آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 106

الموضوع: موضوع مهم للمناقشة .. حول الشعر .. ارجو من الجميع الدخول

  1. #21
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    322
    معدل تقييم المستوى
    18

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلال الفارع مشاهدة المشاركة
    ــــــــــــ
    أخي الحيسب حفظه الله
    هذا هو الذي قتل الشعر العربي، وألقاه في غيابة الحياة!
    الشعر يا سيدي ليس سلعة مكانها القاعات، وهو ليس نشرة هدفها المواساة، إن الشعر إذا ما أصبح شعر مناسبات قُتل، بل اغتيل.. الشعر يا أخي أعظم من هذا دورًا، وأخطر منه أثرًا، هو خلاصة مشاعر الإنسانية في كلمات، وهو كلمات في صور وخيال وعاطفة، وهو لغة تسوح على مواطن الجمال فتتخير أزهاها ثوبًا، وأحلاها مظهرًا، وأنقاها معنًى إنسانيًا.. وحين يكون الشعر للعامة فقط، يفقد هذه القدرة على التأثير في حياة الأمم.. أرجو مخلصًا أن نقرا عن دور الشعر في إيصال رؤية ورسالة أصحابها إلى الإنسانية.. وفي تصنيف واحدة من الإنسيكلوبيديات، ورد أن أكثر الأسماء الخالدة في عالم الشعر المؤثر في حياة الأمم وأدبها، هي شكسبير ثم المتنبي..
    لك احترامي وتقديري
    هلال الفارع
    مع احترامي لما قلته ,
    انا لا اقصد التكسب بالشعر
    انا قلت ان الشاعر العربي فقد الاتصال مع القاعدة
    والمناسبات شئنا أم ابينا هي جزء من حياتنا
    ثم إن شاعر العربية العظيم (المتنبي } عاش حياته متكسبا ومع هذا فهو شاغل الدنيا
    دور الفن عموما - فى نظري - هو الشهادة على الحدث , ان نجح فى أن يكون شاهدا على مايجرى , ينقله , ينقده , فقد أدى دوره , تأتي بعد ذلك الأجيال التالية كي تستفيد من تلك الشهادة
    المشكلة فى الشعر الفصيح أنه مات .للأسف
    أصبح الشعر للنخبة ,هي نخبة انانية فى اغلب الاحايين
    نحن لانحتاج إلى استيراد مهمة الشعر من شكسبير وغيره .
    الشعر ديوان العرب قبل شكسبير
    ونظرتنا للشعر هي نظرة حسب مفهومنا ولاحاجة لاسنيراد نظرات الاخرين للحكم على حياتنا كان الشاعر يسير بين الناس حتى فى مراحل متأخرة من تاريخ الشعرالعربي
    شوقي وابوشبكة , نزار , درويش و الفيتوري ...
    بالطبع لايلام الشعراء فقط على تغريبة الشعر ,
    هناك الجانب الاعلامي والدعائي الذي أزاح الشعر جانبا واولى اهتمامه لفنون أخر .
    بالنسبة لي ليس هناك فرق بين الحر والعمودي , هتاك مايصطلح عليه أنه شعر وغير شعر
    وهذه معارك جانبية - كمعاركنا الجانبية الكثيرة -
    هناك ابداع ولا ابداع
    فقط لاغير

    تحياتي .
    تحياتي .


  2. #22
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الاخوة الاعزاء
    لنعرف الشعر اولا هو الكلام الجميل المعبر عن العواطف والافكار الموزن والمقفى ، وبهذا يخرج الشعر التعليمي الخالي من العاطفة والخيال من الشعر الحقيقي ، ولكن هل لابد للشعر من الوزن والقافية ، نعم وان كان ترتيب الاوزان واتنوع القوافي قد جاءت به قصيدة التفعيلة التي كان من روادها السياب ونازك وبلند الحيدري ، اذن الشعر يجب ان يؤسس على عدة قواعد منها اللفظة الموحية والتأثير في السامع والقاريء والموسيقى والخيال الخصب والعاطفة الجميلة وبهذه الصفات فان النثر الفني يكون صنو الشعر في الابداع وصفة الادب
    نأتي الى قصيدة النثر ، ما الذي جعلها من الشعر ؟ لابد ان تتميز بمواصفات الشعر ، فالموسيقى وانتقاء الالفاظ والعاطفة الجياشة والخيال الجميل يتصف به النثر
    هل التأثير الذي يحدثه فينا النص هو الذي يعطي له الشعرية ؟ هذا التأثير نجده في النثر ايضا
    حتى لانظلم شعراء القصيدة النثرية نقول ان بعضها تمتلك الشاعرية لانها مؤسسة على دراية في فنون الشعر ، والبعض الاخر لايمتلكها لان كاتبها ليس له معرفة بذلك الفن ،
    لقد نظم رواد قصيدة التفعيلة هذا الفن بعد ان قطعوا شوطا في الشعر الكلاسيكي وهو شعر الشطرين الذي تعارف عليه الشعر منذ عصر ما قبل الاسلام الى عصرنا الحديث ، ولقد تطرقت الشاعرة المبدعة نازك الملائكة لاؤلئك الذي ينظمون القصيدة الجديدة دون ان تكون لهم معرفة بالتراث الشعري
    انا مع التجديد في الشكل والمضمون ، ولكن هذا التجديد يجب ان يبني على اسس متينة ، كالبيت هل يمكن ان ينى دون ان توضع له الاساسات التي تضمن له عدم الوقوع ؟

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

  3. #23
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    السلام عليكم جميعا
    و أهلا بالمتحاورين الكرام في هذه الندوة التي بدأت تتسع و تأخذ طابعاً علمياً و أحترم جميع الآراء و وجهات النظر التي جاءت هنا و التي قد أتفق مع بعضها أو أختلف فلكلٍ رأيه و فكره الذي يدافع عنه .
    لكن من واقع ما قرأت في كل المداخلات التي قرأتها على طولها أرى أن الجميع قد تلاقوا في نقطة واحدة تتعلق بماهية الشعر و الذي اتفق على أنه نتاج تجارب إنسانية و أحاسيس و مشاعر وهبها الله لخلق من عباده دون غيرهم .فكانت لهم أدواتهم التي نقلوا بها هذه المشاعر و الأحاسيس لتقرأها قلوب و عقول الآخرين و تعيشها معهم فإن استشعرها الآخر و حركت بداخله شيئا ما أو عزفت على أوتار قلبه و فكره و عبرت عما لم يستطع هو التعبير عنه بطريقة ما صفق له منبهراً و ظل شعره محفوظاً في قلبه و عقله عشرات السنين .
    و هنا تبادر لذهني سؤال آخر :
    لماذا تحتفظ ذاكرتنا بالمئات من القصائد القديمة على طولها و صعوبة مفرداتها و تستطيع أن ترددها عن ظهر غيب في حين أن المئات أو قل الآلاف من القصائد الحديثة لا يكاد صاحبها نفسه حفظ كلمة واحدة منها .
    أنا لست أدافع عن القديم و أتقولب فيه بل أسعى للتجديد و أعلنت ذلك مراراً و لكن على ألا يمس التجديد بثوابت الشعر العربي و لا سيما أننا نتكلم عن شعرنا العربي لا ما أفرزته الثقافات و الفنون الغربية الأخرى من ثقافات و قوالب .
    و أقول أن الشاعر كالرسام .. فهل رأيتم رساماً يرسم بدون أدوات .. بدون فرشاة أو ألوان أو قلم رصاص أو فحم أو خلافة ؟ بالطبع لا . و كذلك الشاعر تلزمه أدواته . فهو بالإضافة للموهبة التي من الله عليه بها فإنه يجب أن يكون ملماً بعلوم اللغة و عروض الشعر و تفعيلاته حتى تبدو لوحته ( قصيدته ) في أبهى حلة لها .
    الثقافة أيضا تلعب دوراً مهماً في حياة كل إنسان و لا سيما الشاعر و هذا أيضا نتفق عليه و لا نختلف معه و لكن و نحن نتكلم عن الشعر العربي و لنا ثقافتنا و عاداتنا و تقاليدنا و ديننا و مثلنا التي تربينا عليها لماذا عليّ أن أفرض ثقافة الغرب أو الحضارات الأخرى على شعري أو على ذائقة المتلقي العربي و ماذا يفيد الشعر أو المتلقي اقحام حضارات الآخرين و نحن عندنا المعين في حضارتنا العربية و الاسلامية .
    ثم نأتي لموضوع آخر و هو الغموض و الاغراق في الرمزية الذي اصبح يلف العديد من القصائد الحداثية بنوعيها النثري أو التفعيلي .
    و هنا سيفرض سؤال آخر نفسه : لمن يكتب المبدع العربي ؟
    هل يكتب لنفسه ؟
    أم للنخبة ؟
    أم للقاعدة ؟ ( ليس تنظيم القاعدة بالتأكيد )
    إن كان يكتب لنفسه فحري أن تظل اعماله حبيسة ادراجه يقرؤها بينه و بين نفسه كلما اشتاق لأن يهمس لها أو يكلمها بصوت عال .
    و إن كان يكتب للنخبة .. فهي لا تمثل و بكل الأسف أزيد من عشرة بالمائة و ربما أقل .
    أما الغالبية العظمى التي من المفروض أن تستمتع بهذا الحق فهي بكل أسف محرومة منه لابتعاد الشاعر عنها حرمانها من شتى ملذات الحياة الأخرى .
    ألم يكن المتنبي يكتب فيفهمه العامة و الخاصة على السواء
    ألم يكن حافظ ابراهيم يمثل نبض الشارع
    ألم يكن لوركا يتلمس أحاسيس العامة فيكتب أشعاره الرائعة لهم .
    لقد أصبحت هناك فجوة و هوة عميقة بين الشاعر و المتلقي . قد يكون على المتلقي جزءً من تبعياتها بابتعاده عن القراءة الواعية أو حتى العادية و لكن في رأيي المتواضع أن الشاعر تقع عليه المسؤلية الأعظم .

