آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: موضوع رياضي للمناقشة د.موفق مجيد المولى

  1. #1
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية د. موفق مجيد المولى
    تاريخ التسجيل
    25/04/2009
    المشاركات
    597
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي موضوع رياضي للمناقشة د.موفق مجيد المولى

    تطوير لاعبو كرة القدم/ د. موفق مجيد المولى
    تعتبر فلسفة تطوير لاعبو كرة القدم موضوع معقد يرتبط بحقائق متعددة ومتداخلة وهنا أوضح بعض الحقائق الذهنية التيمن المهم تطويرها وهنا يجب على المدربين الاهتمام فيها علما بأن هذه الحقائق لا تتصف بالشمول ولكنها تتصف بالأولوية وتُجهز المدرب بأرضية مهمة للعمل المستقبلي.
    1- يقول رأي علمي ثُبتَ نتيجة لدراسات متعددة{ لكي نتدرب كرة قدم علينا أن نتعرف على اللعبة فالمكان الأهم في تدريب كرة القدم يبدأ من التدريب لأجل اللعب} وهذا يعني بأن على المدرب معرفة اللعبة من ناحية متطلبات اللياقة البدنية والفنية والخططية والنفسية وتمكنه من الإجابة على السؤال الذي يقول كيف تؤثر مفاهيم التكتيك في المفاهيم البدنية؟ أو كيف يمكن ربط التدريب البدني بتدريب أداء المهارة؟ لأن تلك الإجابات تُمكن المدرب من تصميم ما يريد انجازه مع لاعبيه وقد تبدو تلك المقدمة واضحة المعالم ولكن هناك بعض المدربين ممن لم ينضجوا مع هذا المفهوم ولم يدركوا متطلبات واحتياجات اللعبة وكمثال أسوقه هنا (فإن 90% من كل حيازة الكرة في كرة القدم تكون بين 4 لاعبين ومن 3 تمريره وأقل) مما يضع قاعدة واقعية تَعتبر تدريب (4ضد4) جوهراً للعبة فيَبني المدرب الناجح أُ سس برنامجه التدريبي على هذا المفهوم أو على الأقل قريبا منه بينما يضل المدرب الفاشل يدور في نفس الحلقة المفرغة يوم بعد يوم وهكذا وحال تأسيس متطلبات اللعبة نخطو باتجاه الخطوة الثانية بمحاولة تأسيس الفعاليات المُنفذة خلال الوحدات التدريبية التي تأخذ المدرب باتجاه ملاقاة مُتطلبات اللعبة فالنقص في تطوير المهارة يتماشى يد بيد مع النقص في تطوير اللياقة البدنية لأن الظاهرتين متداخلتين مع بعضهم البعض والنقص في تطوير الأداء الفني سوف يعقد ويُصعب التطوير الخططي كذلك فأن أي تدريب تكتيكي أو بدني لا يعوض عن النقص الحاصل في الأداء الفني فالمسألة لا تتلخص في حفظ تمارين اللياقة البدنية على سبيل المثال لرفع مستوى اللياقة البدنية عند اللاعبين ولكنها ترتبط بمدى فهم المدربين وإدراكهم لمفاهيم اللياقة البدنية وبالخصوص لياقة كرة القدم فليس من الصحيح تسليم مهمة تدريب اللياقة البدنية بكرة القدم لمدرب ألعاب القوى لأن مهمة مدربي اللياقة البدنية بكرة القدم تنحصر في{ تطويرهم لبرنامج بدني يتلاقى مع متطلبات اللعبة واللاعبين} وهذا هو المهم والذي يَتطلب استخدام خيالهم التدريبي وخبراتهم المتراكمة في تدريب اللاعبين ولي في ذلك مثال محزن مرتبط بمدرب لياقة بدنية عربي الجنسية عمل في أحد الأندية القطرية مع فريقه الأول الذي يلعب في دوري محترف ولمدة(9) سنوات متتالية من دون تنفيذه لأي اختبارات بدنية على اللاعبين (لا تُفاجئوا عن عَدم ذكر اسم النادي لأن الأمر سيكون فضيحة كروية) وعندما تَذهب للنادي وتسأل عن سجلات الاختبارات البدنية للاعبين لملاحقة تطورهم لا تجد أي سجل بل لا تجد أي اختبار بدني واحد فكيف كان يتم التدريب ؟ ومن كان يراقب التدريب؟ فأول شرط للبدء بالتدريب البدني هو الوقوف على الحالة التي عليها كل لاعب بالأرقام نعم بالأرقام والتي يحصل عليها المدرب من خلال لاختبارات البدنية ومن ثم الشروع في التدريب لتطبيق أهم مبدأ من مبادئ التدريب ألا وهو الفرو قات الفردية بين اللاعبين فنجاح المدرب في البقاء لمدة 9 سنوات في النادي يعني واحد من أمرين:
    أ) أن محيط كرة القدم غير صحي وغير صحيح
    ب) أو أن المشكلة ليست بالمدرب فقط بل في من هو مسئول عن الفريق.
    فامتداد الجهل من المدرب لبقية المعنيين في الوسط مشكلة كبيرة مما يتطلب إناطة مهمة إدارة كرة القدم بالمختصين بكرة القدم وهنا نصل لنقطة مهمة تؤكد على أن التطوير الشامل يجب أن لا يشمل اللاعب فقط بل يكون شامل بمعنى الكلمة.
    لكي يتطور اللاعبون بشكل صحيح يجب معرفة مراحل التطور والنمو والنضوج التي يمر بها اللاعبون من الأعمار الصغيرة حتى العمر 18 سنة
    2- لكي يتطور اللاعبون بشكل صحيح يجب أن يتغذوا بشكل صحيح فهناك بعض الفهم المتقدم لأهمية التغذية في بعض اللعاب الفردية بينما يكون ذلك الفهم غير متقدم بالنسبة للألعاب الجماعية وفي بعض البلدان العربية يكون هذا الفهم مهمل كليا فقبل 25 سنة من هذا التاريخ وجدتْ البحوث العلمية {أن لاعبي كرة القدم لا يَستهلكون ما يكفي من الكاربوهدرات مما يُؤثر سلبا على تطورهم} أما هذه الأيام فأننا نجد الكثير من البحوث التي تُؤشر نفس المشكلة من عدم تناول لاعبو كرة القدم ما يكفي من الكاربوهدرات وبنظرة متأنية لمجمل برامج التدريب والأفكار الخاصة بتطور الكرة نُلاحظ ذلك الإهمال للتغذية الصحيحة بكرة القدم فنرى كل التركيز منصب على التكنيك والتكتيك واللياقة البدنية متناسين عن جهل بأن التغذية الصحية الخاصة بلاعبي الكرة هي القاعدة الصلدة لتطور اللاعبين ليس في كرة القدم وحدها بل في كل الألعاب الأخرى فهمها تكن كفاءة البرامج التدريبية وأتباعها للأسلوب العلمي في التصميم فإنها لن تؤتي ثمارها المستقبلية إذا لم تسير يدٌ بيد مع نظام غذائي مدروس.
    3- إن المفهوم الأولي للوقاية من الإصابة تكمن في معرفة آلية حدوث الإصابة وهنا يكون من المهم تثقيف المدربين للجذور المسببة للإصابة وبناء إستراتيجية الوقاية منها وخلال رصد لاعبو كرة القدم فقد وجد بأن التهيئة الغير مناسبة أو الخاطئة هي المسبب الأول للإصابات فالتهيئة مفهوم مهم جدا لبناء إستراتيجية الوقاية من الإصابة مما يجب التذكير فيها مرارا وتكرارا وهذا تأكيد على أهمية أن يَبني كل مدرب إستراتيجية الوقاية من الإصابة بتداخل مع منهاج تهيئة مناسب {مراجعة موقع FIFA والضغط على عنوان صحة اللاعبين والتعرف على برنامج الوقاية من الإصابات بكرة القدم} فالمدرب الذي يجهل الجذور المسببة للإصابة سيواجه مشاكل كبيرة في كسب احترام وثقة لاعبيه ولست هنا ممن يطالبون بتحول المدرب لطبيب أو معالج طبيعي أبدا ولا يفوتني التذكير بأن مسألة إهمال التغذية الصحية يتحرك على نفس الخط الموازي لمفهوم الراحة وما هو مثبت اليوم في البحث العلمي يؤكد أن الراحة أصبحت تُضاف كمركبة من مركبات اللياقة البدنية فأن التعامل معها يضع مسألة التطور في مأزق كبير ومن الاعتبارات الأخرى الخاصة بالتطور والتي تحتاج للبحث والمناقشة هما مفهومي دون التطور((under develop ) وحالة فوق اللعب(over play )
    4- معرفة العاصفة المثالية لظاهرة تحت التطور(under develop ) وهي الظاهرة الطبيعية المتشابهة التي تحدث نتيجة لقدوم حقائق مستقلة مختلفة ولكن بنفس الوقت حيث يمكن استخدام هذه الظاهرة في رصد كيف يواجه الرياضيون الصغار تحدي التطور الطبيعي فقد حدثت تلك العاصفة المثالية خلال السبعينات من هذا القرن حين مُنحت النساء حق المشاركة الرسمية بكرة القدم وفي الألعاب الأخرى سواء في أمريكا أو في أوربا ثم جاءت الحادثة الثانية خلال هذا الوقت من خلال إهمال (درس التربية الرياضية) ومعاملته بشكل ثانوي أو حتى بسبب إهماله كليا لأسباب لا حاجة لذكرها في الكتاب مما سبب بأن يأتي الأطفال لممارسة الرياضة من دون فرص التطور الحركي الضروري والذي يقود لتدرج في التطور والنضوج الطبيعي فلم يتعلم الأطفال المهارات الحركية الأساسية ( (motor skillsمثل المشي والهرولة والركض والحجل والقفز آخذين بالاعتبار بأن تصميم برنامج ناجح للوقاية من الإصابات أو لتطوير مهارات اللعاب الرياضية يجب أن يبدأ بتعلم وتطوير المهارات الحركية الأساسية ( Basic motor skills) والسيطرة الحركية (motor control) أما المفهوم الآخر لهذه العاصفة المثالية فهو النقص في ممارسة اللعب العام ( general play) لأسباب عدة منها تطور الحياة الآلية في المنازل والمدارس وعموم المجتمع فكل شيء منظم ومجدول فلا وقت حر للعب العام وكل الوقت الحر أمام التلفزيون والكومبيوتر ومحطات اللعب الالكترونية ولكن في أي وقت حدثت عندنا العاصفة المثالية لحالة تحت التطور وأين حدثت وكيف أثرت في تطور اللاعبين الصغار ولكي نحصل على الإجابة فنحن بحاجة ماسة جدا لإجراء بعض البحوث والدراسات الميدانية فالوقوف على ظاهرة تحت التطور في العراق لأنها ستكشف المشاكل التي تواجه التطور في المستوى الرياضي وعلى الخصوص في مستويات الصغار وبرأيي المتواضع فإن ظاهرة تحت التطور في العراق بدأت عند إعدام درس التربية الرياضية في المدارس الابتدائية في بداية الثمانينات.
    5- نحن نعرف أن هناك فلسفتان يجب أن تُناقش من قبل المختصين في العراق واحدة تُركز على أسلوب المبالغة في اللعب وواحدة تُركز على المبالغة في تدريب المهارة فالأولى تَعطي الوقت الأكبر من وحدة التدريب للعب والثانية تَعطي الوقت الأكبر من وحدة التدريب لتمارين المهارة فيميل الحجم التدريبي السنوي لصالح اللعب في الأولى ولصالح التمارين الفنية في الثانية ففي بلدان مثل أمريكا الجنوبية هناك جنون هائل في تدريب المهارة فتقسم وحدة التدريب لتهيئة 10 دقيقة ثم تمارين مهارة لفترة تتجاوز 45 دقيقة ويصرف المتبقي القليل في اللعب فيكون تدريب المهارات مسيطرا على الجزء الأعظم من وقت التدريب بينما في دول مثل أوربا هناك جنون هائل في الوقت الحالي على تدريب اللعب فتقسم الوحدة التدريبية لفترة تهيئة لمدة 10 دقيقة ثم تمارين مهارة لمدة 15 دقيقة فقط ويصرف الوقت المتبقي الكبير في اللعب سواء لعب مباراة أو مجموعة ضد مجموعة, وهنا لا أريد الذهاب بعيدا في مناقشة هذا الموضوع لأن لي كتابين ذكرت فيهما بأن لكل فلسفة حججها فمدرسة اللعب تقول بأن اللعب هو المعلم الأحسن لأن التعليم يجري بشكل شامل في محيط اللعب الواقعي حيث تتطور المهارة واللياقة والتكتيك بينما تدعي المدرسة الثانية بأن لا شيء يكون بديل لتطوير المهارة خارج محتوى اللعب للوصول باللاعب لمستوى كروي راقي أي أنها تدعي تطوير الأدوات خارج اللعب وبعد تطور هذه الأدوات يأخذها اللاعب لتطبيقها في اللعب.
    فأي من الفلسفتين هو المناسب وهل هناك فلسفة وسط تحل هذا التناحر المؤدب فنحن بحاجة لأن نطرق هذه الأبواب في بحوثنا العلمية التي تنشد تطوير كرة القدم بالعراق أكثر من حاجتنا لعناوين بحثية مثل أثر برنامج تدريبي أو ما الفرق بين هذا وذاك؟
    6- هناك البعض ممن يناقش ظاهرة المبالغة باللعب وتأثيره على عدم التطور فلقد أثبتت البحوث بأن المعدل الأدنى من الإصابات يحدث عندما تكون نسبة التدريب للعب (4) تدريب إلى (1) مباراة وقد تم التأكيد على ذلك خلال بحث نفذ بعد بطولة كأس العالم في كوريا واليابان فخلال الشهر الذي سبق البطولة حيث تزداد نسب اللعب على نسب التدريب ازداد معدل الإصابات بينما أنخفض مستوى اللعب وفي بلدان تكون فيها نسبة التدريب للعب(1-1) أو (2-1) فسيكون من الصعب وضع أي قياس لتلك الظاهرة ولكن النسبة العالمية المتفق عليها هي(4) وحدات تدريب إلى (1) مباراة و(1) يوم راحة كاملة طبقا لطبيعة اللعبة وقد يكون هذا الكلام صحيحا في مستوى اللاعبين المحترفين مع أن الباحث نسي بأن زيادة معدلات اللعب تعني زيادة معدلات التصادم والحوادث لأن محيط اللعب(محيط تنافسي)لا يكون أكثر أمنا من محيط التدريب(محيط تعليمي) بالرغم من أن معدلات الإصابة خلال التدريب كبيرة لأسباب تتعلق بالميط الصحي أو غير الصحي لآلية التدريب!!! ومع هذا نتساءل ماذا عن مستوى اللاعبين الصغار؟ هل هناك دراسات مشابهة؟ وهل تكفي أربع مباريات أو أقل شهريا لتطور اللعب عند اللاعبين الصغار ؟ فالجواب على السؤال الأول يترك للباحث العلمي العراقي أما الجواب على السؤال الثاني فيكون(لا )لأن 4 مباريات شهرية مخالفة لشروط التعلم من خلال نظرية اللعب أولا ولأن الصغير يأتي للساحة ليلعب مباراة لا ليتدرب تمارين مما يجدر بالمدرب تعويض ذلك اللعب القليل خلال وحدات التدريب فيتم التركيز على اللعب بتمارين ألعاب مصغرة هادفة ومنوعة وهنا فنحن بحاجة لباحث في إحدى كليات التربية الرياضية ليضع عينتين من اللاعبين تحت التجربة البحثية واحدة تتدرب بالطريقة التقليدية الأولى (4 تمارين ومباراة واحدة) والثانية تتدرب بالطريقة الثانية (4تمارين لعب ومباراة واحدة) لرصد التطور في انجاز اللاعبين على أن يطبق ذلك البحث أو الدراسة على فئات عمرية مختلفة والعاب رياضية مختلفة فَمنْ لها؟
    7- هل نحن بحاجة لقلب الهرم التدريبي التقليدي والتحول فورا لجعل اللعب الرقم المركزي في العملية التدريبية وخصوصا في بلداننا العربية؟ و قبل الإجابة على هذا السؤال يجب طرح السؤال المهم الذي يقول هل اللاعب العراقي الصغير ماهر كرويا أم لا؟ لقد تبين من خلال مقارنة اللاعبين العراقيين الصغار خلال المهرجانات الكروية التي تقام للصغار أو البطولات التي تشارك بها فرق العراق بالخارج مع أقرانهم من اللاعبين من الدول الأخرى علو كعب مهارة اللاعب الصغير نتيجة لممارسته اللعب في البيت وفي المدرسة وفي الشارع وفي أي منطقة أو فراغ متوفر ولفترة طويلة خلال اليوم ولقد أزعجني مشاهدة مدرسة كروية في العراق يقف فيها اللاعبون في طوابير بانتظار أدوارهم لضرب الكرة أو إخمادها إنه قتل بطيء للمواهب التي تَعجُ فها شوارع العراق وتوصيتي لأبنائي من المدربين في بلدي العراق للاستفادة من هذا التقرير المهم في مناقشة ثقافتهم التدريبية ليدربوا وفق فلسفة ما يريده اللاعبون وليس ما يريده المدربون فالتدريب بالطوابير هو مالا يريده الصغار وحسب تجربتي فإن التدريب من خلال اللعب هو ما يريده الصغار وعند هذه النقطة أترك الإجابة على السؤال الذي طرح في البداية (هل نحن بحاجة لقلب الهرم التدريبي؟) كباب للنقاش في هذا الموضوع !!!! أما بالنسبة لي فأنني مؤمن بصهر كل الثقافات الكروية وصب قاعدة من العمل الكروي تلاءم طبيعة محيطنا وثقافتنا وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني لملاحقة الثقافة الكروية العالمية فكانت لي 4 مؤلفات في الفكر التدريبي الأماني والإنكليزي والهولندي والفكر التدريبي البدني العالمي فليس الأمر مرتبط بعدد الكتب التي ألفتها أو ترجمتها بقدر ما هو متعلق بتنويع الثقافة ألتدريبية أمام المدرب العربي لخلق عقلية مفتوحة قادرة على التحليل فكانت سلسلة كتبي المُؤلفة تحمل على غلافها جملة( تطوير الفكر التدريبي للمدرب العربي) فعند مطالعة كتابي المترجم عن الفكر التدريبي الإنكليزي والموسوم بكرة القدم/ التكنيك والتكتيك) لمؤلفه جارلس هيوز تجد طريقة تقرب تدريبية تختلف كليا عن طريقة التقرب التدريبية للفكر الهولندي التي عرضتها في كتابي الموسوم (فلسفة الكرة الهولندية/ طريقة للتفكير وليس للعب) وهو الكتاب التدريبي ذائع الصيت للاتحاد الهولندي لكرة القدم فمجرد قراءة الكتب ليس الهدف الذي وضعت من أجله كتبي بل أن الهدف أسمى من ذلك وهو توسيع مدارك وأفق العقل العربي ليتحول من عقل مستسلم ومُستلم إلى عقل منتج ومصدر لأم المحيط العربي يمنح الباحث خيارات لا مثيل لهل للإجابة عن أسئلة بحثية اهتزتْ وربتْ في هذه التربة الخلاقة.
    8- لأمنح القارئ بعض الأفكار لكي يناقش الأسئلة السابقة فلا زال هناك جدل قائم بين من يدعي بأن التطور مسألة ترتبط بالتدريب وبين من يدعي أن التطور مسألة ترتبط باللعب ولكن مع الأسف وخلال بحثي المضني لم أجد أي من الداعين يتطرق لمسألة غاية في الأهمية وهي ثقافة اللاعب وطبيعة المحيط الذي نشأ فيه وكما قلت في تقرير سابق فلكل مجتمع آلية للتعلم فلا يجوز تعميم آلية التعلم في فرنسا ونسخها في العراق ولا يجوز توقع ما يكون ناجحا في مدينة نيويورك سيكون ناجحا في محافظة البصرة مطلقا وهذا الأمر يقع ضمن{ مفهوم تأثير المحيط في التعلم} الذي هو الأساس في التطور ولكن لماذا هذا الكلام ؟ لقد عملت لسنين عديدة سواء في العراق أو في الخارج ففي العراق ففي أكثر الدول العربية لا يوجد اهتمام بمفهوم الراحة عكس ما هو مثبت في البحث العلمي من أن الراحة مركبة من مركبات اللياقة البدنية ! ! وعند مقارنة هذه الظاهرة في بلداننا والبلدان الأخرى الأكثر تقدما سنتوقف قليلا لنؤيد فكرة أن ما ينجح عندهم قد لا ينجح عندنا فقد ركزت الدول الأوربية وبعض الدول العربية( قطر والإمارات) على مفهوم تدريبي يدعى حركات كروفر حيث ينفذ فيه اللاعبون الصغار تكرار كثير متصل لحركات برع فيها لاعبون مواهب وعمالقة مثل - مارادونا وكرويف وماثيوس- وغيرهم كحركات المقص والمقص الثنائي وحركة السحب وغيرها ولكن وبعد سنين عديدة من العمل في تلك المناهج وهدر الكثير من المال والوقت لم يحصل أي تطور عند اللاعبين بل بالعكس تراجع مستوى اللاعبون للخلف وفي الدوري القطري والإماراتي لن ترى لاعب واحد ينفذ أي من تلك الحركات خلال اللعب الحقيقي بعد أن أفنى اللاعبون سنوات في تقليد تلك الحركات ولكن لماذا تجدني معارضا بشدة لهذه الطرائق الأقرب للسيرك منها لكرة القدم؟ الإجابة بسيطة لأن اللاعب في وضعية التدريب لا ينفذ ما يفترض أن يُنفذه خلال اللعب فوضعية التدريب بعيدة جدا عن وضعية اللعب وهنا يقول اللاعب الهولندي الطائر كروييف { أنا لا أتدرب على حركات الخداع أبدا وكل ما أفعله أن ألعب الكرة ببساطة} وهذا وحده يكفي لنسف طريقة كروفر التدريبية التي لم تنتج أي لاعب في أي مكان في العالم , ومن ناحية أخرى فأنني أعتبر اللاعب العربي وإن كان صغيرا لاعبا متفرغا للعب الكرة بينما لا يكون هنالك تفرغ في الدول المتقدمة لأن كرة القدم هي المتعة والهواية ربما الوحيدة عند أبنائنا بسبب طبيعتنا الاجتماعية بينما تتوزع هوايات أطفال الغرب على أشياء كثيرة وعلى الخصوص في الوقت الحالي وهكذا وعند قياس الحجم التدريبي السنوي (اللعب) للاعب العربي فأنه سيكون أكبر بكثير من الحجم التدريبي(اللعب) لأقرانهم في الدول الأخرى وهذا هو الذي دفع النوادي العالمية لتطبيق صيغة الاحتراف على اللاعبين الصغار فأسست المدارس الكروية في أغلب الأندية العالمية لكي يمتهن اللاعب الصغير الكرة و لكي يتدرب ويلعب أكثر لأن طبيعة الحياة عندهم لا تسمح للطفل للعب الكرة طوال الأسبوع فنسبة التدريب للعب عندهم لا يزيد عن (2-1) وبالحد الأقصى (3-1) وفي بعض البلدان صدقوني تكون النسبة(صفر-1) فأطفالهم يأتون للعب المباراة في يوم العطلة فقط .
    9- أخيرا أنبه القارئ عند مناقشة هذه النقاط أن نحيط كل جوانب الظاهرة التي تناقش ولا نتطرق لها من باب واحد أو من زاوية واحدة لأن ذلك يفقدها مصداقية التحليل ولأضرب لكم مثلا على ذلك يقول هل لعبْ الكرة وَحدهُ كافياً لخلق لاعب كرة قدم كبير؟ وهل يتعلم الصغار لعب كرة القدم من خلال لعب المباراة؟ وهنا أضع بيانات حقيقية جدا نفهم من خلالها بأن اللعبة هي لعبة وان المهارات التقنية (مهارات) نأخذها معنا لنلعب كرة القدم فمجرد عمل شيء المرة تلو الأخرى لا يكون بالضرورة عاملا يجعلك الأحسن فيه !!!! هنالك الكثير من اللاعبين الذين يلعبون كرة قدم لعدد كبير من السنين ولكنهم يفتقدون للمهارات الفنية فيغلب على أدائهم الضرب بأصابع القدم أو مقدمة الحذاء ويفتقدون لإخماد الكرة بطريقة صحيحة وعندما يمررون الكرة الطويلة فأنهم يفتقدون للنوعية في التمرير إضافة لفقدانهم لقابلية اللمسة الأولى وإنني اشعر بكآبة وحزن حينما أرى ضياع تلك السنين من أعمار اللاعبين في ساحات التدريب من دون تطور مستوياتهم ولنتفق أولا بأن اللعب يعلم الصغار الرؤيا وفهم معنى الخلق والإبداع وعمل الفريق وبينما هم يلعبون فهم يهذبون ويحسنون مهاراتهم الفنية ويصبحون مهرة خلال اللعب وهذا هو بعض من أسباب استحداث المهرجانات الكروية فتعليمهم المبكر وكشفهم بشكل كبير لما يمتلكونه وما يرغبونه سيقودهم للتعلم وعند هذه النقطة أَورد أحد الخبراء مثال مهم {فهو يعرف شخصا بعمر 60 سنة لعب الكولف لمدة 40 سنة من دون أن يأخذ درس واحد بالكولف أو يذهب للتمرين كل ما كان يفعله هو الذهاب للعب الكولف مرتين في الأسبوع فهو معلم نفسه ففلسفة هذا الرجل بنيت على مبدأ اللعب خير معلم ولكن المدهش في الأمر بأن ذلك الشخص لم يتطور بعد 20 سنة من اللعب فهو إلى الآن يمتلك نفس المرجحة ( slice)} ولكن ما ينقص هذا القول من رجل متخصص هو إهمال تذكير المتخصصين من أن لعبة الكولف تُنفذ بمهارات مغلقة (close skill) أي أن المنهج الحركي في الدماغ يكون ثابت وكل ما على الرياضي فعله هو تكرار التنفيذ مع تعديل بسيط للتكنيك . ولكن دعوني أُذكركم بأن كرة القدم وغيرها من الألعاب تُلعب بمهارات مفتوحة(open skills ) أي أن المنهج الحركي متغير خلال كل لحظة من زمن المباراة أو التدريب ففي الساحة هناك منهج حركي يتبارى مع منهج حركي آخر هو الخصم فأنت تخطط لفعل شيء والخصم يخطط لفعل مقابل فاللعب حرب بين ذهنيتين فعندما يقوم اللاعب بتنفيذ ضربة الجزاء في هدف خالي من حارس المرمى فمهارة الضرب في هذه الحالة مغلقة بالكامل حالها حال رمي السهام وضربة كرة الكولف ولكن تنفيذ ضربة الجزاء بوجود حارس مرمى خصم يحول مهارة الضرب لمهارة مفتوحة لأن هناك تخطيط ذهني يواجه الضارب مما يتطلب منه تخطيط ذهني مقابل فلا يمكن للتكرار وحده تعليم وتطوير المهارة إذا لم تؤخذ بالاعتبار تلك المنهجية المتغيرة وتلك المهارة المفتوحة فمجرد اللعب المرة تلو الأخرى فأننا نتطور كثيرا فنستخدم نفس العادات والمهارات خلال أعوام متعاقبة لحل مشاكل اللعب حتى نصل لنقطة نفتح بها عقولنا ونسمح لأجسامنا بالشعور بالأشياء بطريقة مختلفة فنحن نفعل ما نشعر به طبيعيا وفي الغالب يحتاج للتطوير فالنجوم بكرة القدم لم يصبحوا ظواهر باللعب لأنهم يعملون على المهارات الفنية فلقد أصبحوا عملاقة عن طريق لعب الكرة سنة بعد سنة وسنين بعد سنين في شوارع سكناهم وساحاتها إنهم يلعبون اللعبة لأنهم يحبونها مع أن الرغبة بتطوير المهارات الفنية يقودهم لأن يكونوا أحسن بأخذ تلك المهارات الجديدة إلى ساحة اللعب واستخدامها هناك وهم يفعلون ذلك بأخذ تلك المهارات من محيط مشابه لمحيط اللعب ... لننتبه لهذا التصريح المهم ....{ من الممكن في أي وقت خلال حياة اللاعب الوصول لقمة اللياقة البدنية أو محاولة ربح كل مباراة ولكن من المستحيل تعليم المهارات للاعب قديم وعلى المدربين أن يضعوا في البال بان المهارات الفردية تحتاج لأن تربى في المراحل العمرية المتقدمة ولكن بمحيطها الحقيقي{ فاللاعبون الذين لا تسود عندهم المهارات الأساسية يصبحون محبطين لأن اللعبة تصبح صعبة عليهم وخصوصا عند التقدم نحو مستويات أعلى ولكنني أقول بأن الإحباط سيكون أكبر وبالغ التأثير حينما يكتشف الصغار بأنهم غير قادرين على نقل المهارات التي تعلموها خلال وحدات التدريب إلى وضعيات اللعب الواقعية وهذا تصريح خطير جدا يجب أن يناقش في أروقة كليات التربية الرياضية لماذا لا يكون اللاعبين منتجين؟ فعندما يتعلق الأمر بتعليم اللاعبين الصغار للمهارات الأساسية فإن كثير من المدربين ينضرون للتمارين (Drills) والتي تحتوي الكثير من مهارات فردية منفصلة فإذا كنت تعمل على تمرين ( التمريره الجدارية ) فإن اللاعب يَضرب الكرة ويُمرر الكرة ويَستلم الكرة ويتحرك وينضر ويدحرج وكل واحدة من هذه العناصر هي مهارة فردية يجب تهذيبها وتصفيتها من الشوائب فتنفيذ التمرين المرة تلو الأخرى يُبرمج بٍطريقة سهلة تَعميق فصل المهارات من دون تثبيتها وما يُقال عن المهارات الأساسية كذلك يُقال عن المهارات الخططية أو اللعب الخططي فاللاعب يَعرف ما عليه فعله ولكن عندما يُجزأ لعب المهارة من محيطه الأصلي فأنه يفقد صفة التثبيت التي هي مرحلة مهمة في تعليم المهارات الأساسية............ وإلى هنا أترك هذه الأفكار للمناقشة .
    الدكتور موفق مجيد المولى
    دكتوراه العلوم الرياضية

    التعديل الأخير تم بواسطة د. موفق مجيد المولى ; 04/10/2009 الساعة 09:03 PM
    العقول المفتوحة... تقرأ ...تحلل ...ترفض او تقبل... العقول المغلقة...تقرأ ترفض....لا تقرأ ترفض............

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •