الأويغور؟! ما الأويغور؟؟

قرأت كلمة الأويغور ولم أعرف لها معنى فقلت في نفسي ربما هي سيمفونية، أو ربما كانت كلمة إنجليزية، أو ربما مناسبة شعبية..تجاوزتها... لكن شيئاً ما جذبني لأعود إليها،،، لأعرف معناها كتبت الكلمة في محرك البحث وما هي إلا ثوانٍ وظهرت أمامي سطور متتالية تأنّ بحِمْل ثقيل:
الأويغور شعب مسلم...
الأويغور شعب تضطهده الصين...
الأويغور شعب مسلم مضطهد معزول...
الأويغور شعب يكافح من أجل المحافظة على هويته...
الأويغور ثبات على الإسلام رغم العذابات...

وغيرها وغيرها من تفاصيل تعجبت أين كانت عنا،
ولماذا لم نسمع بإخوان لنا في العقيدة؟؟
وما إن تبدأ بالقراءة عن الأويغور حتى ترتسم في خيالك صورة الأجداد العظام على ظهور خيلهم .. يعبرون القفار والأنهار حاملين رسالة سماوية يقودهم القائد البطل قتيبة بن مسلم الباهلي، ثم ترى مَلِكاً عظيماً هو (ستوف بغراخان) نَصَرَ الإسلام حين آمن؛ لتؤمن شعوب الأويغور طاعة له.. ومن ثم تشم رائحة البخور والتوابل التي لطالما عطّرت طريق الحرير الذي مَرّ من هناك ..
ليجتاز سور الصين العظيم طلباً لذاك الحرير في أسواقها العامرة.
وإن تساءلت:
أين يعيشون؟ ولماذا أضيفت كلمة "الحزين" إليهم؟
فإليك نبذة عنهم:
شعب الأويغور يعيش في جمهورية تركستان الشرقية أو إيغورستان (Uyghurstan)
التي تقع تحت الحكم الصيني حالياً،
تعادل مساحة تركستان الشرقية ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، وتشكل خُمس المساحة الإجمالية للصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا.
وتضم تلك الأرض بين جنباتها صحراء "تكلمكان" المعروفة " بالمهد الذهبي للحضارة الإنسانية"، ومتنزهات "آلتون داغ" الطبيعية التي تعتبر جنة من جنان الدنيا، وطريق الحرير .. وهو الجسر الذي طالما ربط قارة آسيا وأوروبا، وبحيرتي "طانري" و"بوغدا" وهما من أجمل البحيرات في العالم، كما أنها تحوي العديد والعديد من الآثار القديمة للحضارات غير المكتشفة.
ارتفعت بلاد الأويغور في النواحي الحضارية لا سيما في عهد "هارون بوغراخان" حفيد الزعيم (ستوق بغراخان) السالف الذكر، وكانت أوقاف المدارس تشكل خُمس الأراضي الزراعية، وقد سُمِّي القائد هارون (شهاب الدولة وظهير الدعوة)، وكان ينقش لقبه هذا على النقود.
استولت الحكومة الشيوعية في الصين على تركستان عام 1949.. لتغير اسمها بعد ذلك إلى إقليم "شنجيانغ" (Xinjiang) أي الأرض الجديدة.
ويضم الإقليم 86 مدينة، يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم الذاتي (اسمًا)، وتزعم الإحصائيات الرسمية أن العدد الحالي للسكان المسلمين هو 35 مليون مسلم، بينما عدد المسلمين الحقيقي في تركستان الشرقية قد تجاوز الـ25 مليون!!!
تم تقسيم تركستان الشرقية إلى 6 مناطق، حكمتها الصين بقبضة من حديد؛ فأغلقت المساجد وجرَّمت اقتناء المصاحف، والتعليم الديني وإقامة العبادات وأُجبر المسلمون على تعلم الإلحاد وتناول الأطعمة المحرمة وتحديد النسل، وبُنيت سجون عديدة تم إلقاء الآلاف منهم داخلها باعتبارهم أخطر المجرمين على أراضيها، وعملت الصين على إلحاق الأذى بمسلمي تركستان..
ولنأتي لمحور الموضوع:
لماذا سمي الأويغور بالحزيـن؟؟
ذكرت تقارير منظمات حقوق الإنسان في الصين أن الحكومة الصينية تقود حملة شاملة من القمع الديني ضد المسلمين الأويغور، تحت ذريعة محاربة النزعة الانفصالية والإرهاب، فالصين تنظر إلى الأويغور على أنهم تهديد عرقي قومي على الدولة الصينية.
ولأن الصين ترى في الإسلام دعامة للهوية العرقية الأويغورية، فإنها اتخذت خطوات قاسية جداً لإخماد الإسلام بهدف إخضاع المشاعر القومية عند الأويغور.
وتمتد الرقابة الدينية والتدخل القسري ليطال تنظيم النشاطات الدينية وممارسي النشاطات الدينية .. والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور النشر وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد الشعب الأويغوري.
وتقوم السلطات المركزية بتقييم كل الأئمة سياسياً بشكل منتظم وتطالب بجلسات "نقد ذاتي"، وتفرض رقابة على المساجد، وتطهّر المدارس من المعلمين والطلاب المتدينين، وتراقب الأدب والشعر بحثاً عن إشارات سياسية معادية، وتعتبر كل تعبير عن عدم الرضى إزاء سياسات بكين "نزوعاً انفصالياً" وهو يعتبر حسب القانون الصيني جريمة ضد أمن الدولة تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وفي الحد الأقصى، فإن الناشطين المسلمين الذين يمارسون دينهم بطرق لا تروق للحكومة والحزب يعتقلون ويعذبون وأحياناً يعدمون.
ويتم توجيه أقسى العقوبات لمن يتهمون بالتورط في ما يسمى النشاط الانفصالي، الذي يميل المسؤولون أكثر فأكثر إلى تسميته "إرهاباً" وذلك للاستهلاك الداخلي والخارجي.
وعلى المستوى الاعتيادي، يتعرض الأويغور للمضايقات في حياتهم اليومية.
إذ من المحظور عليهم تماماً، في مؤسسات الدولة بما فيها المدارس، الاحتفال في أيام عطلهم الدينية أو دراسة النصوص الدينية، أو أن يظهر الشخص دينه من خلال مظهر شخصي ما،
فـ "لا يجوز للأهل والأوصياء الشرعيين السماح للصغار بالمشاركة في النشاطات الدينية".. فالحكومة الصينية هي التي تختار من يمكن أن يصبح رجل دين، وما هي النسخة المقبولة من ترجمة معاني القرآن، وأين يمكن أن تعقد التجمعات الدينية، وماذا يمكن أن يقال فيها.
وهناك وثائق رسمية تذكر:
تزايد كبير في عدد الأويغور المسجونين أو الموقوفين إدارياً لمخالفات دينية مزعومة ومخالفات تمس أمن الدولة، بما فيها "إعادة التربية من خلال نظام العمل" سيئة الذكر.
وتعتبر القوانين التي تفصل في كيفية تصنيف شؤون الأقليات العرقية والدينية على أنها "أسرار دولة".
و"تعتبر هذه الوثائق شديدة الحساسية ولذلك تم حصرها بالتداول الداخلي الحزبي والحكومي.
وهي تستخدم بشكل تعسفي لخلق أساس قانوني لاستهداف الأويغور ولتوليد الخوف لديهم من التجمع والتحدث في المشاكل التي يواجهونها أو التعبير عن هوية ثقافية بأسلوب مستقل".
المصدر/ فيس بوك