آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: شاهد عيان يحب باكستان-الفصل الخامس-الحلو مايكملشي

  1. #1
    رئيس قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة مصر الصورة الرمزية إبراهيم محمد إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    236
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي شاهد عيان يحب باكستان-الفصل الخامس-الحلو مايكملشي

    الحلو ما يكملشي
    من الطبيعي أن تصبح لي علاقة خاصة بباكستان بعد أن تزوجت من إحدى بناتها وأنجبت منها (1)، وأصبح لأبنائي أقارب في أماكن مختلفة من هذا البلد يبادلونهم حباً بحب مما أودعته الفطرة في قلوب الأقارب لبعضهم البعض ، وإلا لاقتصرت علاقتي بباكستان على التخصص الذي يرزقني الله من ورائه لقمة العيش حتى وإن كانت يابسة جافة تخدش اللثة والحياء أيضاً .
    على أية حال قدّر الله لي أن أعيش في باكستان وقتاً طويلاً على فترات متقطعة بدأت من سبتمبر عام 1985م لثلاثة أشهر ، ثم من ينار عام 1988م حتى سبتمبر عام 1993م ، ثم من أبريل عام 1995م حتى يوليو عام 1995م ، ثم من أول أغسطس عام 2005م حتى أول سبتمبر من نفس العام ، ثم من يوليو عام 2006م حتى يومنا هذا " 5 / 9 / 2009م " ، وخلال هذه الفترات المتقطعة كانت لي حيثيات مختلفة من معيد جاء لزيارة باكستان بدعوة من جامعة البنجاب ، إلى طالب لمرحلة الماجستير والدكتوراة على منحة من باكستان ، إلى طالب جاء لمناقشة رسالة الدكتوراة ، إلى " نسيب " جاء لزيارة " نسايبه " ، إلى أستاذ زائر بعقد من وزارة التعليم العالي الباكستانية للعمل في قسم دائرة المعارف الإسلامية بجامعة البنجاب .
    وبطبيعة الحال اختلفت علاقاتي مع الباكستانيين طبقاً لهذه الحيثيات المتعددة ، كما اختلفت نظرتي للأمور طبقاً للمرحلة العمرية التي عشتها ، وتأثرت نظرتي لباكستان بالعلاقة " الزوجية " التي ربطتني بها ، ولا أدري إن كان لكل هذا تأثير على علاقتي بمصر ونظرتي إليها ومدى ارتباطي بها أم لا ، لكن المؤكد أن هناك تغييرات حدثت بداخلي ، وذكريات " عششت " في أعماقي ، وبعضاً من " السعادة " أدركني ، وقدراً من " الحسرة والتعاسة " تسلل إلى حياتي أيضاً .
    لقد اختلطت بالباكستانيين في مصر وفي باكستان بقدر ربما فاق في بعض الأحيان اختلاطي بأبناء بلدي من المصريين ، باستثناء أسرتي المصرية وأصدقائي المقربين من المصريين من أمثال الدكتور " أحمد القاضي " زميل الدراسة ورفيق العمل ، وهكذا تكونت لديّ ملاحظات عن باكستان وأرضها وشعبها ، بعضها يشرح الصدور ، وبعضها يثير الغثيان ويصيب بأمراض الشيخوخة في مرحلة الطفولة ، وقد يكون بعض هذه الملاحظات صحيحاً مبنياً على حقيقة ، وقد يكون بعضها خاطئاً مبنياً على عيوبي الشخصية وصفاتي الفطرية وعقدي النفسية ، ولهذا يجب على القارئ أن يتروى في الحكم على الأشياء ، فقد يحب ما أكره ويكره ما أحب ، وهذا وارد ولا غبار عليه .
    الحلو ما يكملشي
    هذا هو أنسب عنوان في رأيي عندما نتحدث عن الأمن والأمان في باكستان ، ورغم أن " الحلو ما يكملشي " تنطبق على " الحلو " الذي لم يكتمل لأسباب تعود إليه مثل تصرفاته المشينة ، أو لأسباب خارجة عن إرادته مثل مرض أصابه أو نقص حلّ به ، ولكنها عادة تطلق على الحلو الذي لم يكتمل لأسباب خارجة عن إرادته ، ولهذا يطلق هذا التعبير إن كان تعبيراً ، أو المثل إن كان مثلاً في مجال إبداء التعاطف والرحمة ، مصحوباً بمصمصة الشفايف التي تعبر عن ذلك والتي لا غنى عنها ، وكذلك الأمر بالنسبة لباكستان ، هذا البلد الذي حباه الله بجمال طبيعي وأرض خصبة وتنوع في أجوائه ومخلوقاته ، ولكن " الحلو " فعلاً " ما يكملشي " .
    إن أسوأ ما في باكستان على الإطلاق هو حالتها الأمنية داخلياً وخارجياً ، فهي محاطة بجيران هم إلى الأعداء أقرب ، فالهند والعداوة الأزلية مع باكستان من ناحية الجنوب ، وأفغانستان والعداء الحكومي الكامن بين الدولتين منذ قيام باكستان عام 1947م ، بسبب الخلاف الدائم على خط الحدود بين الدولتين فيما يعرف بخط " ديوراند " الذي يمتد لأكثر من ألفي كيلو متراً ، وربما كانت العلاقة الوحيدة الطبيعية ، أو الأقرب إلى الطبيعية هي علاقة باكستان بإيران . ومن المؤكد أن مثل هذا التوتر له تأثيره البالغ على الحالة الأمنية الداخلية لباكستان ، ولكني أحدثك الآن من وجهة نظر رجل عادي يعيش في باكستان ، وليس من وجهة نظر مؤرخ أو محلل ، فالإحساس بالأمن والأمان ضرورة حتمية لكل إنسان لكي يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي دون خوف يلازمه كظله ، وهذا هو ما يفتقده الناس في باكستان ، فالأمن مفقود ، والأمان مجرد كلام ... سرقات بلا حدود ، وقتل وسلب ونهب واغتصاب وقطع طريق بشكل مرعب ... مئات الحوادث التي تقتلعك من جذورك تقرؤها وتسمعها كل يوم ، حوادث عجيبة متكررة ... قطّاع طرق على موتوسيكلات يستوقفونك ويسلبونك كل ما معك تحت تهديد السلاح ، فإن كنت في سيارة أنزلوك منها وذهبوا بالسيارة إلى حيث لا رجعة ، وإن كنت على موتوسيكل انطلقوا به ، وهذا كله في وضح النهار والناس يقظى يروحون ويجيئون في الشوارع ، يقتحمون البيوت على أهلها ويقودونهم تحد تهديد السلاح ، وينهبون كل ما في البيت في عزّ الظهر ثم يخرجون ، وإن أبدى أحد من أهل البيت اعتراضاً أو امتعاضاً لا مانع من تأديبه لكماً وصفعاً وربما جرحاً وقتلاً أيضاً ، ثم يفرون من البيت وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عيونهم ، ولا ينحصر هذا الأمر في عامة الناس فقط ، إنما يصيب عامتهم وخاصتهم ، حتى ضباط البوليس أنفسهم الذين يقال عنهم إنهم يشاركون اللصوص في " الغلّة " وكذا الوزراء ونواب مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية وما إلى ذلك من حاملي الألقاب الدائمة والمؤقتة .
    إن الحوادث الناتجة عن فقدان الأمن والأمان كثيرة للغاية ، والرعب يسكن قلوب العامة والخاصة على السواء ، وإن كان هذا الرعب لا يبدو على وجوههم إلا حين يضطرون لظرف خارج عن إرادتهم إلى العودة إلى بيوتهم في ساعة متأخرة من الليل أو النهار ، والسرقة بالإكراه في البيوت والشوارع في عزّ الليل وعزّ الظهر أيضاً هي ملكة الحوادث غير المتوجة على أرض باكستان الطاهرة ، والأسلحة المنتشرة والرخيصة في كل يد وكل جيب تساعد من لديه موهبة ولو ضعيفة في هذا الميدان ، الحقيقة أنك تستطيع أن تحدّث ولا حرج عن السرقة والنهب والقتل المتعمد وقطع الطريق في باكستان (2) ، فهي لا حصر لها ، ولا يكاد يسلم منها وزير أو غفير ، فيحرم من تسوقه الأقدار إلى الوقوع في أيدي اللصوص من تليفونه المحمول ، أو دراجته النارية أو من كليهما ، كما يفقد ما معه من نقود ، وما يحمل مما خفّ وزنه وغلا ثمنه ، وهو عادة ساعة يد أو خاتم في الأصبع أو سلسلة في العنق ، هذا إذا كان رجلاً ، أما إن كان سيدة فلا حاجة لنا إلى تفصيل القول ، ولا يكاد يمرّ يوم حتى تقرأ في الجرائد تفصيل تسلل مجموعة من اللصوص إلى بيت رصدوه ، واحتجاز من في البيت في إحدى غرفه ، أو في الحمام حسبما يتيسر ، ثم تنظيف البيت من كل شيئ ، وإذا ما أبدى أحد الأفراد ولو أدنى مقاومة كان نصيبه طعنة بسكين على ما قسم ، وبعد ذلك هو ونصيبه ، إما أن تأخذ هذه الطعنة عمره ، أو ينجو بندبة تبقى في جسده مدى الحياة . وليس في هذا أدنى مبالغة ، وقد تكون الحقيقة أسوأ من هذا ، ولذلك يحصّن الباكستانيون بيوتهم بسياج من حديد على الأبواب والشبابيك وكل فتحة في المنزل صغرت أم كبرت ، ثم بوابة مرتفعة من الحديد مغلقة من الداخل دائماً ، وأمامها حارس مسلح ، ومع ذلك يا أخي لا تدري كيف يتسلق اللصوص إلى المنازل !! أظن أنه كما يترك كل مجرم خلفه دليلاً على جريمته مهما كان عاتي الإجرام كذلك يترك الضحايا ثغرة تمكّن اللصوص من ارتكاب جرائمهم مهما بالغوا في تحصنهم ، فإذا نجا البيت وأهله لم ينج " غطاء البلاعة " الحديدي أمام البيت ، فـ " المساطيل " و " الحشاشون " يترصدون هذه " الغطيان " وينزعونها بالليل نزعاً ، ولذلك تجد " غطاء البلاعة " أمام كل بيت " مكبل " بسلسلة حديدية تنتهي بـ " قفل " بقصد إعاقة هؤلاء اللصوص " الجائلين " عن انتزاعها ، وبالرغم من ذلك فقد سرق " غطاء بلاعة " البيت الذي أسكن فيه مرتين خلال شهور قليلة بقدرة قادر ، وبالرغم من السلاسل و " الكلابشات " (3) ، وبعد كل هذا استوعبت لماذا كان الحراس المسلحون يرافقوننا في كل رحلة نظمتها نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة البنجاب .
    كما تكثر في باكستان كذلك حوادث الخطف والاغتصاب ثم القتل والذي لم ينجو منه حتى الأطفال ، وحوادث النصب والاحتيال ، وحوادث التزوير والتهريب وغيرها ، فإذا ما أضفنا إلى ذلك الكوارث الطبيعية من زلازل أقربها زلزال أكتوبر 2005م الشهير والذي راح ضحيته ما لا يقل عن خمسة وسبعين ألفاً من البشر في كشمير الحرة وغيرها من مناطق باكستان ، والسيول والفيضانات التي تمحو قرى بأكملها بما فيها ومن فيها من على وجه الأرض ، والتطرف الشديد في الجو حرارة وبرداً والذي يروح ضحيته كل عام عدد كبير من الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى ، وكلهم بالطبع فقراء لا يملكون شراء جهاز تكييف أو حتى مروحة تجبر الهواء الرابض على الحركة فتخفف عنهم شدة الحر ، وأنى لهم هذا وهم لا يملكون بيتاً أو شقة أو حتى حجرة من الأصل . إذا أضفنا كل هذا فإن الحديث عندئذ يصبح ذا شجون وشجون وشجون .
    وبقدر جمال باكستان الطبيعي المتمثل في الجبال الخضراء اليانعة والأودية الساحرة ، والأشجار الباسقة ، والتربة الخصبة وغيرها من مظاهر نعم الله على هذه الأرض ، إلاّ أنها تواجه خطراً شديداً بسبب فقدان الأمن السياسي في كثير من المناطق بها وخاصة في إقليم " بلوشستان " وإقليم " الحدود " ، والناس معرضون في كل وقت لأن يفقدوا حياتهم أو على الأقل عضواً من أعضائهم في انفجار قنبلة أو في هجوم انتحاري أو في إطلاق نار عشوائي ، وكل هذا يمكن أن يحدث في أي لحظة وفي كل لحظة ، والأخبار الباكستانية في صورها المتعددة " صحافة وتلفزيون وانترنيت ودش وغيرها " تصيب القارئ بالذهول والخوف والرعب ، ولا يكاد يمضي يوم واحد دون أن يحدث انفجار في مكان ما في باكستان يروح ضحيته عدد لا بأس به من الناس ، ويحمل ذكراه البعض الآخر ماداموا أحياءً في شكل ساق مبتورة أو عين مفقوءة أو ذراع مشلولة ، أو في شكل زوجة ترملت وزوج حرم زوجته وأطفال يتامى . ولك أن تتصور أن العام المنصرم " 2007م " (4) وقع فيه ما يقرب من ثلاثمائة " 300 " انفجار وهجوم انتحاري في أنحاء باكستان ، وراح ضحيتها مئات عديدة وحملت " ذكرياته " مئات أخرى . أما عام 2008م والذي لم يمض منه سوى سبعة عشر يوماً حتى الآن فقد حدثت فيه ثلاث هجمات انتحارية كبيرة في لاهور وكراتشي وبيشاور ، والمزاد مفتوح ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
    كانت باكورة الهجمات الانتحارية في باكستان في 19 نوفمبر 1995م حين اقتحم أحد المصريين السفارة المصرية في إسلام آباد بشاحنة محملة بالمتفجرات ، وراح ضحية هذا التفجير أربعة عشر فرداً من المصريين والباكستانيين ، ثم كان الهجوم الانتحاري الثاني في تاريخ باكستان في مدينة كراتشي في 14 يونيو 2002م بتفجير شاحنة أمام السفارة الأمريكية ، وراح ضحيته 12 فرداً ، وفي 14 ديسمبر 2003م استهدف هجوم انتحاري سيارة الرئيس برويز مشرف فوق أحد الكباري ، ونجا منه الرئيس بأعجوبة ، وبعد ذلك بعشرة أيام فقط ، أي في 25 ديسمبر 2003م استهدف هجوم انتحاري آخر الرئيس مشرف في مدينة راولبندي ، وراح ضحية هذا الهجوم خمسة أفراد ليس من بينهم الرئيس مشرف بالطبع . وفي عام 2004م وقعت خمسة هجمات انتحارية مات فيها 57 فرداً ، واحدة منها على رئيس الوزراء الباكستاني السابق شوكت عزيز في مدينة أتك ، بينما كانت الأربعة الباقية بسبب خلافات دينية بين الفرق الدينية المتناحرة في باكستان . وفي عام 2005م وقع هجومان انتحاريان فقط بسبب الخلافات المذهبية أيضاً وراح ضحيتهما 31 فرداً . وفي عام 2006م وقعت ست هجمات انتحارية راح ضحيتها 140 فرداً ، واحدة منها أمام السفارة الأمريكية ، واثنان بسبب الخلافات المذهبية ، وراح ضحيتهما 40 فرداً ، وقتل في واحدة منهما العلامة الشيعي حسن ترابي في 8 نوفمبر 2006م ، وباقي الهجمات استهدف رجال الأمن الباكستانيين . أما في عام 2007م فقد وقع فيه وحده 25 هجوماً انتحارياً راح ضحيتها 725 فرداً .
    وبإحصائية بسيطة نجد أن عدد الهجمات الانتحارية التي وقعت في باكستان منذ عام 1995م ، وحتى نهاية عام 2007م بلغ 62 هجوماً انتحارياً منها 9 هجمات في السند ومات فيها 230 فرداً ، وأحد عشر هجوماً انتحارياً في البنجاب منها خمسة في مدينة راولبندي وحدها " أربعة منها بالقرب من معسكرات الجيش " والباقي ضد رجال الأمن الباكستانيين ، ومات فيها جميعاً 90 فرداً ، وهجمتان انتحاريتان في إقليم بلوشستان وكللاهما في وقع في عام 2007م ، واحد في إحدى المحاكم في مدينة كويته عاصمة الإقليم والثانية على قافلة صينية ومات فيهما 47 فرداً ، وفي إقليم سرحد " الحدود " وقعت 35 هجمة انتحارية مات فيها 370 فرداً ، وكان معظمها ضد رجال الأمن ، أما مدينة إسلام آباد العاصمة فقد وقعت فيها خمس هجمات انتحارية ، منها واحدة في فندق ماريوت وواحدة في المطار وواحدة بسبب الخلافات المذهبية والباقي ضد رجال الأمن ، ومات فيها جميعاً 61 فرداً .
    وهكذا تحتل باكستان المرتبة الثالثة بجدارة على مستوى العالم من حيث كثرة وقوع الانفجارات والهجمات الانتحارية بعد العراق وأفغانستان ، ونظرة بسيطة على حصاد عام 2007م من هذه الأحداث تقع أعيننا على تواريخ هامة كثيرة من هذا الاعتبار نقتبس منها هذه الشذرات :
    1 – 9 يناير 2007م : ثلاثة انفجارات في مدينة ( نو شهره ) ، في اجتماع عام لحزب الجماعة الإسلامية .
    2 – 22 يناير 2007م : هجوم انتحاري على قافلة عسكرية باكستانية في ( ميرانشاه ) راح ضحيته خمسة جنود .
    3 – 27 يناير 2007م : انفجار في بيشاور راح ضحيته أربعة عشر شخصاً من بينهم مدير بوليس بيشاور ( ملك محمد سعد ) ، وجرح ستون فرداً .
    4 – 29 يناير 2007م : هجوم انتحاري على مركز للشرطة في مدينة ( ديره اسماعيل خان : دي آئي خان ) راح ضحيته ثلاثة من رجال البوليس .
    5 – 3 فبراير 2007م : هجوم انتحاري على قافلة عسكرية في مدينة ( تانك ) راح ضحيته جنديان .
    6 – 6 فبراير 2007م : هجوم انتحاري على مطار إسلام آباد جرح فيه ثلاثة من رجال الأمن بالمطار .
    7 – 9 فبراير 2007م : إطلاق النار من أعضاء بحزب ( الرابطة الإسلامية – جناح ق ) على أعضاء حزب الشعب الباكستاني راح ضحيته ستة أعضاء من حزب الشعب منهم ثلاثة إخوة .
    8 – 17 فبراير 2007م : هجوم انتحاري على إحدى المحاكم في مدينة ( كويته ) عاصمة إقليم ( بلوشستان ) راح ضحيته ستة عشر فرداً من بينهم قاض وتسعة محاميين .
    9 – 20 فبراير 2007م : إطلاق النار على الوزيرة الإقليمية لإقليم البنجاب السيدة ظل هما بمدينة ( كجرانواله ) مما أدى إلى وفاتها .
    10 – 2 مارس 2007م : تفجير قنبلة بالريموت كنترول بالقرب من مجمع المحاكم في مدينة الملتان راح ضحيته ثلاثة من رجال الأمن وجرح القاضي ( بشير أحمد بهتي ) .
    11 – 27 مارس 2007م : إطلاق النار على إدارة للمخابرات بمدينة ( باجور ) راح ضحيته خمسة من رجال المخابرات بينهم رتبة .
    12 – 29 مارس 2007 : هجوم انتحاري على مركز تدريب عسكري في مدينة ( كهاريان ) راح ضحيته متدربان .
    13 – 28 أبريل 2007م : هجوم انتحاري على جلسة عامة لوزير الداخلية ( شير باؤ ) بمدينة ( شار سده ) راح ضحيته 28 فرداً وجرح الوزير وابنه .
    14 – 12 مايو 2007م : تبادل لإطلاق النار في مدينة كراتشي بشكل عشوائي بمناسبة قدوم قاضي القضاة المعزول ( افتخار محمد شودري ) راح ضحيته حوالي خمسون فرداً وجرح ما يزيد على مائتين وخمسين فرداً .
    15 – 15 مايو 2007م : هجوم انتحاري على أحد المطاعم بمدينة بيشاور راح ضحيته 28 فرداً .
    16 – 2 يونيو 2007م : انفجار قنبلة في مدينة ( باجور ) راح ضحيته سبعة أفراد .
    17 – 14 يونيو 2007م : إرهابيون يطلقون النار على إدارات أمنية في مدينة كويته ويقتلون عشرة أفراد من بينهم ثمانية من رجال الأمن .
    18 – 6 يوليو 2007م : هجوم انتحاري على قافلة عسكرية بمدينة ( شكدره ) راح ضحيته خمسة عسكريين من بينهم عميد .
    19 – 10 يوليو 2007م : عملية عسكرية حكومية باسم ( العملية الصامتة ) على المسجد الأحمر بإسلام آباد راح ضحيتها المئات من الطلبة والطالبات ورجال الصاعقة من القوات المسلحة .
    20 – 14 يوليو 2007م : هجوم انتحاري على قافلة عسكرية بشمال وزيرستان راح ضحيته 24 فرداً .
    21 – 15 يوليو 2007م : ثلاث هجمات انتحارية في مدينتي سوات وديره إسماعيل خان راح ضحيتها 52 فرداً من بينهم اثنان من رجال الأمن .
    22 – 17 يوليو 2007م : هجوم انتحاري بمدينة إسلام آباد بالقرب من اجتماع عام لقاضي القضاة المعزول افتخار محمد شودري راح ضحيته 13 فرداً .
    23 – 18 يوليو 2007م : تفجيرات بالقنابل في شمال وزيرستان راح ضحيتها 34 فرداً من بينهم 17 جندياً .
    24 – 19 يوليو 2007م : هجمات انتحارية في منطقة ( حب ) و ( هنكو ) و ( كوهات ) راح ضحيتها 53 فرداً من بينهم 18 من رجال البوليس .
    25 – 22 يوليو 2007م : تفجير قنبلة بالريموت كنترول يستهدف قوات الأمن بمدينة ميرانشاه .
    26 – 27 يوليو 2007م : هجوم انتحاري على رجال البوليس بمدينة إسلام آباد راح ضحيته 15 فرداً .
    27 – 2 أغسطس 2007م : محاولة هجوم انتحاري على مدرسة تدريب البوليس في مدينة سركودها راح ضحيتها ضابط بالإضافة إلى الانتحاري .
    28 – 4 أغسطس 2007م : هجوم انتحاري في مدينة ( باره شنار ) وتبادل لإطلاق النار في جنوب وزيرستان راح ضحيتهما 23 فرداً من بينهم 4 من رجال الأمن .
    29 – 20 أغسطس 2007م : هجوم انتحاري على نقطة تفتيش بمدينة ( تل ) راح ضحيته سبعة أفراد من بينهم 5 من رجال الأمن .
    30 – 4 سبتمبر 2007م : هجوم انتحاري بمدينة راولبندي راح ضحيته 31 فرداً .
    31 – 13 سبتمبر 2007م : هجوم انتحاري على ميز لرجال الكوماندوز في تربيلا غازي راح ضحيته 20 فرداً .
    32 – 18 أكتوبر 2007م : هجومان انتحاريان على موكب بينظير بوتو في كراتشي ليلة عودتها من خارج البلاد بعد منفى اختياري قضت فيه سنوات عديدة ، وراح ضحية هذا الهجوم أكثر من 140 شخصا وجرح أكثر من 500 فرداً .
    33 – 25 أكتوبر 2007م : تفجير شاحنة عسكرية بمدينة سوات راح ضحيته 30 جندياً .
    34 – 30 أكتوبر 2007م : هجوم انتحاري بمدينة راولبندي راح ضحيته 8 أفراد .
    35 – 1 نوفمبر 2007م : هجوم انتحاري على حافلة لرجال القوات الجوية في مدينة سركودها راح ضحيته 9 أفراد من بينهم خمسة ضباط .
    36 – 9 نوفمبر 2007م : هجوم انتحاري على منزل أحد الوزراء الاتحاديين راح ضحيته ثلاثة من رجال الأمن .
    37 – 24 نوفمبر 2007م : هجومان انتحاريان بمدينة راولبندي راح ضحيتهما 35 فردا من بينهم 17 من رجال الأمن .
    38 – 3 ديسمبر 2007م : انفجار بمدرسة دينية بقلعة سيف الله راح ضحيته 6 طلاب .
    39 – 9 ديسمبر 2007م : هجوم انتحاري على نقطة تفتيش عسكرية راح ضحيته 13 فرداً من بينهم 5 من رجال الجيش .
    40 – 10 ديسمبر 2007م : هجوم انتحاري على مدرسة للقوات الجوية الباكستانية في معسكر ( كامره ) راح ضحيته 21 فرداً من بينهم 18 من تلاميذ المدرسة .
    41 – 13 ديسمبر 2007م : هجومان انتحاريان على نقطة تفتيش عسكرية في منطقة معسكر كويته راح ضحيتهما 12 فرداً .
    42 – 27 ديسمبر 2007م : هجوم انتحاري وإطلاق للرصاص على رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو فور انتهاء جلستها الانتخابية العامة بحديقة ( لياقت باغ ) بمدينة راولبندي يسفر عن مصرعها مع عشرات غيرها ، وسلسلة من الأحداث الدامية في أنحاء البلاد تسفر عن مقتل ما يقرب من المائة وحرق آلاف السيارات ومئات من محطات التموين بالغاز الطبيعي ونهب عشرات البنوك في أحداث يندر أن ترى مثلها أكثر من مرة في العمر .
    ويعجب المرء : من الذي يفعل هذا ؟! هؤلاء الباكستانيون الطيبون الذين تقطر وجوههم تواضعاً ومسكنة حتى يبدو لك أنهم لا حول لهم ولا قوة ؟!! هؤلاء الباكستانيون الذين يتغنون بباكستان وفضلها بين بلاد العالم الإسلامي ، وقوتها النووية والعسكرية المدهشة ، ولا يكفون عن الدعاء لها بالسلامة وطول البقاء في المساجد بعد كل صلاة جمعة لفترة لا تقل عن ربع الساعة ؟!!من الذي يفعل هذا بباكستان ؟!! لقد لوحظ أن معظم الانتحاريين من الشباب الصغير الذي يقل عمره عن عشرين عاماً ، يلبس الواحد منهم صديرياً مفخخاً متطوراً تحت ملابسه العادية يمتلئ باروداً ودماراً ، ولا يكتشفه أحد ، ويأتي راكباً سيارة أو موتوسيكلاً في الغالب ، وأحياناً دراجة ، وأحياناً أخرى بغير هذه جميعاً ، وفي لحظة يفجر نفسه وسط الزحام فتتطاير الأشلاء وتتناثر الجثث وتنتشر الأعضاء البشرية في مساحة مئات الأمتار المربعة ، وفي النهاية يعثرون على رأس هذا الانتحاري التي تكون بمثابة " الصندوق الأسود " لرجال البوليس والمحققين في الحادث فيعلقون عليها الآمال في التوصل إلى حقيقة الحال ، مثلما يعلق المفتشون في حوادث الطيران آمالهم في الوصـول إلى أسباب الحوادث على " الصندوق الأسود " للطائرة المنكوبة .
    ما هي أسباب هذه التفجيرات ؟ وما الذي يدفع شاباً في مقتبل العمر إلى تفجير نفسه والقضاء على مستقبله ومستقبل أسرته وأسر كثيرة غير أسرته ؟ أهو الفقر الذي يعيش تحت خطه اللعين عدد ضخم من الباكستانيين ؟! أهي البطالة والتشرد ؟! أهو الحشيش والأفيون والهيرووين وأنواع المخدرات الأخرى التي يتعاطاها عدد كبير من أبناء باكستان ؟!! أهي المدارس الدينية التي يتهمونها بتفريخ الإرهابيين وتدريبهم على أحدث وسائل التخريب والإرهاب ؟!! أهي بقايا الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفييتي السابق ؟!! أهي ردود فعل لما تفعله أمريكا في بلاد المساكين ، أقصد بلاد المسلمين ، ونتيجة لارتماء الحكومة الباكستانية في أحضان أمريكا بشكل فاق التوقعات ؟!! أهو المرحلة العمرية التي يعيشها هؤلاء الشباب ، والشباب جنون كما يقولون ؟! أهي السياسة ولا أخلاق في السياسة كما يقولون أيضاً ؟!! أم أنه كل هذا مجتمعاً ؟!!.
    لو كان هؤلاء يفجرون أنفسهم بين الأعداء الذين يحتلون بلادهم ويقتلون أبناءهم وأهليهم كما هو الحال في فلسطين لفهمنا أسبابهم وقلنا : معذورون ، ماذا يمكن أن يفعلوا ؟ إنه اليأس الذي أوصلهم إلى هذه الحال . ولكن أن يفجر نفسه في بلده الحرة المستقلة ليقتل أكبر عدد من المسالمين العزّل الذين لا ذنب لهم ولا جريرة سوي أنهم كانوا يقفون قدراً في المكان الذي يقف هو فيه ، أو يمرون بالقرب منه بمحض الصدفة فهذا أمر فوق الفهم والاستيعاب ، إلاّ أن تكون هذه هي الفكرة الأساسية لدى الانتحاريين في باكستان ومن هم وراءه بالطبع ، يعنى أنهم يعتبرون أن بلادهم محتلة من قوة لا فرق بينها وبين إسرائيل ، وأن هؤلاء الذين يقتلونهم يتساوون مع الإسرائيليين ولا فرق بين الإثنين !! أو أن يكون هؤلاء من غير الباكستانيين أصلاً !!.
    وقد بلغ الرعب من الهجمات الانتحارية في نفوس الناس حداً جعلهم يرتعدون إذا ما خطر على بالهم مجرد إمكانية حدوثها معهم ، فتصدر عنهم ردود أفعال مضحكة مبكية في نفس الوقت ، وقد نشرت صحيفة " نوائي وقت : صوت العصر " الصادرة من لاهور اليوم " 18 / 1 / 2008م " خبراً يقول : إن أحد رجال المرور أوقف ثلاثة من شباب المدارس يركبون دراجة نارية " موتوسيكل " لمخالفتهم الحظر الذي فرضته الحكومة على ركوب أكثر من فرد على موتوسيكل واحد في محاولة لتقليل الهجمات الانتحارية ، ولما طالبهم رجل المرور بدفع الغرامة خطرت لواحد منهم فكرة " جهنمية " ، فقام بفتح سوستة السويتر الذي يلبسه ، وهتف بأعلى صوته قائلاً " الله أكبر " ، فلم يكن من رجل المرور والمحيطين به من المارة إلاّ أن أطلقوا لسيقانهم العنان هرباً من الجحيم الذي سيلتهمهم جراء تفجير هذا " المكبّر " لنفسه (5) . وبالطبع لم يفجر الطالب نفسه ، ولم يكن لديه ما يفجّره ، وإنما استقل الثلاثة الموتوسيكل واستغلوا الفرصة وهربوا دون أن يدفعوا الغرامة .
    هوامش :
    1 - تزوجت من د . تبسم منهاس في الثالث عشر من أغسطس عام 1993م ، وهي حاصلة على ماجستير في اللغة العربية وماجستير في العلوم الإسلامية ودكتوراه في اللغة العربية من جامعة البنجاب . ووالد الكتورة تبسم منهاس هو السيد محمد أشرف الذي كان في الجيش برتبة نقيب ( كابتن ) ، والموطن الأصلي لوالد الكتورة تبسم وأجدادها هو قرية تسمى ( بادشاهان ) بمدينة شكوال ، ثم انتقلت الأسرة إلى راولبندي تبعاً لانتقال والدها إلى هذه المدينة ، وهناك عاشوا فترة، ثم انتقلوا إلى مدينة فيصل آباد حيث استقروا فيها .
    2 - نالني أنا شخصياً بعض من هذا الجو العام من الرعب في باكستان في شكل تهديد بالقتل لزوجتي د . تبسم منهاس داخل حرم جامعة البنجاب العريقة حين جاءها أحد الأشخاص على موتوسيكل وكانت في محاضرة لها بمركز الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية ( 2007م ) ، فأرسل إليها طالبة تخبرها بأن هناك من يريد مقابلتها ، ولما خرجت إليه وضع طرف شاله علة وجهه وهددها بمسدس يحمله في سيالة قميصه بأنها إن لم تعدل عن التقدم للعمل في جامعة البنجاب فسيقتلها هي وأولادها ، وأنه يعرف كل تحركاتنا ومدارس أبنائنا ومقر سكننا ، فأخذت الدكتورة تبسم الدهشة والرعب للحظات ، ولما استجمعت قوتها وصرخت فيه انطلق بالموتوسيكل وخرج من الجامعة ، وقد كتبت إلى رئيس الجامعة بالأمر بشكل رسمي ، ولكن متى كانت حياة البشر تساوي كثيراً في باكستان ، ولا حياة لمن تنادي .
    3 - هذا هو نفس ما يفعله صغار اللصوص في مصر حين يتجولون ليلاً في المدن والقرى فيسرقون ما تيسر لهم من ملابس منشورة على حبال الغسيل أو بطاً وأوزاً نسي أصحابه احتجازه قبل النوم .
    4 - كتبت هذا المقال في أوائل عام 2008م .
    5 - ذكرني هذا بالنكتة التي أطلقها المصريون في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي اشتهر عهده بكثرة اعتقال أصحاب الاتجاهات الدينية وخاصة " الإخوان المسلمون " ، فيقولون : إن رجلاً في ذلك الوقت تشاجر مع زوجته ، وعلى عادة الأزواج في تهديد زوجاتهم بأن " يهجّ " ويترك لها البيت أراد هذا الرجل تهديد زوجته على هذا المنوال بما هو شائع في عصره ، فقال لها : أعمل آيه يا شيخة ، أسيبلك البيت وأمشي ، أو أنزل في الشارع وأقول " لا إله إلاّ الله " .


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية د.محمد فتحي الحريري
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    4,840
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: شاهد عيان يحب باكستان-الفصل الخامس-الحلو مايكملشي

    شكرا لما تفضلتم به
    ولاعتبار ان الكمال لله وحده فنحترم وجهة نظركم وهناك آراء تحتمل النقاش
    اكرر التحية والتقدير مولاي


  3. #3
    رئيس قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة مصر الصورة الرمزية إبراهيم محمد إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    236
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: شاهد عيان يحب باكستان-الفصل الخامس-الحلو مايكملشي

    فضيلة الدكتور محمد فتحي الحريري حفظه الله
    أشكركم جزيل الشكر على مروركم الكريم ، وبالتأكيد الآراء تختلف ، وقد أشرت إلى ذلك في بداية المقال ، ولست مصراً على أمر أو رأي يثبت خطؤه ، وكلنا نشترك في حبنا لعالمنا الإسلامي ، وباكستان بلد عزيز على قلوبنا ، وأنا بالذات أكن لباكستان حباً مضاعفاً ، وأدعو الله أن يحفظ بلادنا ومنها هذا البلد العزيز .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •