السادة الاساتدة الكرام
ان القراءات العلمية و النقد البناء لمرحلة حكم صدام حسين , هو ما سيفتح اعين الشعوب و المسؤولين أمام ما الحقيقة التاريخية و سيجعلنا كشعوب و حكام في الزمان و المكان المناسبيين من اجل مواجهة الاخطار المحدقة بالعرب اولا و المسلمين ثانيأ فكلنا في فلك واحد و كلنا مستهدفين من عصابات الغرب التي تسعى الى الاستحواد على خيراتنا و ما وهبه الله لهده الامة العظيمة و بطرق شتى و بحجج متعددة فالملفات جاهزة و متعددة و على الرفوف تنتظر الاوامر. ان ما حدث للعراق يمكن ان يحدث مع اي دولة عربية او اسلامية في اي لحظة من التاريخ المعاصر, ألم تلاحظوا معي ان المنطقة الممتدة من طنجة الى جاكرتا , ومند سقوط الاتحاد السوفياتي , لم نعرف الراحة لا الاجتماعية و لا النفسية ولا الاقتصادية و لا الحربيةو لم تتوقف الحملات و انتشار القواعد العسكرية .. الخ اخره مما تعلمون .
بديهيات لابد من الانطلاق منها .
- فشلت المانيا في تحويل محور الثقل و القيادة الاروبية من لندن و باريس الى برلين عن طريق القوة العسكرية مما ادى الى استسلام الاوروبيين لامريكا , ودلك بفعل الحرب , ضياع الثروة الاوروبية التي كانت قد تجمعت بسبب الدخل القادم من المستعمرات , وبسبب الانتاج التكنلوجي و التجارة المربحة مع ما يسمى دول العالم الثالث. ومند 1945 اصبج مركز القرار , الثقل هو واشنطن , وكل الدول الغربية بما في دلك كندا و استراليا و نيوزيلندا تابعة لهدا المركز الدي عمل جادا على انقاد الغرب من شيوعية الاتحاد السوفياتي , لكن العالم العربي و الاسلامي لم يكن خارج دائرة الهدف , فقد كان و لازال تحت مراقبة اجهزة الصهيونية و ومراز البحث الغربية , بدوافع المصلحة و بدوافع ايديولوجية . توزعت جهود العرب و المسلمين , ضاعت قدراتهم و ترواتهم من اجل حل مشاكلهم بين المعسكرين الشرقي و الغربي , بين الحروب المتقطعة داخل العالم العربي و الاسلامي هناو هناك , حروب بالنيابة , حروب بين الاخوة الاعداء , و انتدت تلك الحروب من الجزائر و المغرب الى افغانستان . شكلا و نوعا , اغتنيت مرة اخرى خزائن الغرب و بفعل مبيعات السلاح , تصدير الادوات التكنولوجية و توظيف اليد العاملة الاسلامية و العربية الرخيصة . هكدا ارادنا الغرب حروب بين الاخوة ,, مصدرا للمواد الاولية الرخيصة , مصدرا لليد العاملة الرخيصة , سوقا لترويج سلعهم و منتجاتهم و ابتكاراتهم . سوقا لخوردة اسلحتهم التي عفى الزمن عليها , تبعية مطلقة , قبلناها أو قبلتها انظمتنا و حكامنا و نحن صاغرين , لغم ان نهضتهم قامت على اكتافنا و بفضل أجدادنا. حتى ادا ما ظهر خيط نور ضئيل قاموا باطفاءه على الفور , وأنظمتنا تساعدهم في دلك . عن قصد و عن غير قصد . و لدلك لا يخرج نظام الحكم البعثي العراقي ( وصدام ) عن هده المعادلة.
النقطة الثانية , تتعلق بسقوط الاتحاد السوفياتي ,كعنصر فاعل و ضامن للتوازن الاستراتيجي العالمي. و كان دلك السقوط مرة اخرى بفعل مشاركة عربية و اسلامية فاعلة. ( حرب افغانستان الاولى) و الحضور الفاعل لدول مثل باكستان و العربية السعودية . الا انه كان لدلك السقوط نتيجة واحدة هو , ظهور قوة مطلقة على المستوى العالمي ( امريكا) مدعمة بالدول الغربية و الحلف الاطلسي .
هدا التحول الاستراتيجي لم ينتبه اليه نظام صدام حسين , خصوصا ان هجوم العراق على الكويت , جاء متزامنا مع هدا التحول , اضافة الى دلك وجود نظام علماني في بغداد و غياب الرؤية الاسلامية في تسيير و تدبير امور المسلمين بكل طوائفهم و مداهبهم , على اي حال فهم اولا عرب عراقيين , سواء كانو شيعة او سنة , هم مسلمون سواء كانوا عرب او اكراد او ترك , هم عراقيين سواء كانوا مسحيين او مسلمين . النظام لم يع نتائج سياسته على هدا الصعيد المحلي. من ناحية اخرى , كان دخول العراق للكويت , اعلان الحرب الااستراتيجية على الغرب بصفة عامة , فالغرب لم و لن يسمح لاي دولة عربية بالاستفراد و التحكم بالنفط كسلعة استراتيجية , لم ينس الغرب تاميم العراق لخيراته الام ( النفط ) . نضيف الى هدا بطبيعة الحال ما حققه نظام البعث لما كان الرئيس العراقي صدام حسين نائبا للرئيس و في ما بعد رئيسا للعراق من مصالح و تقدم للعراق و للعراقيين , وهدا ايضا تجاوز للخطوط الحمر بالنسبة للغرب و اسرائيل على السواء . لم يقم العرب ممثلين في الجامعة العربية بعد الانتصار الجزئي على اسرائيل بتقويم تلك الحرب علميا , لا حتى بالعمل العربي المشترك و لا بخلق مؤسسات عربية او مراكز بحث علمي تابعة لهدا المنتدى الدي يسمى الجامعة العربية . نتيجة دلك كان تجميد معاهدة الدفاعع العربي المشترك . في المقابل ادا كان النظام االعراقي الدكتاتوري لم يستوعب قبل دخوله الكويت التحول الاستراتيجي العالمي , فان ايران بعد تجربة حرب الخليج الاولى و بعد المساعدة و التعاطف الدي تلقاه العراق من الدول العربية , استفادت من التجربة و من اخطاء العراق و العرب جميعا, و ادركت ان العرب لا تجمعهم وحدة حقيقية و ان الصراعات بينهم لن تنتهي, انتبهت للتحول العالمي الاستراتيجي , و بدأت في الاستعداد لمرحلة قادمة و هي تدرك من خلالها انها المستهدف الثاني بعد سوريا . , كانت نتاج دلك الاستعداد ما نراه حاليا من امتداد ايراني داخل العالم العربي , و من تحد للقوة الغربية اساسا , لهدا السبب دخلت الولايات المتحدة في مفاوضات مع ايران على حساب العرب , وهم في حالة سكر , غيبوبة .
نقطة اخرى لم ينبته اليها النظام و الرئيس العراقي على الخصوص . بعد انتصار في حرب الخليج الاولى , قام الملك فهد بزيارة لبغداد للتهنئة و طلب من صدام حسين التوقيع على اتفاقية عدم الاعتداء بين السعودية و العراق و فرفض صدام دلك محتجا بادب على ان العربية السعوديةو العراق اشقاء و لا حاجة لتلك الاتفاقية , بدليل و جود اتفاقية عربية للدفاع المشترك , لم يدرك صدام انداك و من خلال هدا الجواب السياسي العاطفي أنه يدق مسمارا اخر في نعش سلطته و حكم حزب البعث , الشعب العراقي بصفة عامة, لانه في ما اعتقد لم يكن على علم بما كان يدور بين اميريكا و النظام السعودي , وخصوصا المعلومات التي كان يردفها امير او ملك السفراء العرب بندر بن سلطان للجهات المسؤولة في العربية السعودية , كان مصدره فقط الحكومة الامريكية و الاستخبارات الامريكية , التي كلها تخضع لمراقبة و توتوجيه اللوبي الصهيوني داخل ال و م أ. من ناحية اخرى , كان صدام حسين غبيا حين صدق في حواره المباشر مع سفيرة امريكا في بغداد قولها أن المشاكل التي بين العراق و الكويت , شان متعلق بهما , لم ينتبه الى ان الفخ الدي بناه الامريكيون من اجل استنزاف خيرات الامة , و بناء قواعد عسكرية قريبة من ابار النفط , هو الهدف الاستراتيجي الدي لن تتخلى عنه امريكا , بمساعدة ربيبته اسرائيل. صدام حسين لم يرسل سياسيا محنكا في الاجتماع الدي رعته العربية السعودية . بين العراق و الكويت. او انه كان قد اخد قرارا بغزو الكويت , لان الطريقة التي تم بها التفاوض بين العراق و الكويت لا تنم على اي مستوى دبلوماسي او سياسي , نسي صدام حسين ان السياسة مواسم , موسم للزرع و موسم للقطف , فما كان يهمه هو حل ا لازمة ااقتصادية التي وصل اليها العراق نتيجة حرب الثماني سنوات , كان من المفروض ان تاخد المحادثات مسارا اخر ينم و يعبر عن فهم استراتيجي لواقع الامور انداك , كان من الممكن الاستفاد من القدرات المالية لدول الخليج , بل كان من الممكن الدخول الى منظمة التعاون الخليجي , و الاستفادة من استثمارات عرب الخليج في العراق , حتى ولو تم استفزاز وفد الكويت لوفد العراق , فقرار غزو الكويت كان قرارا متسرعا , , هنا نريد ان نشير الى شئ مهم يتميز به العرب عن سائر المعمورة , وهو عدم وجود احترام بينهم , فلا الكويت احترمت وجودها على ارض طاهرة , فلم تحترم الراعي لهدا الاجتماع الاخوي , بل اكثر من دلك دهبت بعيدا في تهديد العراق بالاصدقاء الامريكيين الدين هم في الحقيقة صهاينة . بنفس القدر كان رد فعل الوفد العراقي مثل دلك الثور في حلبة المصارعة , وتم التهديد بغزو العراق , نفد فعلا و هو ما حقق حلم الصهاينة و اهداف امريكا, فكيف بالله عليكم ان تتخلى امريكا عن اسرائيل , ادا كنا نحن نساعدها على تحقيق ماربها بيسر و سهولة. لعب صدام و النظام العراقي , ورقة ثورة الشعوب العربية , كان حلما رومانسيا , لم يقرا فيه صدام و اقع التجزئة العربية , ولا الخريطة البشرية على امتداد العالم العربي اما البعد الاسلامي للمعركة فكان غائبا انداك . هكدا و لاسباب متعددة سقط النظام مباشرة بعد بداية الحصار الاقتصادي , دخل العراق في دوامة ملفات الخارجية الامريكية التي كانت جاهزة على الرفوف , مند 1973 . لم يدرك صدام حسين و لا نظام حزب البعث في العراق , انه كان ضمن دائرة الهدف الاولى في الغرب و على الخصوص واشنطن, هو و النظام الجزائري . مباشرة بعد حرب 1973 . لما كان تتمتع به هده الانظمة من توجهات سياسيىة و اقتصادية تتعارض مع السياسة الغربية بصفة عامة . ان مغامرة الابطال كثيرا ما تكون محفوفة بالمخاطر ادا لم تكن مدروسة بشكل جيد . انه لا يكفينا القول ان صدام حقق هدا الانجاز او داك للعراق و الامة العربية , لابد من تقديم ووصف الواقع كما هو و كما حدث بنظرة علمية تخلو من العاطفة القومية , من اجل تقويم المرحلة , الخروج بنتائج نستفيد منها في المسقبل و هدا فعلا ما يفعله الغرب فس مراكز بحثه , تلك التي ترصد كل شادة و فادة من ثمن الطماطم الى عدد نسبة البطالة و غيره كثيرفي العالم العربية و الاسلامي , نحن العرب مستهدفون , شئنا ام ابينا , وهدا قدرنا ان نكون عرب و نشكل نواة الاسلام , هو ما لا يروق الغرب مند بداية الحروب الصليبية . انه ليس من حقك ان تبني امجادا لشعبك و امتك خلا سنين و اجيال ثم تعمل على هدمها في فترة زمنية و جيزة , و تحت ضغط العدو او تحت ضغط حالة نفسية معينة , او حتى بالادعاء اننا نملك مبادئ لا يمكن التخلي عنها. لان السياسة مواسم , و نحن لا نمثل رقعة جغرافية موحدة يمكن توحيده بسرعة , هدا ناهيك عن عوامل اخرى كثيرة . هده كانت سلبيات سياسة صدام حسين التي ادت بالوضع العراقي على ما هو عليه الان , بل اكثر من دلك الوضع العربي على ما هو عليه الان , وان كان صدام في راينا لا يزال بطلا عربيا. انه لا يمكن ان يستمر الانسان في الحكم بسبب عوامل انسانية نفسية و بيولوجية , لها تاثيرها في مسار حياة الانسان خصوصا ادا كان في موقع القيادة . فعامل السن و التغير في بيولوجية مخ الانسان تؤثر على قراراته و مواقفه ( انظر مصر تحت حكم مبارك الثمانيني ) و هو ما انتبه اليه الغرب مند زمن بعيد , حيث انك لا ترى زعماء يبلغ سنهم اكثر من 60 سنة اغلبهم في متوسط العمر و في نصف الاربعينات , في حين يمكث الحاكم العربي , ما شاء الله ان يمكث في الحكم دون رقيب او محاسب , هدا ناهيك عن انعدام الشورى او الديموقراطية , القصة كما تعلمونها . كان لزاما على صدام ان يجدد دماء العراق و حزب البعث , كان لابد له من الانتباه لما يحاك من مؤامرات اتجاه العراق , الدي كان مستهدفا في انسانه و عقوله و نفطه و حزبه و امته. انه كان لابد من مشاركة بريطانيا صاحبة الارث الاستعماري , صاحبة تشكيل خرائط العالم العربي و الاسلامي وقف مصالحها انداك و وكلما حان وقت استثمار تلك الخرائط عملت على دلك و النمادج كثيرة من افغانستان الى مصر و الجزيرة العربية و غيرها .
ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم و لنا في التاريخ و قصص القران عبرة .
و السلام عليكم و رحمة الله
المفضلات