الملالي وشريعة الغاب وتهجير الأشرفيين
مؤيد عبدالله النجار
مرة اخرى يغفل المتفردون بالحكم في إيران حقيقة عدم إمكانية تطبيق شريعة الغاب خارج حدود جمهوريتهم (الإسلامية) .. مرة اخرى تراودهم أحلام اليقظة بأن يمتد نفوذهم إلى قلب العراق والخليج ولبنان وربما إلى جزر الواق واق التي قد تحتاج يوماً إلى قبسات من بركات الملالي المبجلين.. مرة أخرى حلموا باستخدام سطوتهم ونفوذهم عن طريق عملائهم في بعض الدول ليتحكموا في مصائر العباد ويكبتوا إرادة الشعوب ويقمعوا الأصوات المعارضة لنهجهم الدكتاتوري الذي بات نشازًا في زمن الحريات والتحولات الديمقراطية.. فبالأمس القريب شاهدنا تجسيدًا حيا لشريعة الغاب التي طبقها الملالي في شوارع طهران المنتفضة ضد رعاة الإرهاب أصنام القرن الحادي والعشرين, وشاهدنا كيف تحول ميدان آزادي (ساحة الحرية) إلى مقصلة قطعت رأس (آزادي), وشاهدنا نصب الجندي المجهول مخضبا بدماء شهداء وجرحى الإنتفاضة, وشاهدنا عناصر الباسيج لا يدخرون وسيلة قمعية مما تعلموا على يد كبار المجرمين إلا وطبقوها على ضد الأبرياء العزل الذين جهروا بقول (مرك بر دكتاتور) بعد أن بلغ بهم الشعور بالأسى والإحباط حدًا لم يعد فيه الموت يخيفهم, وهذا ما توقعه الجميع من شعب مقموع مسلوب الإرادة ليس لديه ما يخسره .. واليوم أغفل الملالي أن تطبيق شريعة الغاب في العراق أيضا لتصفية معارضيهم قد لا يلاقي النجاح الذي لاقاه في إيران, فاليوم وبعد أن فشل هؤلاء في جعل عملائهم في الحكومة العراقية يخرجون مجاهدي خلق من مدينة أشرف عمدوا إلى محاولة نقلهم إلى مكان ثان داخل العراق لاعتبارات عديدة من بينها إبعادهم عن الحدود الإيرانية والنيل من هيبة المدينة التي اشتهرت عالميا بأنها رمز للمقاومة الإيرانية والتي طالما كانت عصية عليهم وعلى عملائهم في العراق. فشريعة الغاب اصطدمت اليوم بالمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية التي تضمن حماية اللاجئين وعدم تهجيرهم أو نقلهم قسرًا إلى مكان ثان.. ومن هنا يظهر جلياً سخف المحاولات الرامية إلى اغتنام فرصة وجود حكومة عراقية موالية لملالي إيران وخوض سباق مع الزمن – أي قبل حلول موعد الإنتخابات العراقية- للإنتقام والتنكيل بالمعارضة الوطنية الإيرانية التي تدق في كل يوم مسمارًا في نعش الطغاة وأعداء الحياة.. وما يعزز سخف هذه المحاولات البائسة قيام الأمم المتحدة بمراقبة الوضع في مدينة أشرف عن كثب ومنعها لأية محاولة لإخراج مجاهدي خلق المحميين وفق معاهدة جنيف الرابعة.. فضلا عن صدور قرار البرلمان الأوربي في الرابع والعشرين من نيسان 2009 بضرورة صيانة حقوق مجاهدي خلق وضمان عدم تهجيرهم قسرا أو إعادتهم لبلدهم.. كل هذه الأمور لا تدركها العقول التي أعمتها شريعة الغاب التي لا تفهم إلا القمع والإرهاب.. وأخيرا كان على أقزام الملالي في مجلس محافظة المثنى أن يوفروا على أنفسهم –مشكورين- عناء هذه التصريحات الخائبة في مسرحيتهم البائسة بخصوص عدم رغبتهم بنقل سكان أشرف إلى صحرائهم خشية ما أسموه بـ(زعزعة استقرار المدينة).. فأهل أشرف باقون في أشرف والأمم المتحدة تراقب والقانون الدولي يراقب والبرلمان الأوربي يراقب والعالم يراقب, وما سوى ذلك ليس إلا هذيان تحمله الريح عائدة به إلى الملالي وعملائهم.
مؤيد عبدالله النجار