شخابيط ومغالطات على مائدة المصالحة


شُخبِِِِيط....ُلُبيك... امرك مش بين ايديك

باختصار هذا ما يحدث على مائدة المصالحة إن صح التعبير رغم إنني اختلف مع إطلاق هذا المصطلح على ما يحدث بين القوتين الأساسيتين في الساحة الفلسطينية ، وأعتبر ان قصيري النظر والذين يهوون الاستراحة الأبدية على أول محطة هم من يعتقدون أن الوضع الفلسطيني يمكن أن يستكين او يجد الاستقرار إذا توصلت كل من حماس وتيار أوسلو إلى تفاهمات وتقاسمات على ما يسمى موروث أوسلو ( السلطة ) ، في حين أن حماس لا تقف لوحدها بل هناك فصائل من المقاومة وهناك منهجية حماس ومنهجية الفصائل تحكم مواقفها من صياغة الورقة المصرية التي تطالب القاهرة بالتوقيع عليها إلزاما ً أو اختيارا ً أو بالاثنين معا ً ، في حين أن السلطة وبرفض حماس التوقيع على تلك الورقة تجد نفسها في حالة هروب للأمام وحالة غوص بالمشاركة الفعلية ضد مصالح الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة والممانعة .

منذ عام اعتقد عباس وبتحريضه على حماس وفصائل المقاومة في غزة أن ما يسمى بالمجتمع الدولي سيفرض حلا ً عسكريا في غزة ووجدت القاهرة من هذه التحريضات خطرا ً على أمنها القومي والإقليمي ، في حين ان قطاع غزة محكوم بوضعه الجغرافي وآليات الحصار عليه في عملية ابتزاز أو إكراه على الموافقة على ما يشكل خطورة على مستقبل الشعب الفلسطيني وفلسطين التاريخية .

شخبيط ....لبيك .. امرك مش بين ايديك

وهذا ما أكدته مصادر دبلوماسية غربية عن شخصية عباس الذي يحاول في عملية إسقاط ما زلت أصفه بها من خلال صراع داخلي نفسي ومرض نفسي يتراوح ما بين الهذيان والازدواج في الشخصية والمواقف ، عباس يتهم حماس وقوى المقاومة بمرجعيات تمتلك أمرها وإذا وافقنا على هذا الطرح ، ماذا يقصد عباس بمرجعيات المقاومة؟ ، بالتأكيد انه يقصد ايران وسوريا وقطر ، واذا ما قارنا هذه المرجعية بمرجعية عباس وسلطة رام الله لنقول هذه هي مرجعية حماس والمقاومة ، ولكن ماهي مرجعياتك يا سيد عباس؟ ! وانت لست بسيد!

ايران لم تحتل فلسطين ولم تحتل القدس وترفع شعار تحرير القدس وتحرير فلسطين ، ايران الاسلامية بعيد عن أي نظرة عصبوية مذهبية ...ايران لم تساهم في حصار وقتل اطفال فلسطين .... ايران تدعم المقامة وهذا حق ولا تلام حماس عليه عندما ذهبت الاجواء العربية والارض العربية والاقتصاد العربي في خدمة الصهاينة .

سوريا التي تحتضن الفلسطينيين ويعيشون على اراضيها بعزة وكرامة ، سوريا العربية هي التي مازالت تدعم المقاومة ، سوريا العربية هي التي حددت المسار الأول المتجدد والمتقدم لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ انطلاقتها ، سوريا التي مازالت في خندق الممانعة وتقود مواقفها بقوة واقتدار كلاعب إقليمي مهم .

سوريا التي تحافظ على ثوابت الشعب الفلسطيني وعلى كرامته وحقوقه التاريخية .

وماهذه الحملة على قطر ؟؟!!! ستقولون ان قطر وحملات التشويه والقواعد التي على أراضيها تشكك في موقف قطر واتصالاتها مع بعض الزعامات الصهيونية ، ولكن ما هو موقف قطر من حرب الجنوب اللبناني الأخيرة مع العدو الصهيوني ؟ وما هو موقف قطر في المحافل الدولية ومجلس الأمن ؟ وما هو دور قطر في تنمية الاقتصاد الوطني الفلسطيني ؟، وما هو دور قطر في الرعاية الصحية للشعب الفلسطيني داخل الوطن ؟ وما هو دور قطر في حماية مصالح الشعب الفلسطيني المتواجدة على أرضها الذي يعيش بعزة وكرامة ؟ وما هو دور قطر في مساندة الكفاح المسلح ومساندة حركة فتح منذ انطلاقتها ؟ ، والحديث يطول في هذا الجانب ،ايران التي رفعت العلم الفلسطيني على السفارة الصهيونية في عهد الإمام خوميني وعلى انقاض علاقات شاه شاه البائد .

أما مرجعية عباس فهي قزمية ولا تخرج عن ولائه لمبعوث أمريكي يسمى دايتون وولائه من خلال أجهزته الأمنية للمؤسسات الأمنية الصهيونية ، أما كل ما يقال عن السياسة ومواقف إعلامية يقصد بها استيعاب الشارع الفلسطيني فهي مجرد شخابيط ولخابيط في ظل تقدم واضح في المهام الأمنية للأجهزة الأمنية الصهيونية مع الأجهزة الأمنية لسلطة عباس .

إذا ً المصالحة تقع في ظل شخابيط ولخابيط المقصود بها تحديد خيارات حماس والمقاومة الفلسطينية وهكذا هي الورقة المصرية لتخول عباس من تكريس الإنقسام الجغرافي والأمني للشعب الفلسطيني ولتنفذ الخطة رقم 2 لعملية الانقسام بعد الخيانة الكبرى التي قام بها تيار اوسلو في غزة ، فهم يريدون تحديد موعد الانتخابات لأنهم يراهنون على من استقطبوهم في الضفة واجرائهم وانشطة الموساد بين الشعب الفلسطيني بالضفة ، عباس يريد التغوط في فصل الضفة وإقامة سلطة أوسلو اللحدية واستكمالها وأما ان تركع غزة وتركع فصائلها لتبقى تحت سيطرة دايتون وأجهزته الأمنية .

مرجعية عباس الذي يتحدث عنها هي التي قتلت أطفال غزة وأطفال العراق وأطفال افغانستان والصومال وأطفال الجنوب اللبناني ولو صح الحديث في حكم العلاقات النضالية والجهادية فإن من الشرف ان تنتمي فصائل المقاومة لهذه المرجعيات التي يسخر منها عباس في كل حديث له ، ومن العار كل العار أن يبقى الشعب الفلسطيني صامتا ً على مغالطات هذا المريض ، فعدونا واحد وهو معروف (الصهيونية وكل من دعم الكيان الصهيوني وكل من انتهك كرامة الأرض العربية من فلسطين إلى العراق إلى الصومال) هاهم اعداؤنا وبالتأكيد ان من يتعامل معهم هم الأخطر على مستقبل الشعب الفلسطيني والشعب العربي .

بقلم/ سميح خلف