نصائح للمتخصصين العسكريين المسلمين

لعلنا نلمح اليوم مدى تراجع الأمة الإسلامية على المستوى العسكري أو الحربي، وقد نجحت الحكومات العربية والإسلامية في وضع المتخصصين في هذا المجال في جو فكري معين يحمل في ثناياه تراجعاً في معنى الأمة والوحدة الإسلامية، ولكن يجب على المتخصصين أن يعيدوا -أولاً- معاني فقدوها على المستوى الفكري والعقدي هم في أشد الحاجة إليها الآن، فالمتخصصون العسكريون المسلمون عليهم العودة إلى نقطة البدء: لماذا نقاتل؟ لماذا نتعلم فنون الحرب؟ وأن يعيدوا الربط بين الهدف من العسكرية وبين مصالح أمتهم والتحديات التي تواجهها، وأن يتخلوا عن أفكار تحجم من دورهم..
وعلى المتخصصين العسكريين أيضاً أن يعيدوا نشاطات العرب والمسلمين إلى مستوى الابتكار والاختراع، فقد قَلَّ لدينا هذا النوع من العسكريين، وارتبط الجندي أو الضابط -فقط- بالعمليات العسكرية، لماذا لا يجتهد العرب في صناعة الأسلحة مرة أخرى؟ وفي إعادة روح الاختلاق والابتكار في هذا المجال مرة ثانية؟
لا ينكر أحد أننا في الإطار العسكري صرنا مستقبلين فقط لمخلفات اختراعات الحضارة الغربية بعد أن علمناهم صناعة البارود، والأسلحة النارية..
وعلى المتخصصين أيضاً أن يعيدوا ضرب الأمثلة البارعة في القيادة العسكرية، ولعلنا نجحنا بعض النجاح في هذا الإطار، ولكننا في حاجة أشد إلى ذلك، في حاجة إلى من يستكمل دورالشهيد عبد المنعم رياض والشهيد أحمد حمدي والصاغ محمود لبيب وكثيرين من القادة العسكريين الذين أرهقوا أعداءهم في العصر الحديث.
على المتخصصين العسكريين أن يعيدوا للعسكرية وضعها الصحيح، فَتَرَاجُعُ الأمة عسكرياً هي حقيقة مؤلمة عليهم أن يمحوها..
ظلت الاخلاق وستظل داعماً قوياً للجيوش ورمزاً طاهراً وعنواناً لطبيعة الجنود والقادة، ومن الأخلاق الرديئة التي سادت في جيوش أمتنا الإسلامية الأثرة والنظرة الشخصية، فعلى المتخصصين العسكريين أن يعيدوا معاني الإيثار والتضحية والفداء، فالناظر في شئون جيوشنا اليوم يجد الأفراد لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية والتقرب من القادة بغية ذلك. وأصبحت الجيوش في عالمنا العربي اليوم تدور حول شخص واحد، يسعى الكل من أجل إرضائه وكأن الجيش ملكية شخصية له، والكل يقبل بأي عيش وأي شأن من أجل رضا هذا الشخص عنه، ابتداءً من الجندي وانتهاء بأعلى الرتب، إن هذا الوضع يدفع الأمة نحو الاضمحلال بصورة أعمق مما هي عليه، يدفع الأمة إلى المزيد من انعدام الإرادة والحرية والكرامة. فإذا تَفَهَّم المتخصصون كل هذه المعاني، وعملوا على تعديل وضع جيوش الأمة بإعادة الإيثار ووضع مصالح الأمة في أعلى مقام، وإنزال الأشخاص منازلهم بلا مبالغة، والاقتداء بالنماذج العسكرية العظيمة من السابقين، عادت للأمة مكانتها العسكرية وسبقها الحربي.
عن موقع قصة الإسلام