" الشجرة رقم 13"


تمثيلية كتبها : إبراهيم كامل أحمد


مأخوذة عن مسرحية الكاتب الفرنسي "اندريه جيد" الحاصل على جائزة نوبل 1947م.


"Le 13 e ARBRE" par A.Gide


اندريه جيد (1869 – 1951) مؤلف فرنسي وأحد قادة الفكر الفرنسي التحرري . . أثار جدلاً حوله لاعتناقه الشيوعية ثم تنصله منها . . في رواياته الرئيسية يعرض نماذج لأشخاص يبحثون عن طبيعتهم الخاصة التي قد تتعارض مع مفاهيم أخلاقية سائدة . وقد اشتهر أيضاً بيومياته (1889 – 1949) . . منح جائزة نوبل في الأداب 1947م.


ملخص : تدور التمثيلية حول التحليل النفسي واللاشعور وما يحويه من رغبات مكبوتة أشبه بالوحوش الحبيسة المتحفزة للإنطلاق إن فتح الباب . . فالكونتيسة الرقيقة المشاعر المحبة للمعرفة تستقبل في قصرها ابن أخيها . . " أرمان " وضيفيه أحدهما عالم بالأديان واللغات القديمة والأخر طبيب نفسى . . ومع استمرار هطول الأمطار تمضى الكونتيسة الوقت في الحديث مع الضيفين . . وبعد عشرة أيام يكتشف القسيس وهو أحد المدعوين رسماً محفوراً بمدية في لحاء شجرة شبيه برسوم ما قبل التاريخ العارية . . يصر القسيس على التحقيق في الموضوع لمعرفة الفاعل . . في النهاية تكتشف الكونتيسة أن قبضة الوعى تراخت للحظات عن لاشعورها فانطلق أحد الوحوش الحبيسة المكبوتة وحفر ذلك الرسم الفاضح في لحاء شجرة الدردار التي يزيد عمرها على المائة عام بعد أن عانت من الكبت طويلاً.


الشخصيات


•الكونتيسة : نبيلة ثرية . . رقيقة المشاعر . . شغوفة بتثقيف نفسها . . لديها فضول نحو النظريات الحديثة والآراء الطريقة . . لا تحب المأسى ولا حتى القراءة عنها.
•الفيكونت : ابن الكونتيسة . . لا يبالي بالعلم والثقافة . . يعيش الحياة النمطية للنبلاء مآدب وحفلات راقصة . . صيدِ في أراضى العائلة الشاسعة . . لعب ورق وشرب للخمر . . يقدر أمه الكونتيسة ويثق في صواب حكمها على الأمور . . وإن كانت نظرته لباقي النساء متدنية.
•أرمان : ابن أخى الكونتيسة . . سليط اللسان . . ساخر . . لا يوجه اهتمامه لشيئ . . لا يقرأ ولا حتى الصحف . . محب لعمته الكونتيسة . . لا يأبه للدين . . علماني النزعة . . واع بأنه إنسان.
•القس : صديق لعائلة الكونتيسة . . راعي الكنيسة . . متزمت . . يرفض النظريات والآراء الحديثة ويعدها تجديفاً وفوضى فكرية . . شره ويدرك أن الشره رذيلة . . يستمتع بما لرجل الدين من سلطان على الناس.
•العالم : صديق أرمان . . خبير بالأديان واللغات القديمة . . مولع بالحديث عنها . . معتاد على مخالطة علية القوم ومناقشة أفكاره معهم . . يقابل الهجوم على أفكاره بسخرية هادئة مهذبة.
•الطبيب النفسى : صديق أرمان . . على دراية واسعة بالتحليل النفسي . . يؤمن بنظرية اللاشعور وما يحويه من مكبوتات يسميها (الوحوش) . . مهذب . . يراعى شعور الآخرين وآداب اللياقة.
•البستاني : حارس الحديقة . . ماهر في مهنته . . يعشق الزرع والأشجار . . شديد الإيمان بالوراثة وليس عن تفكر . . لا يحترم أرباب الفكر الحديث ويعتقد أنهم بلا عقيدة.
•جوزفين : عانس . . ثرية . . تدعى التحرر والتقدمية . . لديها حسن الفكاهة . . تقترب من سن الأربعين . . نحيلة تسمى نحلها حرصاً . . تحلم بصيد زوج محترم . . تستر فقر جمالها بالمرح والحديث الشيق والأناقة.
•فيليب : نبيل مقامر . . رحالة أضاع معظم ثروته . . لديه ما يكاد يكفيه . . يحاول تصيد زوجة ثرية . . مغامراته النسائية معروفة ولا يخجل من الحديث عنها متباهياً . . شاعر يتميز بالرقة . . يتذوق النكتة ويحب الضحك.
•أنطوانيت : جميلة . . تحررية في فكرها . . تنادى بحرية المرأة . . مثقفة على إلمام بما يجرى حولها في الثقافة والسياسة . . تؤمن بزواج الحب . . جريئة ولكن دون إسفاف . . تهوى المعارضة ليظل الحديث دائراً.
•لويز : متوسطة الجمال . . مثقفة ومطلعة على مجريات الأمور . . محافظة . . هادئة . . يدور كلامها حول محور الدين والإيمان . . تؤمن بالزواج الصالح و لا تؤمن بالحب قبل الزواج.
•رئيس الخدم : جاك . . يحب الكلام . . لابد أن يقول شيئاً ليظهر حبه للثقافة والفن أمام سادته.


المسمع الأول


(فاعة الطعام في قصر الكونتيسة . . موسيقي تختلط بهمهمات وضحكات المدعوين)


الكونتيسة :(توجه الحديث لابن أخيها أرمان بحب ورقة) لك منى كل الشكر يابن أخي العزيز أرمان لاصطحابك صديقيك العالم بالأديان واللغات والطبيب النفسي . . فإن الحديث معهما ممتع وعرفني بالنظريات الحديثة وكثير من الأراء الطريفة الشيقة.

أرمان : (بصوت يشى بالسخرية) بل كل الشكر لك يا عمتى الكونتيسة . . فأين كان سيجد هذان العالمان البائسان الإقامة في مثل قصرك العامر وما يُقدم فيه من ألوان الطعام الشهي والنبيذ المعتق.

الفيكونت ابن الكونتيسة : (وهو يضحك برقة) هكذا أنت يابن خالي أرمان دائماً عابث مهذار . . (موجهاً الحديث إلي الضيفين بنبرة اعتذار) فالضيفان الكريمان على الرحب والسعة . . وأمي الكونتيسة تكن كل تقدير للعلماء والأدباء والفنانين . . وشغوفة بالإطلاع على ما هو جديد في العلم والمعرفة.

الطبيب النفسي : (بهدوء وأدب) لا عليك ياسيدي الفيكونت فأنا وصديقي عالم الأديان من أقرب الأصدقاء للسيد أرمان . . وأنا بصفتي طبيباً ومحللاً نفسياً أعلم أن شخصيته مرحة ميالة إلي الدعابة.

أرمان : (متفلسفاً) المرح والدعابة هما السكر الذى نحلى به مرارة الأيام (ثم موجهاً كلامه إلي القسيس الجالس إلي جواره) أليس كذلك ياسيدي الأب القسيس؟

القسيس : (وهو مازال يمضغ . . يقول بشره) دعك من الهذر وقرب منى طبق حلوي المِيلفيى . . ولنترك الحديث عن النظريات الحديثة ومعارف القرن التاسع عشر التي لا تملون التشدق بها.

عالم الأديان : (يوجه سخرية مستترة) اسمح لي ياسيدي الأب أن أذكرك أنه لولا مبتكرات ومعارف القرن التاسع عشر لما استمتعت بالطعام بفضل الأسنان الصناعية التى ابتكرها الأمريكي فلانستون ، ولما تيسرت لي كعالم في الأديان واللغات القديمة الكتابة بسرعة وإتقان بفضل الآلة الكاتبة التي اخترعها النمساوي ميتر هوفر. .
الكونتيسة : (تقاطعه برقة لتنهي الموقف المتأزم) أما آن أن ننتقل إلي قاعة الجلوس لنشرب القهوة ونشاهد من خلف جدارها الزجاجي أشجار الحديقة العتيقة تغتسل بالمطر. . كما أريد منك ياسيدي العالم أن تكمل لي حديثك عن عبادة الأشجار عند القدماء.


(موسيقى)