آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    "أنقذونا من اللواء الأردني انهم يتقدمون باتجاهنا ولا يعرفون التراجع ونحن نخلي مواقعنا لهم" هذا التسجيل التقطته كتيبة الاستطلاع السورية للضباط الصهاينة وهم يصرخون مخاطبين قادتهم، وقد سلم التسجيل الى قائد اللواء الأردني (40) بعد انتهاء هذه المعركة في الغروب من قبل العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري.


    ما أن اندلعت الحرب في يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى حتى قام الأردن بوضع قواته تحت درجة الاستعداد القصوى (الانذار الفوري) اعتباراً من الساعة 1420 من ذلك اليوم وصدرت الأوامر لجميع الوحدات و التشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضي المحتلة في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية وأدت الإجراءات هذه إلى مشاغلة قوات العدو الإسرائيلي فالجبهة الأردنية من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب كبير من قواتها تحسباً لتطور الموقف على الواجهة الأردنية

    ونظراً لتدهور الموقف على الواجهة السورية ورغم عدم إعلام الأردن بالحرب قبل وقوعها فقد تحرك اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فأكتمل وصوله يوم 13 تشرين الأول عام 1973 وخاض أول معاركه يوم 16 تشرين الأول حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 3 العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع الضارب 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم .

    أهمية المشاركة الأردنية في حرب 1973 :

    على الرغم من محدودية المشاركة الأردنية في حرب 1973 إلا أنها كانت إيجابية وفاعلة على المستويات الإستراتيجية والمعنوية ويمكن تلخيص هذه الأهمية بما يلي:

    (أ) إشغال جزء من القوات الإسرائيلية على طول امتداد الجبهة الأردنية وحرصها على تعزيز قواتها على الجبهتين السورية والمصرية .

    (ب) حرمان العدو الإسرائيلي من الالتفاف على الجزء الأيسر للقوات السورية وذلك من خلال تأمين القوات الأردنية الحماية لمحور درعا ودمشق والجناح الأيسر للقوات السورية .

    (جـ) تثبيت القوات الإسرائيلية في الجولان بمساعدة القوات العراقية ومنعها من تطوير عملياتها الهجومية وإجبارها على التحول إلى وضعية الدفاع .

    (د) تعميق مفهوم العمل العربي المشترك وتفعيله وتطبيقه على أرض الواقع .

    نتائج الحرب على الأردن :

    كان للحرب نتائج إيجابية على الأردن ومنها :

    (أ) إعادة العلاقات التي كانت مقطوعة بين الأردن وبعض الدول العربية .

    (ب) استئناف المساعدات العربية التي كانت مقطوعة عن الأردن .

    (جـ) تحريك القضية الفلسطينية على المستوى السياسي .

    من خلال متابعاتي لما أوردته وسائل الاعلام الناطقة بالعربية على اختلاف ألوانها وشعاراتها وخاصة المرئية منها والمقابلات التي أجروها في تغطيتهم لحرب تشرين 1973 لم أجد أي محلل عسكري أو خبير استراتيجي يتعرض بشكل تفصيلي ودقيق لمجريات سير المعارك للجيوش العربية المساندة والمشتركة مع الجيشين السوري والمصري ابان الحرب 1973 .

    فالأردنيون لهم حضور كبير في هذه الحرب فقد كان لهم فرقة مدرعة مجحفلة وكذلك العراقيون الذين أسهموا ودفعوا بثلاثة أرباع قواتهم الجوية المقاتلة + ثلثي قواتهم المدرعة وخمس وحدات المشاة ناهيك قطعهم لمسافة ألف كيلو متر حتى وصولهم لأرض المعركة في الجولان على الجنزير والعجلات والذي يشهد لهم القاصي والداني ببطولاتهم فقد ضربوا العدو الصهيوني ضربات موجعة وسقط منهم مئات الشهداء

    ولو قدر وتواجدت القوات العراقية والأردنية على الجبهة السورية قبل الحرب لتغير مجرى الحرب وتم تحرير الجولان بأكمله

    وكذلك المغاربة لواء مدرع أبلى بلأ حسنا خاصة في معارك جبل الشيخ

    وكذلك الأخوة السعوديون والكويتيون الذين قاتلوا ببسالة وشجاعة

    ولأنني شاهد في هذه الحرب ومشارك بها من خلال مشاركة اللواء المدرع الأردني 40 ( كاتب هذه السطور كان يومها ضابط برتبة ملازم ) قائد فصيل دبابات وقائد النفيضة( القوة الأمامية للواء) سأكتب اليوم ويقينا" أن الكتابة عن الأعمال الخالدة تبقى دائما محاولة دون مستوى الوصول الى كبد الحقيقة لأن تاريخ البطولات المسطر بالدم أبلغ من أي تاريخ مسطر بالمداد"

    وأن مشاركة اللواء المدرع الأردني40 في حرب تشرين1973 تستحق أكثر من هذه الكتابة من قبل المحللين والمختصين تماما كما تستحق بطولات الجيش المصري والسوري ان يكتب عنها فهؤلأ رفعوا رأس الأمة عاليا "لهم منا جميعا" الشكر والعرفان ورحم الله شهداء الأمة العربية والذين هم أنبل وأكرم من في الوجود فقد سطروا بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية وجادوا بأغلى ما يملكون.

    ان مشاركة القوات الأردنية الباسلة في حرب تشرين 1973 تعتبر حدثا مجيدا وعريقا في تاريخ النضال العربي وتاريخ الحروب بشكل عام كما هو بقية الدول العربية الحبيبة فنحن أمة واحدة ذات رسالة خالدة وان ما يجمعنا في أوقات الشدة دليل قاطع على وحدة الأمة من المحيط الى الخليج وان ترآء غير ذلك للعيان .

    في مساء يوم 12-10-1973 وبعد 6أيام من بدء المعارك وبعد أن تدهور الوضع على الجبهة السورية نتيجة قيام القوات الاسرائيلية بهجومها المعاكس يوم 11-10 ب75%من قواتها الجوية والبرية بعد ان نقلت هذه القوات من الجبهة المصرية وأكملت دعوة الاحتياط وزجتها في معركتها مع الجيش السوري البطل تراجعت القوات السوريه مشكلة "وضعية الدفاع"

    طلب المرحوم الرئيس حافظ الأسد من الملك حسين يرحمه الله أن يسارع الى نجدته لأن الوضع على الجبهة أصبح صعبا للغاية .

    استجاب الملك حسين فورا وأمر بتحريك أقوى لواء مدرع في الجيش الأردني وهو اللواء المدرع 40 وهو من أشرس وأعنف وحدات القتال المدرعة الأردنية يقوده العميد الركن المرحوم خالد هجهوج المجالي وهو من خيرة وصفوة القادة الأردنيين البواسل

    وبعد الغروب من يوم 12-10-1973تحرك اللواء40على الجنزير باتجاه الحدود السورية

    وفي منطقة التوقف للتزويد الاداري على الحدود وفي منتصف الليل فوجئنا بوجود القائد الأعلى الملك الحسين طيب الله ثراه بيننا مودعا وموصيا ببذل كافة الجهود والطاقات لمساعدة أشقائنا السوريين ولا فرق بين الأرض السورية أو الأردنية وأن نحمي أرضنا بأرواحنا ودمائنا وأن يكون لنا احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة

    كانت كلماته الصادقة المختزنة في أعماق وجدانه نبراسا يضيئ لنا الطريق ودخلنا الى منطقة الحشد في الأرض السورية مرورا بمدينة درعا والتي خرجت عن بكرة أبيها لاستقبالنا رجالا ونساء وأطفالا وتحت هدير جنازير الدبابات كانت أصوات التحية والترحيب تهدر أيضا فرحا بالتلاحم العربي فالمصير واحد بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداني .

    منطقة الحشد:

    محافظة درعا (جنوب سوريا) الشيخ مسكين ، نوى ، الحارة ، نبع الصخر وهي تبعد عن دمشق 100كيلومتر وتعتبر منطقة سهلية منبسطة تتبع الى سهل حوران المنبسط وبهذا تكون القوات المتواجدة بها مكشوفة عارية

    الا أن القوات الأردنية لم تتعرض الى أي غارة جوية اسرائيلية وذلك بفضل أسلحة ومنظومة الدفاع الجوي السوري القوية والتي كانت تسقط أي طائرة تعترض مجالها.

    كانت معنويات اللواء المدرع 40 عالية جدا ومتلهفين للقاء العدو وما ان اكتمل حشد اللواء مساء يوم 13 تشرين أول حتى بدأ وضع الخطط العسكرية وحسب الموقف الراهن على جبهة القتال وأبلغت القيادة السورية بجهوزية اللواء التامة للقيام بالهجوم على القوات الاسرائيلية وطردها من المواقع التي احتلتها من جباتا الخشب وخان ارينبه القريبة من القنيطرة وشرقا الى سعسع

    وساحة العمليات هذه منطقة وعرة جدا تحد من حركة الدبابات جزئيا ، منطقة بركانية مليئة بالتلال الصخرية الصغيرة والرجوم الحجرية والحجارة الكبيرة المتناثرة بين جنباتها ، وتكاد الطرق ان تكون معدومة ،

    سير المعارك :

    وضع اللواء المدرع40 تحت امرة الفرقة المدرعة العراقية 3 والتي وصلت الى الجبهة السورية قبل وصوله بيومين وتموضع اللواء 40على يسار الفرقة العراقية وتم التخطيط للقيام بهجوم معاكس على القوات الاسرائيلية في قاطع ( سعسع وتل عنتر وجباتا الخشب وخان أرينبة ) حيث بدأ الهجوم فجر يوم 16-10-1973

    بعد قصف مدفعي هائل من المدفعية الأردنية والمدفعية العراقية والسورية تقدم اللواء المدرع 40 على القاطع المخصص له وجنوده وضباطه متلهفون للتماس مع العدو ، اصطدمت مقدمة اللواء بالعدو حيث دمرت له 4 دبابات و3 عربات جيب يعتقد بأنها عربات تقل ضباط يهود حيث بعدها بدأ العدو بالتراجع سريعا

    وهنا طلب قائد الكتيبة الرائد حامد أبو جاموس على الجهاز الاسلكي من جميع القادة الانتباه والحذر أثناء متابعة التقدم وأن نعمل على تدمير جميع ألأهداف الموجودة أمامنا

    حينها كانت المدفعية الاسرائيلية تقصف قواتنا وبشدة بمدفعية هاوزر175ملم و203ملم ولكن حركتنا وسرعة المناورة جعلت قصف العدو عشوائيا وكانت مدفعيتنا ترد على مصادر النيران (30 كتيبة مدفعية اشتركت في هذا القصف المرعب )

    تابعنا التقدم وبعد قليل شاهدنا كتل نارية تتلوى أثناء مسيرها باتجاهنا يمنة ويسرة أعلى وأسفل حتى اصطدمت بدبابتين من دباباتنا مما أدى الى حرقهما واستشهاد من فيهما كان سلاحا جديدا مقاوما للدبابات لم يستخدم بعد عرفنا فيما بعد بأ ن أمريكا زودت به اسرائيل واسمه ( م.د تو) يوجه على الهدف بواسطة سلكين يتحكم به الرامي ويوجهه حيث يريد وأن مداه يصل الى 4 كيلو متر بينما كان مدى دباباتنا 3 كيلو متر

    وكان لابد من وضع خطة سريعة وآنية فورية من قبل قائد اللواء والذي كان يدير المعركة بيننا للقضاء على هذا السلاح الرهيب

    تفتقت عقلية قائد اللواء المرحوم خالد هجهوج المجالي سريعا وميدانيا فطلب من جميع القادة التحصن جيدا وانتظار الأوامر مجددا ثم ما هي الا ثلاث دقائق حتى بدأت المدفعية الأردنية بقصفها المركز والعنيف على كل ما يتحرك للعدو حيث بدأت المدفعية تصب حممها وغضبها باعتمادها خطة الأرض المحروقة بحيث لا يفلت متر من قصفها ضمن القاطع المخصص للواء المدرع 40

    واني اشهد للحقيقة والتاريخ بأن ضباط الملاحظة الأردنيين الابطال الذين كانوا يوجهون نيران المدفعية كانوا قريبا جدا من مواقع العدو وكانو يختفون خلف كل حجر وهم أقرب ما يكونون للعدو

    كان يوم الغضب المدفعي الأردني على رؤوس الأعداء ، ثم توقفت المدفعية الأردنية بعد 20 دقيقة وصدر الأمر للواء بالتقدم من جديد وبدأ العدو يترنح من ضربات اللواء الباسل 40

    وأذكر أن العدو كان يدخل أحيانا على شبكة الأجهزة اللاسلكية ويخاطبنا بالعربية أيها الجندي الأردني لا تنسى ان لك أهل ولك زوجة وأولاد ينتظرون أن تعود اليهم سالما قادتك أرسلوك لتموت وكنا نرد عليهم بأن غضب الله نازل عليكم وسوف ترون صنيع الأردنيين اليوم

    كانت خسائر العدو يومها 20 دبابة و 9 قاذفات تو و 3 عربات جيب وتم طرد العدو ودحره من المواقع التي احتلها بعمق 6 كيلومتر

    أصيب العدو الاسرائيلي بالذعر وبدأ القادة الصهاينة يصرخون مخاطبين قادتهم ( أنقذونا من اللواء الأردني انهم يتقدمون باتجاهنا ولا يعرفون التراجع ونحن نخلي مواقعنا لهم ) كانت هذه الكلمات ملتقطة ومسجلة من قبل الاستطلاع السوري سلمت الى قائد اللواء 40 بعد انتهاء هذه المعركة في الغروب من قبل العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري

    جرى اعادة تنظيم لكتائب اللواء المدرع 40 ليلة 16-17-10-1973 وتم سد النقص في العدة والعتاد وفي فجر 19-10-1973 بدأ الهجوم المعاكس الثاني في نفس القاطع (سعسع القنيطرة) وكان هجوما صاعقا مستميتا مشتركا من القوات السورية والعراقية والأردنية والسعودية وتم دحر العدو غربا لمسافة 4 كيلو متر ضمن قاطع اللواء ولقد أبلت هذه القوات البلاء الحسن

    وكنت أنظر الى ساحة المعركة وعلى مد العين مئات الدبابات والناقلات المدرعة والعربات والمدافع وكأن الأرض مزروعة بالآليات الدخان والنار والغبار يملئ ساحة المعركة والأرض ترتج من هول مايسقط عليها من قنابل وصواريخ وكنا نشاهد الطائرات العراقية والسورية وهي تقوم بقصف قوات العدو المقابلة لنا ونراها عائدة بسلام اما الأجواء فقد كانت خالية تماما من طائرات العدو الاسرائيلي بفعل الدفاعات الجوية السورية البطلة اذ أن ظهور أي طائرة للعدو في سماء المعركة يعني اسقاطها الفوري بصواريخ سام 6

    لقد كانت معنوياتنا تصل عنان السماء ولقد أثبت الجندي العربي بأنه مؤهل تماما لخوض المعارك الحديثة بكل ما فيها من صعوبات

    ولست أنسى ما فعل قائد سرية الدبابات 1 الأردني الشهيد النقيب فريد الشيشاني الذي اقتحم موقعا اسرائيليا بسريته ثم التحم معه في قتال عنيف فدمرت دبابته فنزل منها وهاجم الموقع الاسرائيلي بالقنابل اليدوية وبسلاحه الشخصي حتى قضى شهيدا في سبيل الله وكان يقول لي ان أمنيتي أن أقاتل اليهود وأموت شهيدا فحقق الله أمنيته .

    وفي يوم 19/10/73 ركز العدو جل اهتمامه على جبهة سيناء لإنجاح الثغرة واستغلال الفوز الاولي الذي حققه هناك، من أجل قلب التوازن الاسترتيجي للجيشين المصري الثاني والثالث، وحصلت الجبهة السورية على فترة هدوء نسبي، واستغلتها القوات العاملة هذه الجبهة للجهوزية القتالية والادارية.

    وإذا كانت القوات السورية قد استفادت من عامل الزمن خلال معارك العدو لاستيعاب الأسلحة الروسية المتدفقة عبر الجسور البحرية و البرية والجوبة، واكمال النقص في القوات المدرعة بـ (200) دبابة عراقية، كان العراق قد اشتراها من روسيا في وقتٍ سابق، وتعويض خسائر الدبابات التي أصابت اللوائين 12 و 6 بدبابات سحبت من القوات الإحتياطية الموجودة في العراق، وحشد الجزء الأكبر من الفرقة (6)، وحشد اللواء الجبلي (12)، من القوات العراقية

    وقد ساعد عامل الزمن على دخول اللواء المدرع / 40 الأردني إلى سوريا يوم 13/10/73، وكان هذا اللواء من خيرة الألوية المدرعة الأردنية وقد اشترك في القتال يوم 16/10 ويوم19-10، كما وصل اللواء المدرع /92 مع قيادة الفرقة المدرعة /3 الملكية الأردنية إلى منطقة (الشيخ مسكين)، يوم 22/10/73 .

    كان الصهاينة يشعرون بالنقص في الرجال والكوادر القتالية بسبب الخسائر الضخمة التي لحقت بهم، ولقد حاولوا إكمال هذا النقص بمتطوعين مرتزقة، ويهود أميركيين مزدوجي الجنسية والولاء .

    في حين كانت القوات العربية تمتاز بالتفوّق في هذا المجال بسببين :-

    1- العامل البشري الهائل الذي تمتلكه، والذي سمح لها الطول النسبي لمدة الحرب بتعبئة الجزء الأكبر .

    2- وجود قوات عربية نظامية كاملة في العمق العربي الاستراتيجي، واستعداد هذه القوات للتحرك تجاه مسرح العمليات في الجولان .

    وبفضل الصمود في معركة الصد، وتدفق القوات العربية إلى الجولان (القوات العراقية والأردنية بشكلٍ أساسي)، ووصول المعدات والأسلحة الروسية، وخطأ العدو الاستراتيجي في تطبيق أسس القتال على (الخطوط الداخلية)، فقد ظهر وضع جديد يسمح بالانتقال من الصّد إلى الرّد، ولهذا قررت القيادة السورية العُليا شن هجوم معاكس استراتيجي ضد ألوية العدو العشرة التي كانت متوغلة في جيب (سعسع)، كما قررت أن تستخدم في هذا الهجوم :-

    (فرقتين مدرعتين سوريتين)، غير كاملتين .

    لوائين سوريين .

    فرقتين مدرعتين عراقيتين (ناقص لواء).

    فرقة مدرعة أردنية ( لوائين مدرعين ) أردنيين .

    ثلاث فرق ميكانيكية سورية مع لواء مشاة مستقل .

    لواء مشاة عراقي .

    لواء جبلي عراقي

    لواء قوات خاصة .

    وحدات مغربية (لواء )

    وحدة سعودية مدرعة

    وحدات من جيش التحرير الفلسطيني (قوات حطين والقادسية) .

    كان الهدف من الهجوم المعاكس تصفية جيب (سعسع)، في القفزة العملياتية الأولى، ثم تليها القفزة العملياتية الثانية لتحرير (الجولان) .

    عندما كانت تدور معارك طاحنة قرب (سعسع)، وفي قطاع عمل الفرقة المدرعة /3 العراقية واللواء المدرع /40 الأردني، حددت القوات السورية العليا خطة للهجوم المعاكس الاستراتيجي يوم 23/10/73، وتم تحديد المهمات العملياتية للهجوم وتحرير الأرض .

    وفي يوم 22/10/73، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم (338)، القاضي بوقف اطلاق النار، وفوجئ السوريون والعراقيون بهذا القرار وبموافقة (مصر)، عليه، وأرجئ الهجوم الاسترتيجي على الجبهة السورية حتى يوم 24/10/73، وكان أمام القيادة السورية خياران لا ثالث لهما وهما :-

    1- التمسك بالهجوم المعاكس وشنه لتحرير الأرض .

    2- إلغاء الهجوم والقبول بقرار وقف اطلاق النار .

    كان أنصار شن الهجوم المعاكس ووقف اطلاق النار يؤكدون أن القوات المحتشدة قادرة على حسم المعركة وتطهير الجيب الصهيوني خلال يومين على أبعد تقدير، الأمر الذي يزيل الأثر المعنوي الذي سببه وجود هذا الجيب، ويدمر جزءاً كبيراً من قوات العدو المدرعة، ويقصر طول الجبهة بنسبة 30%، ويمنع العدو من المساومة على ورقة جيب (سعسع)، بعد وقف القتال، كما أنه سيجبر المصريين على متابعة القتال حتى لا يتركوا الجبهة السورية وحدها في مواجهة العدو، وأنه في حالة جمود الجبهة المصرية، فإن العدو بحاجة إالى وقتٍ طويل قبل نقل قوات من الجبهة المصرية إلى الشمال، الأمر الذي سيسمح للقوات السورية والعراقية بأخذ مواقع جديدة في الجولان لصد أي هجوم مقبل، علماً أن هذا الوقت سيعطي (الروس)، الوقت لفرض وقف إطلاق النار بعد أن يكون السوريون قد حرروا هذا الجيب، على الأقل

    وكان أصحاب هذا القرار يؤكدون أن عملية الجذب وغرور الصهاينة واندفاعهم على طريق (سعسع)، قد قدما للقوات العربية هدفاً ثميناً يسهل القضاء عليه، وأن عملية (الجذب)، ستفقد كل معناها الاستراتيجي إذا لم تعقبها عملية (ضرب)، لا بد من تنفيذها حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء الجبهة السورية وحيدة أمام العدو .

    أما أنصار وقف الهجوم المعاكس والقبول بالقرار، فقد ركزوا على العلاقة الجدلية المتبادلة بين الجبهتين السورية والمصرية، ورأو أن الإستمرار في القتال على جبهة الجولان سيعطي الصهاينة مبرراً لمتابعة القتال على الضفة الغربية لقناة السويس، وهذا لن يكون في مصلحة العرب، لأنه في الوقت الذي ستقوم به القوات السورية والعراقية بسحق العدو داخل (الجيب)، ستقوم قواته بالرد على الضربة بالشمال، وبتسديد ضربة تهدد وجود الجيش المصري الثالث الذي قطعت طرق إمداداته وحرم من التغطية الجويه .

    بالإضافة إلى ذلك، فقد كان من أنصار وقف الهجوم لا يأملون بأية مساعدة مصرية إذا ما بقيت الجبهة الشمالية وحيدة، لأن الصهاينة لن ينقلوا قواتهم إلى الجولان إلا بعد أن يحسموا معركة السويس والجيش الثالث، ويجبروا مصر على قبول وقف إطلاق النار بالقوة لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وأن ميزان القوى سيميل في هذه الحالة إلى جانب العدو بشكلٍ يسمح له بتطوير هجومه في الشمال واحتلال أراضٍ سورية جديدة، واحتلال (دمشق)، في وقتٍ لاحق أو تدميرها بالمدفعية والطيران، وتدمير المدن والمنشآت الاقتصادية السورية بغارات كثيفة .

    وبعد جدلٍ طويل بين أنصار الاتجاهين، نجح أنصار الطرف الثاني في إقرار رأيهم، وتقرر عدم القيام بالهجوم المعاكس

    وفي ليلة 23-24/10/1973، وافقت سوريا على وقف القتال دون استشارة العراقيين والأردنيين رفاق المعركة

    وأصدرت أمراً بإلغاء الهجوم المعاكس، وصمتت أصوات المدافع في الجولان

    بقلم الأستاذ محمد خلف الرشدان
    ملازم أول شارك في الحرب ضمن اللواء 40 الجيش العربي الأردني


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية د.محمد فتحي الحريري
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    4,840
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    شكرا استاذ رشدان
    بارك الله بكم وحياكم
    انا اؤكد ما تفضلتم به وانا العبد الفقير سهرت مع الراحل الملك حسين في بيدر شرق بيتنا حيث اعتذر عن الدخول وكانت اجواء رمضانية
    شربنا القهوة معا ليلا وكان برفقته قائد اللواء والمذيع الاردني تركي كايد نصار رئيس البعثة الاعلامية وهو يذكر ذلك جيدا حتى اليوم ..
    ايام في ذمة الزمن !!!
    شكرا اخي محمد ولا عدمتكم ..


  3. #3
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    تحية إلى الشهداء والأبطال

    الأخ السفير الرشدان
    أحييك يا سيدي، ونحن نفتخر بالأبطال والكبار من أمثالك...ونحيي ونترحم في الوقت ذاته على كل الشهداء الأبطال...
    بت أخشى أن الثورات والمعارك ينطبق عليها جميعا شعار:

    الثورة/ المعركة يفجرها ثائر ويقودها مغامر ويقطف ثمارها جبان
    لا أنكر أنني مصاب بالصدمة لسقوط الجولان عام 1967 التي لم يسقط فيها إلا 125 عسكري وهذا يؤكد أن الجيش السوري لم يقاتل.
    كعسكري ومحلل عسكري أود أن اسألك..

    كيف تقارن حرب تشرين (1973) بالحربين السادسة مع حزب (2006) والسابعة مع المقاومة في غزة (2008-2009).. لماذا صمد العرب أكثر؟

    في هذه الأثناء، أرسلت عن موضوعك لبثينة شعبان http://www.bouthainashaaban.com/ التي وجهت لها طلبا وللمسؤولين السوريين قبل أيام على رابط "معركة الدفاع عن سوريا" ولم يستجيبوا، لعلهم يشعرون بالخجل الشديد من الأبطال!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية المولدي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    12/11/2008
    المشاركات
    383
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    الأخ محمد الرشذان السلام عليك ورحمة الله وبركاته. يحق لك أن تذكر تلك الأيام و تفخر بها إذ كنت أحد الفاعلين فيها و أقول لك ما سيق و قلته لأخينا عبد تاوهاب محمد الجبوري إننا نصدقك في ما قلت و سردت لنا فعلا كان جنودنا و سيظلون أبطالا و شعبنا العربي خزان بطولات و أبناؤنا أين ما حلوا و في أي ميدان وظفوا يبدعون فيبهرون خاصة إذا ما اعطيت لهم حرية التصرف و حملوا المسؤولية. لأن العربي مجبول على العشق و الحب عنده بدون ضوابط فهو إن عشق يعشق حتى الموت ثم هو مجبول على حب وطنه.
    و لكن يا سيدي ما فائدة النصر الذي يحققه شهداؤنا ثم نفرط فيه بسهولة. مهم أن ننتصر و لكن الأهم أن نوظف الانتصار.أسألك أخي محمد أن تقارن بين الحالة المعنوية للشارع الأردني بخصوص موقفه من الكيان الصهيوني بعد هزيمة 1967 و بعد "انتصار 1973"
    لقد هزمنا شر هزيمة سنة 1967 و لكن صمدنا و شددنا على الجرح و قبضنا على الجمر و أكدنا للعدو أننا لن ننسى و أننا إليه عائدون و و ظف الساسة تلك الهزيمة للبناء من جديد و قلنا خسرنا معركة و الحرب مستمرة فكانت حرب تشرين و " انتصرنا" سنة 1973 بفضل الله الذي ينصر من ينصره و بفضل ذلك الاستعداد و توظيف الهزيمة.
    لكن غياب الاستراتيجيا الوطنية جعلنا نفرط سياسيا في ذلك النصر لأن قرار اندلاع الحرب لم يكن تحرير الأرض و إنما تغطية الهدف الحقيقي عن أعين الشارع العربي و قد كان الهدف اقناع الكيان الصهيوني بالحوار مع الأنظمة العربية عوض محاربتها.
    لقد أكدت بقولك" وفي ليلة 23-24/10/1973، وافقت سوريا على وقف القتال دون استشارة العراقيين والأردنيين رفاق المعركة

    وأصدرت أمراً بإلغاء الهجوم المعاكس، وصمتت أصوات المدافع في الجولان" غياب الاستراتيجيا الوطنية التي تضع تحرير الأرض هدفا لها.
    لقد وصلت بنا نتائج نصر 1973 إلى جعل العدو ضيفنا و اصبحنا لفرط نصرنا نركع لعدونا بل يصفعنا في عقر دارنا فنرفق ليده الناعمة و ما لحقها من وجهنا الكالح...لا تضنني أبالغ أو أسخر أليس هذا ما فعلنا عندما رفضنا أن يدان قاتلوا أطفالنا في غزة أليست هذه القيادة الفلسطينية تجد بذرتها في التوجه الذي دشنه أبطال 1973.
    اسأل أبناء القاهرة الذين شاهدوا الممثل نور الشريف يضرب أمام سفاهة الكيان الصهيوني في القاهرة عندما قاد مسيرة ضد ذلك الوجود السريالي و إذا بسيدة تصرخ في وجهه لماذا تسبون أسيادكم.
    لنعد لتلك الحرب و نقرأ عواقبها [ أليس الأحداث بتبعاتها ] و عندها سنرى إن كانت نصرا أو هزيمة.
    أخي محمد أرجو أن لا تغضب من قولي فأنت مقاتل كان لك شرف رفع السلاح في وجه العدو و هو شرف أحسدك عليه و كم تمنيت في أكتوبر و أنا تلميذ بالمعهد الثانوي ان أكون خادما لأمثالك صدقني كنا نسهر، بالمبيت، خلسة متحلقين حول المذياع و هو ينقل لنا أخبار المعركة و كم كانت فرحتنا لما سمعنا خبر هزيمة الصهاينة بغير اللغة العربية.
    و لكن تجرعنا بعد ذلك كؤوس الخنضل أمام نظرات شماتة و تشفي كان يرمقنا بها بعض مدرسينا الفرنسيين ( لا كلهم).
    تكلم يعض الاخوة عن حربي 1967 و 2006 طبعا أنا ليس لي، أيها الأحبة،أي تكوين عسكري و لكن أعلم أن الحرب التي يخوظها جيش نظامي ليست كحرب العصابات لذلك لا نقارن مختلفين.
    الرأي المخالف لي يثريني.


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد فتحي الحريري مشاهدة المشاركة
    شكرا استاذ رشدان
    بارك الله بكم وحياكم
    انا اؤكد ما تفضلتم به وانا العبد الفقير سهرت مع الراحل الملك حسين في بيدر شرق بيتنا حيث اعتذر عن الدخول وكانت اجواء رمضانية
    شربنا القهوة معا ليلا وكان برفقته قائد اللواء والمذيع الاردني تركي كايد نصار رئيس البعثة الاعلامية وهو يذكر ذلك جيدا حتى اليوم ..
    ايام في ذمة الزمن !!!
    شكرا اخي محمد ولا عدمتكم ..
    الأخ الحبيب أستاذنا الكبير محمد فتحي الحريري المحترم ، أيام وذكريات لا تنسى أيام في ذمة الزمن كما تفضلتم ، عندما وصلنا منطقة التجمع في مناطق الشيخ مسكين وقرية الدلي وكوم الواويات ونوى وجاسم وطفس والحارة ونبع الصخر ، وتم إنتشارنا تعبوياً ، كان أول عمل لدينا أن نتوضأ سريعاً ونصلي المغرب والعشاء جمع تأخير ثم نسجد لله تعالى جميعاً أن هيأنا وفتح لنا باب الجهاد على مصراعيه ، كان كل فرد منا يقول للآخر ، سامحني لعلي لا ألقاك غداً ، مبروك غداً نلقى الأحبة محمد وصحبه ، أو النصر المؤزر ، أي والله يا شيخنا الفاضل ، قدمنا ومعنوياتنا في السماء ، وكان أجمل وأعظم أمر نستلمه يوم أن قام قائد الكتيبة ( ما زال حياً اللهم بارك بعمره )وأصدر أمر الهجوم على العدو من خلال شرح الخطة على الطاولة الرملية وأذكر مما قاله لنا يومها ، أيها الضباط القادة البواسل، بعد ساعتين من الآن سيصدر اليكم الأمر للبدء بالهجوم الصاعق على قوات العدو ثم قال أين الملازم محمد خلف ، وقفت فوراً نعم سيدي قال تم إختيارك لتكون قائد القوة الأمامية للواء وعليك التقدم والتقرب من قوات العدو قبل ساعة الصفر بنصف ساعة وأشار إلى المكان على الخارطة الرملية ، وعليك أن تستطلع بالقوة وفتح النار بعد توقف المدفعية عن القصف التمهيدي وتمرر المعلومات سريعاً عن حجم قوات العدو وتمرير إحداثيات مواقعها لنا ،ومطلوب منك أن تقوم بتأخير قوات العدو ومشاغلتها لمدة نصف ساعة لأننا نفترض أن تكونوا شهداء بعدها ، ولي كلمة لك بعد الإجتماع ، وكانت أن ودعني وداعاً حاراً وقال سنلتقي يامحمد قلت له في الجنة إن شاء الله ، إنها والله أمنيتي وأرجو الله أن يكتبها لي ، ويومها جرحت وتحاملت على جرحي وألمي بعد أن إقتحمت موقعاً للعدو في قرية صغيرة تدعى أم باطنة بقرب جباتا الخشب ، وكانت دبابات العدو تتراجع وتخلي مواقعها وقد مررت في تقدمي أثناء مطاردته على أربع دبابات للعدو محترقة و3 جيبات وما تزال النار مشتعلة بها ، وعند إنتهاء المعركة مع الغروب كان نصف دمي قد سال على أرض الجولان السورية الحبيبة ، وتم تعويض دمي بسبع وحدات وفي ظهر اليوم التالي رفضت البقاء في الموقع الطبي والتحقت بجنودي ، لقد قمنا بواجبنا المقدس وكانت خسارتي بأن الشهادة يومها لم تكتب لي ، ذكريات وأيام في ذمة الزمان ، رحم الله تلك الأيام الخوالي ولا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد خلف الرشدان ; 26/10/2009 الساعة 01:01 AM سبب آخر: إملاءي

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية د.محمد فتحي الحريري
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    4,840
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خلف الرشدان مشاهدة المشاركة
    الأخ الحبيب أستاذنا الكبير محمد فتحي الحريري المحترم ، أيام وذكريات لا تنسى أيام في ذمة الزمن كما تفضلتم ، عندما وصلنا منطقة التجمع في مناطق الشيخ مسكين وقرية الدلي وكوم الواويات ونوى وجاسم وطفس والحارة ونبع الصخر ، وتم إنتشارنا تعبوياً ، رحم الله تلك الأيام الخوالي ولا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
    اخي الملازم اول المجاهد محمد خلف الرشدان حفظه الله
    حياك الله وبياك وشكر جهادك
    اخي لا بد ان نكون قد التقينا ، يستحيل الا نكون التقينا
    عندما سرت من جاسم الى الحارة لم استثنيت قرية نمر التي كنت اسكنها واعمل في مشفاها العسكري متطوعا لله طامعا في الشهادة ايضا مثلكم ؟؟ ، ونبع الصخر غرب شمال القرية ولا زلنا نشرب من مائها النمير تشهد على العمليات الرائعة والبطولية واننا نحمل اجمل الذكريات الطيبة عن لواء ال40 لواء الله الذي ابلى البلاء الحسن في معركة الدبابات بين الحارة ونبع الصخر ..
    الشكر للجيش الشقيق وللعراقيين الاشقاء والتجريدة المغربية التي شاركت جنبا الى جنب مع رجال سورية الاحرار واختلطت الدماء بالمشاعر بالجهاد وسطرت ملحمة الشرف التي لا تنسى ،
    لتتمجد تلك الايام في جبين عنفوان الامة والله غالب على امره ..
    دمت بود ، ذكرتنا ما كدنا ننساه .....


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية عدنان سعيد
    تاريخ التسجيل
    14/10/2009
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    بوركت أيها الشهيد الحي.
    بوركت الأردن وأبطالها الشرفاء.
    بوركت وزكت كل قطرة دم سقطت فوق ربوع بلدي الأبي.
    أنت وأمثالك من يعرفون قدر الأمة ويذودون - لا بالكلام- بل بالفعال عن حياضها وشرفها
    أنت وأمثالك الشرفاء الذين يداوون الجراحات لا من يفتح الجراحات وينكؤها..
    رأيتك ورأيت حكمتك على صفحات واتا، فيراعك لم تسخره لهوى أو لمطلب شخصي، بل سخرته لرصّ الصفوف وإعادة اللحمة.
    لم أجدك يوماً تقوم باصطفاف تأخذك فيه عاطفة لتنسى معان بعيدة التأثير والأثر.
    لم أجدك يوماً تلهث وراء حالات فردية أساءت لنفسها ولربها ولوطنها وشعبها، ثم باتت تطلب بقلب صفحة ماض كله إساءات وحاضر مملوء بالدعوة للشقاق والفرقة، وتناسي كل خطوة جريئة لتجاوز الهنات والفجوات والثغرات للنهوض ببلد أثبت التاريخ السياسي المعاصر أثره البالغ في مجريات قضية الأمة الأساسية: قضية الشعب الفلسطيني الأبي، وأثبتت الوقائع والأحداث ما يكال له وما يدبر للنيل من وحدته الداخلية وسياسته الحكيمة الخارجية.
    دمت وكل أبطال الوطن العربي الحر وعاشت المملكة حرة أبية بأمثالك الشرفاء.

    التعديل الأخير تم بواسطة عدنان سعيد ; 23/10/2009 الساعة 07:13 PM

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية سمير النعيمي
    تاريخ التسجيل
    14/09/2009
    المشاركات
    305
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    الاخ العزيز محمد خلف الرشدان الف تحية وسلام ومحبة لحضرتك

    انك اخي الكريم قد ذكرتنا بايام المجد والتوحد للامة العربية الابية التي لا بد ان تصحو من غفوتها ومع اني اعتذر لتاخر متابعتي لهذا الموضوع القيم من جنابك الكريم لسفري ولكن اولا اشكرك لتذكرك مشاركة بني عمومتك العراقيين الذين ايضا كما ذكرت لم يبلغو بساعة الصفر وانما سمعو من الاخبار ومع هذا شاركو واني للحقيقة وللتاريخ فان الكثير من الدبابات العراقية شاركت بضرب حممها النارية على الاعداء وهي ما زالت لم تنزل من الفاون الذي يحملها اى قبل نزولها على السرفة وشاركت القوات العراقية كما ذكرت مع شقيقتها الاردنية بالدفاع عن الارض العربية وهناك شهداء تحت ثرى الارض الاردنيه والسوريه رحمهم الله برحمته الواسعه ورحم جميع شهداء الامة العربيه وادخلهم في جنات الخلد شكرا مرة اخرى اخي الرشدان


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية فارس الحريري
    تاريخ التسجيل
    20/07/2009
    المشاركات
    50
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    الأخ الاستاذ محمد خلف الرشدان ...
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وادامك الله ومدكم بطول العمر ...
    إن أيام حرب تشرين التحريرية لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة وشواهدها لا زالت ماثلة أمامنا وكثيراً من أبطالها وشخوصها ما زالوا أحياء أيضاً من أمثالك الأبطال اللذين ما بخلوا وما استكانو وما وهنوا وقاتلوا وجاهدوا في الله حق جهاده ، وإننا نفخر ونعتز بكل من شارك في تلك البطولات وأعاد للأمة هيبتها بعد أن كاد يصيبها الذل والمهانة خصوصاَ بعد نكسة عام 67 ، وإننا نحييك فأنت الشهيد الحي كما ذكر الأخ الأستاذ عدنان سعيد ، وأنني استذكر تلك الأيام بكل فخر واعتزاز وأستذكر اللحمة العربية والوحدة العربية التي تجلت بأحسن صورها وياليتها تعود ....
    واسمح لي أستاذي الكريم أن أقول لك وطبعاً حسب معلوماتي المتواضة فأنت الشاهد الحي على تلك البطولات وتلك الأحداث أن القوات السورية لم توقف العلميات العسكرية في يوم 23 و 24 /10/1973 ربما توقف القوات العربية وخصوصا العراقية لكن القوات السورية عدلت من خطتها في الهجوم نتيجة موافقة مصر على وقف إطلاق النار واستمرت حرب الاستزاف لفترة طويلة ... وهناك أيضا شواهد سورية لا زالت حية على تلك الأحداث وأنا أبن تلك المنطقة التي وصفت وذكرت ... وإلا كيف اندحرت وتراجعت القوات الاسرائيلية عن تلك المنطقة وبعدها وتم تحرير مدينة القنيطرة وبعدها توقف العلميات العسكرية والقتالية بعد ما يسمى بمعادلة هنري كيسنجر ومبادرتة .
    أخي الكريم إنما هو بيان فقط وحسب حسب معلوماتي المتواضعة وأستميحك عذراً فلست بمرتبتك .. فأنت المقاتل البطل ولك منا كل التقدير والاحترام وبمثلك نفخر ونعتز .
    أما عن وجود جلالة الملك حسين رحمه الله تعالى في سوريا وفي منطقة العمليات في تلك الأيام كما ذكر الأستاذ الفاضل محمد فتحي الحريري فهذه بالنسبة لي معلومة جديدة أضيفها لمعلوماتي فما كنت أعلمها ولم اسمع عنها من قبل ، ولكن ما علمته أن الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله تعالى كان يقود ويشرف على تلك المعارك ويتنقل ما بين غرفة عمليات إزرع وتل الحارة .
    لك مني خالص التحية وأطال الله في عمرك فمبثلك نفخر ونعتز .
    فارس الحريري .

    التعديل الأخير تم بواسطة فارس الحريري ; 25/10/2009 الساعة 09:05 AM

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    تحية إلى الشهداء والأبطال
    الأخ السفير الرشدان
    أحييك يا سيدي، ونحن نفتخر بالأبطال والكبار من أمثالك...ونحيي ونترحم في الوقت ذاته على كل الشهداء الأبطال...
    بت أخشى أن الثورات والمعارك ينطبق عليها جميعا شعار:
    الثورة/ المعركة يفجرها ثائر ويقودها مغامر ويقطف ثمارها جبان
    لا أنكر أنني مصاب بالصدمة لسقوط الجولان عام 1967 التي لم يسقط فيها إلا 125 عسكري وهذا يؤكد أن الجيش السوري لم يقاتل.
    كعسكري ومحلل عسكري أود أن اسألك..
    كيف تقارن حرب تشرين (1973) بالحربين السادسة مع حزب (2006) والسابعة مع المقاومة في غزة (2008-2009).. لماذا صمد العرب أكثر؟
    في هذه الأثناء، أرسلت عن موضوعك لبثينة شعبان http://www.bouthainashaaban.com/ التي وجهت لها طلبا وللمسؤولين السوريين قبل أيام على رابط "معركة الدفاع عن سوريا" ولم يستجيبوا، لعلهم يشعرون بالخجل الشديد من الأبطال!
    يا عامر العظم القتال بالسيف والكلمة والقصيدة منهجنا
    أشكرك يا سيدي سيادة المشير العظيم عامر العظم على إطراءك على شخصنا المتواضع ، وأقف بإحترام وإجلال أمام كلماتكم الطيبة والتي تدل على سمو أخلاقكم وحسن منبتكم وطيب أصلكم وفصلكم ومكانتكم السامقة في نفوسنا ونفوس العرب الأشراف الأغيار ، وما نحن يا سيدي المشير قائد جحافل واتا المدججة بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وعلى رأسها صاروخ ( قلم فكر البالستي 1 ) ذو الوقود الصلب العابر للقارات ذو الطاقة التدميرية العالية والذي يستحيل إيقافه أو إعتراض مسيره من كل شبكات الحماية وأنظمتها الدفاعية الصاروخية وحتى تقوم الساعة .

    ما نحن يا سيدي المشير سوى خدام مخلصون لأمتنا العربية الماجدة وعمالقة في الدفاع عن قيمها وتراثها وأرضها ومقدساتها وأمجادها من المحيط الى الخليج ، ونحن السائرون خلف عزتها ونهضتها لتكون في مصاف الأمم الراقية المتحضرة ولتكون خير أمة أخرجت للناس وكما أرادها الله تعالى لها ، ونحن كذلك نفتخر بك ونعتز بك كبطل عربي كبير ، يقارع الظلم والظالمين ليردعهم عن ظلمهم وغيهم فيما هم فيه سادرون ، يلوذون بك يا عامر عمر الله ديارك لعل بارقة أمل في عودتهم لديارهم وأوطانهم ، بعد أن سدت الطرق أمامهم فكنت ملاذهم وملجأهم ولعل الله يفتح عليك فتحاً مبيناً , وينصركم وإياهم نصراً عزيزا .

    ونثني عليك ونقدر ونثمن لك مواقفك الرجولية الحقة ودفاعك المستميت عن أمتك العربية وقضاياها الساخنة ، فالبطولة يا سيدي ليست مقتصرة على العسكريين الشرفاء الذين يقاومون الأعداء ، ويخلصون لأوطانهم ويدافعون عن الحق والأرض والعرض والمقدسات ، كل من يقارع الأعداء والظلمة في أي موقع بسلاحه و قلمه وفكره فإنما هو رفيد وداعم كبير للجيوش الزاحفة نحو النصر ، بل يكون القلم في كثير من الأحيان أقوى من المدفع والدبابة فهو صاروخ عابر للقارات لا يخطئ هدفه أبداً ، فكم من كلمة قيلت قبل المعركة كان لها مفعول السحر في شحن معنويات الجند فكانت نتيجتها النصر المؤزر ، وكم من قصيدة شعرية أو نثرية أو شعبية قيلت على مسمع الجيش ، فتغنى بها المقاتلون ورددوها وهم يقارعون العدو فيمزقونه تمزيقا.

    كلُ يقاتل في موقعه والقتال بالسيف والكلمة شرف عظيم لا يدانيه شرف ، فمرحى للمقاتلين أياً كانوا في الميادين الأمامية أو الخلفية على حد سواء ، طوبى للمقاتلين والمجاهدين والمدافعين عن شرف الأمة وكرامتها وحريتها وعدالتها وإنصافها وعدم مظلوميتها ، وطوبى للذين يقاتلون بفكرهم وعلى أسنة أقلامهم ليرفعون الحيف والظلم والطغيان عن أبناء جلدتهم في أي موقع كان على ساحتنا العربية ، ويسعون بكل طاقاتهم لتكون هذه الأمة ، أمة العدل والإنصاف والحرية والحياة الأفضل ، أمة واحدة متوحدة بأهدافها وتطلعاتها وأمانيها .

    لقد ولى الإستبداد و عهود الظلام ، والبطش والتنكيل وحان موعد الحرية والكرامة لكل شعوبنا العربية، الظالمون المستبدون في طريقهم للإندثار والإندحار والهزيمة على أيدي رجال الحق ، طلاب العدالة والحرية والمساواة والإنصاف وطلاب إجتثاث اليهود وطردهم من بلادنا بلاد الخيرات والبركات والمقدسات الى غير رجعة ، والعجب يا سيدي كل العجب بل الداهش والصادم والمثير للجدل بأننا العرب إذا ما قاتلنا كشعوب عربية بعيدا عن الحكام وجنرالاتهم ، فإننا نصمد ونقاتل ثم ننتصر وهذا ما حدث لشعوبنا المستقلة عن الحكام في جنوب لبنان عام 2006 وغزة عام 2009،

    أليس هذا غريبا وعجيبا ومثيرا ، رحم الله شاعرنا طوقان عندما قال إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، واستجاب القدر لهم وحققوا المعجزات ، ونقلوا العرب كلهم نقلة نوعية في صراعها مع إسرائيل ، ثم تسألني يا سيدي كيف سقطت الجولان وسيناء والضفة الغربية ، لقد سقطت الجيوش العربية ولم تسقط الشعوب ، والشعوب ومنها شعوب أمتنا إذا تحررت من الخوف والهزيمة من قبل حكامها فإنها تفعل المعجزات ، أرأيت يا سيدي لو أنهم خلوا بيننا وبين اليهود وفتحت الحدود على مصراعيها ، أتراها بعدها إسرائيل لغاية الآن ، أترك الحكم لك ولقراءنا الأفاضل مع خالص الإحترام

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد خلف الرشدان ; 25/10/2009 الساعة 12:13 AM سبب آخر: إملاءي

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المولدي اليوسفي مشاهدة المشاركة
    الأخ محمد الرشذان السلام عليك ورحمة الله وبركاته. يحق لك أن تذكر تلك الأيام و تفخر بها إذ كنت أحد الفاعلين فيها و أقول لك ما سيق و قلته لأخينا عبد تاوهاب محمد الجبوري إننا نصدقك في ما قلت و سردت لنا فعلا ، كان جنودنا و سيظلون أبطالا و شعبنا العربي خزان بطولات و أبناؤنا أين ما حلوا و في أي ميدان وظفوا يبدعون فيبهرون خاصة إذا ما اعطيت لهم حرية التصرف و حملوا المسؤولية. لأن العربي مجبول على العشق و الحب عنده بدون ضوابط فهو إن عشق يعشق حتى الموت ثم هو مجبول على حب وطنه.
    و لكن يا سيدي ما فائدة النصر الذي يحققه شهداؤنا ثم نفرط فيه بسهولة. مهم أن ننتصر و لكن الأهم أن نوظف الانتصار.أسألك أخي محمد أن تقارن بين الحالة المعنوية للشارع الأردني بخصوص موقفه من الكيان الصهيوني بعد هزيمة 1967 و بعد "انتصار 1973"
    لقد هزمنا شر هزيمة سنة 1967 و لكن صمدنا و شددنا على الجرح و قبضنا على الجمر و أكدنا للعدو أننا لن ننسى و أننا إليه عائدون و و ظف الساسة تلك الهزيمة للبناء من جديد و قلنا خسرنا معركة و الحرب مستمرة فكانت حرب تشرين و " انتصرنا" سنة 1973 بفضل الله الذي ينصر من ينصره و بفضل ذلك الاستعداد و توظيف الهزيمة.
    لكن غياب الاستراتيجية الوطنية جعلنا نفرط سياسيا في ذلك النصر لأن قرار اندلاع الحرب لم يكن تحرير الأرض و إنما تغطية الهدف الحقيقي عن أعين الشارع العربي و قد كان الهدف اقناع الكيان الصهيوني بالحوار مع الأنظمة العربية عوض محاربتها.
    لقد أكدت بقولك" وفي ليلة 23-24/10/1973، وافقت سوريا على وقف القتال دون استشارة العراقيين والأردنيين رفاق المعركة
    وأصدرت أمراً بإلغاء الهجوم المعاكس، وصمتت أصوات المدافع في الجولان" غياب الاستراتيجية الوطنية التي تضع تحرير الأرض هدفا لها.
    لقد وصلت بنا نتائج نصر 1973 إلى جعل العدو ضيفنا و اصبحنا لفرط نصرنا نركع لعدونا بل يصفعنا في عقر دارنا فنرفق ليده الناعمة و ما لحقها من وجهنا الكالح...لا تضنني أبالغ أو أسخر أليس هذا ما فعلنا عندما رفضنا أن يدان قاتلوا أطفالنا في غزة أليست هذه القيادة الفلسطينية تجد بذرتها في التوجه الذي دشنه أبطال 1973.
    اسأل أبناء القاهرة الذين شاهدوا الممثل نور الشريف يضرب أمام سفاهة الكيان الصهيوني في القاهرة عندما قاد مسيرة ضد ذلك الوجود السريالي و إذا بسيدة تصرخ في وجهه لماذا تسبون أسيادكم.
    لنعد لتلك الحرب و نقرأ عواقبها [ أليس الأحداث بتبعاتها ] و عندها سنرى إن كانت نصرا أو هزيمة.
    أخي محمد أرجو أن لا تغضب من قولي فأنت مقاتل كان لك شرف رفع السلاح في وجه العدو و هو شرف أحسدك عليه و كم تمنيت في أكتوبر و أنا تلميذ بالمعهد الثانوي ان أكون خادما لأمثالك صدقني كنا نسهر، بالمبيت، خلسة متحلقين حول المذياع و هو ينقل لنا أخبار المعركة و كم كانت فرحتنا لما سمعنا خبر هزيمة الصهاينة بغير اللغة العربية.
    و لكن تجرعنا بعد ذلك كؤوس الخنضل أمام نظرات شماتة و تشفي كان يرمقنا بها بعض مدرسينا الفرنسيين ( لا كلهم).
    تكلم يعض الاخوة عن حربي 1967 و 2006 طبعا أنا ليس لي، أيها الأحبة،أي تكوين عسكري و لكن أعلم أن الحرب التي يخوظها جيش نظامي ليست كحرب العصابات لذلك لا نقارن مختلفين.
    الرأي المخالف لي يثريني.
    الأخ الحبيب الأستاذ المولدي اليوسفي المحترم تحية طيبة وبعد : جميل ما تفضلتم به حول حرب تشرين والواقع العربي حينها وبعدها والآن ، الجندي العربي عاشق لبلاده كل بلاده العربية ، وهو مقاتل شرس لا يهاب الموت في سبيل الله والأوطان ، إذا توفرت له القيادات المخلصة الأمينة على مصالح الأمة ، وتوفرت له الإرادة السياسية والعسكرية ، فقط أعطيك مثالاً واحداً على قوة الجندي العربي عندما تتاح له الفرصة للقتال وجهاً إلى وجه ، خرجنا في عام 1967مهزومين شر هزيمة وفقدنا سيناء والضفة الغربية والجولان ، وبدأت بعدها حرب الإستنزاف بين مصر والأردن وسوريا من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى ، وقد أبلى فيها العرب البلاء الحسن ولقنوا الجيش الإسرائيلي دروساً في الصمود والقتال ، وقامت إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق على الأردن بعد 9شهور من الهزيمة المرة وتحديداً في 21\3\1968 وعبرت قواتها الحدود الأردنية وأعلن يومها( ديان) بأنه سيصل عمان ، صمد الجيش الأردني وإخوانه رجال المقاومة الفلسطينية الذين كانوا يقاتلون جنباً إلى جنب مع إخوانهم في الجيش الأردني ، وقاتل قتال الأبطال ودمر للعدو نصف قواته المتقدمة وكانت خسائرالعدو يومها جسيمة جداً وإستبسل الجيش بكافة أسلحته وتشكيلاته ومقاومته ، وما وصل العصر إلا وإسرائيل ولأول مرة في تاريخها تطلب وقف إطلاق النار ، بل وتوسط دول أوربا للإتصال الفوري لوقف إطلاق النار ، ثم أعلنت إسرائيل أنها ستوقف إطلاق النار من جانبها ، وفعلاً بدأت بسحب قواتها غرباً ولكن الملك حسين طيب الله ثراه رفض وقف النار وأعطى الأوامر المشددة من غرفة العمليات ، على جميع القادة أن يضاعفوا الهجومات والكمائن وتدمير كل دبابات العدو المتواجدة وعلى المدفعية أن تدمر كافة الجسور وتمنع هربهم ، وكانت مقتلة عظيمة لهم ،في هذه المعركة معركة الكرامة العربية ، وتم سحب عشرات الدبابات الإسرائيلية المدمرة من الجبهة وعرضت في شوارع عمان وساحاتها وبداخلها جثث الجنود اليهود المتفحمة وأيديهم مقيدة بالسلاسل خوف هربهم ،حتى وصل الأمر بهم لتشكيل لجنة تحقيق لدراسة أسباب الهزيمة أمام الجيش الأردني .
    وقد تم محاكمة عشرات الضباط اليهود وطردهم من الجيش نتيجة الخسائر الجسيمة في الجنود والدبابات ، أرأيت كيف يقاتل الجندي العربي إذا أتيحت له الظروف وتوفرت له إرادة القتال ، أيام في ذمة الزمان مع خالص إحترامي لكم .


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية المولدي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    12/11/2008
    المشاركات
    383
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    سيدي محمد خلف الرشدان السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
    سيدي و لمثلك تقال "سيدي" دون مجاملة و خفايا القلب لا يعلمها إلا عالم الغيب و الشهادة. سيدي أرجو أن تكتب هذه الذكريات مصحوبة ببعض الصور مثل صور الجنود مشدودي الوثاق و تعرض يأثمان معقولة حتى يطلع عليها أبناؤنا و يعوا أن لنا في التاريخ صفحات بيضاء و يدخل هذا، ما أقصد إلا التذكير فمثلك أعلم مني، في ما يسمى بالحرب الاعلامية. أبناؤنا اليوم عزفوا عن الشأن العام لفرط ما جلدوا بتاريخ الهزائم فلماذا نحرمهم من التمتع بلحظات العزة و الرجولة.
    الرأي المخالف لي يثريني.


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان سعيد مشاهدة المشاركة
    بوركت أيها الشهيد الحي.
    بوركت الأردن وأبطالها الشرفاء.
    بوركت وزكت كل قطرة دم سقطت فوق ربوع بلدي الأبي.
    أنت وأمثالك من يعرفون قدر الأمة ويذودون - لا بالكلام- بل بالفعال عن حياضها وشرفها
    أنت وأمثالك الشرفاء الذين يداوون الجراحات لا من يفتح الجراحات وينكؤها..
    رأيتك ورأيت حكمتك على صفحات واتا، فيراعك لم تسخره لهوى أو لمطلب شخصي، بل سخرته لرصّ الصفوف وإعادة اللحمة.
    لم أجدك يوماً تقوم باصطفاف تأخذك فيه عاطفة لتنسى معان بعيدة التأثير والأثر.
    لم أجدك يوماً تلهث وراء حالات فردية أساءت لنفسها ولربها ولوطنها وشعبها، ثم باتت تطلب بقلب صفحة ماض كله إساءات وحاضر مملوء بالدعوة للشقاق والفرقة، وتناسي كل خطوة جريئة لتجاوز الهنات والفجوات والثغرات للنهوض ببلد أثبت التاريخ السياسي المعاصر أثره البالغ في مجريات قضية الأمة الأساسية: قضية الشعب الفلسطيني الأبي، وأثبتت الوقائع والأحداث ما يكال له وما يدبر للنيل من وحدته الداخلية وسياسته الحكيمة الخارجية.
    دمت وكل أبطال الوطن العربي الحر وعاشت المملكة حرة أبية بأمثالك الشرفاء.
    الأخ الحبيب الأستاذ عدنان سعيد المحترم تحية طيبة وبعد ، أحييكم أخي على كلماتكم الطيبة والرقيقة والتي تدل على سمو أخلاقكم وحسن منبتكم وأصالتكم ، أمتنا اليوم يا سيدي تعاني من الشرذمة والإنقسام ويصعب جمعها في دولة واحدة رغم وجود القواسم المشتركة بين شعوبنا وروابط الدم والقربى التي تربطنا ببعضنا البعض ، ذلك أن الإستعمار يقف في طريقنا و يمنع ذلك علينا ، ويريدنا أمة ممزقة كل دولة تغني على ليلاها ، ويسعى الى تثبيت هذا الواقع الهزيل علينا ببطلجته وعنصريته وإجرامه وحقده الدفين علينا .
    الوطن العربي واحد وشعوبنا واحدة وعندما أزور سوريا مثلاً لا أجد نفسي غريباً أبداً بل أشعر أني في الأردن تماماً وبين أهلي وربعي وكذلك بقية الدول العربية ، لقد فرقنا الإستعمار البغيض وجعلنا دويلات مصطنعة هزيلة ورسم لنا حدوداً لكل دولة ووضع الحواجز والقيود ، واصبحت شعوبنا تعيش في دولها وكأنها في سجن واسع مفتوح ، وتطبق عليها الأنظمة والقوانين الجائرة وينتشر بها عشرات الأجهزة الأمنية القمعية المسلطة على رقاب الشعوب ، نحاصر في لقمة العيش وشربة الماء ونسجن على كلمة عابرة لم نكن نقصدها ، ولا يستطيع أحداً أن يسأل عنا نتيجة الخوف والهزيمة التي ألبسونا إياها ،
    نحن نحب قادتنا وحكامنا ونحترمهم ونجلهم ، ولكن بالمقابل عليهم إحترامنا وإعطاءنا حريتنا المسلوبة بفعل أجهزتهم الظالمة ودكتاتوريتهم ، لكي نعيش أحرارا كما خلقنا الله تعالى .
    حرب تشرين كانت حرباً موحدة للدول العربية والشعوب العربية ، ولقد قاتل الجميع دفاعاً عن الشرف والكرامة والأرض العربية ، ولا منة لأحد على أحد ، فكلنا عرب وهذا واجب مقدس تقوم به الجيوش العربية في كل مكان على أرض العرب ، فلقد قاتلت الجيوش العربية المساندة وكأنها تقاتل على أرضها تماماً ، وسقط منهم الشهداء وهم يرددون عاشت الأمة العربية ، الرؤساء يذهبون والأوطان باقية والشعوب متجددة والتاريخ يسجل ولا ينسى شيئاً ، ننادي بوحدة الأمة ونسعى حثيثاً لإقامتها وليتها تقوم فيسعد الجميع ، لك تحياتي والله يحفظكم أخي عدنان .


  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية فتحي الحمود
    تاريخ التسجيل
    09/08/2009
    المشاركات
    448
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    إلأخ الاستاذ محمد خلف الرشدان
    أعتذر منك كثيرا لتأخري في قراءة " وثيقتك " المهمة ...وأحمد الله أنني تمكنت من الاستمتاع بقراءتها أخيرا ...وكنت أتصفح مواضيع تتعلق بالحروب العربية الصهيونية !!!!
    إبتدأء هذه أول مرة أعرف بأنك زميل سلاح سابق وفارق الخدمة بيننا ليس كبيرا ...فكاتب هذه المداخلة كان برتبة " نقيب " في العام 1973 ...وكنت وقتها معارا لمملكة البحرين الشقيقة ( 1972-1977) , فلم يقدر لي أن أعرف تفصيلات الدور الاردني في المعركة ...وقد عشت تلك الحرب على التلفاز فرحنا كثيرا لبداياتها , وصدمنا أكثر لنهايتها الحزينة وقد تحولت الانتصارات التي ذكرت الى مفاوضات الكيلو ( 101 ) على الجبهة المصرية , وألهانا الاعلام الموجه بزيارات " كيسنجر"
    للمنطقة وإتصالاته مع السادات !!!!
    للانصاف فإن دول الخليج العربي جميعها وعلى رأسها السعودية بقيادة الملك الشهيد " فيصل بن عبد العزيز " الذي دفع حياته ثمنا لموقفه المشرف بعد تلك الحرب ...كانت متعاطفة جدا ومثلها شعوبها المتعطشة للنصر على العدو الصهيوني !!!
    لاأكتمك أخي محمد أنك فاجئتني بالمعلومات التي تضمنتها وثيقتك المهمة ولم أكن أعرف أن كل ما ذكرته حصل بسبب غياب التوثيق الذي لاأعرف أسبابه !!!!
    لاأريد أن أزيد على ما ذكرته عن الدور البطولي المعروف لقواتنا المسلحة ( الجيش العربي ) ... إلا أنه من واجبي الأعتراف لهذا الجيش بإنه وفي جميع الحروب التي خاضها كان متميزا بإقدامه وشجاعته ...ولا زلت أذكر مناظر جنود العدو المربوطين بالجنازير في داخل دباباتهم المحروقة والمعطوبة بعد معركة " الكرامة " ( 21 - 3 - 1968 ) , وهي المعركة التي أعادت للجيش معنوياته وكرامته بعد " هزيمة السادس من حزيران 1967 " النكراء بسبب غياب الغطاء الجوي المصري الذي كان سيحسم المعارك على كل الجبهات لولا الضربة الموجعة مع ساعات فجر بداية الحرب !!!!
    أقترح إرسال " وثيقتكم" وشهادتكم الى القيادة العامة الاردنية لتضاف لباقي الوثائق المتعلقة بحرب تشرين , ونشرها في إحدى المواقع الالكترونية ألأردنية المعروفة ليطلع عليها أكبر عدد من القراء , وبخاصة من الجيل الجديد الذي لايعرف شيئا عن الحروب العربية الصهيونية !!!!
    بارك الله فيكم ...ولاأستطيع التعبير بكلمات قليلة عما أشعر به هذه الساعة ...وكلها مشاعر فخر وإعتزاز !!!
    أخوكم الوفي : العميد المتقاعد فتحي الحمود - الاردن


  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ذكرى حرب تشرين1973\ رحم الله تلك الأيام\ الرشدان

    الأخ العزيز الأستاذ سمير النعيمي المحترم ، تحية طيبة وبعد ، رحم الله تلك الأيام يوم كان العرب لحمة واحدة ويداً واحدة على عدوهم ، مواقف الجيش العراقي لا يستطيع أحد أن ينكرها ، والجيش العراقي جيش أبي مقاتل صبور منذ أن تشكل في عام 1920، ولقد جاورهم الجيش الأردني وقاتل معهم فلم ير منهم غير البطولات والتضحيات ، لا يهابون الموت ، ولديهم قادة أكفاء مقتدرين جسورين ، رحم الله تلك الأيام إنها في ذمة الزمان ، وشكراً لك أخي سمير .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •