الأساتذة الأحرار،
بالأمس نشرت رسالة وصلت إلىّ عبر البريد الإلكتروني حول قائمة تضم أسماء كتَّاب متصهينين يتلقون رواتب شهرية من وزارة الخارجية للكيان الصهيوني، طبعاً في مقابل نشر الدعاية الصهيونية، وكان من بين هؤلاء الكتّاب المأجورين المتصهين المأجور "نضال نعيسة"، الذي على ما يبدو قطع على نفسه عهداً أمام وزارة الخارجية الصهيونية أن يكون ناعقاً رخيصاً وبوقاً شيطانياً للدعاية الصهيونية، وألا يألوا جهدا في نشر الشائعات والأفكار المسمومة الصهيونية.
فيما يلي مقالاً كتبه المتصهين الرخيص نضال نعيسة حول صفقة الحرائر، وأنا شخصياً لا أستكثر على أمثاله العملاء مثل هذه المقالات المخزية له ولأمثاله، ولا أستبعد في المستقبل أن يخدم في جيش الاحتلال الصهيوني، ليس جندياً، ولكن خادماً ذليلاً للجنود الصهاينة.
إلى مقال "نضال تعيسة":
2009/10/3 Nedal Naisseh <sami3x2000@yahoo.com>
العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
المتصهين الرخيص:
نضال نعيسة
بداية، لا يسعنا، برغم سوداوية الموقف، وتراجيدية ومهانة الحدث، إلا أن نهنئ المعتقلات الفلسطينيات على خروجهن من السجن الإسرائيلي إلى السجن العربي الكبير، الذي يبدو أنه أصبح المكان الوحيد والملائم للعربي، فأنظمتهم الوطنية، وإسرائيل التوراتية، وأمريكا الإمبريالية، يسجنونه على السواء، بطريقة ما، وجنباً إلى جنب.
ووسط تلك الأهازيج والاحتفاليات والعواطف الجياشة تكمن مرارة قاتلة لا يمكن تجاوزها، أو إغفالها والوثوب من فوقها.
هذا وتطالعنا الأنباء يومياً عن فضائح جديدة في ذروة انكسار العرب، وهزيمتهم التاريخية، وضعفهم وهوانهم وانحطاطهم المزمن الطويل. إذ تظهر وتلوح قيمة إنسانهم الحقيقة وطبيعة ومضامين رسالتهم الخالدة التي تتكرس يومياً ومدى ما وصلت إليه من ترد ومهانة وذل.
إذ لا يعقل أن تتكرر في كل مرة مهزلة إطلاق، أو تبادل الأسرى، إذ يتم إطلاق مئات، أو، ربما، آلاف السجناء العرب مقابل إسرائيلي واحد، أو رفاته، أو شيء منه، وربما خبر عنه، كما حدث في الصفقة الأخيرة، إذ تم إطلاق هؤلاء النسوة مقابل خبر عن سلامة وصحة شاليط الذي دخل الأسطورة والتاريخ والبورصة الحربية من خلال تسجيله لرقم جديد عن سعر العربي الرخيص، ن
وهذا ما يتناقض مع جوهر الخطاب العنصري العربي والسعر التشجيعي والترويجي الكبير والمبالغ فيه الذي يقدمه الفقهاء ووعاظ السلطان، والذي يعتبر العنصر العربي كخير عنصر أخرج للناس وفي هذا مغالاة وشطط كبير لا يتطابق أو يتماثل مع أي شيء على أرض الواقع والحقيقة. لا بل إن الأمر يزداد سوءاً ومهانة عندما نسمع عن المعاملة الخاصة الإنسانية والطيبة والصحة الجيدة التي يتلقاها غير العربي في السجون العربية فيما تداس على جبهة وكرامة العربي أينما وجد، حيث لم يرتفع، ولم يتزحزح سعره بنساً واحداً من "يوم يومه"، وهو يحافظ على سعره الحقيقي، وكل الحمد والشكر لله.( بالمناسبة، والشيء بالشيء يذكر، فقد قامت ما تسمى بدولة الإمارات العربية المتحدة، بطرد عشرات الآلاف من الأسر والمقيمين الشيعة مع أطفالهم ونسائهم بسبب انتمائهم الطائفي وتحت شبهة الولاء أو الوفاء لحزب الله، كما قامت قبل هذا بطرد عشرات آلاف آخرين من الفلسطينيين المقيمين هناك لفترة طويلة، وسط صمت مطبق من أبواق الإعلام العربي العنصري المتواطئ مع تتار العصر).
وهنا، هل يمكننا أن نسأل أولئك الجهاديين المعصومين والناجين من النار، لماذا لم يحظ معتقلو فتح، وهم بالمناسبة، عرب ومسلمون، بنفس القدر من الاحترام والرعاية الحمساوية وتم إلقاؤهم، وهم، أيضاً، أسرى حروب الأشقاء العربية الطويلة، من فوق أبراج غزة، من دون شفقة أو رحمة، وسحلهم في الشوارع. ولماذا يقبل الثوار والمناضلون والمعصومون والناجون من النار وهانوا لهذه الدرجة و"هم الأعلون"، كما يفيدنا ويفيدونا بخطبتهم وخطباهم، هذه المقايضات المذلة، والمبادلات المزرية، والصفقات المهينة بحق إنسان هذه المنطقة، رغم اعترافنا البراغماتي بأنه لا يوجد أية وسيلة أخرى لتحرير أولئك البؤساء، وهذا ما قد يبعد عن العملية، أو عن المطلق سراحهم أية قيمة نضالية، أو أخلاقية، أو إنسانية، وفيها الكثير من العنصرية الفاقعة والاستفزاز والمهانة والازدراء للسجين والمناضل والثوري العربي في سجون الاحتلال، وأينما كان. وحبذا لو تتم المقايضات القادمة، ودرءاً لأية مضامين واستفزازات وإيحاءات عنصرية، بعيداً عن وسائل الإعلام، وبالضبط، كما حدث في المجازر الإنسانية العنصرية الإماراتية ضد الشيعة والفلسطينيين.
وإذا كان مجرد شريط لمدة دقيقة واحدة لمجرد جندي، وليس لضابط إسرائيلي، يساوي تسعة عشر امرأة، أو "جوهرة"، كما يسميهن الخطاب السلفي، والحمساوي، فهل نستطيع أن نقدّر مثلاً كم يساوي فيلم من عشرة دقائق لضابط إسرائيلي من مواطنين عرب، وما هو ثمن زر، أو ربطة عنق، أو بندقية إسرائيلي مقابل هذا العربي الرخيص، أو ما يعادلهم من العرب وهم القائلون العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص؟ وهل وصلت المهانة، والانحطاط وقيمة الإنسان العربي إلى هذا الدرك، أم أن هناك المزيد مما تخبؤه لنا الأيام في ظل أنظمة الهوان والإذلال الشامل؟
تؤكد عملية إطلاق السجينات التي تمت اليوم، كما سابقاتها، وبناء على أمر وموافقة من ولي أمر العرب الجديد نتنياهو، على شيء واحد، هو أن لا قيمة البتة للإنسان العربي الرخيص، وهو غير العربي الخفيف، وانسوا هنا خطاب الفقهاء العنصري عن خير أمة، وكان من الأشرف والأجدى، لأولئك المحررين والمحررات أن يقبعوا في سجون الاحتلال، إلى ما شاء الله تبارك وتعالى، وإلى حين تعاد كرامة الإنسان العربي المسلوبة، ويتم خروجهم بطريقة فيها شيء من الاحترام والاعتبار والتقدير، على أن يخرجوا، مثل كل مرة، بهذه المقايضة والأسلوب الرخيص، والثمن البخس المذل المهين.
انتهى مقال "نضال تعيسة" المخزي!
منقول عن (شبكة فلسطين ال 48) الإعلامية.
لا نتوقع ممن يستلم راتب شهري من وزارة الخارجية الصهيونية إلا أن يقول مثل هذا الكلام... سحقاً لك أيها المتصهين الرخيص نضال تعيسة!
المفضلات