Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
مناسك الحج والعمرة رموز كونية / دراسة للعرابلي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 62

الموضوع: مناسك الحج والعمرة رموز كونية / دراسة للعرابلي

العرض المتطور

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية فيصل العواضي
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    17

    مناسك الحج والعمرة رموز كونية / دراسة للعرابلي

    سؤال عاجل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم وبارك الله لك في وقتك
    هل هناك ابحاث منشورة عن موضوع مناسك الحج ايات كونية الذي تحدثنا عنه مالم ارجو ان ترسل لي اي نبذة عن الموضوع على ايميلي
    ادامك الله
    فيصل العواضي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/09/2017 الساعة 02:14 PM
    ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء : صدق الله العظيم / فيصل العواضي صحفي /شاعر

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: استفسار عاجل - مناسك الحج رموز كونية


    وعليكم السلام ورحم الله وبركاته
    أخي الكريم الفاضل فيصل العواضي
    بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله وعلمه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مناسك الحج رموز كونية؛ تبينها آية في سورة المائدة ؛
    يقول الله تعالى: (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
    هذه الآية تدل على أن كل ما في مناسك الحج وشاملة على مناسك العمرة كذلك؛ قد شرعت لتدل على آيات الله في السموات والأرض، وتشمل حياة الإنسان؛
    ما معنى الحج لغة ودلالته ؟
    وما معنى العمرة لغة ودلالتها؟
    اختيار مكان الكعبة بواد غير ذي زرع
    أبعاد مواقيت الحج المكانية وتوزيعها حول الحرم
    سبب تسمية الكعبة بالكعبة
    سبب تسمية مكة بمكة
    سبب تسمية مكة ببكة
    وكذلك ....سسب تسمية ؛
    الصفا
    المروة
    منى
    عرفات
    المزدلة
    وادي محسر
    ووادي عرنة
    دلالة الهدي
    القلائد
    الجمار
    دلالة لباس الإحرام للرجل والمرأة
    المحذورات
    الطواف حول الكعبة
    السعي سبعة أشواط بين الصفا والمرة
    ما علاقة كل ذلك وغيره من أفعال الحج أو العمرة بالسموات والأرض، وحياة الإنسان في الدنيا والآخرة ؟
    الموضوع طويل ...
    والأبواب كثيرة .....
    وقد ألقيت ثلاثة محاضرات أخذت مني أكثر من خمس ساعات لبيان ذلك
    وموسم الحج على الأبواب .....
    والحديث على مناسك الحج يناسب هذه الأيام التي تسبق الحج
    وإن شاء الله تعالى سيكون هناك شرح لذلك قريبًا
    عن الرحلة في الكون في مناسك الحج.
    مع الشكوى لله من كثرة المشاغل في هذا الصيف التي لم تنته بعد

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 09:47 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: استفسار عاجل - مناسك الحج رموز كونية /للأستاذ أبومسلم

    الكعبة بحجارتها السوداء ومركز المجرة

    شمسنا التي تتبعها الأرض هي نجم من بين (2.42-10) مائة ألف مليون نجم في مجرة التبانة او اللبانة
    سوى الكواكب التابعة لها والأقمار التابعة للكواكب، والمذنبات.
    وقطر هذه المجرة مقدر بمائة ألف سنة ضوئية، وسماكتها بثلاثين ألف سنة ضوئية،
    والشمس نحم متوسط فيها؛ فهناك من النجوم بمثل حجم الشمس، ومنها ما هو دونها، ومنها ما يكبرها بعشرات أو مئات الأضعاف في الحجم أو شدة الإضاءة.
    الشمس تقع على بعد ثلاثين ألف سنة ضوئية من مركز المجرة،
    ونسبة النجوم المضيئة في مركز المجرة؛ يقدر بمليونين نجم في مكعب طول ضلعه سنة ضوئة واحدة،
    ونسبتها في موقع الشمس من المجرة بـ 0.003% ؛ أي ثلاث نجوم في مكعب طول ضلعة عشرة سنين ضوئية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وهذه النجوم الثلاثة هي؛ الشمس، قنطورس يبعد 4.3 سنة ضوئية، والشعرى 8.6 سنة ضوئية مع فارق في بعض الكسور،
    وعدد النجوم في نفس المكعب وعلى نفس التركيز في مركز المجرة يقدر بـ ملياري نجم بدلا من الثلاثة
    فكيف ستكون إذن الحياة في الأرض ؟؟؟؟؟؟
    نهار دائم وحرارة عالية جدًا ....
    والذي يجعل هذه المجرة متماسة وجود أجرام خفية تسمى بالثقوب السوداء، مع تحفظي على صحة هذه التسمية
    ويقدر عدد هذه الثقوب السوداء في المجرة بثلاثين ألف .. ويتركز جلها في مركز المجرة
    وإذا رجعنا إلى آية (97) من السورة المائدة والتي تخبرنا بأن الله تعالى جعل الكعبة لنعلم ما في السموات ولأرض
    - فإن الكعبة هي كذلك بناء من عدد كبير من الحجارة السوداء.
    - وعزز هذه السواد بالحجر الأسود
    - ثم عزز السواد بستائر الكعبة السوداء
    - وأن الكعبة في بطن وادٍ؛ مما يعطي ظلمة أشد مما لو كانت في منطقة مكشوفة
    - وأن هذه الظلمة تشتد لكونها بين جبال سوداء يقل انعكاس الضوء عنها
    - وأنها بواد غير ذي زرع؛ فمنظر الوادي لا يغيره فصل الربيع بخضرة الأوراق وألوان الأزهار،

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وكل ذلك ليكون تمثيل الكعبة في موقعها لمركز مجرة التبانة المبني من مجموعة كبيرة جدًا من الثقوب السوداء تمثيلاً دقيقًا،
    وللمركز التي مثلته الكعبة تأثير كبير على حياة الإنسان من حيث يعلم لا يعلم، وهذا ما سنبينه إن شاء الله تعالى فيما بعد

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:24 AM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية

    وجاء تسمية المكان الذي فيه الكعبة؛ ببكة، ومكة، ليدلان على أمرين عظيمين
    : فقال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) آل عمران.
    فبكة جاء اسمها من "البك"؛ وهو يفيد الازدحام؛ تباكَّ القوم: تزاحموا. وتباكَّ الشيءُ: إِذا تَراكَمَ وتَراكَبَ، لذلك قيل؛ أن تسمية مكة ببكة من ازدحام الحجاج في طوافهم حول الكعبة، والتسمية هي أسبق من هذا الازدحام،
    فما تمثله الكعبة في المجرة موجود لمن أراد البحث عنه في وسط ازدحام النجوم في المجرة؛ أي في مركزها. ولما فرض الحج في وقت محدد يجتمع فيه الحجاج؛ تحقق هذا الازدحام ببكة حول الكعبة.
    ووصف البيت بأنه أول بيت وضع للناس؛ أي أنه غير مسبوق في الوجود.
    وما يمثله البيت في هذه المجرة التي نحن فيها؛ هو أول شيء فيها.
    ووصفه بأنه بيت لبيان أنه الخارج منه يعود راجعًا إليه بعد أن ينهي تحوله عنه،
    فمكة هي (أم القرى) في قوله تعالى: (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (7) الشورى، أي كل القرى قد تولدت منها، وفي ذلك إشارة إلى أن أبا البشرية كلها هو أول من وُجد في هذه المنطقة من الأرض، لتنتشر ذريته بعده، وتسكن في كل نواحي الأرض، والذين هم الآن أهل القرى؛
    وليس قبلها قرية في الجزيرة العربية استقرت بمكان غير ذي زرع فيه؛ فخزنت لأجل ذلك طعامها، وعملت بالتجارة لتجلب إليها ما تحتاجه؛ ليبقى لها وجودها ويستمر بقاؤهم فيها.
    وهي التي يحدث فيها أكبر تجمع للبشر في مكان واحد كل عام، يقفون خلف إمام واحد، يتبعونه بأفعالهم، وليس فوقها أي قرية يحدث فيها ما يحدث في مكة المكرمة كل عام.
    وفي ذلك أيضًا إشارة إلى أن ما في مجرتنا من هذا الأعداد الهائلة من النجوم قد تولدت من أصلها الذي يتمثل الآن بمركزها.
    وقوله تعالى بأنه وضع البيت للناس؛ أي أن وضع البيت كان من الله ولم يضعه الناس، فالتكليف بسكنى المكان، وإقامة البيت فيه هو من الله تعالى، وكان بواد غير ذي زرع لا رغبة للناس بسكناه، لأمر يريده الله تعالى، ولا يعلم الحكمة من وضعه في هذا المكان إلا هو سبحانه وتعالى.
    والوضع للشيء المحمول؛ هو الانتهاء من حمله،
    ووضع الحامل لولدها في قوله تعالى: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى(36) آل عمران؛ الانتهاء من حملها له في بطنها،
    ووضع الحرب أوزارها في قوله تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (4) محمد؛ انتهاء حمل المحاربين لسلاح الحرب، وعودتهم لبيوتهم.
    ووضع الوزر عن صاحبه في قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الصحى؛ إنهاء حمله له، وإسقاط محاسبته عنه، والبراءة منه.
    ووضع الكتاب للناس يوم القيامة في قوله تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) الزمر؛ هو لإنهاء انتظارهم في موقف الحساب، والحكم عليهم.
    وقوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ (47) التوبة؛ أي نشروا فيكم ما ينهي أمركم بنشر الفتنة التي توهنكم وتضعفكم أمام عدوكم، فتقتلون وتهزمون، وينتهي جمعكم.
    وقوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) الرحمن؛: لأجل أن يقاس به فينهي ويقطع أي شك أو ظن في صحة المقادير التي يتبادل الناس الانتفاع بها.
    وقوله تعالى (وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) الرحمن؛ أي أنهى خلقها بما يجعلها صالحة لعيش الإنسان.
    فلما قال تعالى بأنه وضع البيت للناس؛ الذين لم يخلقهم إلا لعبادته؛ علامة على أن درجة العبادة بلغت منتهاها بوضع هذا البيت؛ لأداء منسكًا ليس لمن أتمه كاملاً على الوجه الشرعي الذي يريده الله تعالى من عبادة إلا الجنة، فيباهي الله عز وجل بعباده من الحجاج يوم عرفة أهل السماء.
    وكونه أول بيت وضع للناس؛ فقد تبعته بيوت أخرى كثيرة في شتى أنحاء الأرض، وارتبطت به؛ لتوجه الناس فيها إلى البيت الأول في عبادتهم.
    وقد وضع البيت ليرتبط به الناس كل الناس، كما أن مركز المجرة المكون من بناء من ثقوب سوداء يرتبط به كل النجوم وتوابعها في مجرتنا؛ مجرة التبانة.
    وكذلك فإن مركز المجرة هو أول نجومها، وأقدمها، وأعتقها، كما أن الشمس هي أول أجرام مجموعتها، وأقدمها، وأعتقها،
    ولذلك جاء الوصف أيضًا للبيت الحرام بالبيت العتيق في قوله تعالى: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) الحج. فمركز المجرة الأسود هو الأول والأقدم والأعتق في المجرة، وبيت الله الحرام (الكعبة السوداء) هو الأول والأقدم والأعتق من بيوت الله في الأرض.

    ووصفه مباركًا أي ثابتًا مستقرًا في مكانه، ويستقر به ما يدخل فيه، فإن استعمال مادة "برك" في الاستقرار بسبب الاكتفاء والاستغناء،
    فالأرض المباركة هي الأرض التي يستقر فيها أهلها، مستغنين بكثرة خيراتها عن الحاجة لطلب الرزق في غيرها.
    وبركت الناقة: إذا قعدت عن شبع واستغنت عن الذهاب للمرعى، ويقيمها أهلها عند حلبها ثم تعود بعد الحلب إلى القعود مرة أخرى في مكانها.
    والبِركة: الموضع الذي يستقر به ماء السيل والمطر ويثبت فيه بعد ارتواء الأرض بالماء.
    وتبارك الله تعالى: تعظيم وتنزيه لله المستغني بنفسه عن الحاجة لغيره، وكل شيء محتاج إليه سبحانه وتعالى. وهو السبب في بركته
    وقد ظل استقرار الإنسان مستمرًا بمكة فلم تهجر من يوم أن أنشئ فيها بيت الله الحرام.
    وما يدخل مركز المجرة يظل ثابتًا فيها، ويزيد كتلتها وقوة جذبها، فيثبت الله به بقية النجوم في دورانها حول مركز المجرة.
    وجيء بفعل التطواف بالبيت والذي يكون من الناس بملابس الإحرام البيضاء؛ للدلالة على الحركة الدائمة حول البيت، ويكون من اليمين إلى اليسار، والكعبة في وسط الطائفين بالبيت وعلى يسارهم.
    كما أن النجوم المضيئة وهي التي نراها؛ في تطواف دائم حول مركز المجرة الأسود من اليمين إلى اليسار، فالكون من الذرة إلى المجرة يدور بطريقة واحدة من اليمن إلى اليسار حول مركز دوران كل واحد منه.
    وجاءت تسمية بكة في القرآن الكريم مرة واحدة فقط؛ كما أن الذي تمثله بكة هو ازدحام وحيد في وسط المجرة وفيه مركزها الأسود الذي مثلته الكعبة السوداء متوسطة ازدحام الطائفين بها.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:22 AM

  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية

    وأما تسمية المكان بمكة؛
    قد جاء من المبالغة والإلحاح وشدة الاستقصاء والإهلاك؛

    ومن ذلك مكك العظم: مَصَّ جَميعَ ما فيهِ؛ بأكل ما عليه من اللحم، ولم يقف عند ذلك، فاستخرج مخه فأكله، ومَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه؛ امْتَصَّ جميع ما فيه وشربه كله، والمَكُّ: الازدحام كالبَكِّ . ومَكَّهُ يَمُكُّه مَكّاً : أَهلكه.
    وفـي الـحديث الشريف : (لا تُمَكِّكوا علـى غرمائكم) أي لا تلحَّوا عليهم في الطلب.
    وذكرت مكة مرة واحدة في القرآن في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) الفتح .
    وجاء هذا الذكر لمكة في موقف تم فيه أسر جماعة من أهل مكة يريدون إيجاد فرصة للإيقاع بالمسلمين؛ فأًخذوا وقُيدوا، وأُخذت أسلحتهم، وأصبحوا بلا حول ولا قوة، مستحقين للهلاك والقتل لولا عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم.
    وما تمثله الكعبة وحيد في مجرة التبانة في مركزها، وهو في مكان يهلك فيه كل ما يدخله، ويستهلك كل ما فيه، ولا يبقي منه شيئًا، بعد أن يصبح بلا حول ولا قوة، ويقاد إلى باطن لا مخرج له منه.
    وسؤال يجب أن يطرح: فهل للثقب الأسود من تأثير على حياة الناس حتى يمثل بالكعبة السوداء في منسك الحج؟
    نجيب بنعم .... وتأثيراته لو علمتم عظيمة على حياة الناس، ونبين أهمها باختصار؛
    أولاُ: أنه يمسك بالشمس في مدار حوله يعد هو الأصلح لحياة الناس في الأرض؛ فلا إضاءة شديدة للنجوم، ولا انعدام لرؤيتها فتصبح السماء موحشة.
    وثانيًا: أنه هو سبب ميل الأرض عن محورها بـ 23.5% درجة؛ لوقوعه في برج القوس باتجاه الجنوب. فيتكون بهذا الميل الفصول الأربعة، ودون هذه التغييرات والاختلافات التي تحدث في طول النهار وقصره، وارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها، لاختلت حياة الإنسان والنبات والحيوان.
    وثالثًا: أنه هو السبب في ظاهرة الأوج والحضيض لمدار الأرض حول الشمس؛ فكان الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي في أيام بعدها عن الشمس، والشتاء في أيام قربها من الشمس، فقلت لذلك شدة حرارة الشمس، وبرودة الشتاء فيها، فكانت بشرة الناس بيضاء وأقرب للبياض في هذا النصف الشمالي من الأرض.
    وأما في النصف الجنوبي من الأرض؛ فالصيف فيه في وقت قربها من الشمس، وشتاؤها في وقت بعدها عن الشمس؛ فاشتدت حرارة الصيف، وبرودة الشتاء فيه، فكان لون الناس أسود، أو يميل إلى السواد في النصف الجنوبي من الأرض. فجعل الله تعالى اختلاف ألوان الناس في الأرض بما يناسب مناطق سكناهم، وفي ذلك آية للناس.
    ونعيد التذكير؛ بأن كل الأماكن، والأسماء، والأعمال في مناسك الحج؛ لها دلالتها العظيمة، وسنحاول الحديث عن أكبر قدر منها إن شاء الله تعالى.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:21 AM

  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية

    مواقيت الحج الزمانية والمكانية
    عيد الفطر هو أول أيام شهر شوال؛
    فيه إعلان بنهاية شهر عظيم للعبادة بما فيه من صيام، وقيام، وصدقة، وقراءة قرآن، وسائر الأعمال الصالحات،
    وفيه إعلان ببداية دخول موسم آخر للعبادة؛ بداية أشهر الحج؛ شوال، وذو القعدة، وعشرة من ذي الحجة،
    أشهر الاستعداد للحج طويلة، وفيها رحلة طويلة إلى الحج، ومثلها في طريق العودة، جهد كبير، ومخاطر عديدة، ونفقات كثيرة، كافية لصقل الحاج، وإحداث التغييرات في حياته بعد عودته سالمًا لأهله، والالتزام بخلق جديد يحفظ له ما كان يطلبه من حج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة ... فكان الحاج يومها اسم على مسمى؛ لم يسمع بالسياحة الدينية، ولا بالرحلات الدينية، فليست الرحلة هي مطلبه، وإن كان المطلب الذي كان يطلبه لا يتحقق إلا بالرحلة.
    وأول ما يقابل الحجاج في أداء مناسك الحج والعمرة من الرموز الكونية هي مواقيت الحج المكانية؛ لأن أعمال الحج تبدأ منها بعد الوصول إليها، وهي مواقيت حددت بوحي من عند الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، فنجد أن ميقات أهل المدينة وأهل الشمال (أبار علي)؛ يبعد عن مكة عشر فراسخ، بينما نجد ميقات أهل اليمن والجنوب (يلملم)؛ يبعد عن مكة فرسخين فقط، ومثله باتجاه الجنوب الشرقي ميقات أهل نجد (قرن المنازل)؛ على بعد فرسخين، وقريب من ذلك باتجاه الغرب (جدة) وهي منتهى البر باتجاه الغرب، ونجد باتجاه الشمال الشرقي من مكة ميقات أهل العراق (ذات عرق)؛ على بعد ثلاث فراسخ، ومثله باتجاه الشمال الغربي ميقات أهل مصر (الجحفة)؛ على بعد ثلاث فراسخ، وإذا رسمنا خطًا يربط بين هذه المواقيت نجد أنها تقع على مدار اهليلجي؛ تقع مكة في أحد بؤرتيه، وهذه صفة دوران وارتباط الأجرام بعضها ببعض؛ فكل كوكب سيار يسير في مدار اهليلجي حول مركزه من النجوم، وليس بمدار بيضوي؛ أي أن خط الكواكب في سيرها يقترب مرة، ويتباعد أخرى عن المركز؛ فتسمى أقصر نقطة يقترب فيها من المركز بالحضيض، وأبعد نقطة عن المركز بالأوج؛ ونقطتا الحضيض والأوج تقعان في جهتين متقابلتين، ويعظم الفرق بين نقطتي الأوج والحضيض كلما ازداد متوسط بعد المسار عن المركز، فكلما كان البعد عن المركز كبير كان الفارق بينهما كبير... وسبب الأوج والحضيض في مسار الأجرام السيارة حول مراكزها نبينه عندما نتحدث عن الهرولة بين الصفا والمرة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وكل مركز له مدى محدود في قدرته على جذب السيارات حوله، فإذا وقع الكوكب السيار في مجال جذب المركز دار حوله في مدار اهليلجي حوله؛ يحدده قوة جذب المركز، وثقل الجرم السيار، وسرعته.
    فالجرم السيار يفقد حريته عندما يصبح في مدار يدور فيه حول جاذبه، ويتقيد بهذا المدار لايخرج عنه...
    فالشمس تدور في مدار اهليلجي حول مركز المجرة، وكذلك كل النجوم في المجرة،
    والأرض والكواكب في المجموعة الشمسية تدور في مدار اهليلجي حول الشمس،
    والقمر يدور في مدار اهليلجي حول الأرض، وكذلك كل أقمار الكواكب السيارة في المحموعة الشمسية.
    والكواكب السيارة أصبحت في مجال تعكس فيه أشعة الشمس، فتم رؤيتها، وعلم مكانها.
    ومثل ذلك المذنبات التي لا ترى حتى تقترب من الشمس لضآلتها قياسًا بالكواكب والأقمار.
    فكذلك من دخل الميقات دخل مناسك الحج والعمرة، فلبس لباسًا خاصًا أبيضًا ناصع البياض يكشف عن صاحبه من بعد، وتقيد بأفعال الحج والعمرة، وحظرت عليه أمور عديدة كانت مباحة له من قبل.
    الصورة التالية تبين لماذا جعل الميقات في الشمال هو الأبعد وفي الجنوب هو الأقصر ؛ لأن البر في شمال الأرض فوق خط الاستواء أكثر من 70% من كل البر كما هو مبين في خارطة الأرض
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:19 AM

  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: استفسار عاجل - مناسك الحج رموز كونية /للأستاذ أبومسلم

    الحج أَحد أَرْكان الإسْلام الخَمسة.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وهو القَصْد في أَشْهُرٍ معْلُومات إلى البيْت الحرام للنُّسك والعِبادة بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة;

    والمعنى الاصطلاحي يجب أن يبنى في دلالته على المعنى اللغوي، ويعتمد عليه؛
    فالحج من مادة "حجج" وهي مادة مستعملة في الخروج من شيء للدخول في غيره،
    وهي مبنية في الأصل على الحروف المكونة منها؛ والتي قد اختيرت لتمثيل استعمالها،
    وتم ترتيبها، واجتماعها بهذا الترتيب.
    والحج من معاني حروفه جذره (حجج) لأجل بيان أوضح لاستعمال هذا الجذر:
    فحاء الانفراد تفيد؛ الخروج عن البلد وساكنيه بقصد الحج.
    وجيم الإلحاق الأولى (المحصورة) تفيد؛ الالتحاق بجمع من أهل البلد الخارجين لنفسد القصد.
    وجيم الإلحاق الأخيرة تفيد؛ الالتحاق بجموع تلو جموع إلى أن تجتمع جموع الحجاج في عرفات.
    وهنا كان في الحج مفارقة للأهل والمسكن في جماعة من أهل البلد إلى البيت الحرام، لتلتحق بجماعة أكبر منها في الميقات، ثم في بيت الله الحرام، حتى يكون الجمع الأكبر يوم عرفه،
    وفي الحج تصوير للخروج من الحياة الدنيا للفرد والجماعات من أماكن متفرقة وأزمنة متفاوتة ليجتمعوا جميعًا في مكان واحد في وقت واحد يوم القيامة.
    والعمرة هي الحج الأصغر لأنها لا تؤدى في يوم واحد في زمن محدد يجتمع فيه كل المعتمرين كما في الحج الأكبر.
    ولما كان في الحج لحاق بأمر عظيم عند الله تعالى يريد من الناس الوصول إليه، فجعل الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة؛ إذا أدى هذا المنسك كما ينبغي ويجب، من غير رفث ولا فسوق ولا جدال فيه.
    والحج أمر يحب الله تعالى من عباده القيام به؛ لأن فيه تعظيم كبير لله تعالى، بما سنبينه في هذه السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى. فجاءت صيغة الطلب صيغة فيها حض وعزيمة كبيرة على أداء هذا الفعل، وبيان حق لله على كل البشر، وسبيل للقربى من الله تعالى؛
    قال تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ...) ،
    ثم استأنف تعالى القول في الآية عن التاركين للحج، المنكرين نعمة الاستطاعة على أدائه؛
    فقال تعالى: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران .
    وقرئ حَج البيت، وحِج البيت، وهما قراءتان متواترتان؛ فالحَجُّ حَجُّ البيْتِ ، أي أنك أتيت البيت،
    والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ؛ أي أنك أتيته هذه السنة.
    وتقول : حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة.
    والمراد بالقراءتين والله تعالى أعلم: أن يجب عليك إتيان البيت متى كنت مستطيعًا،
    ووجب عليك العجلة في إتيان البيت من غير تأجيل عندما تكون مستطيعًا.
    ففي الحج مفارقة البيت والأهل والبلد طلبًا لرضا الله تعالى وتنفيذًا لأمره
    ولا بد من أن يفارق كل إنسان يومًا أهله وبيته وبلده ليجتمع بعدها في جمع عظيم لا يغيب عنه أحد من العالمين.
    ففي الحج صورة مصغرة لأمر عظيم جدًا

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:26 AM

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: مناسك الحج رموز كونية

    أخي الحبيب وشيخنا الجليل الأستاذ الكبير والعالم النحرير والباحث الأمين أبو مسام العرابلي : رعاك الله يا شيخنا على هذه المعلومات القيمة التي تدل على باعكم الطويل وتبحركم في عقيدتنا الغراء السمحة ، تحليلات موفقة وصائبة مقنعة لذوي الألباب تنم عن ذهنكم المتوقد وعزمكم الذي لا يلين نحو كل الإضاءات والمشاعل النورانية في ديننا العظيم ، بارك الله بعمركم وابقاكم لنا شعلة مضيئة على الدوام لتفجر هذا الظلام الذي نعيشه في بعدنا عن ديننا وركوننا الى الدنيا وملذاتها الفانية .


  9. #9
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية

    المبيت بمنى قبل عرفات


    منى اسم متعلق بالمنى، والأمنية، والأمن، والإيمان، وكل مادة "أمن"
    فالآمن: هو السالم من أي خطر يتهدده،
    والأمنية هي ما يتمناه المرء وفيه تحقيقًا لأمنه،
    والإيمان يكون بالشيء الذي يحقق لك الأمن في الدنيا والآخرة.
    والمؤمن هو الذي يطلب الأمن من الله تعالى في الدنيا والآخرة، بالعمل بطاعة الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه.
    وحتى على قاعدة في فقه الجذور؛ (كل حرفين صحيحين مع أحد حروف العلة الثلاثة تكون في فاء الجذر أو عينه أو لامه تجتمع على استعمال واحد)؛
    نجد أن المؤونة التي تحضر أو تخزن هي لتحقيق الأمن الغذائي،
    والمني يعطي الأمن الوراثي،
    واليمين من "يمن" تعطي الأمن بما تفعله من خير لصاحبها أو تدفع عنه الشر،
    والمنة تكون في العطاء الذي حقق للمعطى أمنًا في حياته.
    والإنسان في المراحل التي يمر فيها من بداية خلقه في الدنيا إلى منتهى مستقره في الآخرة؛ محتاج إلى أمنيتين كبيرتين يتحقق له فيهما الأمن؛
    الأمنية الأولى هي ما يرجوه بالسلامة من عذاب القبر بعد الموت مباشرة؛
    والقبر هو أول منازل الآخرة، وهو إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
    والأمنية الثانية هي ما يرجوه من نيل رضا الله تعالى، فيدخل بهذا الرضا الجنة بعد النجاة من النار يوم القيامة.
    وقد ذكرنا فيما سبق؛ أن مناسك الحج من بداية الإحرام في الميقات، إلى الطواف بالصفا والمرة؛ تشير إلى الحياة الدنيا بالقوانين التي يحكم بها الله عز وجل هذا الكون عامة، والحياة الدنيا على الأرض خاصة؛ من توزيع الإضاءة على الأرض وأثرها في الحياة، ومن سير الكواكب حول مراكز الجذب لها من نجوم وغيرها، وغير ذلك مما بيناه من قبل بالتفصيل.
    ونهاية الحياة الدنيا عند كل فرد تكون بموته، ودفنه في الأرض؛ لوحده، أو في مقبرة، ولو استمرت الحياة الدنيا بعده عند غيره، والميت محتاج في هذه المرحلة إلى أمن له في قبره بعد الموت، وقبل البعث، لا يتعرض فيها لما يعرف بعذاب القبر، ولا الإهانة له بنبش قبره، أو جرفه، أو العبث به انتقامًا، أو لمجرد البحث والدراسة، كالذي يفعله الباحثون والنباشون في القبور وعظام السابقين.
    والمرء محتاج بعد البعث أن يأمن من عذاب النار، وأن يأمن من كل شر بدخوله الجنة؛ التي لا يصبه فيها أي أذى أو مضرة؛ صغر وقل أو كبر وكثر، ولا يجد فيها إلا النعيم الدائم.
    ونجد في مناسك الجج أن المبيت بمنى مرتين، مرة بعد الخروج من مكة في طريقه للوقوف بعرفة، ومرة بعد الرجوع من عرفات؛
    فأما المبيت بمنى في طريق الذهاب إلى عرفات والبقاء فيها يوم وليلة؛ فهو تمثيل للفترة الزمنية ما بعد الموت حتى يوم البعث، وهي فترة لا يستطيع الميت أو النائم تقدير مكثه في الأرض بعد الموت إلى البعث، ويقدرها بأقل التقادير؛ بيوم أو بعض يوم.
    قال تعالى: (فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة،
    وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ (19) الكهف.
    وقال تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) المؤمنون.
    والمبيت في منى سنة غير واجبة، وهي تمثل لفئة الناس التي تموت وهي بالغة ، وتستمر الحياة الدنيا بعد موتهم ، أما من لم يبلغ الحلم، أو اجتمعت نهايته مع نهاية الحياة الدنيا فلا تمثله، وهذا التعليل يوافق عدم وجوبها.
    أما المبيت في منى بعد الإفاضة من عرفات فهي واجبة حتى لأهل مكة.
    والحديث عن المبيت بمنى يكون بعد الحديث عن عرفات والمزدلفة إن شاء الله تعالى

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 09:55 AM

  10. #10
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خلف الرشدان مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب وشيخنا الجليل الأستاذ الكبير والعالم النحرير والباحث الأمين أبو مسام العرابلي : رعاك الله يا شيخنا على هذه المعلومات القيمة التي تدل على باعكم الطويل وتبحركم في عقيدتنا الغراء السمحة ، تحليلات موفقة وصائبة مقنعة لذوي الألباب تنم عن ذهنكم المتوقد وعزمكم الذي لا يلين نحو كل الإضاءات والمشاعل النورانية في ديننا العظيم ، بارك الله بعمركم وابقاكم لنا شعلة مضيئة على الدوام لتفجر هذا الظلام الذي نعيشه في بعدنا عن ديننا وركوننا الى الدنيا وملذاتها الفانية .
    الأخ العزيز الجليل محمد الرشدان سفير واتا في الأردن
    سعيد جدًا بمروركم الكريم واهتمامكم المتواصل والمتابعة الدائمة
    وآرائكم النيرة تعطي لنا دفعًا للإمام وللمزيد من البذل على ما نلاقي من انشغال ومشاق
    فبارك الله فيكم ولكم وعليكم
    وأحسن الله إليكم بكل خير وفضل وإحسان
    وزادك الله تعالى من علمه وفضله ومتعكم بالصحة والعافية في الدارين


  11. #11
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية

    الوقوف بعرفة

    الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان ومناسك الحج؛ فقد قال عليه الصلاة السلام (الحج عرفة)، وتأتي أهمية الوقوف بعرفة من أهمية دلالتها.
    فمعرفتنا لما في الكون هو ليدلنا على الله عز وجل، فنعرف حقه من التبجيل والتعظيم، ولنعرف أن كل ما في الكون يسير بأمره، والقوانين التي وضعها لتنظيمه، وأننا لم نخلق ونحن جزءا من هذا الكون، إلا لأمر يريده الله تعالى، وهو ما بينه تعالى في قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات، ولا بد من يوم يجمع فيه الناس ليحاسبوا على قيامهم بالعبادة التي خلقوا من أجلها، وهذه المعرفة تقودنا لطلب رضا الله تعالى، بل تلزمنا بأن نطلب هذا الرضا ونحرص عليه، فدون رضا الله لا نأمن مما نخشاه، ولن ننال ما نرجوه ونتمناه، وهذا الأمر مما لا بد لنا منه.
    وعرفة أو عرفات هو اسم جاء من المعرفة؛ التي تفرق بين العلم بالشيء والجهل به، وتفصل بينهما، وما عُرِف بان وارتفع، ولذلك يسمى الفاصل الأحمر في رأس الديك بالعُرف؛ وذلك لأنه أعلى أعضاء الديك؛ لأنه يقع على رأسه، ورأسه أعلى شيء فيه، ولأنه يفرق الرأس إلى جانبين، ولأن لونه الأحمر الجالب للنظر؛ يجعله مما لا يجهل موضعه؛ وأن رؤيته من جانب كرؤية من الجانب الآخر؛ فاجتماع كل ذلك فيه؛ جعله صالحًا أن يسمى بالعرف.
    والأعراف هو اسم للسور الفاصل بين الجنة والنار، ومن كان فوقه يرى كلاً من أهل الجنة وأهل النار؛ قال تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الأعراف.
    فلعل هذا السور، ولوقوعه في الوسط بين الجنة والنار، وموضعه الذي لا يجهله أهل الجنة وأهل النار سمي بالأعراف.
    ويوم عرفه يجتمع فيه كل الحجاج من أول النهار إلى آخره، وهو يوم مشهود تشهده الملائكة، وينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي الملائكة بعباده المؤمنين، الذي قدموا إليه شعثًا مغبرين.
    هذا اليوم هو تمثيل ليوم القيامة، اليوم المشهود؛ يوم يقف فيه كل واحد على عمله، يوم يفصل الله تعالى فيه بين الخلق، فمنهم شقي ومنهم سعيد، فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير.
    لما يمثله هذا الموقف؛ من اجتماع الحجاج في يوم واحد فقط، وعلى صعيد واحد؛ من طلوع الشمس إلى مغيبها.
    ولأن يوم عرفة أشَهَر أيام الحج، ولا يصح الحج دونه، ولا يؤخر عن يومه، فالحج عرفة كما قال عليه الصلاة والسلام، ولشهود الله تعالى وملائكته هذا اليوم.
    ولما يمثله هذا اليوم ليوم التفريق بين المؤمنين والكافرين كل حسب عمله.
    لكل ذلك سمي هذا اليوم بيوم عرفة، وجعل العبادة فيه؛ هي الوقوف بعرفة، كالوقوف العظيم غدًا في أعظم يوم للحساب بين يدي الله تعالى.
    ولما كان يوم القيامة يقرأ الناس فيه كتبهم؛ فهم يقرؤونها على نور الله عز وجل؛ لقوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر. فجعل الوقوف بعرفة في النهار وليس في الليل.
    ولما كان الناس يوم القيامة يتقاضون في موقف الحساب؛ فيؤخذ من حسنات هذا وتعطى لهذا، وتؤخذ من سيئات هذا وتضاف إلى سيئات هذا ... فقد ذكر الله تعالى البيع والشراء يوم عرفه، ولا يمنع عظم هذا اليوم عند الله تعالى من التجارة فيه، وتنقل البضاعة بين يدي البائعين والمشترين، ولأن في ذلك قضاء لحاجات الناس وتوفيرها لهم، وكل تجارة تتردد بين الربح والخسارة، وفيه إشارة لما يحدث في موقف الحساب يوم القيامة من تبادل الحسنات والسيئات، والبيع والشراء يكون في كل أيام الحج وغيرها وليس موقوفًا على يوم معين، وإنما حسن ذكره مع حسن ما يشير إليه؛
    قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) البقرة.
    ولأن موقف الحساب يوم القيامة يجتمع فيه المؤمنون والكافرون، ويخاطبون فيه بأعمالهم، وتعرض عليها ، ويناقش أكثرهم الحساب، فإن المكان الذي يجمع فيه الظهر مع العصر، ويخطب فيه يسمى نمرة، وهي تسمية من اختلاط الألوان، وعلى ذلك كانت تسمية النمر بالنمر؛ لجلده المرقط بألوان عديدة. وكذلك يجتمع خلطاء الناس في موقف الحساب.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 09:56 AM

  12. #12
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية / أبو مسلم العرابلي

    الوقوف بعرفة

    الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان ومناسك الحج؛
    فقد قال عليه الصلاة السلام: (الحج عرفة
    وتأتي أهمية الوقوف بعرفة من أهمية دلالة هذا النسك.
    فمعرفتنا لما في الكون هو ليدلنا على الله عز وجل، فنعرف حقه من التبجيل والتعظيم، ولنعرف أن كل ما في الكون يسير بأمره، والقوانين التي وضعها لتنظيمه، وأننا لم نُخلق ونحن جزءا من هذا الكون؛ إلا لأمر يريده الله تعالى،
    وهو ما بينه تعالى في قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات،
    ولا بد من يوم يُجمع فيه الناس ليحاسبوا على قيامهم بالعبادة التي خلقوا من أجلها، وهذه المعرفة تقودنا لطلب رضا الله تعالى، بل تلزمنا بأن نطلب هذا الرضا ونحرص عليه، فدون رضا الله لا نأمن مما نخشاه، ولن ننال ما نرجوه ونتمناه، وهذا الأمر مما لا بد لنا منه.
    وعرفة أو عرفات هو اسم جاء من المعرفة؛ التي تفرق بين العلم بالشيء والجهل به، وتفصل بينهما، وما عُرِف بائن ومرتفع، ولذلك يسمى الفاصل الأحمر في رأس الديك بالعُرف؛ وذلك لأنه أعلى أعضاء الديك؛ لأنه يقع على رأسه، ورأسه أعلى شيء فيه، ولأنه يفصل الرأس نصفين، ولأن لونه الأحمر جالب للنظر؛ يجعله مما لا يُجهل موضعه؛ وأن رؤيته من جانب كرؤية من الجانب الآخر؛ فاجتماع كل ذلك فيه؛ جعله صالحًا أن يسمى بالعُرف.
    والأعراف: هو اسم للسور الفاصل بين الجنة والنار، ومن كان فوقه يرى كلاً من أهل الجنة وأهل النار؛
    قال تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الأعراف.
    فلعلو هذا السور، ولوقوعه في الوسط بين الجنة والنار، وموضعه الذي لا يجهله أهل الجنة وأهل النار سمي بالأعراف.
    ويوم عرفه يجتمع فيه كل الحجاج من أول النهار إلى آخره، وهو يوم مشهود تشهده الملائكة، وينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي الملائكة بعباده المؤمنين، الذي قدموا إليه شعثًا غبرًا.
    هذا اليوم هو تمثيل ليوم القيامة، اليوم المشهود؛ يوم يقف فيه كل واحد على عمله، يوم يفصل الله تعالى فيه بين الخلق، فمنهم شقي ومنهم سعيد، فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير.
    لما يمثله هذا الموقف؛ من اجتماع الحجاج في يوم واحد فقط، وعلى صعيد واحد؛ من طلوع الشمس إلى مغيبها.
    ولأن يوم عرفة أشَهَر أيام الحج، ولا يصح الحج دونه، ولا يؤخر عن يومه، فالحج عرفة كما قال عليه الصلاة والسلام، ولشهود الله تعالى وملائكته هذا اليوم.، ولما يمثله هذا اليوم ليوم التفريق بين المؤمنين والكافرين كل حسب عمله.
    لكل ذلك سمي هذا اليوم بيوم عرفة، وجعل العبادة فيه؛ هي الوقوف بعرفة، كالوقوف العظيم غدًا في أعظم يوم للحساب بين يدي الله تعالى.
    ولما كان يوم القيامة يقرأ الناس فيه كتبهم؛ فهم يقرؤونها على نور الله عز وجل؛ لقوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر. فجعل الوقوف بعرفة في النهار وليس في الليل.
    ولما كان الناس يوم القيامة يتقاضون في موقف الحساب؛ فيؤخذ من حسنات هذا وتعطى لهذا، وتؤخذ من سيئات هذا وتضاف إلى سيئات هذا ... فقد ذكر الله تعالى البيع والشراء يوم عرفه، ولا يمنع عظم هذا اليوم عند الله تعالى من التجارة فيه، وتنقل البضاعة بين يدي البائعين والمشترين، ولأن في ذلك قضاء لحاجات الناس وتوفيرها لهم، وكل تجارة تتردد بين الربح والخسارة، وفيه إشارة لما يحدث في موقف الحساب يوم القيامة من تبادل الحسنات والسيئات، والبيع والشراء يكون في كل أيام الحج وغيرها، وليس موقوفًا على يوم معين، وإنما حسن ذكره مع ذكر عرفات لما دل عليه الوقوف بعرفات من وقوف الناس للحساب والتقاضي بينهم بالأعمال؛
    قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) البقرة.
    ولأن موقف الحساب يوم القيامة يجتمع فيه المؤمنون والكافرون، ويخاطبون فيه بأعمالهم، وتعرض عليها ، ويناقش أكثرهم الحساب، فإن المكان الذي يجمع فيه الظهر مع العصر، ويخطب فيه يسمى نمرة، وهي تسمية من اختلاط الألوان، وعلى ذلك كانت تسمية النمر بالنمر؛ لجلده المرقط بألوان عديدة. وكذلك يجتمع خلطاء الناس في موقف الحساب.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 09:57 AM

  13. #13
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية / أبو مسلم العرابلي

    لماذا هذا المسيل الذي حد عرفة من جهة المزدلفة يسمى عُرَنة؟
    للإجابة على ذلك لا بد من معرفة استعمال جذرها، وسبب تسميتها حتى ندرك تمثيلها في تسلسل مناسك الحج
    استعمال مادة "عرن" هو في الاجتماع والتشابك الطويل والدائم
    والعِرَانُ : القِتالُ ؛ ويكون فيه تشابك المتقاتلين بسيوفهم ورماحهم
    و العِرَانُ : خشبة(عود) تُجْعَلُ في وَتَرةِ أَنف البعير وهو ما بين المَنْخِرَين حتى يقاد بها
    و عَرَنَه يَعْرُنُه و يَعْرِنُه عَرْناً وضع في أَنفه العِرَانَ، عُرِنَ عَرْناً شكا أَنفه من العِرَان .
    والعِرانُ : المِسْمارُ الذي يضم بين السِّنانِ والقَناة ؛ لتثبيت السنان بقناة الرمح ويكون وضعه من الجانب. رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ , وهو المِسمارُ
    و العَرِينُ و العَرِينَةُ مأْوى الأَسد الذي يأْلفه؛ والعَرينُ : هَشيمُ العِضاهِ .
    والعَرينُ: الأَجَمةُ، والعرينُ : جماعة الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ , كان فيه أَسد أَو لم يكن .
    العرين مكان تشابك الأشجار والأعشاب وإنما تأوي إليها الأسود لحفظ أشبالها فيها.
    والسائر فيها يصبه من أشواكها لأنه يضع قدمه فيها ليمر بين الأشواك.
    و العَرِينُ : فِناءُ الدارِ والبَلَدِ لأن يقع بين مجتمع البيوت أو الغرف
    العَرِينُ: اللحم المَطْبُوخ .لأنه يختلط ببعضه وبما يوضع معه وبالماء الذي يصبح به مرقًا، ولا يتم الطبخ حتى يطول بقاؤها في النار،. و العَرَنُ الغَمَرُ . و العَرَنُ رائحة لحم له غَمَرٌ (والعَرَنُ) مُحرَّكةً الغَمَرُ وريحُ الطَّبيخِ (كالعِرْنِ) بالكسرِ والدُّخانُ
    و عِرْنينُ الأَنف : تحت مُجْتَمَع الحاجبين , وهو أَول الأَنف حيث يكون فيه الشَّمَمُ، أي حيث يلتقي الحاجبان ويتشابكان.
    العَرَنُ و العُرْنَةُ: داء يأْخُذُ الدابة في أُخُرِ رجلها كالسَّحَج في الجلد يُذْهِبُ الشَّعر , وقيل : هو تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل في أَيديها وأَرجلها
    و أَعَرَنَ الرجلُ: إذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه ,
    وبطْنُ عُرَنة: واد بحذاء عرفات . وفي حديث الحج : وارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنة ؛ هو بضم العين وفتح الراء , موضع عند الموقف بعرفات .(محيط المحيط)
    وبَطْنُ (عُرَنَةَ) كهُمَزَةٍ بَعَرَفاتٍ ولَيْسَ من المَوْقِفِ (
    وبطن عرنة (كهمزة ) وحكى بعض فيه بضمتين وليس بثبت بعرفات ) ومنه الحديث وارتفعوا عن بطن عرنة وقال نصر عرنة من عرفة وبطن عرنة مسجد عرفة والمسيل كله ( وليس من الموقف ) ذكره القرطبي وفيه خلاف طويل للفقهاء وبخط النووي رحمه الله تعالى ليست عرنة من عرفات قيل هي مجاورة لها (لسان العرب)

    عندما تكلمنا بان عرفة أو عرفات تمثل موقف الحساب يوم القيامة، فمنهم المقربين ، ومنهم أصحاب اليمن، ومنهم أصحاب الشمال؛ فهي عرفة كموقف حساب، وهي عرفات لتنوع المحاسبة فيها، فمنهم من تعرض عليه أعماله عرضًا فقط، ومنهم من يناقش في عمله، ومن نوقش الحساب عذب.
    وليس بعد الموقف إلا الذهاب إلى الجنة أو الإلقاء في النار.
    والنار أخفض من موقف الحساب؛ ولو كانت أعلى منه أو مساوية له لفاضت وزحفت على أهل الموقف جميعًا.
    وللمرور على النار وتعديها إلى الجنة ينصب الصراط فوق النار
    وكل واحد يمر على الصراط بسرعة حسب عمله، وكلما كان سريعًا على النار؛ لم يجد من حرها شيئًا، وكلما كان بطيئًا طالت مدته على الصراط وزاد تأذيه من حرها.
    والنار على جانبي الصراط ، وتلقى على المارين على الصراط الكلاليب؛ فمنهم سالم، ومنهم مخدوش، ومنهم منكوس في النار، ومن نكس صعدت رائحة طبخه في النار وحرق جلده، وتصاعد الدخان منه ومن النار. والمخدوش يصاب في سيقانه خاصة.
    والصراط هو الطريق المظلم، فبعد قراءة الناس لكتبهم بنور العرش فوقهم،
    قال تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر.
    وبعد ذلك يرتفع العرش ويتحول العرش إلى الجنة في الجانب الآخر خلف النار؛ ليكون فوق الفردوس الأعلى، ويحل الظلام على موقف الحساب، والإبصار يكون من نور السائر عليه نفسه؛
    قال تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الحديد.
    أما الكافرون والمشركون والمنافقون الذين هم أسوأ فئاتهم فلا نور لهم؛
    قال تعالى بعدها: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) الحديد.
    ويساقون إلى نار حهنم سوقًا؛ قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) الزمر.
    ويتحرك الناجين بعد الصراط إلى أن يصلوا حدود الجنة ويحبسوا هناك خلف أبوابها حتى يجتمع أصحابها .. وهي حديثنا التالي
    قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر.

    ومن إدراكنا لتسمية الوادي على طرف عرفة بعرنه ندرك لماذا كانت نمرة على حافة عرنه، وقد قلنا بان نمره جاء من اختلاط الألوان الذي مثل اختلاط الناس في الحساب ، وأكثر الناس هم من أهل النار، فالرؤية للنار ترهبهم وهم في الموقف؛
    قال تعالى: (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) الفرقان.
    وقال تعالى: (قال تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) تبارك.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 09:58 AM

  14. #14
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: مناسك الحج رموز كونية/ اكتمل تنزيله ... أو قارب / أبو مسلم العرابلي

    الحلق والتقصير

    قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ..(196) البقرة.
    وبعد الرجم يستطيع الحاج أن يحلق الشعر ويقلم الأظفار ..
    وقد بينا من قبل دلالة الحلق الذي فيه قطع الصلة بما خرج من الإنسان وكان محل اهتمامه وعنايته له من قبل؛ فما دام الشعر على الرأس (وبه قد سمي)؛ يتعهده بالغسل والحلق والتسريح، فإذا حلقه ألقاه بعيدًا عنه، وانقطعت العلاقة به، وكذلك عمل الإنسان بعد موته؛ لا سلطة له على إصلاحه وتعديله وتغييره،
    وبعد البعث كذلك يكون الأمر،
    وبعد دخول الجنة لا عمل له ليزيد عليه أو يغير فيه. .. فكان الحلق بعد التحلل من العمرة التي مثلت عمر الإنسان، وبعد الحج التي مثلة خروج الإنسان للحياة الجديدة؛ الحياة الآخرة.
    أما التقصير بعد العمرة فهي تمثيل القلة من الناس الذين يكون لعملهم امتداد في خير أو شر
    وأما التقصير بعد الحج فهو يمثل قلة من الناس تمتد أعمالهم الحسنة بعدهم في ذريتهم فتلحق بهم في الجنة؛
    قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) الطور.
    أو أن الأمر أشد من ذلك؛ فمن أهل الجنة من تنقطع صلة بعمله ولا يناقش فيه ولا يحاسب فيدخل الجنة بغير حساب،
    ومنهم من يناقش الحساب فيناله شيء من العذاب .. ثم يدخل الجنة ،
    فيكون بذلك الحلق تمثيل لمن يدخل الجنة بغير حساب،
    والتقصير تمثيل لمن يدخل الجنة بعد الحساب، ولحاق بعض العذاب به،
    وقد يدل على ذلك وقويه؛ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: رحم الله المحلقين .... فقالوا: والمقصرين.
    فقال : رحم الله المحلقين .... فقالوا: والمقصرين.
    فقال : رحم الله المحلقين .... فقالوا : والمقصرين
    فقال : والمقصرين.
    ولو سكتوا لسكت الرسول صلى الله عليه وسلم وبقي القول على: رحم الله المحلقين
    ولكنهم أرادوا معرفة حال المقصرين؛ فلم يقلها إلا بعد ترحمه ثلاث مرات على المحلقين.
    فمن قصر بقي له علاقة بعمله، وسيحاسب عليه، ثم تكون له الرحمة بدخول الجنة .
    ومن شفقة النبي عليه الصلاة والسلام على أمتة أنه يريد لهم الحلق لا التقصير؛ لما يدرك من دلالة ذلك عند الله تعالى، وأراد لهم رحمة لا يسبقها عذاب.
    فالحلق والتقصير بالحج له دلالة غير دلالته في العمرة؛ فذلك التقصير في العمرة قد يكون فيه زيادة رحمة إن استمر عمله بعده بإحدى الثلاث: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم صالح ينتفع به.
    قال تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) الفتح فكن ذلك في العمرة وليس في الحج.
    واللحم لم يذكر من طعام أهل الجنة إلا في هذه الآية من سورة الطور الذي أقسم به وهو الجبل العالي،
    وفي صفة المقربين أصحاب المنزلة العليا في الجنة : (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) الواقعة.
    والطير إنما سمي باسمه لأنه يعلو في السماء.
    وذكر في الآية السابقة مع الهدي حلق الرؤوس وأن حلق الرؤوس لا يصلح حتى يبلغ الهدي محله؛ أي يبلغ الوقت الذي يحل فيه ذبحه، ولبيان دلالة هذا الربط بينهما؛ نبين سبب تسمية الرأس بهذا الاسم، ولماذا ذكر حلق الرأس وليس حلق الشعر؟
    جريًا على قاعدة في فقه استعمال الجذور؛ أن الجذور التي فيها حرفين صحيحين وأحد حروف العلة الثلاثة أو مضاعفة أحد الحرفين؛ يجمعها استعمال واحد، ويطل بعضها على بعض في المعاني، فالجذور التي فيها حرفي الراء والسين على الترتيب بدون قلب مع أحد حؤوف العلة أو تكرار أحدهما؛ تستعمل فيما يحتاج إلى عناية حتى لا يفسد؛
    ومن ذلك ترسيس البئر (رسس) أي طويه بالحجارة حتى لا تنهار جوانبه فتدفن عين مائه،
    ومن ذلك إرساء السفينة في الميناء، بتثبيتها بالمرساة لئلا تجرفها الأمواج أو تضربها بصخور الشط،
    ومن ذلك تسمية الجبال بالرواسي؛ لأن عوامل التعرية بالمطر والرياح، والتجوية الكيماوية، وعوامل الحمل والنقل، وغير ذلك من العوامل التي تأخذ من الجبال حتى تسويها بالأرض، مع عمر الأرض الطويل، لكن عوامل الرفع الداخلي للجبال تعوض النقص الذي يحدث للجبال؛ وهذا ما يفسر قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) النازعات. أي يثبتها حتى لا تنتهي بعوامل التفتيت والتعرية والنقل والحمل.
    والرأس سمي بهذا الاسم لأنه يحتاج إلى عناية، وإذا لم يعتن به فسد، ولما كان شعر الرأس ينمو باستمرار، وإذا ترك أشهرًا دون تنظيف وتمشيط، وتقصير، وتسريح؛ فسدت هيئة صاحبه، وتحول منظره إلى صورة منفرة ينفر منها الناس.
    فالحلق من الاعتناء بالرأس، وجاء ذكرها في الآية في باب الاعتناء بالكعبة بسوق الهدي إلى أهل مكة حتى يظلوا معمرين لمكة من أجل الكعبة التي فيها، فجعل الهدي للكعبة؛ لأنه بسببها سيق الهدي الذي هم ينالون خيره مكافأة لهم على صبرهم على سكانها؛
    وفي آية العمرة: محلقين رؤوسكم ولم يذكر ومقصرين رؤوسكم؛ مقصرين فقط؛ لدلالة الرأس على الاهتمام والاعتناء ،
    وفي دلالة الحلق الاعتناء يكون أعظم، وفي دلالة التقصير شدة على الفئة التي يمثلها فعل التقصير، فينالهم شيء من العذاب أولا قبل دخول الجنة.
    فإذا كان الحلق والتقصير له هذه الدلالة الكبير ..فلماذا لا تحلق المرأة أيضًا كالرجل ؟
    الحلق يزيل الشعر، ولا يعد له وجود له يظهره،
    والنساء بستر شعرهن كأنهن بلا شعر؛ فلا تغيير يحدث في منظر النساء،
    ولتشارك الرجال في بعض هذا التمثيل في النسك؛ كان عليهن أخذ بعض الشعر. وإن كن أكثر أهل النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي أنهن مرهونات بأعمالهم .. وبقاء شعرهن يوافق ذلك .... وأكثر من يمثلهم فعل التقصير، والله سبحانه وتعالى أعلم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:04 AM

  15. #15
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية/ اكتمل تنزيله ... أو قارب / أبو مسلم العرابلي

    الهدي والبدن

    جاء في القرآن الكريم ذكر الأضاحي على لفظين اثنين؛
    الهدي: ما يسوقه الحاج من الأنعام معه في الحج؛
    قال تعالى: (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ .. (25) الهدي.
    وتسمية الأضاحي بالهدي له دلالته الكبيرة؛ لأن استعمال مادة "هدي" في العطاء المثبِّت سواء كان شيئًا أو علمًا ومعرفة وحكمة، فهدى الله تعالى: هو عطاء الله الذي يكون فيه ثبات المؤمن في الدنيا على ما يرضي الله تعالى، وثباته في التمكين في الأرض، وثباته بالنصر على أعدائه، وثباته على الصراط يوم القيامة، وثباته بدخوله الجنة،
    والهدية : تثبت المودة بين المتهادين،
    وأما قوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) الصافات، أي ثبتوهم في أخذه إلى الجحيم؛ لأن ما يساق إلى العذاب لا يمشي إليه بنفسه، ويحاول أن يمنع أخذه إليه.
    والهَدْي الذي يساق إلى مكة ويذبح في الحج يثبت الفقراء من أهل الحرم؛ لأنهم يسكنون بواد غير ذي زرع، وثباتهم يبقيهم ساكنين فيه، ويبقى الحرم عامرًا طوال العام، بما شرعه الله تعالى من مناسك الحج والعمرة، فلحوم الهدي تجفف، ويصنع منها القديد الذي يخزن للأكل، ويكفيهم طوال العام. أو معظم أيام السنة.
    أما علاقته في الكون فقد يبين ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ .. (95) المائدة.
    ففي الكون نجوم أو ثقوب سوداء وأعظمها ما كان في مركز المجرة، وهذه النجوم السوداء هي التي تمسك نجوم المجرة في مواضعها، وهذه النجوم تظل في فقدان دائم لمادتها عن طريق المادة التي تتحول إلى طاقة حرارية تبث في الكون، وهذا الفعل من النجوم يعطيها مع طول زمن إشعاعها تباعدًا عن مركز المجرة، وتباعدًا أيضًا للكواكب السيارة التابعة لها. فمركز المجرة يحتاج إلى زيادة قوة جاذبيته لتبقى المجرة قائمة على حالها، ولا تستطيع تحقيق ذلك إلى بزيادة تركيز مادتها، بما تجذب إليها من نجوم وتبتلعها.
    وقد أشرنا من قبل إلى أن سواد الكعبة مطلوب لذاته حتى تمثل ما في الكون على حقيقته؛ فما يساق إلى الكعبة من الهدي لا يعود مع الحجاج بل ينتهي فيها، وجاء قوله تعالى: (بالغ الكعبة) في معرض الحديث عن الصيد، وتناسب الآيات والسور كلمات الآيات قد تكلم فيها العلماء، وكتبوا كتبًا في ذلك. فما يبلغ مركز المجرة هو مما تصطاده النجوم السوداء.
    ثم جاء ربط الهدي بأمر آخر؛ قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ..(196) البقرة. فربط تقديم الهدي مع الحصر، وذلك لبيان أهمية الهدي وانه لا يترك ولو حصر الحجاج في حجهم ... لدلالته العظيمة عند الله. كما قال تعالى أيضًا في أهمية الهدي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ... (2) المائدة.
    قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) الحج.
    وتسمية الهدي بالبدن بعد ذبحها لأن البدن جمع بدنة وهي الرأس من الإبل، والبدن من الجسم سوى الرأس والأطراف، ومن كان ليس له رأس ولا أطراف لا تكون فيه حياة، فلا عقل له يفكر به، ولا جوارح يعمل بها؛ قال تعالى بعد غرق فرعون: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً ... (92) يونس. فانتفاخ بطن وصدر فرعون اللذان يجتمعان مع الظهر هما البدن، فانتفاخ بدنه جعله يطفو فوق الماء ليراه قومه، فيتيقنوا من هلاكه.
    وكذلك الكواكب والنجوم عندما تُجذب إلى قلب النجوم السوداء لا يكون لها حول ولا قوة في الخروج من جذب الثقب الأسود لها؛ حالها كحال البدن الذي بلا رأس ولا أطراف.
    وأمر آخر يزيد وضع "البدن" محل "الهدي" لدلالة لفظ البدن على معنى غير ما يدل عليه لفظ الهدي؛ أن الله تعالى قال: (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ) فإن الهدي ينحر واقفًا ووصفها صواف أي واقفة على قوائمها غير مقيدة ولا معقولة، فإن خشي انفلاتها فعقل يسراها أفضل،
    وقوله تعالى: (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) أي سقطت على جنبها بعد نحرها، وهي علامة على نزف دمها وخروج روحها، وأنها أصبحت بلا حول ولا قوة كذلك.
    أما قوله تعالى: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ )؛ فالقانع هو الراضي عن بقائه في مكة، قانع بما يناله على فقر فيه، ولا يخرج للمسألة، والمعتر من مادة "عتر" وهي في الإنابة عن آخر غيره؛ وعمًار بيت الله الحرام الساكنين فيه أنابوا عن بقية الأمة في إعمار بيت الله الحرام ؛ أما الحجاج والمعتمرين فإنهم يأتونه زائرين ويفارقونه بعد أداء نسكهم.
    فالقانع والمعتر عاجز عن الكسب في واد غير ذي زرع، إلا ما يناله من من كسب في بيع أو مما يناله من لجوم الهدي؛ وأن الله لن ينال لحومها ولا دمائها، ولكن هؤلاء هم الذي ينالون ذلك مع أكل المقدمين أنفسهم لبعض الهدي.
    وتسمية الفقراء في هذه الآيات (بالقانع والمعتر) غير تسميتهم لاحقًا في سورة الحج نفسها؛ في قوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) الحج، فإن الفقر الذي يحل ببعض أهل الحرم هو من ثباتهم وبقائهم في مكة راضين بذلك، وسادين مسدًا كبيرًا عن بقية المعظمين لهذا البيت.
    وما يساق من الهدي من النجوم والكواكب هو يساق إلى نجوم سوداء قابعة قانعة في مركز المجرة لا تخرج منه ولا ترحل عنه. والله تعالى أعلم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:06 AM

  16. #16
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية/ اكتمل تنزيله ... أو قارب / أبو مسلم العرابلي

    إشعار القلائد

    قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ .. (2) المائدة.
    وقال تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
    والهدي ما سيق من الإبل والبقر والغنم ليهدى إلى الكعبة، البدن من الهدي الذي هدى، ومخصوصة بالإبل.
    وقد بينا بأن هذا الهدي الذي يقدم للكعبة ليظل أهل الحرم معمرين لهذا الوادي الذي لا زرع فيه، ويقابل ذلك في الكون ما يجذبه قلب المجرات والثقوب السوداء من النجوم فتزيد مادتها وتزداد قوة جاذبيتها ليظل للمجرة تماسكها، ولا ترحل منها نجومها.
    وقياسًا على نجم الشمس الذي له توابع سيارة من الكواكب، فإن كل النجوم أو الشموس في المجرة لها توابع مثل ما للشمس من توابع، والذي تجذبه مراكز المجرات من النجوم تجذبه بما معه من الكواكب الذي تدور حوله.
    وفي خلق الكواكب من توابع النجوم قولان؛
    القول الأول: أنها تكونت من السديم الغازي الذي تكون منه الشمس، وحافظت على حالت الدوران الذي كان يدور فيه السديم حول نفسه.
    والقول الثاني: أنها خلقت من جسم الشمس بعد أن حدث له انفجار أطار قشرتها والأجزاء الخارجية منها؛ فتكونت منها هذه الكواكب التي تدور حوله.
    وفي نظرنا إلى شعائر الله تعالى نجد أن من شعائر الله القلائد التي تدل على الله بما خلق، فالهدي الذي يساق إلى الكعبة؛ يصنع له قلادة من لحاء الشجر، أي القشرة الخارجية منه، ويطوق بها عنق الهدي؛ ليعلم أنها هدي إلى الكعبة ... وهو عمل لا نرى فيه أمرًا كبيرًا، لكنه عند الله كبير، فلما كان الهدي لتثبيت أهل الكعبة ليظل الحرم مسكونًا وعامرًا، وكذلك النجوم المضيئة بسبب قوة إضاءتها، التي تُهدى إلى مراكز المجرات والثقوب السوداء؛ لتثبت المجرة بقوة جذب هذه النجوم السوداء لنجومها، فيبقى ارتباط بعضها ببعض، بقوة الجذب التي بينها، أو بقوة العلاقات الكعبية بينها الذي أشرنا إليها من قبل،
    ومع هذه النجوم التي تخر في قلب الثقوب كواكبها السيارة التي تدور حولها، فكأنما هذه القلائد مثلت الكواكب، مع تمثيل الهدي بالنجوم التي تهوي في الثقب السوداء،
    وهذا ما يجعلنا من ترجيح أن الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية تكونت من قشرة الشمس، في انفجار حدث للشمس قبل وجود الكواكب، وفي هذا ترجيع على أن الكواكب السيارة خلقت من النجوم، وليس من سدم غازية، وأن للنجوم المضيئة كواكب معتمة لا ترى لبعدها عنا، ونقدم شهادة الله عز وجل الذي جعل القلائد علامة على علم الله لما في السماوات والأرض، على شهادة من يحكم بالظن.
    وعلامة أخرى تلحق بالبُدُن؛ أن تطعن في أعلى سنامها ليسيل الدم، ويجف على جانبها، فيعلم أنها هدي للكعبة، وأنه قد وجب على صاحبها هديها، ولا يحل لأحد التعرض لها، ولا بيعها، ولا إهدائها لأحد، ولا تورثها لو مات صاحبها.
    وعلامة الدم قد تشير إلى ما يلحق هذه النجوم التي تخر في قلب الثقوب السوداء من ارتفاع حرارتها قبل اختفائها، وخروج بعض ما في باطنها، ورأي العلماء أن النجوم التي تخر تتفجر قبل وصولها من شدة الجذب لها، وأضعف ما في الأرض هو قمم جبالها؛ حيث تخرج منها براكينها، وإسالة الدم من البُدُن يكون من أعلى سنامها، وهو أعلى شيء فيها...
    والدم لا يلبث مدة حتى يتحول إلى اللون الأسود، وفي هذا إشارة إلى ما تؤول إليه النجوم من السواد.
    وكذلك فإن الهدي يذبح ويقطع ويوزع على فقراء الحرم، ويصنع منه القديد لخزنه من كثرته، فيتغير لونه إلى السواد أيضًا، ولا يبقى على حمرته التي تعرف فيه وقت ذبحه.
    فمن كتابي "حقيقة السموات كما صورها القرآن" باب "مقاليد السموات والأرض" ص 138
    مادة "قلد" استعملت في جمع الأشياء وحشرها؛ ولذلك جاءت تسمية القلادة، حيث تحشر حباتها في سلكها أو خيطها، والقلادة التي توضع في عنق الدابة لحشرها وربطها في مكانها، وكذلك تقليد الهدي بقلادة من لحاء الشجر يوضع في عنقها، أو أي علامة لتعرف أنها هدي، فهي لا تباع بعد ذلك، ووجب نحرها في مكة، وجاء ذكرها في آيتين؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ .. (2) المائدة.
    وقال تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
    وتقلد الأمر ألزم نفسه به، وقلده غيره ألزمه به 00 وكل ما خلق الله تعالى وما فيها، هو مجموع ومحشور في ملك الله، ولا يخرج عنه أينما كان 00 وملك الله واسع لا يعلمه إلا هو سبحانه 00 ومن هذا الملك السموات والأرض، فقال تعالى أيضًا في آيتين؛ قال تعالى: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) الزمر
    وقال تعالى: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) الشورى.

    والمقاليد جمع إقليد، أو مقلاد، وهي المفاتيح، والمفاتيح للخزائن، والخزائن هي لجمع الغالي والنفيس وحشرهما فيها لحفظه، لذلك جاءت التسمية بالمقاليد، ففي السماوات والأرض جمع الله تعالى وحبس وحشر فيهما رزق الإنسان، ومن كل ما ينفعه، ويمكِّن له العيش في الأرض.
    وبعد اطلاع الإنسان على حال الأجرام الأخرى، وخلوها من الهواء الذي لا غنى لنا عنه في عملية التنفس، وخلوها من الماء الذي منه كل شيء حي، وخلوها من التربة الصالحة لإنبات النبات، وخلوها من سماوات تحفظها؛ ندرك كم من النعم والأرزاق التي حشرت في الأرض والسماوات، وحرمت منها الأجرام الأخرى 00فمن هذه المقاليد التي لا يتحكم فيها إلا هو سبحانه وتعالى، يبسط الرزق للناس مؤمنهم وكافرهم في الحياة الدنيا، والكافر هو المحروم الخاسر الذي لا ينال إلا ما كتب له في الدنيا، وليس له في الآخرة إلا النار.
    فالإشارة إلى الكواكب بالقلائد يدل على حشرها مع النجوم، كما أنها محشورة في مدار تدور فيه حول النجوم،
    وحفظ الكون بما سنه الله تعالى فيها؛ من إهداء النجوم العظيمة إلى مراكز الجذب في المجرات؛ ذلك من حفظ الله لما خلق بالقوانين التي سنها وحكمها بها والله تعالى أعلم .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:06 AM

  17. #17
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: مناسك الحج رموز كونية/ اكتمل تنزيله ... أو قارب / أبو مسلم العرابلي

    طواف الإفاضة

    يجري الطواف حول الكعبة ثلاث مرات بأربعة مسميات:
    - طواف القدوم: وهو للمفرد والقارن عند وصوله إلى الحرم وقبل ذهابه إلى عرفات. وهو غير واجب، ويستطيع الحاج الذهاب إلى عرفة مباشرة إذا كان وقته ضيقًا، ولا شيء عليه بتركه لطواف القدوم.
    - طواف العمرة: وهو للمتمتع عند وصوله للحرم، وهو نفسه طواف القدوم؛ وهو ركن من أركان العمرة، ويغني عن طواف القدوم الذي للمفرد والقارن، لأنه يباشره عند قدومه.
    - طواف الإفاضة: ويكون بعد الإفاضة من عرفات ومن المشعر الحرام؛ وهذا ركن من أركان الحج، وتركه يفسد حج تاركه، ويغني عن طواف الوداع إذا أخره الحاج لآخر أيام منى، وانطلق بعدها قافلاً إلى بلده.
    - طواف الوداع: عندما يعزم الحاج العودة إلى بلده، ومفارقة البيت؛ وهذا واجب على من طاف الإفاضة قبل وداعه للبيت؛ أي أنه أتم أيام منى بعد الإفاضة، أو أقام بالبيت بعد الحج.


    فطواف الإفاضة حول الكعبة هو ركن من أركان الحج، وتسميته جاءت من أدائه بعد الإفاضة من عرفات؛ قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) البقرة.
    ويفضل تعجيل أداء طواف الإفاضة بعد رمي الجمرة الكبرى في أول أيام العيد، لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجوز تأخيره حتى ينتهي من المبيت بمنى أو خلال هذه الأيام، لكن الانتهاء من فعل الطواف يرفع كل المحظورات حتى النساء، ولا يبقى من أعمال الحج إلا رمي الجمار، والمبيت بمنى، والتحلل من لباس الإحرام يكون بعد رمي الجمرة الكبرى في صباح يوم العيد، لذلك فوجوب لباس الإحرام قد انتهى، وانتهى معه ما كان يدل عليه، فاختلاف الإضاءة على الأرض، وتعاقب الفصول، وتعاقب الليل والنهار، كل ذلك ينتهي بنهاية الحياة الدنيا. وينتهي كذلك رؤية النجوم والكواكب التي كانت ترى في السماء الدنيا، فالآخرة نهار لا ليل يتبعه، ولا نجوم ليل ترى بعد ذلك.

    ووقوع المناسك كلها بين سلاسل جبال سوداء؛ هي علامة لأحداث تكون في كون أسود مظلم، ممتد إلى حد لا يعلمه إلا الله تعالى، إلا هذه الأماكن التي تحدث فيها الأحداث يوم القيامة: موقف الحساب الذي يبقى لأجل قصير حتى ينتهي القضاء بين الناس، وتبقى بعد ذلك نار دائمة ممتلئة بالتعساء، وجنة يعلوها عرش الرحمن؛ فيها من شملتهم رحمة الله، ونجي من النار.
    ولا ينتهي هذا الحال بالنسبة للمؤمن حتى تتحقق له الأمنية بدخول الجنة في الآخرة، وفي مناسك الحج بدخول منى، ورمي الجمرة الكبرى، فيخلع لباس الإحرام.
    وطوافه بعد ذلك حول الكعبة وجعل هذا الطواف ركن من أركان الحج هو تأكيد لبقاء الكون على نفس قوانين الله تعالى؛ إنما التغير يحصل للأرض وللسماوات من حولها فقط.
    أما سعي الحج للمتمتع بعد الإفاضة؛ فهو تمثيل لما يكون عليه بعض أصحاب الجنة؛ من الولدان والغلمان الذين يقومون بخدمة آبائهم،
    فإن لم يكن أباهم من أصحاب الجنة؛ خدموا غيرهم من أصحابها،
    وهناك سعي آخر يكفر عن السيئات قبل دخول الجنة؛ مشقة وعناء دخول النار للفاسقين والعاصين من أهل التوحيد قبل أن يخرجوا منها، حتى إذا تطهروا من ذنوبهم أدخلوا الجنة،
    ويكون مبيتهم بمنى بعد الطواف والسعي هو تمثيل لدخول الجنة والاستقرار بها بعد سعي الآخرة.
    وأكمل حج لتمثيل رموز الكون هو حج المتمتع الذي تمنى لو فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يسق الهدي وتحلل. وكان حجه قارنًا أكثر تمثيلاً لحياة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وحج التمتع أكثر تمثيلاً لحياة الناس المتنوعة.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:07 AM

  18. #18
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: سؤال عاجل - مناسك الحج / للأستاذ أبومسلم

    دلالة التكبير

    يبدأ الحج بالتلبية :
    لبيك اللهم لبيك ..
    لبيك لا شريك لك لبيك ....
    إن الحمد والنعمة لك والملك ....
    لا شريك لك
    وبعد الرجم يبدأ التكبير :
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    لا إله إلا الله
    الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
    ومعنى الله أكبر: أن الله عز وجل أعظم مرجع يرجع إليه
    فاستعمال مادة "كبر" في الرجوع.
    فالكبير هو الذي يرجع إليه قومه بغض النظر عن عمره لخبرته أو لشرفه فيهم أو لغناه.
    والكبير في كل شيء يقاس به غيره وليس فوقه شيء مما يقارن به.
    كعذاب كبير، وعذاب يوم كبير، وإثم كبير، وأجر كبير، ونفقة كبيرة، وشيخ كبير، وعلو كبير، والعلي الكبير، وخطء كبير، وطغيان كبير، وفضل كبير، وعتو كبير، وجهاد كبير، ولعن كبير، وضلال كبير، ومُلك كبير، وفوز كبير، .... وأكبرهم علمًا ، وأكبرهم حجمًا، وأكبرهم قدرًا،
    فالعذاب الكبير؛ الذي يكون كل عذاب دونه، واليوم العظيم؛ كل الأيام دونه مقارنة به.
    والكبر والكبرياء : هو زهو النفس بأنه يجب على الناس الرجوع إليه، وليس عليه الرجوع إليهم.
    والكِبْر: الطبل لعلو صوته على الأصوات وجلب الناس وعودتهم إليه لما يسمعونه.
    فالتكبير جاء للشهادة لله من الناس حجاجًا وغير حجاج؛ بأنه أكبر مرجع لهم في أمور دينهم ودينياهم، وآخرتهم.
    فعلى الإنسان أن يدرك ذلك، وأنه يعرف ما يجب عليه، وألا يدع الرجوع إلى الله تعالى في كل وقت، وألا ينس الرجوع الكبير؛ الرجوع إلى الله عز وجل، وألا يجعل فوق الله عز وجل أحد من خلقة يرجع إليه دون الله تعالى.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2018 الساعة 10:09 AM

  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية المولدي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    12/11/2008
    المشاركات
    383
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سؤال عاجل - مناسك الحج رموز كونية / للأستاذ أبومسلم

    الأخ العزيز و الشيخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. و أعاد الله عليك العيد و أنت في أحسن حال.
    سيدي المحترم نفع الله أبناء الأمة بما قدمت لهم و جازاك وافر العطاء عنهم أحسن الجزاء.


  20. #20
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: سؤال عاجل - مناسك الحج رموز كونية / للأستاذ أبومسلم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المولدي اليوسفي مشاهدة المشاركة
    الأخ العزيز و الشيخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. و أعاد الله عليك العيد و أنت في أحسن حال.
    سيدي المحترم نفع الله أبناء الأمة بما قدمت لهم و جازاك وافر العطاء عنهم أحسن الجزاء.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم
    الكريم الفاضل الدكتور المولدي اليوسفي
    بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
    وأشكر لكم مروركم الكريم
    ونفعنا الله تعالى بخير هذا الدين العظيم


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •