال والنفي وغيرها من الممارسات المغرقة في الظلم والعدوانية . في قصيدة لها بعنوان " حمزة " تشير فدوى طوقان إلى هدم الإسرائيليين لبيوت الفلسطينيين من خلال حديثها عن حمزة الفلسطيني الذي هدم المحتلون بيته في صورة من صور المقاومة الشعرية ، وحمزة هذا ابن عمها، وهدم المحتلون بيته واعتقلوا ابنه، فجعلت منه فدوى رمزاً يمثل الفلسطينيين بعامة . في ملحمتها (نداء الأرض) تصور فدوى طوقان شيخاً فلسطينياً في لحظة التساؤل المرير عن المصير الذي آل إليه حاله وحال شعبه:
    أتغصب أرضي؟...أيسلب حقي ...
    وأبقى أنا حليف التشرد؟ ...أصبحت ذلة عاري هنا ...
    أأبقى هنا لأموت غربياً بأرض غريبة ...أأبقى ؟ ومن قالها؟ سأعود لأرضي الحبيبة ...
    سأنهي بنفسي هذه الرواية ...فلا بد ، لا بد من عودتي ...
    وفي قصيدة لها بعنوان " حرية شعب " من ديوان " الليل والفرسان : 1969م " تعلن فدوى طوقان بوضوح مطالبتها بالحرية لكل الفلسطينيين ، وأنها لا ترضى عن هذه الحرية بديلاً :
    حريتي.. حريتي.. حريتي ...صوت أردده بملء فم الغضب ...
    تحت الرصاص وفي اللهب ...
    والضفتان ترددان: حريتي! ...ومعابر الريح الغضوب ...
    والرعد والإعصار والأمطار في وطني... ترددها معي!
    حريتي حريتي حريتي ...
    في الأرض في الجدران في الأبواب في شرف المنازل ...
    في هيكل العذراء في المحراب في طرق المزارع ...في السجن في زنزانة التعذيب في عود المشانق ...
    والضفتان ترددان: حريتي ... ومعابر الريح الغضون ...
    والرعد والإعصار والأمطار في وطني ...ترددها معي ...
    حريتي ...حريتي ...حريتي ...
    لقد استطاعت فدوى طوقان التعبير عن الهم العام الذي مرت به القضية الفلسطينية من خلال النص الشعري الذي قدمت فيه أبعاد الحياة بكل صورها تحت الاحتلال ، واستطاعت أن تصف وصدق ما يعانيه كل إنسان وقع تحت نير الاحتلال وعايش القهر والإذلال وذلك بأسلوب قوي مباشر مما تميز به كبار شعراء المقاومة الفلسطينية .
    ومن الشعراء العرب الذين اهتموا بالقضية الفلسطينية وكانت أحد محاور أشعارهم الشاعر السوري المعروف " نزار قباني " (34) الذي يقول :
    ظَلَّ الفِلِسطِينِي أَعوَامَاً عَلَی الأَبواب ... يَشحُذُ خُبزَ العَدلِ مِن مَوائِدِ الذُبَاب ...
    وَ يَشتَكِي عَذابَه لِلخَالِقِ التَوّاب ...وَ عِندَمَا ...
    أَخرَجَ مِن إِسطَبلِهِ حِصَانَه ...وَزَيَّتَ البَارُودَة المُلقاة فِي السِردَاب ...
    أَصبَحَ فِي مَقدُورِهِ ...أَن يَبدَأَ الحِسَاب (35) .
    ويحلل نزار قباني نكسة العرب في 1967م في واقعية مفرطة قائلاً :
    إذا خَسَرنَا الحَربَ ، لاغِرابَة ...لأنّنا نُدخِلُها ...
    بِكُلِّ مَا يَملِكُهُ الشَرقِيُ مِن مَواهِبِ الخِطابَه ...بِالعَنتَرِياتِ الّتي مَا قَتَلَت ذُبَابَه ...
    لأنَّنا نُدخِلُها ...بِمَنطِقِ الطَبلَة وَالرُبَابَه ...
    السِرُّ فِي مَأسَاتِنا ...صُراخُنا أَضخَمُ مِن أَصواتِنا ...
    وَسَيفُنا ...أَطوَلُ مِن قَامَاتِنا ...
    خُلاصَة القَضِيَّة ...تُوجِزُ فِي عِبَارَه ...
    لَقَد لَبَسنَا قِشرة الحِضَارَه ...وَالرُوحُ جَاهِلِيَه (36) ...
    وأبرز شعراء المقاومة المرتبط بفلسطين هو الشاعر محمود درويش ، وكانت له ميول اشتراكية وأفكار ماركسية على المستوى السياسي وهو ما عرضه لكثير من النقد شأنه في ذلك شأن الكثيرين ممن عاصروه أو سبقوه بفترة بسيطة متأثرين جميعاً من الثورة البلشفية التي حدثت في روسيا عام 1917م . ومن أشهر ما كتب محمود درويش منظومة بعنوان ( أنا عربيّ ) يقول فيها :
    سجّل : أنا عربي ...
