السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي فلقد كنت اعلم أنكم سوف تتسألون عن هذا التساؤل ؛ ألا وهو الكسل لمن يتمتعوا بالرضى والقناعة " بالنفس الراضية "
فهؤلاء نرى معهم أن السعادة الداخلية ليست مكتسبة بل هبة من الرحمن ؛ وليست موروثة أيضاً .
هؤلاء الأشخاص يتمتعون بمخزون عالي من الأماني والأحلام التي قد لا تفوق غيرهم ، ولكن لقناعتهم ورضاهم يخجلوا عن التصريح والإعلان عما بدواخلهم " فنرى بريق الأمل يشع من عيونهم ومن بشاشة وجوههم "، لأنهم ايضا يتمتعون بثقة عالية في الله قبل انفسهم وبأنهم سوف ينالون ما يستحقون بعد السعي والعمل من أجل الغير مرضاة لله ولله .
فالكسل ليس له مكان مع هؤلاء ؛ أصحاب النفس الراضية .
وكذا نراهم سعداء بالأمل والثقة المنبعثة من داخلهم .
أما الكسل فنجده بأصحاب النفوس الغير راضية ؛ حيث أنهم مع أقل جهد يتخاذلون ويستكينون ولا يرتضون بالعطاء القليل ، بل يسعون لتحصيل ما قد يفوق عطائهم .
فنراهم كثيري التذمر والشكوى من سوء الحظ ، وعندما يهبهم البعض جزءاً مما يبتغون نرى سعادتهم بالفوز " كمن أصطاد فريسة صعبة المنال سهلة العطاء " ولكن ما تلبث وأن تنطفئ تلك السعادة من عميق عيونهم حيث نراهم ينظرون للنصف الفارغ من الكوب .
وتلك الفئة قد تسوس لهم الأيام نفوسهم ، أو قد يغلب الطبع التطبع ؛ فيظلوا على حالهم .
إذن السعادة قد تتفاوت بين البشر بحسب الطباع ؛ والطباع هنا " قابلة للتغيير مع الأيام والخبرات المكتسبة " والنفس كذلك " قد يغلبها تقربها من الله أو تظل لحالها التي جبلت عليها " .
إذن السعادة قد تكون هبة من الله بالنفس الراضية ، أو قد تكون مكتسبة من الأيام وخاصة لمن جبلت نفوسهم على الأخذ دون العطاء .
والله أعلم .
وأخيراً وليس آخر لكم مزيد من تقديري وشكري لمساحة البوح معكم أخي الفاضل الكريم
د. صلاح الدين
المفضلات