16/09/2009 23:03
تقرير وتصوير : دعاء محمد و (" مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " – محمود أبو عطا )
يحيي في هذه الساعة نحو 300 ألف مصلٍ ليلة القدر ( ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان ) في المسجد الأقصى المبارك ، أغلبهم من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني ، ومن استطاع الوصول من أهل الضفة الغربية ، وقد امتلأ المسجد الأقصى المبارك بالمصلين ، الذي توزعوا على كل أنحاء المسجد الأقصى المبارك ، في منظر مهيب ، وفي مثل هذا اليوم ، وإسهاماً في خدمة المسجد الأقصى المبارك ، وبالتنسيق مع دائرة الأوقاف في القدس ، فقد قدمت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أكثر من 30 ألف وجبة إفطار للصائمين في المسجد الأقصى المبارك ، وتستعدّ لتقديم عشرة آلاف وجبة سحور للمعتكفين في المسجد الأقصى هذه الليلة ، بالإضافة الى توزيع التمور وعبوات المياه الباردة .
في نفس الوقت فقد سيرت " مؤسسة البيارق " عبر مشروعها الرائد " مسيرة البيارق " نحو 250 حافلة لنقل المصلين من جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني الى المسجد الأقصى المبارك ، بهدف إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك ، وكانت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " قد دعت الأهل جميعاً الى شدّ الرحال الى المسجد الأقصى ، في هذا اليوم وفي كل يوم ، نصرة للمسجد الأقصى المبارك.
وكانت مدينة القدس قد شهدت منذ ساعات ما بعد الظهر اكتظاظا شديدا مع بداية توافد المصلين وتوجههم الى المسجد الأقصى ، وبالتزامن مع وصول حافلات " مسيرة البيارق " ، وبعد صلاة العصر بدأت الشاحنات المحمّلة بوجبات الإفطار ، التي أعدتها " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " بالتعاون مع الحركة الإسلامية في الداخل الفسطيني وعموم أهل الخير تصل الى المسجد الأقصى ، في وقت انتشر المصلون في أنحاء المسجد الأقصى ، من الرجال والنساء والأطفال والعائلات ، وبدأ العاملون والمتطوعون بتحضير مواقع الإفطار ، للرجال عند مسطح المصلى المرواني ، وللنساء عند صحن قبة الصخرة ، وما أن حان موعد صلاة المغرب ، حتى عج المسجد الأقصى المبارك بالمصلين ، فأدوا صلاة المغرب ، وتناولوا وجبة الإفطار ، وأثناء ذلك تواصل توافد المصلين الى المسجد الأقصى المبارك ، من جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك ، واكتظت مداخل البلدة القديمة بالقدس ، وأشار أكثر من واحد أن المسجد الأقصى في مثل هذا اليوم يتنفس الصعداء ، وهو يرى هذا الزحف وهذا المدّ البشري ، كما أن القدس تكفكف دمعها ، وهي ترى هذه الجماهير في شوراعها وأزقتها ، وكل الطرق المؤدية الى القدس .
يأتي ذلك في وقت كثفت فيه القوات الإحتلالية الاسرائيلية من تواجدها عبر الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس خاصة على المعابر ، حيث اشتكى العديد من سكان الضفة الغربية من الازدحام على المعابر والمعاملة السيئة للجنود والمجندات المتواجدين هناك ، وقاموا بمنع العديد منهم من الوصول لمدينة القدس.
وفي تصريح للمهندس زكي إغبارية – رئيس " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " ونحن نرى هذا الزحف الذي توافد الى المسجد الأقصى المبارك ، لا يسعنا إلاّ أن نقدم التقدير لكل من شدّ الرحال الى المسجد الأقصى المبارك من اهلنا في القدس والداخل الفلسطيني والضفة ، وتحمل عناء السفر وعناء الحصار والتضييق الإسرائيلي ، لكننا نقول في نفس الوقت ، نعم هذا المدّ البشري للمسجد الأقصى المبارك ، هو الرد العملي على كل إجراءات المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية ".
وفي لقاء مع المحامي زاهي نجيدات – متحدث بإسم الحركة الاسلامية - قال " الحمد الله وصلتنا معلومات من مؤسسة البيارق أنها سيرت ما يزيد عن 250 حافلة من مدن وقرى الداخل الفلسطيني على إمتداد هذا الوطن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا من النقب حتى الجليل كبارا وصغارا رجالا ونساء قلوبهم تهفو لمسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، لهذا المسجد الأسير الذي تربطهم معه العلاقة الروحية والعقائدية المتمثلة بمضاعفة الأجر والحسنات ، وأضاف المحامي نجيدات :"" جاءوا لنصرة المسجد الأقصى الذي يتعرض هذه الأيام لحملة هوجاء غير مسبوقة ، يشعرون بوحدة حال شعورية وجدانية يأتون اليوم قلبا وقالبا وصفا واحدا إلى داخل المسجد الأقصى ولديهم رسالة واضحة أن المسجد الأقصى لنا وليس لأحد فيه لو ذرة تراب" ، و تابع " إنه لشرف لنا نصرة مسجدنا الأقصى في هذه الليلة ، هي أنوار وبركات في العشر الأواخر من شهر رمضان ، فليلة القدر وبركة المسجد الاقصى يغبطنا عليها الكثير من أمتنا الإسلامية الذين يبكون شوقا للوصول والصلاة في المسجد الأقصى ، نسأل الله في هذه الليلة أن يستجيب لدعائنا وأن يزيل الاحتلال عن المسجد الأقصى في أقرب وقت ، ليتسنى لكل مشتاق ان يصل ويعانق هذا المسجد والقبلة والمعلم العظيم من المعالم الا سلامية العظيمة ."
وأفادنا السيد وفيق درويش – مدير " مؤسسة البيارق " – أن تم تسيير نحو 250 حافلة عبر " مسيرة البيارق " من جميع قرى ومنن الداخل الفلسطيني لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك ، وقد تم تنظيم توافد الحافلات والمصلين بصورة ممتازة من قبل المتطوعين ، وهذا يوم نسرّ فيه ونحن نرى هذه الجموع التي تحتشد في المسجد الأقصى ، حبا وتواصلا معه ، وطاعة لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -
.
وفي لقاء مع أم صالح بشير من كابول قضاء عكا قالت "جئنا لنصلي في المسجد الأقصى في ليلة القدر ، لأنها أفضل من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها ، فليلة القدر هي ليلة عبادة وصلاة وإعتكاف" .
أم محمد من الناصرة قالت " هذه ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم هي ليلة مباركة ومقدسة للمسلمين ."
أما أم وليد من الناصرة 70 عاما " هذه ليلة القدر خير من ألف سنة والثواب فيها لا يحصى ، فالمسلمين يكثرون فيها الصلاة والدعاء والاعتكاف " .
أما الحاجة فاطمة 75 عاما من المغرب فهي تزور مدينة القدس لأول مرة وقد جاءت برفقة أقرباء لها من الناصرة ورغم تعبها ومرضها وكبر سنها ، كانت تسير وترتاح على كرسي صغير طوال الطريق ، وقد عبرت عن سعادتها لوصولها لمدينة القدس واعتبرتها أحلى فرحة ليلة القدر ، لأنها حققت أمنيتها في الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه .
من ناحيته قدم علي جودة من عكا شكره وتقديره لمؤسسة البيارق لمساعدتها سكان الداخل على الوصول لمدينة القدس خاصة في شهر رمضان المبارك .
هذا وعلمت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أن برامج إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى ستتواصل الى صلاة الفجر ، عبر برامج إيمانية في عموم المسجد الأقصى المبارك .
المفضلات