الميثاق الوطني الاحوازي تكتيك أم ستراتيجية ؟

موقع عربستان ـ طالب المذخور



مقدمة :



يدفعني الخوض في هذا الحديث واقع الحال الذي تعيشه الأمة العربية وإنعكاس هذه الحال سلبيا على مستقبل ومصير الشعب العربي الاحوازي الذي يشكّل جزء هام من ماضي وحاضر ومستقبل الامة العربية على صعيد مسألة في غاية الأهمية والحيوية والخطورة إلا وهي مقومات الأمن القومي العربي بكل جزئياته وتفاصيله خصوصا في مفصلين مهمين جدا وهما الجغرافية السياسية والإقتصاد .



ويستلزم هذا منا بالضرورة إعادة النظر في طريقة التفكير وطبيعته واعني منه بالدرجة الأساس الفكر السياسي العربي وطبيعة الممارسة اليومية المتناقضة او المبنية على عدة تناقضات نفسية مختلطة مع بعض الأفكار غير المنسجمة مع ذاتها ، ونحن كاحوازيين نجسّد هذه الحالة أيضا شأننا كشأن ابناء امتنا .



بإستثناء الفكر العربي الأسلامي والذي يعاني ما يعاني فهناك طريقتين للتفكير سائدتين اليوم في مجتمعنا العربي،وهما طريقة الليبراليون وطريقة من يدعون العصامية في التفكير والإصالة واغلبهم مصاب بمرض إنفصام الشخصية .



فالليبراليون متمنطقون بحزام مباركة الغرب،وهؤلاء يسعون لإرضاء الغرب أكثر من محاولة رضاهم عن انفسهم فتحولت كعبتهم من الشرق إلى الغرب وصلاتهم من خمسة أوقات إلى صلاة خاشعة تستمر من غروب الشمس حتى شروقها .

وهؤلاء ببغاويون مقلدون لا عن علم وإلماما بالشيء انما هو التقليد الأعمى اما بسبب الهزيمة المتكرسة في ذواتهم او لحاجة في نفس يعقوب قضاها،لانه وببساطة ما من فكر يسعى لتطوير قدرات المجتمع إلا واخذ بعين الإعتبار طبيعة ذاك المجتمع خصوصا وما يتعلق بموروثاته العقائدية والتأريخية والإجتماعية والنفسية،فالفكر ليس بضاعة نستوردها ثم نسوقها بعد إجراء الدعاية الازمة لها ، فهي تحتاج لأرضية صالحة تستطيع ان تستوعب هذا الفكر أو ذاك ، فإن كانت الأرضية غير موجودة فنخن أشبه بمن يزرع الحنطة في الفراغ .



ففي الوقت الذي يمتلك فيه الغرب دول مؤسساتية ينظم العلاقة فيها بين الشعب والحكومة دستور يحترمه الجميع وينظم العلاقة بين أفراد المجتمع قانون له قدسية مشابه لقدسية عقائدنا ،فنحن لانمتلك شيء من هذا،ولذلك يحاول البعض أن يبني سقفا دون قواعد . فكيف تستطيع مثل هذه الأفكار أن تحقق نهضة امة أو شعب يقع تحت سلطة إحتلال مثل الشعب العربي الاحوازي أو الفلسطيني او العراقي .



أما دعاة العصامية،وهو نمط تقليدي آخر يتحدث فيه حماة الامة والمدافعون عن ثغورها حيث أصبح شغلهم الشاغل امريكا والصهيونية دون أن يخطو خطوة واحدة واضحة على الطريق ، وهذا الفكر عشوائي إلى درجة أنه يشبه بمن يأخذ تراب من الساتر ليردم به فتحة أخرى في الساتر فتصبح لديه فتحتان وهلم جرى حتى تتحول الامة جميعا تعيش تحت حراب المحتلين .



فالعقول التي تصفق لحسن نصر الله بمجرد ان يهدد أسرائيل وكانه حرر يافا وعكا وحيفا هي عقول اصابها الكسل في التفكير،وهي لاتتحمل المسؤولية بشكل كامل إنما المسؤولية تلقى على من يسفهوا هذه العقول .



قبل عدة أيام هدد حسن نصر الله إسرائيل بقوله إننا سوف نضرب تل أبيب إذا قصفت إسرائيل لبنان،فصفق له الجميع دون ان يسأله احد،يارجل انت تضحك على نفسك ام علينا ام على أسرائيل والعالم ؟.



فإذا كان هذا هو نمط الفكر السياسي التحرري العربي وإذا كانت هناك عقول تصفق وتشيد بهذا المنطق،فإن دل هذا على شيء فإنه يدل بالفعل على إننا نواجهة أزمة فكرية حقيقية، وهذا منطق اصغر من ان يكون لرجال بناة دولة فكيف يصلح لحال أمة كحال امتنا العربية .

وانا لا أذكر حسن نصر الله هنا بالأسم لانه بالنسبة لي رجل صفوي اكثر من الصفويين وانه يحقق مصالح فارسية على حساب مصالح الأمة الإسلامية والعربية بل لأن البعض يعتبره صورة امة تعبر عن المقاومة وليس الإستسلام .



لقد كتبت كثيرا عن الهزيمة لاني أعتبرها لحظة تأريخية مفصلية في حياة أي أمة من الامم أو شعب من الشعوب ، فإن تجاوزت لحظتها أصبحت واقع نعيش فيه ونتعايش معه ، وإن الذي يعيش في الهزيمة يبقى أمد الدهر مهزوما، اما الذي يعترف بالهزيمة كلحظة تأريخية ويتجاوزها فهو أول من يضع قدمية على درب النصر الآتِ .

وسبحان من قال ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .



وللحديث بقية



27 – 8 – 200