يا صديقي لا تسلْ عن صوتِ
الأنينِ في أصابعي
عن دمعةِ الحزنِ في جوفي
عن طولِ شَعْري رغم رداءَةِ الصابون
وانصهارِ أسنانِ المشط..
لا تسلْ عن ذبولِ الأقحوان
وزهرِ النوار
واللوزِ والصنوبر..
تلك الشمعة التي تنتحرُ
كعجوزِ السنديان
تتحطمُ كصنمِ التمثال..
يا صديقي نحن أجسادٌ تجردت من اللحم والدم
أجسادٌ لا تحملُ سوى هياكلَ وجماجمَ جوفاءَ
نحن ما عدنا نورقُ كتموز
والأمطار ما عادت تُستَقبل على أرضنا..
سلْ عن العصافيرِ التي هجرت أعشاشها
عن السنابلِ التي جُردت من الخير
والمآقي التي حُفرت بالجيرِ والكبريت
والجلودِ التي تدعكُ بالبنزين..
يا صديقي نحن شعب حملَ القضية
منذ نعومةِ الأظفار
نحن شعبٌ هويتنا الحجر
ولباسُ أجسادنا بعضُ حبيباتٍ
من رملِ البلادِ..
نحن شعبٌ ما أشقاه من شعب!
سلْ عن سلالات المجدِ والعراقةِ
عن قصائدِ العشقِ والرعونةِ
التي غادرت أسقفَ المنازل..
سلْ عن فتيات الحي كلما وردنّ الماء
روينّ الأرض بعرق الخلاخل..
نحن شعب لا يموت.. أبداً لا يقهر..
نعشقُ الحياةَ رغم مجازرِ القتل والدمار
لا زلنا نقبلُ فمَ الحياةِ
ونستقبلُ النّدى كلَّ صباح..
نحن يا صديقي شعبٌ يتحدّى القيّد والظلام
ويعشقُ الضربَ والقنا..
نحن شعب ما أشقاهُ من شعب!
لا تسلْ عن أصواتِ البلابلِ من أسكتها..؟
مَنْ خنقَ فيها روح الحياة..؟؟
سلْ عن تلك المنازلِ كيف دكها الطغيان..؟؟
وحوّل ساكِنيها لأشباح..؟
سلْ عن صلاحِ الدينِ فيها وعن ياسين..؟
أيتها الدمعةُ الساقطةُ من وريدي
إلى متى تبقى العتمة ملاذك
والعاصفة تقتلعُ كلّ الجذورِ..؟؟
يا صديقي ..
إنْ سألكَ عني الداعي يوماً
فقل: آتٍ بإذن الله
نحن شعبٌ ما أشقاهُ من شعبٍ!
رصفوه بالفتيلِ والأحقادِ
كرقعةِ النردِ يتنازعون أطرافه
ينبشون في ماضٍ سحيقٍ
يظنون أنّه يعيدُ لهم الأمجادَ
لكنّ المجدَ لنا وحدنا
نحن الصامدون فوقَ الحدودِ..
لا تسلْ عن سلامتنا
فأرواحنا فوقَ الأجسادِ
ولن يسكتوا صوتَ الحقِ فينا
مهما انهالوا علينا بالطعنات...!!
|
المفضلات