الـعـائـد[left] شعر: حاتم إبراهيم" إلى الصديق الشاعر الدكتور شاكر مطلق عربون محبة وتقدير"
عائدٌ يفتَحُ المَدى بافترارِهْ
عائدٌ يَملأ الرُّؤى باخضِرارهْ
عائدٌ يحمِل الحياةَ كتاباً
ويُداري أقدارَهُ باقتِدارِهْ
يا كتابَ الحياةِ يا بنَ مُناهُ
يا جنَى وجْدِهِ ، وحقلَ بِذارِهْ
كيفَ نوَّهْتَ بالنّخيل وغابتْ
عن معانيكَ يانعاتُ ثمارِهْ ؟
أينَ عينُ اليقين ترنو إليه
وَهْوَ يزجي مواكبَ استمرارِهْ
أيُّ غادٍ يجيءُ من عَبَثِ الكو
نِ ليمحو ظلامَه بنهارِهْ ؟
يَحملُ البرقَ باليمين ، ويتلو
سورةَ الرّعد قبل بَدْء انهمارِهْ
وجراحُ التّراب تبزغُ قمحاً
ووروداً على صدى أخبارِهْ
والزّمانُ الطَّموحُ يعقدُ عرساً
آدميَّاً في موسم استبشارِهْ
خَطْوهُ يَنهبُ المسافاتِ نهباً
تَشرحُ الصّدرَ معجزاتُ اختصارِهْ
صوتُه يملأ المحافلَ دفئاً
أبويّاً في مَدِّه وانحسارِهْ
ترقصُ الشّمسُ والكواكبُ رقصاً
قُزَحِيَّاً على هوى قيثارِهْ
ونبيذُ الأفكارِ يَجنَحُ بالسِّـــ
ــرِّ صفاءً إلى غموضِ جِرارِهْ
بين جنْبيه ساجياتُ اللّيالي
تَشربُ الشِّعر من صدى مِزمارِهْ
ورموزُ الحياة تَرفُلُ وحياً
أريحيَّاً على سَنا أسرارهْ
وعلى درب صمتِه قافلاتٌ
من بَخُورِ محفوفةٌ بشَرارِهْ
يَحفظُ الشّطُّ والموانئ عنه
تحفَظ الآبداتُ ألواحَ نورٍ
ما يريدُ الربَّانُ من تيَّارِهْ
من أساطيرِ وحْيهِ وابتكارِهْ
تَجنَح الأرضُ للأمومة إمَّا
وعلى مدِّ نظرةٍ يَجتليها
طاف فيها بحَفنةٍ من بِذارِهْ
يَرفعُ المجدُ سارياتِ ابتدارِهْ
جدَّدتْ نفحَها الخمائلُ لمَّا
رفرفتْ روحُها على أزهارِهْ
وانحنتْ نخلةٌ تترجمُ للنّهــ
ــر معاني نُموِّها في جوارِهْ
فَهْيَ بِكْرُ ابتكارهْ . فاض وجداً
فغوى روحَها بلطْفِ ثمارِهْ
والعلاءُ الفَسيح أجرى حواراً
عبقريَّاً على بروج فَخارِهْ
من معانيه يقبسُ القمحُ سرَّاً
وتعيش الأشجارُ من أفكارِهْ
ورفيفُ الإيلاف يفتحُ أفْقاً
لشذا بوحِهِ ، وعطرِ افترارِهْ
لا يُداري العَماءَ . يقتل ربَّاً
كلَّ يومٍ بنورِه أو بنارِهْ
وعلى مدخل المدينة يَزري
بالأحاجي مُجلَّلاً بانتصارِهْ
يخذلُ اليأسَ بالتَّوهُّج . يغري
بالتمادي مغامراتِ ابتكارِه
تَطمحُ الأرضُ أنْ يُعربِدَ فيها
لتُداوي شحوبَها بازدهارِهْ
يَطمحُ البحرُ أن يُسيِّرَ فُلْكاً
من معاني عبوره واعتبارِهْ
يَطمحُ المجدُ أنْ يروِّض مُهراً
من لهيبٍ على معاريج نارِهْ
تَطمحُ الكبرياءُ أنْ يرتديها
وتكونُ النعماءُ من أبكارِهْ
وإذا مالَ للغزالةِ يوماً
وسقاها الرّحيق من فَخَّارِهْ
حجبتْ وجهَها بغيمةِ حزنٍ
وتَماهى الضّياءُ في أمطارِهْ
وهَمى الغيثُ في القلوب لتحيا
في معاني حضورِه واحتِضارِهْ
* * * *إنّه البعلُ أوْ أخوهُ ، فمالي
لا أفضُّ الأختامَ عن آبارِهْ ؟ !
ولماذا تَشبُّ نارٌ بصدري
ويَنامُ الجليدُ في أنهارهْ ؟
يا سُباتَ الأيَّام أيقظْ أبانا
كي يرى وجهَه بعينيْ صغارِهْ
إنّه عائدٌ . ولكن لماذا
سوف تبقى الأنظارُ رهْنَ انتظارِهْ؟
==============================
*)- أُلقيتْ في احتفالية فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص- سورية بـ " يوم الشعر العالمي العاشر " 22- 24/3/2009 .
المفضلات