    و ما زال للحديث بقية و النقاش متسعاً و ننتظر المزيد من آراء الأساتذة

    و للجميع مودتي

    د. جمال


  4. #24
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اللغافي
    تاريخ التسجيل
    22/01/2007
    العمر
    63
    المشاركات
    209
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    [a7la1=#FFFF66]اهلا وسهلا ..أود أن أشارك أحبائي في هذا الحوار ..
    والذي وجدت فيه تعصبا للتراث مما ذكرني بنفسي ذات أيام كنت فيها متشبتا بقواعد الخليل والقصيدة الكلاسيكية ،وأجهل كل جديد .. بل كنت ألعن قصيدة النثر وأثور عليها ،لكنني أيها الاخوة بعد أن استوعبت نفسي ووجدتني حديثا..أمتطي ..الدراجة.. والسيارة .. والطائرة.. بدل الحصان والبغل ..وأكتب بآلة كمبيوتر بدل الريشة والمحبرة..أتواصل مع العالم وأطالع انتاجاته الأدبية بدل القوقعة في سوق عكاظ وجدتني رجلاآخر غير الأولين الذين قننوا وقوعدوا أدبهم حسب عصرهم
    نحن الآن نحاول تقنين وقوعدة أدبنا حسب عصرنتنا فهم رجال الأمس ونحن رجال اليوم والرابط بيننا هو اللسان العربي الذي يمثل الهوية الأساس..وليس الأسباب والأوتاد والفواصل لأننا استغنينا سيدي عن الخيمة والصحراء، .......

    ولا أستطيع أن أجزم في قضية ما زال البحث فيها جاريا .أعني قضية الشعر المنثور هل يعد شعرا أم لا؟..لكني أستطيع أن أدافع عنه من وجهة نظري كفن اضافي أثرى أدبنا العربي .."والحداثة اعتبرته ككلمة ـخيرة لها من حيث أنه يمثل حركة حيوية وغنية وتعددية في تياراتها وأسئلتها ..لا تنطلق من رفض البنية الايقاعية الدلالية بمعناها الكلاسيكي بقدر ما تنطلق من أن الوزن والتفعيلات والطاقات العروضية الأخرى هي امكانية لا تستنفذ معنى حدودها"
    فقصيدة النثر يا حبيبي هي نطفة حلال ..ابنة شرعية للقصيدة الأم لكنها تختلف فقط بكونها تخلصت من القيود التي جعلت منها عملا مكانيكيا تتفاعل كلماتها مع مجموعة قوالب اكتشفها أنذاك بعض المثقفين النبهاء حيث استخرجوها من ايقاعات سابقة لعهدهم.
    القصيدة تبرجت تدريجيا كما هو الحال بالنسبة للانسان الحداثي حيث تم خلع نظام الأشطر ..وبعدها تخلصت من نظام القافية وحافظت على تفعلتها ..وأخيرا تخلصت من قواعد الماضي لتتحمل مسؤوليتها في ترتيب هيكلتها قالبا وايقاعا أسلوبا وتناغما مع مقومات العصر..
    لا أطيل أيها العزيز ..فاذا ظهرت المعنى فلا فائدة في الاطناب.
    محبتي ولي معكم لقاء آخر [/a7la1]


  5. #25
    عـضــو الصورة الرمزية د . محمد أيوب
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    82
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أخي العزيز د . جمال مرسي


    أخي العزيز د . جمال مرسي
    هناك فرق بين شعر وشعر ، فليس كل الشعر الموزون المقفى له طعم الشعر ، يحضرني وأنا أقدم هذا الرأي ترجمتان لرباعيات الخيام ، إحداهما لأميل البستاني على ما أذكر والثانية لأحمد رامي ، فقد شدتني الترجمة الثانية أكثر من الأولى حتى أن السيدة أم كلثوم غنت القصيدة التي ترجمها أحمد رامي ، فالشعر الذي يمس شغاف القلب ويطرب النفس هو ما يمكن أن يجد طريقه إلى الأذن والقلب ، أما الشعر الجاف فلن يلقى قبولا إلا عند الدارسين والنقاد كمادة تخضع للدرس والتمحيص " الألفية مثلا " ، وبما أننا نعتمد على السمع في كثير من أمور حياتنا ، فقد انتقل الشعر قديما عن طريق الرواة ، وقد نتج عن ذلك ما أطلق عليه التحريف والتصحيف نتيجة التداول الشفهي وعدم التدوين ، وقد كان الشاعر العربي قديما بمثابة الإذاعة المتنقلة للقبيلة ، فهو يمدح ويقدح ، وقد ساهم حسان ابن ثابت في كشف مثالب أعداء الإسلام لأنه كان يعرف أنساب العرب ومثالبهم ، والإنسان يميل بطبعه إلى حفظ ما يسهل على الأذن التقاطه وعلى القلب والعقل امتصاصه كما نرى في الغناء للإبل :
    هيا هلا هيا اطوي الفلا طيا
    وقرب الحيا للعاشق الصب
    جلاجل في البيد شجية التغريد ... إلخ
    أو ما نجده في قصيدة جبل التوباد لأمير الشعراء .
    وقد يقترب النثر من الشعر حين يرق الشعور ويرهف الإحساس ، ربما نجد ما يمكن أن نعتبره شعرا دون أن يقصد الكاتب أن يكتب الشعر كما يحدث مع بعض الروائيين ، فقد وجد بعض الأصدقاء ما رأوا أنه من الشعر الموزون في روايتين كتبتهما وفي بعض قصصي القصيرة مع أنني لم أضع في حسابي أن أكتب شعرا، وإنما وجدتني أمر في حالة من الشفافية جعلت ما أكتبه شعرا موزونا وإن كتبته على شكل النثر ، وأنا أرى أن الشعر بطبيعته ملازم للموسيقى سواء أكانت هذه الموسيقى داخلية أو خارجية ، ذلك أن موسيقى الشعر تقربه من ذائقة البشر ، وعلى الرغم من التطور الذي أصاب الشعر العربي في مراحله المختلفة فقد بقي الشعر الجاهلي خالدا على الرغم من الفاصل الزمني الكبير بيننا وبينه ، لأن الأحاسيس البشرية ذات قواسم مشتركة ، وبالتالي فإن الشعر الإنساني مهما كانت لغته التي كتب بها يجد طريقه إلى الخلود والبقاء ، أما الشعر الخالي من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية فلن يكون خالد وإنما سيذبل وينساه الناس .
    أما بالنسبة لي فإنني لا أميل إلى قصيدة النثر لأن الكثيرين ممن يكتبونها إنما يكتبون طلاسم أقرب إلى الهلوسات منها إلى ما تألفه النفس البشرية ، كما أرى أن من واجبنا أن نحافظ على تراثنا وأن نطوره ضمن إطار مفهومنا ورؤيتنا إن كنا نريد الحفاظ على حيوية لغتنا العربية لغة القرآن الكريم ، ولعل من أجمل أغاني أم كلثوم تلك القصائد العربية القديمة أو من الشعر الموزون مثل : أراك عصي الدمع ، والأطلال وعلى باب مصر تدق الأكف وغيرها وغيرها ، ترى هل تتصور أن تقوم أم كلثوم لو كانت على قيد الحياة بغناء قصيدة من القصائد يطلقون عليها وصف قصيدة النثر ، إن كانت قصيدة النثر قد نجحت في الغرب فليس من الضروري أن تجد طريقها إلى الذوق العربي وأن تنجح عندنا ، علينا أن نبتعد عن تقليد الغرب في كل ما يذهب إليه لأن لنا تراثنا الذي نهل منه الغرب حتى ارتوى ، ولا أود أن يفهم من كلامي أنني ضد تلاقح الفكر والحضارات وإنما أهدف إلى الحفاظ على الأصالة وعلى خصوصيتنا التي تميزنا عن غيرنا مع مراعاة الجدلية القائمة بين الخاص والعام ، الخاص العربي والعام الإنساني .
    ولعل ما طرحته أخي الكريم يذكرني بذلك الصراع بين العامية والفصحى ، ذلك أن وضع العامية في مواجهة اللغة العربية الفصحى إنما يشكل خطرا على وحدتنا العربية ووحدة لغتنا .. لغة القرآن الكريم بحيث يكون مصير لغتنا العربية أشبه بمصير اللغة اللاتينية التي تشققت إلى اللغات الأوربية المعاصرة بحيث انحسر استخدام هذه اللغة وانحصر في استخدام بعض مصطلحاتها في الطب وغيره من العلوم التطبيقية ، وقانا الله من شر تمزق لغتنا العربية إلى لهجات محلية تتباعد تدريجيا لتضع حواجز راسخة تحول دون تحقيق وحدة وطننا العربي الكبير وتجعل لغة القرآن الكريم غريبة على أسماعنا وأذواقنا .
    لا أرى غضاضة في أن أقرأ شعر التفعيلة لأن من حق الشاعر أن يتصرف في عدد التفعيلات وفي طول كل شطر من القصيدة ، لأن قصيدة التفعيلة إنما ترتبط بوشائج القربي مع الشعر الموزون المقفى ، كما نجدها محملة بالصور المكثفة والرموز ، فهي تتسع بمرونتها للثقافات المختلفة التي اطلع عليها الشاعر الذي قد يستخدم الأسطورة والرمز للتعبير عن حالة راهنة تاركا للقارئ مهمة استخلاص ما يرمي إليه ، أما تلك الطلاسم التي يكتبها البعض هربا من الالتزام بالتفعيلات الشعرية بحجة أنهم إنما يكتبون قصيدة النثر ، فهي غريبة عن أذواقنا ونفسياتنا .
    ولعلني فيما ذهبت إليه أعبر عن وجهة نظري التي قد أخطئ فيها وقد أصيب ، فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ ما دام الأدب ذاتيا لا يخضع لموضوعية العلوم البحتة ومنطقها .
    أرجو ألا أكون قد أطلت أو سببت لك الملل
    لك مني خالص المودة والتقدير
    د . محمد أيوب


  6. #26
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم أيها المبدعون،

    أعجبت بنقاشكم، فقمت بتجميع أهم المداخلات في ملف واحد، يمكن لكم تحميله بالنقر على الوصلة:


    ندوة الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب "حول الشعر"


    مع تحياتي
    عبدالودود العمراني

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  7. #27
    أستاذ / عضو بارز الصورة الرمزية هري عبدالرحيم
    تاريخ التسجيل
    16/11/2006
    المشاركات
    2,079
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    الأخ عبد الودود
    لك خالص الشكر على مجهودك الرائع،فكرة التجميع هاته جيدة،لا تبخل كلما عنت لك فكرة ، فأنت دوما تتحف الجمعية .

    عيد بأية حال عدت يا عيد§§§
    بما مضى أم بأمر فيك تجديد



    لكل حادث غد، وغدي بعثرات على الرمال.

  8. #28
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    481
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    شكرا د. جمال للموضوع الهام جدا
    اسمحوا لى ان اطرح رأيى الصغير المتواضع بصفتى (كاتب يحبو) من كتاب القصيدة النثرية

    الشعر العمودى حدد ايقاع اللغة العربية فى عدة بحور فقط

    يجب الاعتراف بوجود المزيد والمزيد من جماليات اللغة

    كفانا (( حشو )) لمجرد تنظيم الوزن وعمل جرس جميل
    كفانا استجداء للقافية لتوحيد الراء

    كل هذا يحدث بالفعل وللاسف على حساب روح القصيدة فتموت القصيدة قبل ان تولد

    هناك العديد من الشعر العمودى لتحفيظ النحو وما الى ذلك
    ليست قصائد بالمرة ولا شعر ولكن قد نسميها نظم (( لا أظن ان احد هنا يعتبرها شعر )) نظم لغرض الحفظ ليس إلا

    اذن البحور الخليلية ليست هى القياس الافتراضى للقصيدة


    هناك الكثير لقوله لكن العقل مشغول وخارج نطاق الخدمة تلك الايام
    اللهم ارحم جميع المسلمين

    شكرا للموضع القيم
    لى عودة باذن الله

    محبتى وتقديرى


  9. #29
    شاعر الصورة الرمزية أحمد العراكزة
    تاريخ التسجيل
    10/12/2006
    المشاركات
    135
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرّحيم
    السلام على الشّعر والشّعراء وعلى العلم والعلماء
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قصيدة النثر
    قبل الخوض في النقاش لا بد لنا من تعريف للشّعر
    إذ أنّ الشّعرَ _ كما أرى _ هو القصيدة
    والقصيدة كما نعرف ماهي إلا أفكار مصبوبة بقالب الوزن والإيقاع
    لذلك قيل الشعر هو كلام مقفّى موزن دال على معنى
    مقفّى: هذا بالنسبة للشعر العامودي حيث يلتزم القافية
    موزون: وهنا يدخل الشّعر الحر حيث تحرر هذا اللون من القافية والتزم الوزن
    حيث التفعيلة الواحدة
    دال على معنى: وهذا مطلوب في أي عمل أدبي

    فقصيدة النثر لو عرضناها على هذا التعريف لما بقي منها إلا _ دال على معنى_
    فهي بذلك تتشابه مع القصة والخاطرة .. وغيرهما من الأعمال النثرية

    إذاً فالقصيدة _ قصيدة النثر _ لا ينطبق عليها تعريف الشّعر السّابق
    وأظنّ هذا التّعريف مانع جامع (لذلك اخترته)

    وفي المقابل لا نقول بأن _ قصيدة النثر _ هي ليست من كلام العرب
    أو أنها مرفوضة بل على العكس هي عمل أدبي لكنه خارج عن مفهوم الشّعر
    فهي ليست شعراً ... وإن كانت فنّ قائم بذاته ...

    والذي أراه أنّ قصيدة النّثر هي فنّ من فنون الكلام كالخطابة .. والقصة . وغيرها من الأعمال
    وهنا أود الحديث عن فنّ اسمه: المقامات (المقامة)
    فالمقامة لم تدرج تحت مفهوم الشّعر ولو أدرجنا قصيدة النثر تحت مفهومه
    لكانت المقامة أولى بذلك منها ..
    إذ أنّها تغصّ بالموسيقى الدّاخلية (الإيقاع) حيث السّجع وطول العبارات المتناسق
    فهي أقرب للشعر بكثير من قصيدة النّثر

    والذي أراه أنّ قصيدة النثر هي فنّ جديد في الأدب العربي
    له أصوله وقواعده ... من غير أن تكون شعراً

    أدام الله الحوار ..



    ahmad_arakzeh@hotmail.com

  10. #30
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    السلام عليكم أيها الأحباب
    أشكركم جميعا من جديد لإثراء هذه الصفحة و هذه الحوار الهادئ الذي ينم عن عقلية متفتحة و واعية
    و أرحب من جديد بالأخ الشاعر محمد ااغافي الذي كانت أحدى قصائده سببا في إثارة هذا الموضوع
    و كذلك أرحب بأستاذي د. محمد أيو و أشكره على مداخلته القيمة و الشكر لأخي الودود عبد الودود لمجهوده الواضح و جمعه لمحضلا الجلسة في موضوع مستقل و كذلك الشكر لأخي هري عبد الرحيم و كذلك الشاعر الكريم أحمد العراكزة و أخي الحبيب عمرو عبد الرؤوف .
    و أقول لعمرو أن بحور الشعر العربي الستة عشر و المتعارف عليها من أيام الجاهلية هي موروث ثقافي لا يمكن التخلي عنه و إجابة على سؤالك أقول أن الشاعر الواعي المتمكن سيخوض فيها بطلاقة بدون حشر لا للراء و لا للام . فهو يتبع البحر أو التفعيلة التي يكتب عليها و التي هي ابنة شرعية للبحر و بثقافته اللغوية و الانسانية في شتى مناحي الحياة سيكتب ما هو جميل يمكن حفظه و التغني به . فالشاعر المتمكن لا ينظم و لكنه يكتب بقلبه و لكن وفق معايير و مقاييس ثابته و أوزان و موسيقي و صور بلاغية و خلافه مما أرى القصيدة النثرية كفن أدبي يختلف كما قال أخي العراكزة تفتقر إليه .
    قصيدة النثر تحمل المعنى و الصورة الجميلة و هذا في حد ذاته كلام جميل لا ننكره على أصحابه و لكن أما كان من الأولى أن يصب هذا الكلام الجميل في قالب سليم يظهره في أيهى صورة .
    لقد قلت في رد سابق أن الشاعر الماهر كالرسام البارع الذي يبدع في إخراج أجمل صورة تراها العين و تعجب بها فتستقر في النفس و القلب و الوجدان . و لكن هل يستطيع الرسام فعل ذلك بدون أدواته المتمثلة في االخشب أو القماش أو الورق أو خلافهم مع الألوان و الفرشاة و قلم الفحم أو الرصاص .
    هذه الأدوات الخاصة بالرسام هي نفسها الأدوات الخاصة بالشاعر مع اختلاف المسمى ، و هي بالنسبة للشاعر العروض و اللغة و البلاغة و خلافها .
    فأرجو ألا تكون حجة كاتب قصيدة النثر أنه يريد التحرر من هذه القيود ( و هي ليست قيود بالتأكيد ) و لكنها أسس و مباديء لا غنى للشاعر عنها .
    يمكننا إذن التحرر و التجديد في المعنى و الصورة و الفكرة و أشياء كثيرة و لكن لا نتنصل للقالب أو الأداة التي نكتب بها أو نصب فيه أفكارنا .
    و إلا فلنخرجها إذن من مسمى قصيدة و لنسمها أي مسمىً آخر و سيكون لها جمهورها و قراؤها و لن يبخس حقها . و حينها فقط أظن أن هذا الجدل القائم من بداية ظهور قصيدة النثر لليوم سينتهي لأنه سيكون الشعر شعراً و النثر نثراً
    و للجميع مودتي
    د. جمال


  11. #31
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالودود العمراني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم أيها المبدعون،

    أعجبت بنقاشكم، فقمت بتجميع أهم المداخلات في ملف واحد، يمكن لكم تحميله بالنقر على الوصلة:


    ندوة الجمعية الدولية للمترجمين العرب "حول الشعر"


    مع تحياتي
    عبدالودود العمراني
    أحي الحبيب عبد الودود
    الرابط الذي أدرجته لا يعمل
    و إن فيح الملف تظهر لي كتابة هيروغليفية
    فأين الخلل
    أهو بجهازي أم بالبرمجة
    ليتك ترشدني
    و لك الشكر


  12. #32
    أستاذ / عضو بارز الصورة الرمزية هري عبدالرحيم
    تاريخ التسجيل
    16/11/2006
    المشاركات
    2,079
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    أخي جمال مرسي:
    بالنسبة للكتابة على الشكل الهيروغليفي، لكي تتمكن من إعادة النص للغته،إضغط على الماوس(الفأرة) بالأيمن وأنت وسط النص،ستفتح لك نافذة من ضمن ما فيها كلمة codage ،أنقر عليها لتفتح لك نافذة أخرى تضم أسماء عدة لغات ،إختر أنت (عربيةwindows)، وسترى النص تحول إلى اللغة العربية.

    عيد بأية حال عدت يا عيد§§§
    بما مضى أم بأمر فيك تجديد



    لكل حادث غد، وغدي بعثرات على الرمال.

  13. #33
    أستاذ / عضو بارز الصورة الرمزية هري عبدالرحيم
    تاريخ التسجيل
    16/11/2006
    المشاركات
    2,079
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    تحية لكل مبدع:
    الإنسان العربي تكلم أول ما تكلم شعراً،بالسليقة والمحاكاة،وقد ترك لنا العربي تراثا خالدا ،فالأمم كانت تخلد مآثرها بالبنيان،والعربي يخلد حضارته بالكلمة ،والبنيان تدمر وزال في الوقت الذي بقيت الكلمة خالدة.
    قال الإنسان الشعر قبل معرفة العروض،فالشعر أصل والعروض فرع،ولما توالت العصور ،بحث النقاد عن الكيفية التي نظم بها الشاعر القصيدة، فصنفوها واستخرجوا قواعد،وبهذا أصبح للقصيدة العمودية قالب جاهز تصاغ فيه.
    ثم جاء النقاد والمدارس النقدية،صنفوا وقسموا العصور ،وبحثوا عن الأوزان وعن مدى تقليد الشاعر للقصيدة الأم(الجاهلية)،فكان الأصمعي الناقد يقول/"الشعر فرج ليست خصيصته إلا لمفترعه."وجاء أبو تمام فرفض الجاهز أي القالب الذي وضعت فيه القصيدة العمودية،فأحدث ثورة على مستوى الشكل،بحيث رفض المطلع الطللي والغزلي، وتناول أفكارا جديدة لم يألفها الشعر من قبل،وجد مشكلة في التواصل مع الناس،بحيث لم يكونوا يفهمونه، وكانوا يقولون لماذا تكتب ما لا نفهم؟فيرد عليهم: ولماذا لا تفهمون ما أكتب؟
    ونفس الشيء حصل مع أبي نواس،فإذا كان أبو تمام رفض الشكل فأبو نواس رفض المضمون، فتحررت القصيدة من الجاهز،,اصبح الشاعر يخوض في شتى المواضيع بكل حرية.
    وهكذا تتوالى الأزمنة والقصيدة تتماشى مع عصرها،حتى جاء العصر الحديث فانتقل الشاعر إلى التحرر من القالب الجاهز(الأشطر،الروي،القافية المتصيدة،تداخل المواضيع في النص الواحد)،وكان هذا مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب في الأول ،فهما عمداء التحرر في العصر الحديث،فسمي شعرهما شعرا معاصرا( وليس حرا كما يحلو للبعض أن يصفه).
    وتتوالى التجديدات،حتى وصلنا إلى رفض الأوزان مع الإبقاء على التفعيلة(تداخل البحور القديمة في قصيدة واحدة) ،ثم لم يعد للتفعيلة أي اهتمام، فهي تقيد الشاعر كي يلوي للنص عنقه ليخضع للتفعيلة،فأصبح الشعر كما نراه اليوم،في حلته الجديدة،مع بقاء الحلة القديمة بكل تلويناتها وتنويعاتها حاضرة دوما.
    ولعمري فإن القصيدة بشكلها المعاصر أقدر على أستيعاب الحياة المعاصرة من القصيدة الجاهزة،فهي تفسح المجال رحبا كي يسافر فيه الشاعر دون كبح جماحه عكس القصيدة المقفاة.
    ولكي نفهم التحولات وضرورتها ،لا بد من تعريف الشعر تعريفا يليق بمقامه:
    كثيرون هم الذين يُعرفون الشعر على أنه فن من الفنون،وهو تعريف قاصر،إذ السينما فن من الفنون فهل السينما شعر؟والرسم من الفنون ،فهل الرسم شعر؟
    الشعر في نظري لغة ،ولكي نفرق بينه وبين الكتابات اللغوية الأخرى ،نضيف بأن هذه اللغة أي الشعر،لغة داخل لغة(العلوم الإنسانية)،وهي خاضعة لعملية الإستقراء والتقعيد.
    والتقعيد هنا بمفهومه الخاص وليس العام ،التقعيد يراد به هنا أن الشعر يخضع للجَرس الموسيقي،والتصوير الخيالي،وسبر أغوار المستحيل لجعله ممكنا،فالشعر لا يخضع لمنطق الطبيعة،فترى الشاعر يتسامى على الكون صعودا ونزولا،فإن قيدته تهاوى شعره وضاع.
    فالقصيدة بشكلها الحالي أراها أليق ،وهذا لا يلغي القصيدة بشكلها القديم،فلكل مناسبة شكل،ولكني لا أومن بالتقيد بالجاهز،فنحن دعاة حرية ،لماذا نحرم الشاعر من فسحة تعبير؟أليس هذا متناقضا مع طرحنا؟لقد حدثت ثورات من أجل الحرية،فلماذا نريد الشاعر الأ يتمتع هو أيضا بعالم حر يعبر فيه عن همومه وثوراته؟
    لنكن عادلين أكثر من الديمقراطيين،ونهب لكل ذي حق حقه،وهذا لن يضيع علينا الشعر، بالعكس، فهناك روائع الشعر المعاصر يتغنى بها الجميع،وهي تخلد لفترة معاصرة سرعان ما سيأتي جيل آخر ويؤطر لنفسه الإطار الشعري الأليق به.
    ثم هناك قضية أخرى :الشعر المعاصر لا يلغي القصيدة المقفاة،فهما كالمسرح مع السينما ،جاء الواحد ليعين الآخر ولا ليلغيه. وللحديث بقية.
    تحية شاعرية شعرا معاصرا ممزوجا بحفنة من جواهر معلقات أستار الكعبة.

    عيد بأية حال عدت يا عيد§§§
    بما مضى أم بأمر فيك تجديد



    لكل حادث غد، وغدي بعثرات على الرمال.

  14. #34
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اللغافي
    تاريخ التسجيل
    22/01/2007
    العمر
    63
    المشاركات
    209
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    [a7la1=#CCFF33]أجد أن الموضوع شائكا .ولذا فاني أضيف مجموعة أسئلة عالقة أتمنى أن تأخذ حصتها من أجوبتكم في هذا الصالون العربي.
    كيف نستطيع ايصال المعنى وشعرية النص للمتلقي العربي..؟
    ما المعايير التي نعود اليها خلال وجود خلل ما في النص الشعري..؟
    كيف تتأسس العلاقة بين الملقي والمتلقي؟..
    والى أي حد يمكن أن تتبلور هذه العلاقة؟..وأن تتفاعل مع الطرفين ..الشاعر والغاوي للشعر؟[/a7la1]


  15. #35
    شاعر الصورة الرمزية د.عمرخلوف
    تاريخ التسجيل
    06/10/2006
    المشاركات
    679
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو عبدالرؤوف مشاهدة المشاركة
    كفانا (( حشو )) لمجرد تنظيم الوزن وعمل جرس جميل
    كفانا استجداء للقافية لتوحيد الراء
    كل هذا يحدث بالفعل وللاسف على حساب روح القصيدة فتموت القصيدة قبل ان تولد
    هناك العديد من الشعر العمودى لتحفيظ النحو وما الى ذلك

    كتبتُ مرّة ما يلي:
    لعلّ أشد ما يؤذي النفس، (ويهز البدن)، أن يتجرأ إنسانٌ على القول: "يعجز الشعر الموزون على طريقة الخليل بن أحمد الفراهيدي عن التعبير عن روح الإنسان المعاصر، وعن حل مشاكله التي يعيشها.."!!
    ...فهل يقول بهذا العجز إلاّ جاهلٌ بأصول الشعر العربي، ورحابته، وقدرته العظيمة على التعبير عن روح الإنسان، وحلّ مشاكله.
    وهل يعجز (شاعر مجيد) عن صياغة هذه المقطوعة (الحداثية) التالية لأنور محمد:
    لا أرحلُ عن وطني
    وإني
    من وطني وهو مني

    شعراً له ضوابطه وقيوده الشعرية؟
    إن هذا المعنى المتكرر، يبدو هزيلاً أمام قول أحد الشعراء الفلسطينيين:
    يا نوحُ لا ترحلْ بنا
    إنّ المقامَ هنا سلامَهْ
    إنّا جذورٌ لا تعيشُ بغيرِ أرضٍ
    فلْتكنْ أرضي قيامَهْ

    يا سادةَ الشعر هذا الوزنُ في يدكمْ * عجينةٌ كيفَ شاء الشعرُ شكّلها
    ما بالهُ أثْرتِ الألحانُ صفحتَهُ * حتى إذا عرَضتْ بالشعر أهملها
    جددْ لحونكَ واخترْ ما يروقكَ منْ * إيقاعها ربما أوتيتَ اجملَها

  16. #36
    عـضــو الصورة الرمزية د.مقداد رحيم
    تاريخ التسجيل
    07/10/2006
    العمر
    70
    المشاركات
    27
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي قصيدة النثر... لماذا؟

    خَطتْ قصيدة النثر خطواتٍ طويلةً، واستقطبت أعداداً كبيرةً ممن استهواهم التجريب في عالم الكتابة الإبداعي، فكتبوا وأطنبوا، وأصبحوا شعراء، فما دام النص الذي يُكتبُ يُسمَّى قصيدة فلماذا لا يُسمَّى كاتبه شاعراً.. هذه الكلمة الساحرة في العقل العربي ومزاجه، بل في تاريخه وموروثه الثقافي والحضاري أجمع.
    وقصيدة النثر نصٌّ تتوفَّر فيه الشِّعْـرية والموضوع، أو هذا ما ينبغي له، ولكنه يخلو مِن شَرْطَي الشعر الآخرَين: الوزن والقافية، وهذان الشرطان هما اللذان حددهما العرب القدماء وساروا عليهما أجيالاً متعاقبةً ودهوراً متطاولةً، مِن جملة شروط أخرى، وبذلك تكون قصيدة النثر بنتاً لقصيدة الشعر الحر التي تخلَّت عن القافية الواحدة وعن نظام الشطرين، وعن عشرة أوزانٍ شعرية من مجموع ستة عشر وزناً ، والتزمت ستة أوزانٍ وهي الأوزان الصافية كما سمَّتها نازك الملائكة في كتابها "قضايا الشعر المعاصر"، غير أنَّ هذه البنتْ ضربتْ ذينك الشرطين الأساسيين عرض الحائط.
    وعندما بزغت شمس الشعر الحر، بسبب ترجمة الشعر الأوروبي إلى العربية وتقليده من قبل الشعراء العرب، بزغ معه سؤال هو: لماذا؟، فجاء الجوابُ إنَّ الشعر على الطريقة القديمة لا يفي بالتعبير عن حاجات الإنسان الجديدة وحضارته الحديثة، فهو شعر تقليدي كلاسيكي قديم، ولم ينجُ هذا الوليد، وأعني الشعر الحر، من مقاومة تشتدُّ وتضعف، حتَّى استطاع أن يفرض نفسه من خلال الأمر الواقع، ومن خلال تشجيع السلطات المدعية للتطوير والتحديث والتقدم، ومن خلال إصرار الشعراء أنفسهم على خوض التجربة إلى نهاية المطاف، ونهاية المطاف هنا تعني اعتراف الأطراف كافةً به ثم شيوعه، وقد ساعدهم على ذلك أنَّ هذا النوع من الشعر لم يتخلَّ عما للشعر العربي جملةً، بل التزم بشيءٍ أصيلٍ منه كما مرَّ قبل قليل.
    لقد استطاع الجيل الأول والذين جاؤوا بعدهم بقليلٍ من شعراء القصيدة الحرة أنْ يؤسسوا للقصيدة الحرة وأنْ يهبوها أسباب الصمود في وجه تلك المقاومة وذلك الرفض الشديد من قبل التيار المحافظ الذي لم يخلُ منه مكان ولا زمان، فقد انطلقوا إلى كتابة القصيدة الحرة مِن معرفتهم بطريقة كتابة القصيدة المقفاة ومن القدرة على كتابتها أولاً، حيث تدربوا في رحابها على أساليب البلاغة العربية، وعرفوا أصول موسيقى الكلام العربي، وأحسوا بأهمية الوزن وضرورة القافية وكلاهما من لوازم تلك الموسيقى، ولذلك التزموهما حتى آخر قصيدة كتبها كل منهم، ولا سبيل إلى الاستشهاد بحالات قليلةٍ شاذة، فما حاجتنا إلى القياس على الشذوذ؟. ثم إنَّ النظم على القافية يدعو إلى الغوص في آفاق المفردة العربية والإلمام بمترادفاتها، والرجوع إلى معاجمها، فتأسست لديهم قدرة لغوية ذات قيمة عالية أغنتْ ما كتبوه من شعر حر، وسهَّلت لهم تناول الجديد من موضوعاته.
    ومن سوء حظ الجيل الثاني والذين جاؤوا بعدهم أنَّ أغلب شعرائه بدؤوا بالشعر الحر، وأخذوا شأنه على علاّته، مستسلمين لأطروحة الحداثة، ومستسهلين الطريقة في النظم، وراغبين في الوصول إلى مرتبة الشعر بأقصر الطرق وأسرعها، فجاء شعرهم خالياً مما لم يخلُ منه شعرُ الذين سبقوهم، ولكنه لم يخل على عمومه من الإبداع ، بسبب انتباه البعض منهم إلى شَرطَي الوزن والقافية، وقد رضينا من هذا البعض اقتصارهم على وزنَي المتدارك والمتقارب، بل اقتصار بعضهم على وزن واحد فقط هو المتدارك حتى آخر قصيدة دون سواه، ثم رضينا من بعضهم استخدامهم لشذراتٍ من القافية حتى بدؤوا يستحون من استخدامها فتخلصوا منها!.
    أما آخر الأجيال وهو الجيل الذي نشهد ولادته الآن، فقد رأى الكثيرون منه آخرَ ما وصل إليه الشعر على أيدي الجيل الذي سبقهم ومازال على قيد الكتابة، فظنَّوا أن الشعر الحر هو تلك الخاطرة الذهنية التي هي تجسيد لفكرة أو شعور أو لمجموعة من المشاعر والأفكار لا يلزمها وزن ولا قافية، ولا أي شرط آخر من شروط كتابة النص الأدبي سوى تقطيع الكلام على سطور مرصوفة بشكل عمودي، ثم تبدأ سلسلة من التساهلات الأخرى، حتى أنَّ كل مَن يرى نصاً ذا أسطرٍ مختلفة الأطوال يظنُّه شعراً حراً، وبذلك ضاعت مقاييس الجنس الأدبي.
    وحتى لا يكون هذا الجنس من الكتابة مُفرَّغاً تماماً من شيء يتميز به جعله مريدوه غارقاً في الاستعارة والتشبيه، والتقعُّر في التراكيب اللغوية، فجرَّ ذلك إلى الغريب من الاستعارة وإلى الغامض من التشبيه، وفوق ذلك أغرقوه بالأفكار الذهنية والتأملات ولوَّنوه بضروب من التفلسف، وليتهم جميعاً فعلوا ذلك، ليكون لهذا النوع الكتابي ملامح معهودة!. غير أنهم ومع كل ذلك الغموض والتشوش النوعي وجدوا ضالتهم في مصطلح "قصيدة النـثر"، ليتخذوا منه مرجعية تبارك لهم ما هم فيه سادرون!، وتعنـتوا حتى أصبح الخلاف معهم في ذلك يُفسد للود ألف قضية!.
    فإذا وقفنا على المصطلح وجدناه غريباً عن مصنوعاتنا، مستورداً من خارج ثقافاتنا، شأنه في ذلك شأن الشعر الحر، والحداثة ، وأخيراً العولمة التي لم تتأخر كثيراً في الوصول إلينا كسابقَيها، بسبب التسارع في إيقاع الحياة الإنسانية في العالم كله الذي أحدثه انتشار الشبكة العنكبوتية الخطيرة، فقد تأخر وصول الشعر الحر من الغرب إلى العالم العربي ما يقرب من خمسين عاماً، ومثل ذلك يُقال بشأن الحداثة، ولو تأخر نشاط الترجمة أكثر لتأخر ذلك الوصول بمقدار تلك الكثرة!. والمطلعون على اللغات الأوربية يجدون مصطلح قصيدة النثر شائعاً في قواميسها، ولعله موجود قبل أن تستعمله الفرنسية سوزان برنارد فيترجمه عنها أدونيس وسواه!.
    وقد يجد البعض من مُريدي هذا النمط الكتابي شعوراً بالفوز وهم يستهجنون وجود قيدَيْ الوزن والقافية في النص الشعري متمثلين بالمنظومات العلمية والأراجيز، متندرين بها، على أنها ليست من الشعر في شيء، وذلك أمر يحق لنا التعجُّب منه، والتقليل من شأنه جُملةً وتفصيلاً، لأنَّ أحداً لم يُسمِّ تلك المنظومات شِعراً، لا مِن القدماء ولا مِن المُحدَثين، فضلاً عن أنَّ القدماء كانوا يستهينون بوزن الرجز ويسمونهُ (حمار الشعراء)!، وليس مِن الحِكمة أنْ نضربَ شيئاً خارج القياس مثلاً لِمَقيس!. ومثل ذلك يُقال بشأن كتابة عمالقة الشعر الحر للخاطرة كنـزار قباني.
    إنَّ الشعرية والموضوع ليسا مما يخلو منه النثر، أو ما ينبغي أن يخلو منه، بل إنَّ كثيراً من النصوص النثرية القديمة والحديثة اشتملت على الكثير منهما، وإذا شئنا أن نسمي كل نص طفحت فيه الشعرية واستوفى موضوعه، بل غصَّ كذلك بأنواع الاستعارة والتشابيه والتراكيب اللغوية المخصوصة شِعراً، فإنَّ علينا أن نَـعُد أجيالاً من الناثرين العرب القدماء والمحدثين، ومنهم كُتّاب الخواطر، شعراءَ بامتياز، ولكانت "قصيدة النثر" عربية النجار دون ريب، وكان الغربيون كلهم عالة ً على العرب، فما الداعي لأنْ يكون أولئك مراجعَ لنا دون هؤلاء؟!. ولكنْ أنَّى للعرب أن يفقدوا نظرتهم الثاقبة للشعر، وأنْ يخلطوا بين الأنواع الأدبية؟!.
    وهناك من لا يؤمن بتسمية شعر التفعيلة شعرا حرا لأنه قُـيِّدَ كذلك بالوزن والقافية، وإن كان أكثر تحرراً من الشعر المقفى، وهذا يعني أن الحرية لدى هؤلاء تعني التخلي عن القيود جُملةً، فإذا كان الأمر كذلك فما الداعي إلى ابتكار جنس أدبي كتابي جديد كان موجوداً من قبلُ وهو الخاطرة؟، بل إنَّ هناك مَن ينسب قصيدة النثر إلى الشعر الحر، وهو منها بريء، وهذا يُضاف إلى إشكالية الجهل بالفن الشعري وخصائصه، حتى أن أحد طلاب الدراسات العليا وكان يُحضِّر لأطروحة الماجستير في الشعر العربي سألني عن الفرق بين الشعر الحر وشعر التفعيلة!.
    ويُضاف إلى هذه الإشكالية أنَّ بعض كتّاب هذا النمط النثري يعمد إلى كتابة عبارات وفواصل مقفاة، وهو ما يسمى في النثر سجعاً، غير أنهم يظنون ظناً، وهو ظن خاطئ، أن التقفية تجوز فيما ينـثرون، مع أن للقافية عِلماً مستقلاً ودقيقاً لا يمكن تحققه إلاَّ في الشعر الموزون، فيكون ذلك عاملاً مساعداً على إشاعة الجهل بأصول الفن الشعري، خاصة في زمنٍ غابت فيه الرقابة على النشر الأدبي في خضم هيمنة الشبكة العنكبوتية، هذا الغياب الذي ساعد كثيراً على غياب الصحة في اللغة والنحو والإملاء في غابةٍ مما نقرؤ مِن نصوص، بل لقد كتب في هذا النمط كثيرون مِمن لم يكن في وسعهم يوماً أن يحلموا بأنْ يُعدُّوا في رعيل الشعراء !. وبهذا يكون لـ" قصيدة النثر" الفضل في تجريئ الناس على الكتابة طمعاً بهذا اللقب الساحر!.
    ثم ألا تحمل كلمة (قيود) تهمة إلى هؤلاء الدعاة إلى التحرر منها جميعاً بأنهم غير مؤهلين لتحمل القيود التي لا يكون أي إبداع بدونها إبداعاً؟.
    إنَّ علينا عدم المراهنة على الفكرة والموضوع، وهما قضيتان لهما علاقة بالمعاني، فالمعاني (مطروحة في الطريق) على رأي الجاحظ، وإنما العبرة في خصائص الفن الأصيلة التي لا تشترك فيها مع فن آخر، فوجود الشِّعْرية في قصة قصيرة لا تسوّغ لنا نسبتها إلى الشعر دون السرد، على سبيل المثال، والنمط الخاص بكل فن لا يجب أن نقبل الاستهانة به، والتقليل من شأنه تحت تهمة (النمطية) التي يصفها البعض بأنها كارثية!، فالنمطية هنا هي التي تحدد النوع، فإذا كان المتهمون لهذا للفن الملتزم بالأصول والقواعد بالنمطية فلماذا يسموّن ما ينثرونه شعراً؟ أليس للنمط علاقة وثيقة بتسمية النوع؟!.
    وأنا لا أقف ضد هذا النوع من الكتابة الذي يسمونه (قصيدة النثر) والأفضل أن يسموه تسمية تدلُّ على النوع وليس على القطعة الواحدة منه، إذا اتفقنا على أنه نوع جديد في الأدب العربي، بل لقد كتبتُ عن نصوص وعن مجاميع صدرت حافلةً به، وأثنيتُ على كتّابها، وقد فعلتُ ذلك لا لأنها قصائد وكتّابها شعراء، بل لأنها نصوص مُبدَعة (بفتح الدال)، ولأن كتابها مبدعون على نحو ما، وقد أعجبني الكثير من تلك النصوص إلى حد الدهشة، غير أنني لا أعدُّها شعراً وإنْ كان فيها شِعْرية، ولا أعدُّ كتابها شعراء وإنْ كان فيهم شاعرية، إنما أقف ضد التضييع والتمييع الذي يمكن أن يحلَّ بالشعر العربي وأصالته، وأخشى أن يضعف فهمه والشعور به وأنْ يعظم الجهل بأصوله، وأن يذهب الذوق العربي به أدراج الرياح، غير أنني لا أخشى أن يحلَّ هذا النوع محلَّ الشعر العربي الأصيل، لأنه نوع مستحدث غير أصيل في الشعر خاصة، مع أنه أصيل في سواه، وله ذلك بجدارة.

    إنَّ ما يُسمَّى بـ"قصيدة النثر" هو نوع أدبي بلا شك، غير أنه لن يتعدى الخاطرة، وهي قديمة أصيلة، وقيمته الأدبية تكمن في ما يحتويه من مادة فكرية موضوعية، وفي لغته وتراكيبه وأساليبه وبلاغته، وليس مطلوباً منه أن يُسمَّى شعراً، وأن يُسمَّى كتّابُه شعراء بالضرورة، وإنْ كانت نصوصهم تطفح بالشِّعْرية، وهي مما يلازم النثرَ أيضاً، وإنْ كانت لديهم شاعرية، وهي مما يلازم حتى بسطاء الناس!.
    أنطمع بالتسميات؟!.



    أم هل أطمع بدوام الود؟!


  17. #37
    أديب ومحرر صحفي الصورة الرمزية يحيى الصوفي
    تاريخ التسجيل
    28/12/2006
    المشاركات
    42
    معدل تقييم المستوى
    0

    إخوتي الأفاضل كما ترددت في التعليق أول مرة ترددت في الدخول والتعليق للمرة الثانية
    وذلك لأنني لم استطع المرور على بعض التشبيهات المتكرر كون أدوات الشعر هي القواعد والبحور والاوزان كما هي الريشة والألوان للفنان!!!؟؟؟.

    وأنا لا اتفق بتاتا مع هذا القول وذلك لان الريشة والألوان بالنسبة للفنان يقابلهما القلم والورقة بالنسبة للشاعر.

    وأنا أظن كما أسلفت بان الشاعر كالفنان (الرسام) كالموسيقي أو كأي موهوب ومبدع في مجال عمله وفنه لا يعتمد على قاعدة في عمله بتاتا... وأدواته هو الحلم والخيال والمقدرة على صياغة أفكاره بما منحه الله من موهبة.

    وإذا أحببنا أن نقتصر الأمر على الشاعر والشعر فان أول ملكة يجب ان يتمتع بها هي الموهبة لا قبل ولا بعد فإما هناك موهبة وهناك شاعر أم لا... وعلى هذا الأساس فالشاعر الموهوب يكتب الشعر دون أن ينتبه إلى وجود نظم وبحور وأوزان وشعره يأتي موزونا دون إرادة منه أو قصد... ولا أظن أي كان من الشعراء في الجاهلية أو بعدها أو في زمننا الحاضر كتب الشعر ووقف ليقيس جمله وعباراته إذا ما كانت تتفق وبحر معين أم لا!!!؟؟؟.

    لأنه بذلك لا يتقدم خطوة واحدة للأمام... فالشعر (بتفعيلة أو وزن أو غيرها) حالة خاصة تنتاب الشاعر (تشبه الغيبوبة) وهو لا يختار بتاتا لا الموضوع ولا اللحن ولا سياق القصيدة... هو يمر بحالة الهام فيمسك في الورقة ويكتب... وقد يصحو ليجد نفسه أمام عمل لا يخصه وكأنه من فعل غيره... ولهذا شبه الشعراء الأوائل هذه الحالة بحلول شياطين الشعر عليهم... وأنا لا اعتقد بان الشاعر الموهوب يحتاج لمدرسة ليتعلم بها أصول وفن كتابة الشعر (كما يحلو للبعض أن يأخذ به) لان الفنون على أنواعها هي موهبة في الدرجة الأولى وقد نجد طفلا لم يسمع الشعر في حياته ولم يمسك قلما في حياته ولا آلة موسيقية ويعزف ويرسم ويكتب شعرا ويتجاوز كل من سبقوه... وأنا هنا لا أتكلم بتاتا عن النبوغ ( لان في بعض حالاته يشبه المرض قد يظهر فجأة ويختفي فجأة دون تفسير) أنا أتكلم عن الموهبة... الموهبة يمكن صقلها ورفدها بالمعارف والنظم والقوانين ولكن لا يمكن ولا بشكل من الأشكال نقلها إلى الغير عن طريق التعليم والممارسة.

    والشاعر الموهوب قد يتطرق إلى كتابة الشعر في المناسبات أو إلى أشخاص وهنا يكون قد استخدم موهبته وسخرها لغرض إعلامي ويكون عمله وشعره عملا تقريريا (ككتابة المقالة) وهو يختلف كليا عن أعماله التي تهبط عليه فجأة دون تحضير تبعا للحالة التي يعيشها... حيث يظهر الفرق واضحا بينهما... وهناك أمثلة كثيرة لذلك لا يسعها المكان.

    أما من يتعلم الأدب والشعر والرسم والموسيقى ويجيدها ويجيد الخوض والتفنن فيها، فهو يشبه الرسام الممتهن للرسم فهو يتبع نظم وقوانين وشروط تعلمها وكلها صحيحة وقد يستطيع نقل ونسخ عمل كامل وطبق الأصل بل أحسن من الأصل (من اعمال الفنانين الكبار) ولكن لا يمكن أن يكون ولا بشكل من الأشكال مبدعا في فنه وعمله وشعره.

    وإذا قمتم بحساب عدد المتعلمين والمتخصصين في الأدب والذين يكتبون الشعر وينظمون القصائد وعدد الكتاب والشعراء الذين تركوا أثرهم في الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وحتى السياسية فهي بما نسبته واحد من أصل مئة ألف (انظر عدد خريجي الآداب في العالم العربي وكلهم لديهم تجارب شعرية وقصصية وإعلامية -ومنهم من له إصدارات ويتبوأ أعلى المراكز في بلدانهم- وانظر عدد من ترك أثرا واوجد مدرسة وغير واقعا وعلم أجيالا تعرفون الفرق).

    فالإبداع قاعدته الأولى والأخيرة هي الموهبة وأدواته هي الخيال والبلاغة في الوصف والتأثير على الغير... ولقد كتبت مقالات عن الإبداع والموهبة والإلهام وميزت عنهم موضوع الذكاء والعبقرية... وقد انشرها في المنتدى قريبا.

    أرجو مسامحتي على تطفلي لأطرق بابكم مرة ثانية ولكن لم أتمكن من العبور واسمع بعض التشبيهات والخلط في الأدوات دون أن أوضح الفرق -(حسب رأيي المتواضع وأنا لست بأكثر من هاو ومجتهد وقد أخطئ وقد أصيب)- بين ممتهن للأدب وبين الأديب وأرجو ألا يفهم انتقاصا لأي منهما فلكل منهما دور وعلى عاتق كل منهما مسؤولية ولكن احدهما قادر على الخلق والآخر لا يملك سوى المتابعة والتقليد.
    ---------------------
    يحيى الصوفي جنيف في 01/02/2007
    لقراءة مقالة حول الموهبة (الموهبة وأثرها في صناعة الأديب)

    (أنا لا استحي أبداً من أن يكون وراء عزيمتي امرأة ووراء كل نجاح لي قصة حب)
    يحيى الصوفي
    SyrianStory

  18. #38
    شاعر العامية المصرية الصورة الرمزية الشاعرمحمدأسامةالبهائي
    تاريخ التسجيل
    10/01/2007
    العمر
    66
    المشاركات
    1,214
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    حضرات الأفاضل الكرام
    لكم التحية فى مستهل هذه الدعوة الكريمة من أخونا الشاعر والمبدع د.جمال مرسى
    وحلقة النقاش حول ( قصيدة النثر)
    ففى البداية وكلنا نعلم أن شعراء السلف مرورا من العصر الجاهلى وصدر الأسلام والعصور المتعاقبة حتى وقتنا هذا من العصر الحديث وممن كتبوا شعرهم ( الرصين ) تناقلوا فيما بينهم وعن قصد غير ومتعمد أشكال وقوالب الشعر بأدواته المعروفة للعامة قبل الخاصة والأهم من ذلك كله مفردات اللغة
    التى راحت تندثر عبر العصور شيئا فشيئا كحال الأنجليزية المتداولة وانجليزية شكسبير التى كثيرا ماترهق أصحاب اللغة الأصليين وبمراجعة اللغويين العرب لموروثنا الشعرى تبين هذا المثال لكل الناطقين بالعربية
    والأمر الذى لاخلاف عليه وغالبا لايتحدث عنه أحد أن شعرائنا يشعرون أشعارهم بلغة قومهم ومحافلهم
    وهو مايعرف الأن باللغة العامية، وهكذا نتحدث اليوم بأقاليمنا كـُل حسب لهجته هنا وهناكونعود ونقول بأن الثابت من اللغة فصحاها وجرى الحال على رسميتها وتعميمها وخاصة لأحتواء دستور السماء لمفرداتها وجمالياتها الأمر الذى منح الفصحى قدسية وتعلقا عن اللهجات المتداولة بين شعوب العرب من المحيط إلى الخليج ولعلى أكون قد وضعت يدى على جدل اللغة وتداولها وسبب تمسكنا بلغة القرآن الكريم ومن جانب بحثى ثعدقصيدة النثر منذ منتصف الثمانينيات هي "قصيدة العولمة"، وهي تعبير طبيعي عن حالة التشظي العربية منذ نهاية الحرب الباردة، وهي أيضًا تعبير عن "حالة التجريد" و"تبريد اللغة الشعرية" الذي يلتقي مع مفهوم محو الهوية.. الذي تريده العولمة.
    ولقد أصبحت قصيدة النثر جنسًا شرعيًا في الوطن العربي بحكم وجودها الواقعي، وبالنظر إلى كمية المجموعات الصادرة منذ العام 1985م إلى يومنا الحالي نجدها تعد بالمئات خاصة بالنظر إلى أولئك الذين أصبحت عندهم قصيدة شكلاً ثالثًا بين الشعري والسردي،وبالإجمال فقد رسخت موجة الرواد وموجة الستينيات والسبعينيات قصيدة النثر بأشكالها المختلفة لتواصل موجة الثمانينيات إشباع حركة قصيدة النثر ، لكن الانفجار الكبير حدث منذ أوائل التسعينيات فتحولت قصيدة النثر نحو السيطرة شبه التامة على وسائل الإعلام في ظل ثقافة العولمة والتشظي الكبير فبعد أن كانت مركزية قصيدة النثر تدور في لبنان، فلسطين، سوريا، العراق أخذت تنتشر مع بداية التسعينيات لتشمل الخليج العربي، مصر، المغرب العربي.
    **************
    وسويا سويا سنضع أيدينا على العلة شريطة أن نتفق
    الشاعر محمد أسامة البهائي
    مصر


  19. #39
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    و إن شاء الله لن نختلف أخي الشاعر محمد أسامة طالما أخذت أطروحات الحاضرين هذا الشكل العلمي و الطريقة اللبقة في الحوار دون تجريح أو تعصب لرأي و فكرة .

    و من واقع قراءتي للردود السابقة أقول أن من أكثر الردود التي أعجبتني و كانت أكثر اعتدالاً و منطقا كان رد د. مقداد رحيم فقد وضع يده بمبضع الجراح البارع على العلة
    فأرجو من الأخوة إعادة قراءة رد د. مقداد رحيم بهدوء و روية و استيعاب لكل حرف فيه .


    و أقول لأخي المبدع يحيى الصوفي .. لا يختلف اثنان على أن الموهبة لكل فن هي الأساس
    و بالتالي ينطبق هذا الكلام على الشعر موضوع النقاش . و لكن اسمح لي يا صديقي أن أسألك :
    ما قيمة الموهبة إن لم يصاحبها علم و قراءة و إطلاع على أعمال الآخرين قديمها و حديثها .
    ما قيمة الموهبة إن كان الشاعر لا يمتلك أدوات اللغة و البيان . لا ننكر أن كل من أمسك قلمه ليكتب حرفاً حتى و لو كان مقالة أو قصة أو ما اعتقد في قرارة نفسه ( و نفسه هو فقط أنه شعر )
    لا ننكر أن بداخله شيء يحركه و موهبة من الله عليه بها و لكن هذا الشيء أو هذه الموهبة لابد لهما من أدوات كما قلتُ سابقا و أعيده هنا ... الأدوات . و ضربت مثلاً بالرسام لأنه لا يستطيع رسم لوحته بدون ألوان و لا أقلام و كذاك الشاعر لا يمكنه كتابة قصيدته بلا لغة و لا أوزان .

    لماذا لا يكون التجديد في المعاني و المضمون ، في الأفكار و الصور ، والأطروحات ؟
    لماذا لا يتم طرح كل هذه الجماليات في قالب تستسيغه الأذن و تتمايل معه النفس طرباً .
    نعم .. هناك فرق كبير بين الشعر الصادق و النظم المقيت ؟
    الشعر الصادق يخرج من قلب الشاعر ليدخل و يسكن أعماق المتلقي قارئاً كان أو مستمعاً .
    في حين أن النظم لا يترك أي أثر في النفس و يذهب أدراج الرياح .

    هناك جسر من التواصل يجب أن يبنيه الشاعر بجدية بينه و بين المتلقي ، و هذا الجسر لن يستطيع بناءه إلا مهندس ناجح ، موهوب أولاً ثم متعلم يغوص في أعماق اللغة ليستخرج منها أجمل الدرر من معانٍ و مفردات بحيث يستطيع أن يبني له شخصيته الشعرية المستقلة و يدخل قلب المتلقي .

    و الشعر الصادق هو ترجمة لحالات إنسانية و اجتماعية و نفسية فهل ضاقت بها أشعار الأولين و قوالبهم التي يشن عليها هذا الهجوم بها .
    ثم .. هل دخلت قصيدة النثر قلب و عقل العربي ؟
    أقولها و بكل الأسف لا ، بل لم تترك في نفسه أي أثر و لم يستطع حفظ كلمة واحدة منها رغم أن مبدعيها يحاولون تجميلها بشتى الطرق كامرأة تضع المساحيق على وجهها لتبدو في نظر الآخر أكثر جمالاً في حين أنها لو كانت بطبيعتها لكانت في عيونهم أجمل و أجمل .

    و خلاصة القول :
    أن الشاعر عليه التجديد في المعاني و الأفكار و الصور و خلافهم و صبها في قالبها الشعري الأصيل و المتعارف عليه و الذي لم يضق باستيعاب هذه المعاني كلها سيان كان عمودياً أو تفعيلياً و لكم أن ترجعوا للكثير من القصائد القديمة و الحديثة ليتأكد لكم صدق ما أقول و لن أضرب مثلا بنفسي فقد أكون هاويا و محباً للشعر فقط و لكن عندنا هنا مثلا في واتا يحيى السماوي و هلال الفارع و لطفي زغلول و مقداد رحيم و أحمد حسن و إكرامي قورة و العراكزة و زاهية و العاني و غيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة انظروا في قصائدهم بلا تعصب لجنس أدبي لتجدوا أن المعاني صبت في قالب شعري بديع ، و لم يتململ هذا القالب من استيعابها

    للجميع مودتي
    و الله الموفق

    و للحديث بقية إن كان في العمر بقية


  20. #40
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أشكر الأخ د. جمال على فتح الحوار لهذا الموضوع الحيوي والمهم , ورغم اختلاف الرؤية من كاتب لآخر لكننا والحمد لله مازلنا نسير باتجاه واحد. لقد سبق وأن نوقش هذا الموضوع في العديد من المنتديات , وربما أتى ثماره في بعض منها . وأرى علينا أولا أن نسلم بالبديهيات , ونقر بعض التعاريف , فالمشكلة هي الخلط بين المفاهيم وبين التحديث والتطوير , والبعض ينظر للشعر والعروض على إنها أثواب قديمة لا بد من تجديدها , وهذا قصور في وجهة النظر , فاللغة العربية لغة حية متطورة , والشعر وقواعده ركن أساسي من أركانها وأركان ديمومتها , والشعر العربي مهما كان ( قديما ) لكنه لم يمت ومازال حيا وسيبقى مادامت اللغة حية خالدة.
    وأنا هنا سأبدأ بتجميع ووضع بعض الآراء التي كتبتها سابقا , وسأبدأ أولا بما ورد في القرآن الكريم :

    ......................................

    ما هو الشعر ؟ ومن هو الشاعر ؟
    سوف أترك الإجابة على هذين السؤالين لكم , وما سأعرضه قد يساعد على التوصل للإجابة .
    لقد جاءت هذه " التسميات " في القرآن الكريم , وكما يلي :
    1- وردت سورة من سور القرآن الكريم باسم " الشعراء "
    2- وردت كلمة الشعر مرة واحدة في القرآن الكريم , بقول الله تعالى :
    " وما علّمناه الشعر وما ينبغي لهُ " .... يس 69
    3- وردت كلمة " الشعراء " مرة واحدة بقول الله تعالى :
    " والشعراءُ يتبعهم الغاوون " الشعراء 224
    4- وردت كلمة " شاعر " أربعة مرات بقول الله تعالى :
    " بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعرٌ فليأتنا بآية كما أرسل الأولون " الأنبياء 5
    " ويقولوا أئنا لتاركوا ءالهتنا لشاعرٍ مجنون " الصافات 36
    " أم يقولون شاعرٌ تتربص به ريب المنون " الطور 30
    " وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون " الحاقة 41

    لذا فهناك مفهوم ومعنى للكلمات " الشعر " و" الشعراء " و" الشاعر " ...
    وسأترك الإجابة لكم ...

    ..............................

    وسنتابع الحوار ...

    تحياتي وتقديري


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •