آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الزحاف المستثقل كالكسر..نوع منه في بحر السريع

  1. #1
    أديب الصورة الرمزية سليمان أبو ستة
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    74
    المشاركات
    255
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الزحاف المستثقل كالكسر..نوع منه في بحر السريع

    عن الزحاف المستثقل كالكسر.. نوع منه في بحر السريع

    والزحاف هو تغيير في الشكل المقطعي للسبب، وقد قسمه الخليل بناء على كثرة وروده في الشعر إلى حسن وصالح وقبيح؛ فأكثره شيوعا الحسن وأقله القبيح.
    قال ابن برّي فيما نقله الدماميني في الغامزة: "فالحَسَن ما كثر استعماله وتساوى عند ذوي الطبع السليم نقصان النظم به وكماله، كقبض (فعولن) في الطويل. والقبيح ما قلّ استعماله، وشقّ على الطباع السليمة احتماله، كالكفّ في الطويل. والصالح ما توسط بين الحالين ولم يلتحق بأحد النوعين، كالقبض في سُباعيّ الطويل، إلا أنه إذا أُكثر منه التحق بقسم القبيح".
    وكلام ابن بري يجعل من الزحاف الصالح في حكم القبيح إذا كثر، ولكن ما يلفت النظر هو قوله "فالحسن ما كثر استعماله وتساوى عند ذوي الطبع السليم نقصان النظم به وكماله" مما يعني أن الشاعر والمتلقي لا يعيان هنا أي تغيير يحدث في نوع المقاطع وبالتالي يتساوى في هذه الحالة الزحاف وعدمه.
    وهناك من أشكال الزحاف المستثقل، عدا ما ذكره ابن بري ، الكثير من نحو الكف في المديد والرمل والخفيف، والطي في أول البسيط وثانيه، والخبن في الجزء الثالث والسادس منه، والقبض في الهزج ، وغير ذلك كثير مما اختلف فيه العروضيون بين مصنف له في خانة الصالح وآخر منهم يراه في باب ا لحسن.
    ومع ذلك فلم أجد أحدا استثقل الخبن في الجزء الثاني والخامس من السريع، وابن عبد ربه والشنتريني يريان أن الخبن في كل (مستفعلن) فيه حسن. بل إني لم أجد للمعري أدنى التفات إليه وهو الذى رصد كل أشكال الزحاف الذي تحس به الغريزة ، وقد يكون السبب في ذلك شدة ندرة هذا الزحاف في ما ينظمه الشعراء على السريع .
    وفي دراسة حديثة للدكتور محمد العلمي بعنوان "أبو العتاهية والعروض"، بعث إلي بنسخة منها، رصد الباحث كل أشكال الزحاف المستقبح التي وجدها في شعر أبي العتاهية ثم لم يشر إلى شيء من ذلك الزحاف في بحر السريع عنده، فاعتقدت أول الأمر أن أبا العتاهية سلم من الوقوع في مثل هذا الزحاف وبالتالي فلم يجد العلمي ما يسجله عليه. غير أني عدت إلى ديوانه مستعرضا كل ما نظمه على هذا البحر في نحو خمسين مرة ما بين قصيدة ومقطوعة فلم أره زاحف ذلك الزحاف المستقبح إلا في بيت واحد وهو قوله:
    من كان لا يشبِهُ أفعالُه ** أقوالَه فَصَمتُهُ أجمَلُ
    وقد بدا لي أيضا أن استعرض ما نُظم على السريع في العصر الجاهلي بأكمله، إذ الفكرة السائدة عن شعراء هذا العصر أنهم كانوا أجرأ على الزحاف من غيرهم في عصور الشعر المختلفة، وبالتالي فقد توقعت أن أعثر على عدد كبير من نماذج هذا الزحاف، وكانت الدراسة قد أقيمت على نحو من عشرين شاعرا جاهليا هم كل من نظم على السريع حسب ما اطلعت عليه بالموسوعة الشعرية وقد بلغ عدد النماذج من السريع سبعة وعشرين بين قصيدة ومقطوعة، فهالني أن لا أجد من وقع في هذا الزحاف إلا عبيد بن الأبرص وقد جاء ذلك مرة واحدة في قصيدة من واحد وعشرين بيتا، في قوله :
    ظِلتُ بها كأنني شارِبٌ ** صهباءَ ممّا عتّقت بابِلُ
    وعبيد هو صاحب تلك المعلقة التي اشتهرت بفساد وزنها، وهو الذي قال عنه المعري:
    وقد يخطئ الرأيَ امرؤٌ وهو حازِمٌ**كما اختلّ في وزن القريض عبيدُ
    وإلا المرقش الأكبر وكان أكثر جرأة في ارتكابه هذا الزحاف وغيره مما يعد عند الخليل من قبيل الكسر في الوزن وذلك في قصيدته المشهورة وأولها:
    هل بالديار أن تجيبَ صَمَمْ**لو كان رسمٌ ناطقاً كلّمْ
    حيث قال :
    ما ذَنبُنا في أن غزا مَلِكٌ**من آلِ جَفنَةَ حازِمٌ مُرغِمْ
    كما قال :
    بيضٌ مَصاليتٌ وُجوهُهُمُ**ليست مِياهُ بِحارِهم بِعَمَمْ
    وهما من الكامل.


  2. #2
    شاعر الصورة الرمزية د.عمرخلوف
    تاريخ التسجيل
    06/10/2006
    المشاركات
    679
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    لكأن أخي د.سليمان يعزو سببَ وقوع عبيد بن الأبرص في هذا الزحاف (ولو مرة واحدة) إلى أنه (صاحب سوابق)! مشيراً في هذا إلى معلّقته التي اشتهرت بفساد وزنها، وإلى قول المعري عنه وعنها:

    وقد يخطئ الرأيَ امرؤٌ وهو حازِمٌ**كما اختلّ في وزن القريض عبيدُ

    ومثلُ ذلك ما غمز به المرقش الأكبر.
    وكنت في كتابي المخطوط عن العروض قد قلت: " ومن الملاحظات الغريبة أن (مستفعلن) الثانية في السريع قلّما ترد على (متفعلن)، والأغلب ورودها على (مستعِلن أو مستفعلن).
    ولكنني لم أمِلْ إلى اعتبارها زحافاً (مستثقلاً كالكسر)، كما جاء في عنوان الشرفة.
    وعلى الرغم من أنني لم أستعرض ما جاء من الشعر على هذا الزحاف، إلاّ أنّ ما سجّلته منه يكفي لتمريره وقبوله.
    من ذلك (في الديوان الجاهلي) قول امرئ القيس:
    أحللْتُ رحلي في بني ثُعَلٍ ** إنَّ الكرامَ للكريمِ مَحَلْ

    وقول عدي بن زيد:
    تعرِفُ أمْسِ منْ لميسَ الطّلَلْ ** مثلَ الكتابِ الدارسِ الأحولْ

    وقول الأعشى:
    أقصرْ فكلُّ طالِبٍ سيَمَلْ ** إنْ لم يكنْ على الحبيبِ عِوَلْ
    فهْوَ يقولُ للسفيهِ إذا ** آمَرَهُ في بعضِ ما يفعلْ
    فيهنّ مخروفُ النّواصِفِ مَسْـ ** ـروقُ البُغامِ شادِنٌ أكْحلْ
    رَخْصٌ أحمُّ المقلتينِ ضعيـ ** ـفُ المنكبينِ للعِناقِ زجِلْ
    إذْ هيَ تصطادُ الرجالَ ولا ** يصطادُها إذا رماها الأَبَلْ

    وفي الديوان الإسلامي، قول أشجع السلمي يمدح الرشيد:
    خليفةٌ مُؤْنِسُهُ سيفُهُ ** مُشاوِرٌ للرأيِ لا للأنامْ

    وقول ابن زاكور:
    يوعِدُ أنْ ليستْ بقانعةٍ ** إلاّ بأكْلِ فوقَ ما يجِبُ

    أما ديوان العصر الحديث فمليء بمثل هذا الزحاف.
    يقول نزار:
    أنا هنا مُتابِعٌ نعمةً ** قادمةَ من غابةِ البيلسان
    أنا هنا وفي يدي ثروةٌ ** عيناكِ والليلُ وصوتُ البيان

    ولسعيد عقل:
    لِمَرِّ نسمةٍ لِلَفْحتِها ** خدّي بذاكَ الأرَجِ المحْضِ
    أُريدُها ولا .. فيا شَمَمي ** بلّغْ ولكنْ رافِضاً رفْضي

