القنطرة و التمثال

من قصص الحكمة الصينية
ترجمها الى العربية
ابراهيم درغوثي/ تونس



في الأزمان الغابرة كانت ثلاث تماثيل كبيرة من الخشب المزخرف منتصبة في مدخل معبد بوذي . وكان المعبد محاطا بخندق عميق من جميع الجهات .
ذات يوم ، وبينما كان مسافران يمران من المكان وجدا أن الخندق يقطع عليهما الطريق فراحا يفكران في حيلة تمكنهما من صنع قنطرة تسهل عليهما اجتياز الخندق . فتذكرا أنهما شاهدا ثلاثة تماثيل من الخشب المنقوش عندما كانا يتجولان داخل المعبد فاتفقا على اختيار واحد منها كقنطرة لاجتياز الخندق .
و لكن أي من هذه التماثيل سيختار الرجلان والثلاثة على قدر بعضها في الطول؟
فبدآ في تأملها واحدا بعد الآخر .
كان الأول على شكل عفريت خبيث مرعب فلم يجدا الشجاعة في الاقتراب منه .
أما الثاني فقد كانت تظهر عليه علامات الهيبة والوقار. وكانت عينا وشق تلمعان تحت جبهته فهابه المسافران وتجنبا ازعاجه.
بينما كان الثالث ذا وجه رحيم ، تطفح أمارات الطيبة على محياه .
- لو استعملنا هذا التمثال الطيب قنطرة هل يلحق بنا الأذي يا ترى ؟
و بدون أن يجدا في البحث عن تعليل يزيد في اقناعهما انقضا على تمثال البوذا الرحيم و جراه خارج المعبد ليضعاه فوق الخندق.
و في لمحة البصر كان الرجلان في الجهة الأخرى .
نائما على ظهره راح البوذا الطيب يحدث نفسه :
- وا حسرتاه على العباد . يكفي أن تكون طيبا حتى تنال منهم ما لا يرضيك . فلن يكتفوا بسبك وإنما ترقب منهم أكثر من ذلك: البهذلة و سوء المعاملة.