اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور محمود حمد سليمان مشاهدة المشاركة
.. والواقع أننا في هذا العصر المتأخر، يجب أن نسلِّم أنه جلَّ من لا يخطىء في اللغة قولاً أو كتابة حتى ولو كان من أهم اللغويين وكبارهم.. غير أن الشجاعة تبرز عندما يعترف كل واحد منا بالخطأ من غير استعلاء أو مكابرة.
وإذ أراني واثقاً كل الثقة بخلود العربية واستمراريتها وسموها على كل اللغات كما يعترف بذلك العديد من المستشرقين والمستعربين قبل العرب أنفسهم.. فإنني أرى، بالإضافة إلى ما ذكره المشاركون قبلي، أن العلاقة بين اللغة العربية وكل قضايا الأمة علاقة جدلية دائمة وقوية ومتلاصقة..
ولكي تعود العربية لغة عالمية بامتياز فلا بد أن تكون الأمة العربية أمة متقدمة صناعياً وعلمياً على كافة المستويات.. لأن السلع والبضائع والمصطلحات والنظريات.. وغيرها تأخذ أسماءها من الأمم التي تنتجها.. وهكذا تصير الأمة الضعيفة وغصباً عنها أمة متلقية .. وليست أمة مرسِلة.
بالإضافة إلى ذلك وعلى جانبه فلا بد من توحيد مجامع اللغة العربية بمجمع واحد حتى تتوحد الألفاظ المولدة والإجتهادات المتنوعة والمفردات الدخيلة.. بالإضافة إلى ضرورة توحيد البرامج التربوية العربية .. وهو الدور المنوط بالجامعة العربية التي لا تجدها حاضرة إلا في الضمير الغائب .. !!
وكل هذا وذاك لا يمكن أن يحدث بدون وحدة عربية أو بالحد الأدنى : تنسيق عربي بين الأنظمة والنظم كافة .. وهو لن يحصل في أنظمة لا تحترم شعبها ولا تخاف ربها..
اللهم بارك لنا في ثوراتنا المقبلة وقد هلت بشائرها في سحب الأفق الجديد / المقابل والمقبلة بإذنه تعالى
أكرر شكري وتحياتي للجميع
محمود
عزيزي د. محمود حمد سليمان
نقاط مهمة وقفت عليها في مداخلتك الجميلة. وأوقع على ضرورتها جميعا.
ولكن هناك متغيرات كشفت لنا وجها كان خافيا عنا وهو أن أعداء الأمة ليسوا من خارجها فقط ، وإنما بعض الحكام هم أعدى على الأمة من عدوها. فبالإضافة للبطش وإهدار الدماء في سبيل البقاء في السلطة اكتشفنا أنهم نهبوا ثروات الرلاد وجوعوا الشعوب ، وادخروا المليارت في بنوك أجنبية ، وأقاموا مشاريع ومصانع في تلك الدول ، مساهمين في بناء اقتصادها على حساب تدمير اقتصاد أمتهم وبلادهم المنهوب.
فكيف يتسنى لنا أن نكون دولا منتجة ومرسلة ونحن نعاني من عدوين عدو داخلي وعدو خارجي ، وما أبصر المتنبي حين قال في سيف الدولة:
وسوى الروم خلف ظهرك روم ... فعلى أي جانبيك تميل؟!
فأمتنا تواجه صليبيين ويهود واستعمارا من داخلها يتمثل في حكام خونة لصوص كما تواجه أشباههم من خارجها.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.