    ولفاروق شوشة:
    يا فتنةَ المُصوِّرِ البارِئِ ** وروعةَ العابدِ والقارئِ

    ولإبراهيم العريض:
    إنّ السماءَ مظلمٌ جوُّها ** كأنّما اكتستْ لها جلباب
    كأنما على القرى خيمةٌ ** من الدجى مدّتْ لها أطنابْ

    ولعبد الله الأخطل:
    بين النجومِ لعبتي نجمةٌ ** واحدةٌ، ما همّني العدَدُ

    ولجليلة رضا:
    ونلمحُ العريشَ في ركنهِ ** مظلّلاً بالكرمِ والريحانْ
    فنختفي روحين في حضنه ** نهتِكُ عن كَوامِنِ الوجدان

    ولفؤاد العادل:
    فاخضوضر الشبابُ في خافقي ** ورقَصَتْ من نشوتي أقداحي

    ولعلي الزيبق:
    أقدامنا تَعْبى وأجفاننا ** ظامئةٌ، ودربُنا إعصارْ

    وليسَ آخراً، قولي:
    وثغرُها، لا لن أبوحَنْ بهِ ** قطْرُ الندى اسْتحَمَّ فيه الشفَقْ
    أنفاسُها.. يا طيبَ أنفاسِها ** ألا يَشِي برَوْحِها ذا الورَقْ
    يا طيبَها تذوبُ منْ رقّةٍ ** فما لقلبي في هواها احْترَقْ

    يا سادةَ الشعر هذا الوزنُ في يدكمْ * عجينةٌ كيفَ شاء الشعرُ شكّلها
    ما بالهُ أثْرتِ الألحانُ صفحتَهُ * حتى إذا عرَضتْ بالشعر أهملها
    جددْ لحونكَ واخترْ ما يروقكَ منْ * إيقاعها ربما أوتيتَ اجملَها

  3. #3
    شاعر ومترجم الصورة الرمزية أحمد الأقطش
    تاريخ التسجيل
    13/04/2007
    العمر
    43
    المشاركات
    1,061
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    سيدي الفاضل د. سليمان أبو ستة

    الآن فقط ... اكتشفت أن ملاحظتي في محلها !

    فقد لاحظت ندرة هذا الزحاف في ثانية السريع في الشعر القديم، وكان هذا سبباً في إحدى المناقشات مع صديقي الأكبر الأستاذ الدكتور علي يونس!

    وإذا اتسع صدر د. عمر خلوف .. فإن بيت أشجع السلمي الذي استشهدتم به:

    خليفةٌ مُؤْنِسُهُ سيفُهُ ** مُشاوِرٌ للرأيِ لا للأنامْ

    لا يحوي الزحاف المشار إليه (متفعلن) في التفعيلة الثانية، لأن قوله: "مؤنسه" إنما هو (مستعلن)!

    فهو شاهد في غير محله ..

    فائق تقديري واحترامي

    يا حلوتي لا تغضبي إن كنت أخطأت الطريقة
    فأنـا صغير لم أزل أهـــوى الأحاديث الرقيقة
    أهوى العصافير الشجية والفراشات الطليقة
    إن شئت زخرفة القصائد بالحكايات الرشيقة
    فلتصفحي فالشعر يبعد خطوتين عن الحقيقة

    بيت الكاتب العربي
    http://www.arabworldbooks.com/authors/ahmed_aktash.htm
    شبكة الذاكرة الثقافية
    http://www.althakerah.net/authors.php?Id=1467

  4. #4
    شاعر الصورة الرمزية د.عمرخلوف
    تاريخ التسجيل
    06/10/2006
    المشاركات
    679
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
    وإذا اتسع صدر د. عمر خلوف .. فإن بيت أشجع السلمي الذي استشهدتم به:

    خليفةٌ مُؤْنِسُهُ سيفُهُ ** مُشاوِرٌ للرأيِ لا للأنامْ

    لا يحوي الزحاف المشار إليه (متفعلن) في التفعيلة الثانية، لأن قوله: "مؤنسه" إنما هو (مستعلن)!

    فهو شاهد في غير محله ..

    فائق تقديري واحترامي
    الغالي أحمد..

    وهو كذلك.. أصاب أحمد، وأخطأ عمر!

    شكراً لعينك الساهرة، وذوقك الرفيع..

    ولك كل المودة

    يا سادةَ الشعر هذا الوزنُ في يدكمْ * عجينةٌ كيفَ شاء الشعرُ شكّلها
    ما بالهُ أثْرتِ الألحانُ صفحتَهُ * حتى إذا عرَضتْ بالشعر أهملها
    جددْ لحونكَ واخترْ ما يروقكَ منْ * إيقاعها ربما أوتيتَ اجملَها

  5. #5
    شاعر ومترجم الصورة الرمزية أحمد الأقطش
    تاريخ التسجيل
    13/04/2007
    العمر
    43
    المشاركات
    1,061
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل د. عمر خلوف

    العفو يا سيدي الغالي .. هو سهو بلا شك ..

    وقدرك سام ٍ في دنيا العروض

    فلك خالص الود والاعتزاز

    يا حلوتي لا تغضبي إن كنت أخطأت الطريقة
    فأنـا صغير لم أزل أهـــوى الأحاديث الرقيقة
    أهوى العصافير الشجية والفراشات الطليقة
    إن شئت زخرفة القصائد بالحكايات الرشيقة
    فلتصفحي فالشعر يبعد خطوتين عن الحقيقة

    بيت الكاتب العربي
    http://www.arabworldbooks.com/authors/ahmed_aktash.htm
    شبكة الذاكرة الثقافية
    http://www.althakerah.net/authors.php?Id=1467

  6. #6
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي



    كم أفادت التفاعيل وكم حجبت باتخاذ حدودها مرجعا

    من البسيط = مستفعلن فا ( علن متف علن) فعلن = 4 3 2 ( 3 3 3 ) 1 3
    من الطويل = فعولن (مفا علن فعو) لن مفاعلن = 3 2 (3 3 3 ) 2 3 3
    من السريع = مست (فعل متف علن ) مستعلْ = 4 (3 3 3) 2 3

    هذه زحافات ثقيلة - إن ألحقنا بها ما ذكره أستاذي سليمان - جميعها بغض النظر عن حدود التفعيلة. ويجمعها جميعا أن الثقل في التركيب (333) .
    ولكن جرى الحديث دوما عن كل بحر على حدة ، وذلك بفعل حدود التفاعيل التي رسخت في الأذهان بشكل لا يتم النظر إلا من خلالها فيأتي الرأي مجموعة أجزاء لا يضمها إطار.
    إن تعامل الرقمي مع المقاطع بغض النظر عن حدود التفاعيل يتيح هذه النظرة للتقعيد بشكل أكثر شمولية.
    جاء في موضوع التخاب :
    ________________________________________
    http://www.geocities.com/alarud/97-takhbeeb.html

    8- الصيغة 333
    هذه صيغة لا علاقة لها بالخبب بل لعلها الصورة المقابلة له. ولكنني رأيت إدراجها هنا لعلاقتها بثقل الزحافات. هذه الصيغة ثقيلة في البحور التي أرقامها الزوجية 2، 4 ( مختلطة التفاعيل) كما في البسيط والطويل ومن ذلك في البسيط : [8]
    صبّحته صاحبا كالسّيد معتدلا ....... كأن جؤجؤه مداك أصداف =3 3 1 3 3 3 4

    باكرته قبل أن تلغى عصافره ......... مستخفيا صاحبي وغيره الخافي = 4 3 2 3 3 3 4

    وعليه من الطويل قول امرئ القيس:
    إذا قامتا تضوّع المسك منهما ....... نسيم الصبا جاءت بريّا القرنفل
    الصدر = 3 2 3 3 3 2 3 3

    وهي أقل ثقلا في البحور التي تتكرر فيها 4 3 4 3 ولا تقبل التكافؤ الخببي كما في الرجز والسريع.
    ومن ذلك :
    وكلّ يومٍ في حياةِ خائفٍ ........ لا يجد الأمان يومُ نحسِ [9]
    3 3 4 3 3 3 ......... 2 1 3 3 3 3 2
    ومنه على السريع:
    ينقلنا حنينها المشتهى ......... لعالمٍ يسبح بالنشوةِ [10]
    2 1 3 3 3 2 3 ........ 3 3 2 1 3 2 3
    وموضوع الحديث فيما تقدم من ثقل واستساغة هو تكرر 3 ثلاث مرات وأما ما زاد على ذلك فهو على الأغلب مستساغ.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •