ذرية إبليس و القماقم السليمانية


قال الله تعالي : " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً " ( سورة الكهف ،آية 50) . قال القاضي عبد الجبارفي تفسير هذه الآية (19): الذرية هم الولد والأهل ورقتهم (أى الجن ومنهم إبليس ) لا تمنع من توالدهم إذا كان ما يلدونه رقيقاً كما لا تمنع لطافة اللطيف من الولادة إذا كان ما يلده لطيفاً ، ألا ترى إنا قد نرى من الحيوان مالا يتبين للطافته إلا بالتأمل ، ولا يمنع ذلك من أن يتوالدوا إذا كان ما يتوالدونه لطيفاً. وقد قال مجاهد : لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم علي شيء من أمره ، ثم سماهم فذكر ثبر والأعور ومسؤط وداسم وزلنبور.

وقد استخدم مؤلفو ألف ليلة وليلة هذه المعلومات في " حكاية القماقم السليمانية ". فقد أمر الخليفة موسي بن نصير نائبه في بلاد الغرب بالسير في طلب القماقم السليمانية بنفسه . فيتخذ موسى بن نصير الشيخ عبد الصمد بن عبد القدوس الصمودى دليلاً يرشده في رحلته . وبينما هم سائرون يوماً من الأيام وإذا هم بعمود من الحجر الأسود ، وفيه شخص غائص في الأرض إلي إبطيه ، وله جناحان عظيمان وأربع أيد : يدان منها كأيدى الآدميين ، ويدان كأيدى السباع ، فيها مخالب وله شعر في رأسه كأنه أذناب الخيل ، وله عينان كأنهما جمرتان، و له عين ثالثة في جبهته كعين الفهد، يلوح منها شرر النار ، وهو أسود طويل وينادى :
ـ سبحان الذى حكم علي بهذا البلاء العظيم ، والعذاب الأليم إلي يوم القيامة .

ويقـدم هذا الشخص نفسه فهو عفريت من الجن اسمه داهش بن الأعمش ( نلاحظ أن أحد أبناء إبليس في الخبر اسمه الأعور )، ويقول داهش : إن حديثي عجيب ، وذلك أنه كان لبعض أولاد إبليس صنم من العقيق الأحمر ، وكنت موكلاً به ، وكان يعبده ملك من ملوك البحر، جليل القدر، عظيم الخطر، يقود من عساكر الجان ألف ألف، وكنت أدخل في جوف الصنم فآمرهم وأنهاهم .

وقد أرسل سليمان عليه السلام إلي ذلك الملك يقول له : " زوجني ابنتك واكسر صنمك العقيق و اشهد أن لا إله إلا الله ، وأن سليمان نبي الله " ولكن العفريت داهش دخل جوف الصنم وزين للملك عدم الإهتمام بأمر سليمان وأن يحاربه ، فحاربه سليمان وحل بداهش البلاء .