    ورقم بطاقتي خمسون ألف ...وأطفالي ثمانية ...
    وتاسعهم سيأتي بعد صيف ...سجّل :
    أنا عربي ...أنا اسم بلا لقب ...
    صبور في بلاد كل ما فيها ...يعيش بفورة الغضب ...
    جذوري ...قبل ميلاد الزمان رست ...
    وقبل تفتّح الحقب ...أبي .. من أسرة المحراث ...
    لا من سادة نجب ...وجدّي كان فلاّحاً ...
    بلا حسب ولا نسب ...يعلمني شموخ الشمس ...
    قبل قراءة الكتب ...سجّل :
    أنا عربي ...ولون الشعر قمحيّ ( فحميّ ) ...
    ولون العين بنيّ ...وميزاتي :
    على رأسي عقال فوق كوفيه ...وكفي صلبة كالصخر ...
    تخمش من يلامسها ...أنا لا أكره الناس ...
    ولا أسطو على أحد ...ولكنّي إذا ما جعت ...
    آكل لحم مغتصبي ...حذار .. حذار .. من جوعي ...
    ومن غضبي (37) .
    المرحلة الرابعة : الفترة المعاصرة ( 1987م - .... ) ، وهي المرحلة التي تبدأ مع الانتفاضة الأولى التي اندلعت أحداثها في أغسطس من عام 1987م . ولا تزال هذه المرحلة مستمرة حتى الآن بما استجد على الساحة من أحداث كان آخرها العدوان الإسرائيلي على غزة في ديسمبر 2008م والذي استمر ما يقرب الشهر . وفي هذه المرحلة انتقل الأدب المقاومة إلى أياد شابة تواصل مسيرة المقاومة المقدسة بالإضافة إلى المخضرمين من الشعراء . ومن أبرز الأحداث التي ألهبت مشاعر الشعراء والمبدعين الانتفاضة الأولى أو انتفاضة الحجارة ، وسمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة . بدأت الانتفاضة يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 1987م ، وهدأت في العام 1991م ، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993م . ثم الانتفاضة الثانية وإندلعت في 28 سبتمبر 2000م ، وقد مرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة إجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف. كان سبب اندلاعها دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي "السابق" أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول اعمال العنف في هذه الانتفاضة. ثم أخير الاعتداء الإسرائيلي الهمجي على غزة في ديسمبر عام 2008م . والذي استمر حتى يناير 2009م (38) .
    لقد كانت الانتفاضة نقطة تحول مهمة وبارزة في التاريخ الفلسطيني ، حيث أحيت الأمل في وجود أمة ظنّ كثير من الناس أنه أهيل عليها التراب منذ زمن طويل ، وقد تناول الشعراء أحداث الانتفاضة وسجلوها في أشعارهم ، فهذا الشاعر الناقد أحمد عبد الرزاق الخاني (39) يستبشر بهذه الانتفاضة فيقول :
    فالمسجد الأقصى بدا بالبذل وضّاء الجبين
    والقبّة الشماء تبـ ـسم عبر موج من أنين
    لغة الحجارة ترجمت إحساس شعب لا يلين
    صرخت تقول لأمتي هذا طريق الخالدين (40) .
    ويقول الشاعر فاروق جويدة (41) في قصيدة له بعنوان " ماذا تبقى من بلاد الأنبياء " بمناسبة انتفاضة الأقصى :
    يا ليلة الإسراء عودي بالضياء ...هزي بجذع النخلة العذراء...
    يساقط الأمل الوليد ...على ربوع القدس ...
    تنتفض المآذن ، يبعث الشهداء ...تتدفق الأنهار ، تشتعل الحرائق ...
    تستغيث الأرض ...تهدر ثورة الشرفاء (42) ....
    أما الاعتداءات الإسرائيلية على غزة فقد شغلت حيزاً كبيراً من الشعر العربي . يقول الشاعر هلال الفارع (43) مخاطباً أهل غزة إبان الاعتداء الإسرائيلي الأخير عليها باثاً فيهم الأمل بالنصر :
    بشرى لكم ... ستغلبون ...والتين والزيتون ...
    يا أيها المغرورقون بالمنون ...يا أهل غزة الذين في دمائهم يسافرون ...
    يا شعبنا المطحون ...ستغلبون ...
    فلتحزموا جنونكم ...يا أيها المدججون بالجنون ...
    ولتضربوا الملغمين بالأذى ...وبذرة الطاعون ...
    فلتضربوهم ...إنهم يستنفرون قهركم ...
    وإنهم يستوطنون صبركم ...وإنهم في غيّهم وفي الغرور يعمهون ...
    ويقول في منظومة له بعنوان " يا عرب الدرهم والدينار " معرضاً بالحكام العرب على موقفهم المتخاذل من العدوان على غزة :
    يا عرب الدرهم في الأرض ...ويا أعراب الدينار ...
    ادعوا للهدنة ما شئتم ...ولوقف النار ...
    وادعوا أو لا تدعوا كل العالم ...كي ينهي ذبحي وحصاري ...
    لا شيئ سيقنعني ...أن أرجع عن غضبي ...
    وأعود إلى الموت الجاري ...لغة الأرصدة اليوم لكم ...
    أما لغتي ...فالجنة – يا أهل الدنيا – داري ...
    ادعوا للسلم كما شئتم ...وامضوا للآخر في الشجب ...
    وفي النّدب ...وفي رفض الثار ...
    مهما حاولتم أن تقفوا في دائرة الضوء ...ستبقى هامتكم تغرق في الوحل ...
    وفي عار العار ...لا شيئ سيوقفنا ...
    لا عهر يمين نازيّ ...لا ذعر يسار ...
    نحن حزمنا كل القهر على الأجساد ...وسوف نقاتل ...
    حتى باللحم العاري ! (44) ....
    ويقول في منظومة له بعنوان " ماذا لو تسقط غزة " معرضاً بصمت العالم وحكامه المتخاذلين بما فيهم الحكام العرب تجاه الاعتداء الإسرائيلي الآثم على غزة في ديسمبر 2008م :
    إن تسقط غزة في الميدان ...يسقط آخر حصن ...
    يعبق بمعاني الإنسان ...إن تسقط غزة ...
    سوف يدوخ المشرق والمغرب ...والسابق واللاحق ...
    ثم تخرّ على البؤس ...طوابير الأقزام ...
    ومحظيات السلطان ...وستهوى كل عروش الخذلان ...
    وستسقط كل قلاع القمع ...وكل عناوين القضبان (45) ....
    ويقول الشاعر خميس في منظومة له بعنوان " على هامش انتصار غزة " :
    اليوم يا حبيبتي ...وبعدما سهرت ، أستطيع أن أنام ...
    وأستطيع بعدما بكيت الابتسام ...وشكر ربّي أولاً ...
    وثانياً " كتائب القسّام " ...اليوم أستطيع أن أقول إننا ...
    رغم الحصار والدمار والأسى ...وقلة الدواء والشراب والطعام ...
    قد انتصرنا مرتين ، مرة على بني صهيون ...ثم مرة أخرى على الحكام (46) ....
    وفي قصيدة له بعنوان " واجعل له من أمره يسراً " نلمس مسحة من جلد الذات الناتج عن الإحساس بعجز الشعوب عن تقديم يد العون للأبطال الفلسطينيين الذين يضطلعون بصد الاعتداء الغاشم على غزة فيقول :
    لو أن بعض دموعنا جمعت لغدت خلال دقيقة بحراً
    ماذا بأيدينا لنفعله نحن الشعوب وكلنا أسرى
    شطّب علينا ! كلنا مرض هيهات من أمراضنا نبرا (47) .
    ويقول الشاعر لطفي منصور في منظومة له بعنوان " قلبي وروحي في غزة " :
    الموت يترى والقنابل تسمع والأم حيرى تاه عنها البرقع
    والحاقد المأفون يضرب غزّة بالنار والقصف المميت يذيقها
    والموت فينا قد تمادى يرتع ويعانق الطفل الرضيع المدفع
    اقصف بحقدك يا لئيم ولا تذر من أجل غزّة هاشم هان البشر
    أرواحنا جهاداً تذرع وسنابل الأبطال فيها تطلع
    حلّقت في الجو ترمي بالشرر غاظهم بالأمس حذاء المنتظر (48) .
    صاح من هول الجنون الرّضّع وقرّ القادة لمّا يسمعوا (49) .
    وكما لاحظنا من خلال النماذج التي قدمناها والشعراء الذين أشرنا إليهم أن هذا الشعر يرى أن القضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية ، ويدعو إلى تحقيق الحرية والاستقلال ، ويؤكد على أن المقاومة لا تستهدف اليهود المسالمين الذين لم يعتدوا على الأرض والوطن ، وإنما تستهدف المعتدين الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وأخرجوا أهلها منها وأذلوا أبناءها ونكلوا بهم وارتكبوا ضدهم من الفظئع ما تقشعر له الأبدان وتذرف لها العيون دماً . هذا وقد كتب معظم شعراء هذا الاتجاه في قالب الشعر الحر ، إذ رأوا فيه سهولة في التعبير وقدرة على الوصول إلى المتلقي بشكل أسرع من الشعر العمودي .
    هذا وقد توازى مع هذا التيار من شعر المقاومة تيار آخر يتبنى الاتجاه الإسلامي يرى أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية محضة ، ويدعو إلى الجهاد والتمسك بتعاليم الدين ، ويرى أن أصل المشكلة يكمن في بعد المسلمين عن دينهم وانغماس حكامهم في تحقيق مآربهم الشخصية وطغيان المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ، وأكثر الشعراء من هذا الاتجاه كتبوا في قالب الشعر العمودي وهو مأضفى على شعرهم نوعاً من القوة الفنية . وهذان التياران في الحقيقة يكمل أحدهما الآخر ، فكلاهما يهدف إلى تحقيق النصر وإخراج المعتدي الغاصب من الأرض المحتلة وتحقيق الحياة الكريمة لأبناء الشعب الفلسطيني داخل وطنهم وفوق ترابهم ، وإذا كان هذا التيار من الشعراء يؤكد على عداوة اليهود للمسلمين فإن تاريخ اليهود يثبت هذا ويؤكده جنباً إلى جنب مع تأكيد الله له وهو العليم الحكيم . يقول الشاعر عمر بهاء الدين الأميري (50) مشخصاً أسباب الهزيمة التي ألمّت بالعرب في 1967م على أيدي اليهود الإسرائيليين :
    وقائلين يهود قلت وا حربا أجل يهود يهود الذلّ والفرق
    يا لائمون انظروا فالله من أزل أرسى نواميسه في الخلق كالفلق
    هم حاربونا برأي واحد ، عدد قلّ ولكن مضاء ثابت النّسق
    علماً ودأباً وإعداداً وتعبئة وبادروا غزونا في مكر مستبق (51)
    وفي نفس الوقت يصف حال المسلمين وما هم فيه من تشتت وتشرذم فيقول عنهم :
    كثر ولكن عديد لا اعتداد به جمع ولكن بديد غير متّسق
    حارت عقائدنا زاغت قواعدنا أما الرؤوس فرأي غير متفق
    وأعلنوها وما خاضوا معامعها ولا أعدوا لها إعداد ذي حذق
    فكان من أمرنا ما كان من فشل هذي جحافلهم مهزومة المزق (52) .
    ويقول الشاعر أحمد محمد الصديق (53) حاثاً الأمة الإسلامية على النهوض لتحرير المقدسات :
    يا مسلمون ومن سواكم للحمى إن كشرت عن نابها الأخطار
    يدعوكم الوطن الذبيح ومسجد أسري إلى ساحاته المختار
    يجترّ في القيد العذاب مردداً شكواه : أين الأمة الأخيار
    أين الذين هم الرجال إذا دعوا هبّوا ، وإن دوّى النفير أغاروا (54) .
    ويقول الشاعر مأمون جرار (55) منبهاً المسلمين إلى المخاطر التي تحيق به جراء مؤامرات اليهود :
    والقدس تصرخ أنقذوني فالعدا راموا بإسراء النبي دماراً
    ها هم بنو صهيون داسوا حرمتي جعلوا الغواية والفساد شعاراً (56) .
    وبعد فقد برزت في شعر المقاومة العربي موضوعات كثيرة تركزت في فضح مظاهر الإرهاب الصهيوني ومذابح الإسرائليين ضد الفلسطينيين وخاصة مذبحة صابرا وشاتيلا وجرائمهم ضد المقدسات الدينية وخاصة إحراقهم للمسجد الأقصى ( 1969م ) ومحاولاتهم هدمه وغيرها من الأحداث ، والتأكيد على عداوة اليهود للمسلمين وتقديم صورتهم كما وردت في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، والدعوة إلى الجهاد والصمود والتحدي وعدم الاستسلام ، والحديث عن عذاب الغربة والبعد عن الوطن والحنين إليه ، والحديث عن أحوال النازحين وأبناء المخيمات ، وتذكير المسلمين بمقدساتهم وفي مقدمتها أولى القبلتين وثالث الحرمين وحثهم على تحريرها والدفاع عنها وحمايتها ، والربط بين المسجد الأقصى والحرمين الشريفين ، والتذكير بالوطن المسلوب ، وإثارة العاطفة والحمية الإسلامية في بني الإسلام ، وبث الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني ، والتعريض بتشرذم الحكام العرب ، والدعوة إلى الاتحاد ونبذ الخلافات الداخلية بالإضافة إلى وصف أحداث المقاومة وتمجيد البطولات والأبطال وتخليد ذكرى الشهداء ورثائهم وغيرها من الموضوعات .
    هذا وقد برزت في شعر المقاومة أسماء عديدة لأبطال المسلمين والعرب والفلسطينيين منها : صلاح الدين الأيوبي وسعد ابن أبي وقاص وخالد بن الوليد والمستنصر بالله وعكرمة وشرحبيل وعمار بن ياسر وبلال بن رباح وياسر وجعفر بن أبي طالب والظاهر بيبرس وأمين الحسيني وعز الدين القسام ومنتظر الزيدي وغيرهم ، كما وردت بكثرة أسماء كثير من المعارك التي خاضها المسلمون وحققوا فيها انتصارات خالدة منها : موقعة حطين وموقعة اليرموك والقادسية وغيرها .
    هوامش ومصادر ومراجع
    1 - استعنت في تعريفي هذا لأدب المقاومة بالتعريف الذي وضعه المبدع المصري السيد نجم أمين عام اتحاد كتاب الإنترنت العرب في مقال من مقالاته عن أدب المقاومة .
    2 - ولد محمود درويش عام 1942م بفلسطين ، وتوفي عام 2008م ، وله عدة دواوين منها : عصافير بلا أجنحة - أوراق الزيتون - عاشق من فلسطين - آخر الليل - مطر ناعم في خريف بعيد - يوميات جرح فلسطيني - حبيبتي تنهض من نومها - محاولة رقم 7 - أحبك أو لا أحبك - مديح الظل العالي - هي أغنية ... هي أغنية - لا تعتذر عما فعلت - حصار لمدائح البحر - شيء عن الوطن وغيرها .
    3 - يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين، ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنيةعام 1939م . سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية. ومن أعماله : مواكب الشمس ، 1958م - أغاني الدروب 1964م - دمي على كفي 1967م - سقوط الأقنعة – 1969م - إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل 1970م - قرآن الموت والياسمين 1971م - الموت الكبير 1972م - مراثي سميح القاسم 1973م - إلهي . إلهي. لماذا قتلتني 1974م - أحبك كما يشتهي الموت 1980م - الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المعتم من القلب 1981م - جهات الروح 1983م - في سريّة الصحراء 1985م - لا أستأذن أحداً 1988م - الكتب السبعة 1994م . كما نشر سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات منها: إلى الجحيم أيها الليل 1978م - الصورة الأخيرة في الألبوم 1979م ، إضافة إلى عدد من الكتب التي تضم المقالات التي نشرها في الصحافة .
    4 - ولد غسان كنفاني في مدينة عكا سنة 1936م ، واغتالته المخابرات الإسرائيلية في 8 تموز (يوليو) عام 1972م بتفجير سيارته أمام منزله في الحازمية ببيروت . ومن روايات غسان كنفاني : رجال في الشمس بيروت، 1963. ما تبقى لكم بيروت، 1966. أم سعد بيروت، 1970. عائد الى حيفا بيروت 1970. الشيء الآخر وصدرت بعد استشهاده، بيروت 1980م وغيرها ، ومن المجموعات القصصية : موت سرير رقم 12 بيروت، 1961. أرض البرتقال الحزين بيروت، 1963. عن الرجال والبنادق بيروت، 1968. عالم ليس لنا بيروت، 1970م . ومن الدراسات : أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948 1966 بيروت، 1966. الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال بيروت، 1968. في الأدب الصهيوني بيروت، 1967. ثورة 36 49 في فلسطين، خلفيات وتفاصيل وتحليل. ومن المسرح : الباب ومسرحيات أخرى بيروت، 1964.
    5 - من مقالة منشورة في مجلة الآداب, 10-11/ 2008م .
    6 - عبد الحميد الثاني السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم . ولد في 21 سبتمبر 1842 م، وتولى الحكم عام 1876 م ، وأبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية ، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير 1918 م.
    7 - عبد الحق حقاني القاسمي – فلسطين كـ جار ممتاز شعرا – نئي دهلي – الهند 1995م – ص 36 .
    8 - حليمة بنت سويد الحمد – القضية الفلسطينية في الشعر الإسلامي المعاصر – رابطة الأدب الإسلامي العالمية – الرياض 2003م – ص 33 .
    9 - عبد الحق حقاني القاسمي – فلسطين كـ جار ممتاز شعرا – نئي دهلي – الهند 1995م - ص 38 .
    10 - القصية الفلسطينية في الشعر الإسلامي المعاصر – ص 25 ، 26 .
    11 - المرجع السابق – ص 35 .
    12 - المرجع السابق – ص 36 .
    13 - فلسطين كـ جار ممتاز شعرا – ص 56 .
    14 - كمال ناصر من قياديي الثورة الفلسطينية. ولد في بير زيت التابعة الآن لمحافظة رام الله والبيرة عام 1924، وتوفي في بيروت عام 1973 في عملية عسكرية إسرائيلية استهدفته . ترك كمال مجموعة كبيرة من الكتابات والقصائد الشعرية وأهم آثاره الأدبية في مجال النثر وافتتاحيات "فلسطين الثورة"، المجلة الرسمية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، إذ كان يتولى منصب رئيس تحريرها منذ إصدارها في يونيو 1972 حتى تاريخ استشهاده.
    15 - فلسطين كـ جار ممتاز شعرا – ص 57 .
    16 - عبد الرحيم محمود شاعر فلسطيني، من مواليد قرية عنبتا التابعة لقضاء طولكرم عام 1913م. استشهد عام 1948م ، ولقب بالشاعر الفلسطيني الشهيد . وخَلَّف عددًا من القصائد كتبها بين عامي 1935م، 1948م. وصدر ديوانه في عَمَّان عام 1958م ويضم سبعًا وعشرين قصيدة هي أهم ما كتبه في عمره القصير المليء بالكفاح.
    17 - فلسطين كـ جار ممتاز شعرا – ص 58 .
    18 - رشيد سليم الخوري المعروف بـ ( الشاعر القروي ) و ( شاعر العروبة ) ، ولد رشيد في قرية البربارة سنة 1887 ، وهو مسيحي الديانة ومن أفضل شعراء العرب في القرن العشرين ، وقد هاجر الشاعر إلى البرازيل في عام 1913 برفقة أخيه قيصر .وتولّى رئاسة تحرير مجلة "الرابطة" لمدة ثلاث سنوات، ثم رئاسة "العصبة الأندلسية" عام 1958م، فكان رئيسها الثاني بعد ميشال معلوف، وظل في المهجر مدّة خمسةٍ وأربعين عاماً؛ حيث عاد إلى وطنه ( الذي قضى فيه ثلاثة وعشرين سنة ) و كان ذلك في عهد الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958
    19 - أمجد إسلام أمجد – عكس – سنكـ ميل ببلي كيشنز – لاهور 1991م – ص 24 .
    20 - علي الجارم (1881 - 1949 م) هو شاعر مصري من مواليد مدينة رشيد درس في الأزهر ثم التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وبعد تخرجه ذهب إلى بريطانيا في بعثة دراسية عام 1908م ، وتدرج في وظائف وزارة المعارف وأصبح عام 1932 م عضوا بمجمع اللغة العربية الذي يطلق عليه مجمع الخالدين.
    21 - عكس – ص 24 .
    22 - أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية ، ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وبعد وعد بلفور سنة 1917م كان أحمد محرم في طليعة الشعراء العرب الذين أيقظوا الوجدان والشعور، مطالبين بالجهاد والنضال ، ولم ينشر ديوان أحمد محرم في حياته وبقي مخطوطًا حتى طبع في القاهرة سنة (1383هـ/1963 م). بعد وفاته في (2 رجب 1364 هـ/13 يونيو 1945 م).
    23 - وُلدَ إبراهيمُ عبد الفتاح طوقان في نابلس بفلسطين سنة 1905م وهو الأخ الأكبر للشاعرة المعروفة " فدوى طوقان " وتوفي مساء الجمعة 2 مايو عام 1941م ولم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره . نُشر ديوان إبراهيم طوقان بعد وفاته تحت عنوان: " ديوان إبراهيم طوقان" في طبعات عديدة .
    24 - عكس – ص 27 .
    25 - القضية الفلسطينية في الشعر الإسلامي المعاصر – ص 47 .
    26 - ولد أحمد زكي بحي عابدين بالقاهرة في 9 فبراير 1892 ، وتوفي فجأة في واشنطن في 12 أبريل عام 1955م . ومن أعماله: الشفق الباكي (1926)؛ أشعة وظلال 1928)؛ الشعلة (1933)؛ فوق العباب (1935). وله مؤلفات مسرحية منها: الآلهة (1927)؛ إخناتون فرعون مصر (1933).
    27 - بدر شاكر السياب التميمي (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة ، وتوفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت عن 38 عاماً ، ومن أعماله : أزهار ذابلة 1947م - أعاصير 1948 - أزهار وأساطير 1950م - فجر السلام 1951 - حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة - المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة - الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة - أنشودة المطر 1960 - المعبد الغريق 1962م - منزل الأقنان 1963م - شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
    28 - محمود حسن إسماعيل (2 يوليو 1910 - 25 أبريل 1977) شاعر مصرى معاصر ولد ببلدة النخيلة بمحافظة أسيوط عام 1910 , وتوفي سنة 1977 في الكويت ، ومن أعماله : أغاني الكوخ 1935 - هكذا أغني 1937 - الملك 1946 - أين المفر 1947 - نار وأصفاد 1959 - قاب قوسين 1964 - لا بد 1966 - التائهون 1967 - صلاة ورفض 1970 - هدير البرزخ 1972 - صوت من الله 1980 - نهر الحقيقة 1972 - موسيقى من السر 1978 - رياح المغيب، نشرته دار سعاد الصباح لأول مرة عام 1993 .
    29 - عبد الوهّاب البياتي (1926 - 1999) شاعر عراقي ولد في بغداد ، وتوفي في دمشق عام 1999م. ومن أعماله : ديوان ملائكة وشياطين 1950م - أباريق مهشمة 1955م - المجد للأطفال والزيتون 1956م - رسالة إلى ناظم حكمت 1956م - أشعار في المنفى 1957م - عشرون قصيدة من برلين 1959م - كلمات لا تموت 1960م - طريق الحرية (بالروسية) 1962م - النار والكلمات 1964 - الذي يأتي ولا يأتي 1966م - الموت في الحياة 1968م - تجربتي الشعرية 1968م - عيون الكلاب الميتة 1969م - بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة 1969م - الكتابة على الطين 1970م - يوميات سياسي محترف 1970م - قصائد حب على بوابات العالم السبع 1971م - سيرة ذاتية لسارق النار 1974م - كتاب البحر 1975م - قمر شيراز 1975م - صوت السنوات الضوئية 1979م - بستان عائشة 1989م - كتاب المراثي 1995 - الحريق 1996 - خمسون قصيدة حب 1997 - البحر بعيد أسمعه يتنهد 1998 - ينابيع الشمس - السيرة الشعرية 1999 ، ومن أعماله الإبداعية الأخرى مسرحية محاكمة في نيسابور 1973م. "
    30 - نازك صادق الملائكة (بغداد 23 آب - أغسطس 1922- القاهرة 20 حزيران - يونيو 2007) شاعرة من العراق ولدت في بغداد . عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة إختيارية وتوفيت بها في 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 85 عاما . ومن أعمالها : عاشقة الليل 1947 , - شظايا الرماد 1949 - قرارة الموجة 1957 - شجرة القمر 1968 - ويغير ألوانه البحر 1970 - مأساة الحياة واغنية للانسان 1977 - الصلاة و الثورة 1978. ونازك الملائكة إلى جانب كونها شاعرة رائدة فإنها ناقدة متميزة، وقد صدر لها : قضايا الشعر الحديث ،عام 1962- التجزيئية في المجتمع العربي ،عام 1974 و هي دراسة في علم الاجتماع - سايكولوجية الشعر, عام 1992 - الصومعة و الشرفة الحمراء - كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة" عام 1997.
    31 - عكس - ص 59 .
    32 - إميل حبيبي ( 29 أغسطس 1921م – 2 مايو 1996م ) : أديب وصحافي وسياسي فلسطيني من العرب في إسرائيل. ولد في حيفا في 29 آب (أغسطس) 1921 ورحل في أيار (مايو) 1996 . ومن أعماله الإبداعية : بوابة مندلباوم: نشرت عام 1954 - النورية - قدر الدنيا: وهي مسرحية نشرت عام 1962 - مرثية السلطعون: وقد نشرت بعد عام 1967 - سداسية الأيام الستة (1968) : وهي مجموعة قصصية تتحدث عن الإحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاغ غزة في 1967 وعن فلسطيني 1948 - الوقائع الغريبة في حياة سعيد أبي النحس المتشائل (1974) ، وهي رواية ساخرة أنجزها إميل حبيبي على ثلاثة مراحل, تتحدث عن حياة فلسطيني في إسرائيل ، وقد ذكرت ضمن أفضل مائة رواية عربية ، وترجمت إلى العبرية وأصبحت من أشهر المؤلفات العربية لدى الجمهور اليهودي في إسرائيل - لكع بن لكع(1980) ، وهي مسرحية أيضا - إخطية(1985) - خرافية سرايا بنت الغول(1991): وهي سيرة ذاتية للكاتب, يتحدث بها عن ازدواجية عمله في السياة والادب - نحو عالم بلا أقفاص (1992): يتحدث فيها إميل حبيبي عن أسباب تركه للحزب الشيوعي .
    33 - هي فدوى عبد الفتاح آغا طوقان ، ولدت في نابلس عام 1917، وتوفيت يوم السبت الثالث عشر من ديسمبر 2003م في مدينة نابلس الفلسطينية عن عمر يناهز 86 . ولفدوى طوقان إبداعات شعرية ونثرية نذكر منها : وحدي مع الأيام ، وصدر عام 1952م . وجدتها ، وصدر عام 1957م . أعطنا حبا ، وصدر عام 1960م . أمام الباب المغلق ، وصدر عام 1967م . الليل والفرسان ، وصدر عام 1969م . على قمة الدنيا وحيداً ، وصدر عام 1973م . تموز والشيء الآخر ، وصدر عام 1989م . اللحن الأخير ، وصدر عام 2000م . أخي إبراهيم ، وصدر عام 1946م . رحلة صعبة - رحلة جبلية ، وصدر عام 1985م ، وهو الجزء الأول من سيرتها الذاتية . الرحلة الأصعب ، وهو الجزء الثاني من سيرتها الذاتية ، وصدر عام 1993م في العاصمة الاردنية.
    34 - نزار توفيق قباني ديبلوماسي ، شاعر و ناشر سوري (21 مارس/آذار 1923 - 30 أبريل/نيسان 1998), يعد أحد أبرز وأشهر الشعراء العرب في العصر الحديث. بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه قالت لي السمراء عام 1944 بدمشق وكان طالبا بكلية الحقوق ( الجامعة السورية ) ، وله عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، من أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " . ولنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .
    35 - نزار قبانی - الأعمال السياسيّة الكاملة،1986م - ص 191 .
    36 - الأعمال السياسيّة الكاملة - ص 75 ، 76 ، 77 .
    37 - إيمان البقاعي - أحلى ما قيل في الوطن – دار الكتاب العربي – بيروت 2006م - ص 83 .
    38 - انظر موسوعة ويكيبيديا على هذا الرابط : WWW.wikipedia.org.com .
    39 - أحمد عبد الرزاق الخاني : ولد في حماة وحصل على الشهادة الجامعية في اللغة العربية وعلوم التربية في جامعة دمشق ، وعمل في التدريس في سوريا وفي المملكة العربية السعودية ، وله مؤلفات عديدة .
    40 - القضية الفلسطينية في الشعر الإسلامي – ص 212 .
    41 - فاروق جويدة (10 فبراير 1945) شاعر و لغوي مصري. ولد في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، تخرج في كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بجريدة الأهرام ، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام . نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري .
    42 - فاروق جويدة – ما تبقى من بلاد الأنبياء ( مختارات من شعر انتفاضة الأقصى المباركة ) – ص 307 .
    43 - من شعراء فلسطين المعاصرين ، ولد في قرية " قصرة " من ضواحي نابلس ، متزوج ولديه ثلاثة من الأبناء وثلاثة من البنات . تخرج في جامعة الكويت عام 1980م ، وعمل في بداية حياته معلماً للغة العربية في الكويت ، ثم محرراً ثقافياً في جريدة القبس الكويتية حتى عام 1990م ، وهو الآن يعمل خبيراً تربوياً ومديراً للتحرير في إحدى المؤسسات الفكرية الكبيرة في المملكة العربية السعودية .
    44 - هلال الفارع - دم غزة مختلف – ص 1 . ويمكن ملاحظة المزيد من أشعاره على الرابط التالي : WWW.HilalFari.com .
    45 - غزة في قلوبنا – الجزء الأول – لنخبة من أعضاء الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب – 2009م – ص 77 . ويمكن ملاحظة الكثير من مثل هذه الأشعار على نافذة الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ( WATA ) على الرابط التالي : WWW.arabswata.com .
    46 - المرجع السابق – ص 9 .
    47 - المرجع السابق – ص 12 .
    48 - الاشارة إلى الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي ألقى بحذائه في وجه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أثناء زيارته الأخيرة للعراق في 2008م .
    49 - المرجع السابق – ص 69 .
    50 - عمر بهاء الدين الأميري ( 1951م – 1991م ) ولد في حلب في سوريا ، عمل في التدريس والمحاماة ، ثم عيّن وزيراً مفوضاً في باكستان وفي السعودية ، ثم اختار الإقامة في المغرب إلى أن توفي ، وله دواوين كثيرة .
    51 - القضية الفلسطينية في الشعر الإسلامي المعاصر – ص 63 .
    52 - المرجع السابق – ص 64 .
    53 - أحمد محمد الصديق شاعر فلسطيني ولد في ( شفا عمرو ) بالقرب من حيفا في فلسطين عام 1941م ، درس الشريعة في السودان وعمل في التدريس في قطر وحصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر .
    54 - القضية الفلسطينية في الشعر الإسلامي المعاصر – ص 67 .
    55 - مأمون جرار أديب وشاعر إسلامي معاصر ولد في قرية صانور في فلسطين عام 1949م ، أتم دراسته الجامعية والدراسات العليا وحصل على الدكتوراه عام 1987م وله عدة دراسات ودواوين شعرية .
    56 - القضية الفلسطينية في الشعر الإسلامي المعاصر – ص 71 .


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد علي الهاني
    تاريخ التسجيل
    24/08/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: فلسطين في شعر المقاومة العربي والأردي



    الأخ الكريم الأستاذ / د . إبراهيم محمد إبراهيم

    السلام عليكم

    استفدنا واستمتعنا ؛ أفادكم الله ،وزادكم علما ومعرفة وتميّزا وشهرة ،ونفع بكم الجميع ، وجزاكم أحسن الجزاء في الدنيا وفي الآخرة ...

    وتقبلوا أطيب الأمنيات ، وفائق التقدير.

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد علي الهاني ; 03/02/2010 الساعة 02:55 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •