وصـف الآثار والتحف في كتب المسلمين


ذخرت مؤلفات المسلمين في " التاريخ " و " الجغرافية " و " الرحلات " و " وصف البلدان " والأشعار وكتب الأدب بشتي فروعه بوصف للآثار القديمة التي خلفتها الأمم السابقة ، وإن دل هذا علي شيئ فإنما يدل علي إدراك لقيمة المخلفات المادية للحضارة الإنسانية وترجمة هذا الإدراك إلي تسجيل لتلك الآثار وأخبارها ، وذلك بغرض الاستفادة من تجارب الأمم الماضية ، ويطابق هذا التعريف الحديث لعلم الآثار ، ولم يقتصر المسلمون علي وصف وتسجيل البنيان والتماثيل ، وإنما تعدوا ذلك إلي تسجيل ووصف ما أبدعته أيدي الصناع المهرة والفنانين الحاذقين فألفت الكتب عن " الذخائر " و " الهدايا والتحف " إلي جانب ما انبث في الكتب ذات الطابع العام من أخبار عن الذخائر والهدايا والتحف .


وصف مقطع من الحرير ( المقريزي : المواعظ والإعتبار )

وصف لنا المؤرخ المقريزي مقطعاً من الحرير كان في خزائن الفرش والأمتعة الفاطمية " مقطع من الحرير الأزرق التسترى ( من بلدة تستر ) غريب الصنعة منسوج بالذهب وسائر ألوان الحرير كان المعز لدين الله أمر بعمله في سنه ثلاث وخمسين وثلاثمائة فيه صورة أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها ومسالكها شبه جغرافية وفيه صورة مكة والمدينة مبينة للناظر مكتوب علي كل مدينة وجبل وبلد وبحر وطريق اسمه بالذهب أو الفضة أو الحرير وفي آخره " مما أمر بعمله المعز لدين الله شوقاً إلي حرم الله وإشهاراً لمعالم رسول الله ( ص ) في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة والنفقة عليه اثنان وعشرون ألف دينار " .