مفهـوم علـم الآثـار والحفائـر الأثـريةعنـد المسلمين فـي العصـور الوسطي


يهدف هذا البحث إلي محاولة الإجابة علي تساؤل هو : هل عرف المسلمون " الآثار " و " علم الآثار " و " الحفر الأثرى " ؟

عـلــم الآثـــار

يمكن تفسير اصطلاح " علم الآثار " " Archaeology " بأنه دراسة ماضي الإنسان من خلال المخلفات المادية التي تركها ورائه "، كذلك يمكن تعريفه بأنه الوصف أو الدراسة المنظمة للآثار " أو " دراسة الأحجار القديمة " ، أو بمعني أوسع دراسة كل الأشكال الملموسة والمرئية لمخلفات النشاط الإنساني كأن يكون مثلاً كهفاً طبيعياً سكنه أجدادنا القدماء بعد أن أعدوه بما يتناسب وأحوال ظروفهم أو أن تكون مجرد تيجان الأعمدة الأيونية في معبد الـ "Erechthéion " بالأكربول في أثينا أو تيجان أحد المساجد الإسلامية ، وكذلك أن يكون مجرد آنية مساحيق الزينة التي كانت تستخدمها إحدى المصريات ووجدت مع أدواتها بجوار موميائها ، أو حتى تكون واجهة قصر المشتى الأموي ، كل ذلك وغيره من آلاف الأشياء البسيطة أو التي تعتبر من روائع الأعمال الفنية التي خلفها الفن والصناعة الإنسانية علي مر الأجيال والقرون ، كل هذه الشواهد المادية للحضارة الإنسانية تدخل تحت الاصطلاح المتعارف عليه دولياً ونقصد به " أركيولوجيا " .

علـم الآثار عند المسلمين

يتبادر إلي الذهن سؤال وهو هل عرف المسلمون " علم الآثار " ؟ ، وهل فرقوا بين الآثار الثابتة ( الأبنية ) والآثار المنقولة ؟ .


إن الناظر في تراث المسلمين من كتب " التاريخ " و " وصف البلدان " و " الخطط " و " الرحلات " و " الأدب " يجد الكثير من الألفاظ التي استخدمت للدلالة علي الآثار سواء الثابتـة أو المنقولـة مثل : " آبـدة " و " أثر " و " بربي " و " ذخيرة " و " صرح " و " طلسم " و " كنز " و " مطلب " .
ويجدر بنا أن نتعرف علي معاني هذه الألفاظ والكلمات في معاجم اللغة مع إيراد بعض النصوص التي وردت بها هذه الألفاظ والكلمات في محاولة منا لاستنطاق النصوص ، ومعرفة هل كان لـدي المسلمين إدراك لمفهـوم " الآثار " وعلم الآثار " .