في خضم الأحداث الدولية المتسارعة , وخصوصا تلك التي تلامس الواقع الجيوسياسي ‏والجيواستراتيجي في العالم بشكل عام والشرق الأوسط على وجه الخصوص, شهد شهر ‏سبتمبر 2009م العديد من تلك الأحداث الدولية , كان أبرزها على الإطلاق التحضير ‏للمناورات العسكرية المشتركة بين القوات الاميريكية والإسرائيلية , والتي تعتبر الأكبر ‏والأوسع في تاريخ التعاون العسكري بين الطرفين , في وقت تفاجئ فيه الكثير من المراقبين ‏والمحللين الدوليين بإعلان الولايات المتحدة الاميركية نيتها تعديل منظومة الدفاع الصاروخي ‏الاميركية " البرية " في شرق أوربا , وتحويلها الى منظومة دفاعية " بحرية " في جنوب ‏وشمال أوربا , وربما لاحقا ستمتد تلك السلسلة الدفاعية كما أكد ذلك العديد من المسئولين ‏العسكريين والسياسيين الأميركيين لتصل الى تركيا وأذربيجان وإسرائيل والقوقاز والبلقان ‏وبعض دول الشرق الأوسط " العربية " , ودول حلف الناتو 0 ‏
‏ ما يهمنا في الأمر هو غرابة تسلسل تلك الإحداث , وتوقيت حدوثها بهذه الطريقة ‏الدرامية المتسارعة , فأولا وبتاريخ 17 / 9 / 2009 م يتم الإعلان عن تعديل منظومة الدفاع ‏الصاروخية الاميركية التي كانت هذه الأخيرة تنوي نصب بقيتها في شرق أوربا , وتحديدا في ‏كل من بولندا وتشيكيا , فما هو الهدف من هذا التعديل الذي يتجاوز الحدود الأوربية الشرقية ‏‏" سابقا " ليقترب بشكله الحالي من قلب الشرق الأوسط , ؟ ولماذا في هذا الوقت تحديدا ؟ 0‏
‏ الأمر الآخر الذي يثير التحفظات , هو ما يختص بروسيا نفسها , فبعد اعتراضات ‏وتهديدات طويلة ومتكررة لم يسبق لها مثيل , وصلت في وقت من الأوقات الى تهديد بولندا ‏بالسلاح النووي الروسي , وتهديد الولايات المتحدة الاميركية باستخدام أسلحة روسية متطورة ‏تكنولوجيا لتعطيل تلك المنظومة الدفاعية , مع التهديد بنشر صواريخ اسكندر كمنظومة دفاعية ‏روسية مضادة لمنظومة الدفاع الاميركية في منطقة كاليننغراد , نجد روسيا ترحب بما لا يمكن ‏ان نطلق عليه سوى بتسمية " تعديل وتطوير " اشد خطرا على روسيا وليس " تخلي " عن ‏منظومة الدفاع الصاروخية الاميريكية , فهل من المعقول ان الحكومة الروسية لم تفهم ما وراء ‏السياق الاستراتيجي لمنظومة الدفاع الاميركية المعدلة ؟ وهو ما نجده مستحيلا بالطبع !!!‏
‏ فما حدث هو ان الولايات المتحدة الاميركية قد تخلت عن نشر السلسلة التالية للدرع ‏الصاروخي في شرق أوربا , وتحديدا في بولندا وتشيكيا , ولكنها وفي نفس الوقت قامت بنشر ‏تلك المنظومة على سفن بحرية قادرة على المناورة والتحرك بشكل أسرع وأوسع , وخصوصا ‏إذا ما علمنا ان تلك المنظومة الدفاعية المعتدلة والمتطورة قادرة على الانتشار والمناورة ‏والتحرك في كل من بحر البلطيق وبحر الشمال والبحر المتوسط والمحيط الهادي , وربما ‏تجوب بعد ذلك بحر العرب وغيره من المنافذ البحرية الشرق أسيوية ككل 0 ‏
‏ فلماذا رحبت روسيا واستبشرت خيرا بالتعديل الجديد على الدرع الصاروخي ‏الاميركي " البحري " , رغم أنه يهدد أمنها القومي ومناطق نفوذها ومصالحها الحيوية بشكل ‏اكبر واشمل من سابقه " البري " ؟ , صحيح ان روسيا و" الى الآن " لم تؤكد رسميا إلغاء ‏منظومة الدفاع الروسية " اسكندر " المضادة للصواريخ بشكل نهائي , كما أكد ذلك رئيس هيئة ‏أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف بتاريخ 21 / 9 /2009م , كذلك ‏الجانب الاميريكي الذي لم يؤكد بشكل نهائي تخليه عن منظومة الدرع الصاروخي في شرق ‏أوربا , وهو ما أكده روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي في مقالته التي نشرتها يوم 21 ‏سبتمبر صحيفة "إنترنيشنل غيرالد تريبيون" الأمريكية الصادرة في الاتحاد الأوروبي 0‏
‏ حيث أكد غيتس ( بان إنشاء منظومة الدرع الصاروخية سيستمر لا في دول وسط ‏أوروبا فحسب ، بل وربما في دول‏‎ ‎حلف الناتو الأخرى أيضا‎ ‎‏ , وأضاف غيتس : ان أولئك ‏الذين يعتقدون أننا تخلينا عن فكرة إنشاء منظومة الدرع‎ ‎الصاروخية في أوروبا إما تم ‏اطلاعهم بشكل خاطئ وإما لا يدركون ما نقوم به ) ‏
‏ فهل كان لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو " السرية " لروسيا ليلة ‏العشرين من شهر سبتمبر من العام 2009 , دور في تهيئة الروس للتعديلات التي ستتم على ‏الدرع الصاروخي الاميركي ؟ كذلك وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ‏فقد أشارت الصحيفة إلى أن هناك عدة قضايا قد يكون نتنياهو بحثها في روسيا، من بينها ‏صفقات أسلحة تعتزم الأخيرة إبرامها مع إيران ، وقضية السفينة الروسية أركتيك سي , وهنا ‏نطرح الأسئلة التالية : هل ستتخلى روسيا عن صفقة بيع صواريخ " س-300 " المضادة ‏للطائرات لإيران , وخصوصا إذا ما علمنا ان تلك الصواريخ ستعيق توجيه أي ضربة عسكرية ‏محتملة لإيران , في مقابل تخلي إسرائيل عن بيع أسلحة وطائرات ومعدات عسكرية لجورجيا , ‏والضغط على الولايات المتحدة الاميركية للتخلي عن عنادها في مسالة انضمام روسيا الى ‏منظمة التجارة العالمية , وهل ستتقاسم الولايات المتحدة الاميركية وروسيا رقعة الشطرنج ‏الدولية خلال العقد القادم من القرن الحادي والعشرين ؟ ‏
‏ ولو ربطنا مسالة تعديل الدرع الصاروخي الاميركي بتلك المتعلقة بتراجع روسيا ‏وزيارة نتنياهو ؟ فليس هناك من " عقلانية أو منطقية " سياسية أو عسكرية , في الأمر سوى ‏إذا ما اعتبرنا ان هناك " مؤامرة " تدور على إيران , من قبل الولايات المتحدة الاميركية ‏وإسرائيل وروسيا , وإلا فما يدفع الروس لهذا التحول الغريب في سياساتهم التاريخية , ‏وعلاقتهم الحميمة تجاه إيران بعد زيارة نتنياهو وشمعون بيريز لروسيا , رغم ان خطر الدرع ‏الصاروخي الاميركي البحري المعدل اشد على روسيا من سابقه البري ؟ 0‏
‏ وفي هذا السياق أشار مصدر في قيادة المؤسسة الدبلوماسية الروسية ، طلب عدم ذكر ‏أسمه ، إلى أن "ميدفيديف وأوباما جاهزان لتبادل "الهدايا" – وهي ان : يتخلى الأمريكان عن ‏نشر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا ، التي كانوا يعتزمون التخلي عنها أصلا ، ونحن ، ‏ردا على ذلك ، نؤجل توريد منظومات "س ـ 300"، التي لم نكن على عجل أيضا لتصديرها ‏‏_ نقلا عن نوفوستي الروسية بتاريخ 24 / 9 /2009م -0‏
‏ وهنا تأتي قضية المناورات العسكرية الاميركية – الإسرائيلية , الرامية – بحسب ‏التصريحات الإسرائيلية والأميركية - إلى فحص القدرات الدفاعية الإسرائيلية ، وخصوصاً ‏منظومتي‎ ‎الصواريخ أرو- حيتس 2، وباتريوت " هوك 3 " ، لتزيد تلك المخاوف والشكوك , ‏ولتدخل في خضم الحسابات والصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط , فقد ( طرحت هذه ‏المناورات التي تحمل اسم "كوبرا شجر العرعر" الكثير من التفسيرات حول دوافعها وأهدافها ، ‏لكن أبرز هذه التفسيرات هو أن البعض اعتبرها رسالة مضادة للبرنامج النووي الإيراني الذي ‏تعتبره إسرائيل خطرا "وجوديا" بالنسبة لها، فيما اعتبرها البعض "حدثا روتينيا" يأتي في إطار ‏عملية التنسيق العسكري الإستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب ) , حيث أشارت صحيفة ‏‏"معاريف" الإسرائيلية التي وصفت المناورات بأنها الأكبر في تاريخ المناورات الإسرائيلية ‏الأمريكية ، إلى أن التدريب الأساسي فيها سيكون على التصدي لهجوم صاروخي مشترك ‏ومتزامن من قبل إيران وسوريا وحزب الله وحماس على إسرائيل 0 ‏
‏ صحيح ان تاريخ هذه المناورات يعود ( إلى بداية عقد الثمانينيات حيث شهد العام ‏‏1981 توقيع مذكرة التفاهم الإستراتيجي المشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، والذي ينص ‏على أن التعاون العسكري بين الجانبين يتمثل في مناورات مشتركة بالبحر المتوسط , وتجرى ‏هذه المناورات بشكل منتظم منذ العام 2001 بين الولايات المتحدة وإسرائيل بمعدل مرة كل ‏عامين، وتأتي مكملة لمنظومة التعاون العسكري بين البلدين لاسيما في مجال المنظومات ‏الدفاعية الصاروخية، الذي يتم تنفيذها بناء على الاتفاقيات والتفاهمات الإستراتيجية المشتركة ‏بين واشنطن وتل أبيب ) , ولكن لماذا في هذا الوقت تحديدا ؟ - أي – بعد زيارة نتنياهو الى ‏روسيا , وتغير الموقفين الاميريكي والروسي من الدرع الصاروخي الاميركي ؟ وبهذا الاتساع ‏والشمولية , والتي اعتبرت الأكبر في تاريخ الطرفين ؟ وزيارة مستشار الأمن القومي الامريكى ‏جيمس جونز الى إسرائيل مساء يوم الأربعاء الموافق 29 / 7 / 2009م , حيث ناقش معه ‏عدة قضايا إستراتيجية من بينها الملف النووي الإيراني ، وفقا لما ذكرت صحيفة هاآرتس ‏الإسرائيلية اليومية المحلية 0 ‏
‏ كما انه وفي نفس السياق أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتصريحات ‏نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن , والتي‎ ‎أبدى خلالها تفهم بلاده لحق إسرائيل في توجيه ‏ضربة وقائية لتقويض برنامج إيران النووي ، مضيفاً أنه رغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل ‏تختلفان أحياناً في هذا الشأن ، فـإن القرار يكون في نهاية المطاف لإسرائيل ، ما يـحمل في ‏طياته من جهة إشارات إلى أن‏‎ ‎الأخيرة لن تتردد في القيام بعمل عسكري منفرد ضد إيران من ‏دون الرجوع لواشنطن إذا رأت أن دواعي أمنها القومي تستوجب ذلك غير مكترثة بالحسابات ‏الأميركية في هذا‎ ‎الخصوص , أما ن جهة أخرى فهو بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل 0‏
‏ هذا إذا ما أضفنا الى الشكوك سالفة الذكر , إمكانية احتمال ان لا تعارض الصين ‏وروسيا منذ الآن – بحسب العديد من المراقبين والمحللين - مسالة فرض عقوبات دولية ‏صارمة " نفطية تحديدا " على الشركات النفطية الدولية التي تتعامل مع الشركات النفطية ‏الإيرانية , والتي نعرف جميعا بأنها ستصيب الداخل الإيراني بالضرر الكبير , وخصوصا ان ‏ذلك سيطال مقدرات ومعيشة الشعب الإيراني , كما أكد ذلك منسق السياسة الخارجية في ‏الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يوم الثلاثاء الموافق 22 / 9 / 2009 م , فهل تدرك الحكومة ‏الإيرانية هذه المخاوف وهذه الشكوك ؟ أم ان هناك تحركات إيرانية مضادة لمقاومة التحركات ‏السياسية والعسكرية الإسرائيلية – والأميركية , والانقلاب الروسي المحتمل ؟!! 0‏
‏ أخيرا وليس آخرا هناك مسالة الإعلام والإعلام المضاد , ونركز هنا على عدد من ‏التصريحات والتصرفات الإعلامية , فماذا قصد من وراءها ؟ فأولا وبعد ان اعتبر الإعلام ‏الإسرائيلي ولسنوات طويلة إيران التهديد الأكبر عليها , نجد ذلك التراجع الغير مسبوق في ‏الرؤية الإسرائيلية لإيران " بشكل مفاجئ " , حيث أخذت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي ‏أيهود باراك منحى مختلفا عن التصريحات التقليدية الإسرائيلية من خلال قوله أنه لا يعتبر ‏إيران مصدر تهديد لوجود بلاده , فهل حقا وكما أفادت العديد من التقارير بان مستعمرة الكيان ‏الصهيوني ( قد تكون بدأت في تجاوز الحاجز النفسي لوجود إيران نووية وتجهز نفسها لذلك ‏بأنفاق سرية تحت الأرض تحسبا لحرب نووية ؟!! ) , ولو ان هذا الأخير لم يستبعد الخيار ‏العسكري لضرب المنشآت النووية الإيرانية 0‏
‏ كذلك نتساءل هنا , هل حقا ان الرئيس الاميركي أوباما قد قام بالتعديلات على الدرع ‏الصاروخي إكراما لروسيا لا أكثر , رغم نفي ذلك من قبل العديد من المسئولين الأميركيين ‏ومن بينهم وزير الدفاع الاميركي نفسه , وذلك لاحتواء مخاوف الروس ودون ان تكون هناك ‏نية مبيتة لذلك ؟ - ونقصد- الاقتراب من إيران والشرق الأوسط , أم ان السبب هو انه تأكد ان ‏الصواريخ الإيرانية لا يمكن ان تصل الى الولايات المتحدة الاميركية ؟ وان الإيرانيين لن ‏يستطيعوا حتى وقت قريب امتلاك التقنية القادرة على صناعة صواريخ بالستية عابرة للقارات , ‏بالتالي قام بالتحول الى منظومة دفاعية " قصيرة ومتوسطة المدى " بحرية قادرة على التكتيك ‏والمناورة ضد صواريخ تمتلكها إيران بالفعل , وبالتالي فانه لم يبقى أمامه سوى مخاوفه على ‏أمن مستعمرة الكيان الصهيوني ؟ ومصالح الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها في الشرق ‏الأوسط , وهو ما دفعه الى البدء في التحضير للمناورات مع الإسرائيليين , وليس ذلك سوى ‏لتعجيل وتسريع إيصال المنظومة الدفاعية الاميركية البحرية المتنقلة الى إسرائيل لاحتواء أي ‏خطر محتمل عليها 0‏
‏ وباراك أوباما هنا ضمن ان يصطاد عصفورين بحجر واحد , هذا في حال لم يكن ‏هناك من تعاون " مؤامرة " مع روسيا لتفعيل عمل مشترك ضد المنشات النووية الإيرانية , ‏مقابل تقاسم رقعة الشطرنج الدولية خلال المرحلة القادمة , وتخلي الولايات المتحدة الاميركية ‏عن مواجهة روسيا في سعي هذه الأخيرة لاحتواء البيت الروسي القديم , في مقابل ان روسيا ‏لن تعارض الدرع الصاروخي الاميركي البحري بشكله الحالي – ولو بشكل مؤقت حتى يتم ‏الانتهاء من الملف النووي الإيراني بشكل نهائي 0 ‏
‏ وبالتالي تترجح لدينا نظرية التفاهم المسبق حول أي أجندة قادمة ومحتملة مع روسيا ‏في الشرق الأوسط , أو حتى في القارة الأسيوية بشكل عام , فما هو المقابل الاستراتيجي الذي ‏ستحصل عليه روسيا ؟ كذلك قد ضمن أوباما استمرار التواجد الاميركي في الشرق الأوسط ‏بشكل اكبر وأطول , وهذه المرة في " الرقعة البحرية " الجيواستراتيجية , وهو بذلك سيستطيع ‏نصب الدرع الصاروخي الجديد في المياه الإقليمية ومناطق النفوذ البرية الإسرائيلية , كشكل ‏من أشكال الدرع الصاروخي المضاد التي تحمي إسرائيل من الصواريخ الإيرانية القصيرة ‏والمتوسطة المدى , او من الصواريخ السائبة القادمة من حزب الله " لبنان " او غيرها من غزة ‏‏" فلسطين " , او من سوريا , كذلك ومن باب المنطق ان تتحرك السفن الاميركية وتلك ‏المتعاونة معها بشكل او بأخر في مياه بحر العرب والبحر المتوسط والمحيط الهندي , وبالتالي ‏فهي بذلك قد طوقت الشرق الأوسط بمنظومة دفاعية وهجومية من كل الجهات , تضمن لها ‏القدرة على المناورة والتكتيك وفرض القوة والهيمنة 0‏
‏ وأخيرا نطرح الأسئلة التالية : هل فعلا ستنجح الولايات المتحدة الاميركية من حماية ‏إسرائيل بهذه الطريقة " السيناريو الأخير " لخارطة العالم والشرق الأوسط خلال العقد الثاني ‏من القرن الحادي والعشرين ؟ وهل ما قام به الرئيس الاميركي أوباما ينصب في مصلحة ‏الولايات المتحدة الاميركية من الناحية الاستراتيجية المستقبلية , أم ان الأمر لا يزيد عن كونه ‏خضوعا لمنظمات الضغط الصهيوني التي خططت لكل ذلك منذ البداية ؟ وان أوباما لن يختلف ‏كثيرا عن سلفه جورج بوش , بل ربما سيحدث في السنوات المتبقية من عهده من الأحداث ‏والكوارث ما سيزيد عما حدث في عهد سلفه ؟ رغم ان التعديلات التي قام بها على الدرع ‏الصاروخي كانت خطوة مستقبلية ذكية وغاية في الدهاء , ستضمن للولايات المتحدة الاميريكية ‏المزيد من سنوات البقاء والسيطرة والهيمنة الجيواستراتيجية والجيوسياسية العالمية , ولإسرائيل ‏المزيد من الأنياب والمخالب التي ستستمر في غرسها بخاصرة الدول العربية تحديدا 0‏
‏ ‏
‏ ‏