الولايات المتحدة و سرقة الآثار المصرية


سرقة الآثار في غفلة من المسئولين عنها و بتسهيل حراسها

في أحدث وقائع السرقة والخروج الغامض للآثار المصرية من البلاد، اعترف زاهي حواس أمين المجلس الأعلي للآثار بسرقة أكثر من 15 قطعة أثرية مهمة من مخازن كلية الاداب بجامعة القاهرة ومتحف المعادي، وقال إن هذه القطع تعرض الآن في إحدى دور المزادات بالعاصمة البريطانية لندن، وذكر أنه قدم تقريراً بالواقعة إلى وزير الثقافة للإتصال بسفير مصر لدى بريطانيا لإبلاغ سلطات الإنتربول الدولي لوقف بيع هذه القطع التي تم سرقتها على دفعتين دون أن يتم الإبلاغ عن سرقتها أساساً من المخازن التي سرقت منها . ولعل المثير في القصة هو اعتراف المسئول الأول عن الآثار في مصر بأنه لم يكتشف سرقة هذه القطع الأثرية إلا أثناء تصفحه شبكة الإنترنت، حين فوجئ بأنها معروضة للبيع بإحدى دور المزادات في لندن، وقد تحقق بعد ذلك من أنها قطع أثرية مصرية تم سرقتها منذ عامين.


الولايات المتحدة أكبر سوق للآثار المصرية المسروقة

لما كان القانون المحلى هناك لا يجرم بيع الأثار فقد غدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر سوق للآثار المصرية المسروقة وقد تم الكشف عن عدة وقائع و من المؤسف أن يشارك بعض الدبلوماسيين الأمريكيين في هذه الجريمة البشعة ضد تراث مصر كما جاء في اعترافات تاجر الآثار « فريدريك سولتز » الذي أدين أمام المحكمة الفيدرالية الأمريكية في فبراير عام 2002 وحكم عليه بالسجن لمدة 33 عاماً بتهمة سرقة وتهريب الآثار المصرية أنه قام بتهريب لوحة فرعونية أثرية تعود إلي الأسرة 26 من عصر الفرعون «بسماتيك الأول» بمساعدة دبلوماسي أمريكي يعمل بمصر وذلك عام 1992 .


الضابط الأمريكي مهرب الآثار

قام ضابط أمريكي من القوات الجوية بتهريب80 قطعة أثرية تعود إلى عصر ما قبل الأسر إلي الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006 من مخزن كلية الآداب بالمعادي. و قد اشترى الضابط القطع الأثرية من أحد المصريين أثناء وجوده بالقاهرة ثم باعها لتاجر آثار من ولاية تكساس و القطع الأثرية المهربة اكتشفها الراحل الدكتور إبراهيم رزقانة الأستاذ بكلية الآداب. وكانت إدارة الأمن القومي بنيويورك تتابع القضية و أبلغت السلطات المصرية بذلك، وبعد عامين أوقف الضابط الأمريكي وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور زاهي حواس أنه بات من المحتمل جداً أن تسترد مصر تلك القطع.


محاولات لاستعادة بعض الآثار المنهوبة

قدم الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار تقريراً لعضو الكونجرس الممثل لمدينة سانت لويس، يؤكد أحقية مصر في استعادة قناع أثري مسروق يتم عرضه حالياً في متحف الفن بالولاية الأمريكية تم تهريبه في عام 1959م.

أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية أن مصر سترسل طلباً رسمياً للولايات المتحدة لاستعادة تابوت فرعوني موجود لدى سلطات الجمارك الأميركية بمدينة ميامي بولاية فلوريدا. و التابوت مصنوع من الخشب الملون على هيئة آدمية ويبلغ طوله 148 سم وعرضه 47 سم وارتفاعه 45 سم. وهو لشخص يدعى ايمس من الأسرة الحادية والعشرين (1081-921 ق. م.) من منطقة طيبة وأثبت المجلس أن التابوت الخشبي الملون خرج من مصر عام 1884 بطريقة غير مشروعة بالمخالفة للقانون السائد في ذلك الوقت.

ولكن هل تفلح هذه المحاولات ؟ و المسئول الأول عن الآثار في مصر يقول عن إمكانية استعادة الآثار أنها محتملة.