الضرورة الشعرية
هذا موضوع منقول أضعه هنا ، عله يكون مفيدا أو مرجعاً في بعض الأحايين ،
الضرورة الشعرية :
هي التعديلات والتغييرات اللفظية التي يضطر الشاعر الى إجرائها حفاظاً على الوزن الشعري , وقد أجازوا ذلك للشاعر ولم يجيزوه للناثر , وذلك لمنزلة الشعر عندهم وسموه وتباينه عن النثر , إذ إن الشاعر يتقيد بوزن ٍ وقافيةٍ يضطرانه الى التلاعب في الألفاظ من أجلهما, في حين أن الناثر لا يوجد ما يبرر له لجوءه الى الضرورة , لأن الأصل في الكلام أن يأتي لفظه صحيحاً وسليماً , والضرورة هي شذوذ ٌٌ عن الجادة السليمة .
وهذا هو الشائع بين النقاد والأدباء باستثناء ( ابن بري ) فإنه يرى أن الضرورة يمكن أن تشمل السجع والفواصل .
ومن التعريف يتبين لك أن حدود الضرورة الشعرية هي الألفاظ ولا تتعداها الى غير ذلك مما يفعله المحدثون بحجة أنه من باب الضرورة الشعرية حيث جعلوها شماعة ً يعلقون عليها أسباب فشلهم وعجزهم ومحاولتهم ما لا يستطيعون وتطفلهم على ما ليس من حقهم .
وينبغي لنا أن نميز بين (العيب) و(الضرورة) , فالضرورة هي ما عرفناه , والعيب هو حدوث خلل ٍ في الوزن والقافية ولذلك كان علما العروض والقوافي من أجل استقامة الشعر وزناً وقافية ً , وكل ما خالف الوزن والقافية يعد عيباً ويضرب به عرض الجدار مثل الخروج عن الوزن أو استخدام زحافات وعلل غير واردة ٍ أو غير جائزة ٍ أو وجود عيب ٍ في القافية مثل الاقواء والإكفاء والإجازة وما شابهها , أو تعدد الاوزان أو القوافي غير ما أجازوه , وعليه يكون الشعر على أربعة أنواع ٍ من ناحية العيب والضرورة :
1-الشعر الحاوي على العيب :
وهذا مرفوض ٌ جملة ً وتفصيلاً ويضرب به عرض الجدار .
2- الشعر الخالي من العيب : وهو أحد ثلاثة أشكال ٍ :
اولاً : الخالي من الضرورة :
وهو أسمى اشكال النظم ويدل على قدرة الشاعر وتمكنه من الفاظه .
ثانياً : الحاوي على الضرورة القبيحة :
وهذا الشكل من النظم قبيح ٌ جداً ومبتذلٌ لانه دليلٌ على عجز الشاعر عن استبدال اللفظة
التي اضطر الى تعديلها واحجامه عن الاتيان بغيرها .
ثالثاً : الحاوي على الضرورة المقبولة أو المعتدلة :
وهي ما يجوز للشاعر ارتكابه بدون ادنى مؤاخذة ٍ علية , وهذا الشكل كثير الورود
والاستخدام في الشعر العربي , وهو المقصود على الاغلب بالضرورة الشعرية .
والضرورات الشعرية كثيرة جداً , وأشهرها عشر ضرورات جمعها الزمخشري في هذين البيتين :
ضرورة الشعر عشرٌ عدّ جملتها * قطعٌ ووصلٌ وتخفيفٌ وتشديدُ
مدّ ٌ وقصرٌ وإسكانٌ وتحركة ٌ * ومنعُ صرفٍ وصرفٌ تم ّ تعديدُ
غير ان الضرورات الواردة في أمثلة الشعر العربي , والشائعة الاستخدام أكثر من ذلك بكثير .
وعلى العموم , يمكن تقسيم الضرورات الى ثلاثة انواع :
أولاً : الضرورات المقبولة :
1-قصر الممدود : وهو كثير الاستخدام وجائز حتى في الخطب والادعية وما شابه , ومثاله قول أبي نؤاس :
لا قلتُ شعراً ولا سمعتُ غناً * ولا جرى في مفاصلي السَكَرُ
فقد قصر (غناء ) وجعلها (غنا).
وقول الشريف الرضي :
وا صريعاً عالج الموت بلا * شدّ لحيين ِ ولا مدّ ردا
فقد قصر (رداء ) وجعلها (ردا ) , وفي قصيدة الشريف الرضي هذه أمثلةٌ كثيرة وشواهدٌ على قصر الممدود , فيرجى الرجوع اليها لغرض الفائدة .
تنبيه< يجب على الشاعر أو المتعلم معرفة الممدود والمقصور ( وهو احد موضوعات علم الصرف )
ليسنى له قصر الممدود والعكس كما سيأتي .
2-صرف الممنوع من الصرف ومنع المصروف : ومثاله قول أمرئ القيس :
ولمّا دخلت الخدر خدر عنيزة ٍ * فقالت لك الويلات إنّك فاضحي
فقد صرف ( عنيزة ) مع انها ممنوعة من الصرف ( للعلمية والتأنيث والختم بالتاء ) , أو كقوله :
علونَ بأنطاكيّة ٍ فوق عجمة ٍ * كجرمة ِ نخل ٍ أو كجنّة يثرب ِ
فقد صرف ( أنطاكية ) مع انها ممنوعة من الصرف ( للعجمة والتأنيث والعلمية ) .
وهذا كثير وأقل منه منع المصروف , ومثاله قول مقري الوحش :
والروض جامع ُ والازاهر ُ حولهُ * وقنادل ُ الإترنج لاحت في الغد ِ
فمنع ( جامع ) مع انها مصروفة ً .
تنبيه< يجب على الشاعر أو المتعلم معرفة الممنوع من الصرف ( وهو احد موضوعات علم النحو)
ليسنى له صرف الممنوع ومنع المصروف .
3-جعل همزة القطع وصلاً والوصل قطعاً : ومثاله قول الفرزدق في هجاء خالد بن عبدالله القسري :
وكيف يؤم الناس من كانت امهُ * تدينُ بأن الله ليس بواحد ِ
فقد جعل همزة القطع في (أمه ) همزة وصل ٍ , وهذا كثيرٌ جداً وأقل منه جعل همزة الوصل قطعاً , ومثاله قول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت :
فلذا أغتربتُ في الشام حتى * ظن أهلي مرجماتُ الظنون ِ
فقد جعل همزة الوصل في (اغتربت ) همزة قطع ٍ , ومثاله أيضاً قول الجواهري :
ولقد رأيت فويق دجلة منظراً * ألشعر لا يقوى على تحليله ِ
فقد قطع همزة ( الشعر ) الموصولة .
4-تسكين المتحرك وتحرك الساكن : كقول أبي العلاء المعري :
وقد يقالُ عثار الرجل ِ إن عثرت * ولا يقالُ عثار الرَجْل ِ إن عثرا
فقد سكن الجيم في (الرَجُـل ) مع انها متحركةٌ وكذلك قول محمد مجذوب السوري :
كتلٌ من الترب المهين ِ بخرْبة ٍ * سكر الذباب بها فراح يعربدُ
فقد سكن الراء في (خَرِبَة ) .
ويكثر تسكين المتحرك في ضميري الغائب والغائبة ( هو , هي ) إذا سبقهما حرفا ( الواو , الفاء ) وأقل من ذلك اذا سبقهما حرفا ( الهمزة , اللام ) وهذا جائز في الشعر وغيره , ومن أمثلة ذلك قول أمرئ القيس :
فأخطأتهُ المنايا قِـيس َ أنملة ٍ * ولا تحرّزَ إلا وهـْو مكتوبُ
وقول أحمد شوقي في الهمزية النبوية :
نظمت أسامي الرسل فـهـْي َ صحيفة ٌ * في اللوح واسم محمّد ٍ طـُغـَراء ُ
وقول الشاعر :
ما لها الأيـّـام تبكي ما لها ؟ * أهـْيَ مثلي ضيـّعت آمالها
أما تحريك الساكن فانه كثيرٌ جداً أيضاً ومنه :
أ-تحريك الحرف الساكن أصلا ً في الكلمة : مثل :
تباً لطالب دنياً لا بقاء َ لها * كأنما هيَ في تصريفها حُـلـُُمُ
فقد حرك اللام في ( حلـْم ) الساكنة اصلاً .
ب-تحريك الياء بالفتح : كقول أمرئ القيس :
ظللتُ ردائي فوق رأسيَ قاعداً * أعدّ الحصى ما تنقضي عبراتي
ولا يجوز تحريك ياء حرف الجر ( في ) فلا يقال ( فيَ البيت ) .
ج- تحريك ميم الجماعة : فإذا كان ما قبلها مضموماً حركت بالضم نحو ( هُمُ ) وان كان ما قبلها مكسوراً حركت بالكسر نحو (بهـِـم ِ ) ولا يكون ما قبلها مفتوحاً .
ومثال ذلك قول المتنبي في رثاء جدته :
لئن لذ ّ يوم الشامتين بيومها * فقد ولدت مني لأنفهـِم ِ رغما
فقد حرك ميم (أنفهم ) بالكسر , وقول ابي طالب (ع) :
قابلتُ جهلهـُمُ حلماً ومغفرة ً * والعفو عن قدرة ٍ ضرب ٌ من الكرم ِ
فقد حرك ميم (جهلهم ) بالضم .
د- كسر آخر الكلمة اذا كان ساكنا ً : لأن الساكن اذا حرك في اللغة العربية حرك بالكسر لأنها الحركة الأقرب الى السكون وهذا خاص بالروي فقط , وقد يكسر أيضاَ لإلتقاء الساكنين اينما كان , ومثال الاول , قول عنترة العبسي :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها * قيل ُ الفوارس ويكَ عنتر ُ أقدم ِ
فقد كسر ميم ( اقدم ) وهو فعل أمر ٍ مبني على السكون , وقول امرئ القيس :
تطاول َ ليلك َ بالإثمد ِ * ونام َ الخلي ّ ولم ترقد ِ
فقد كسر دال ( ترقد ) وهو فعل مضارع مجزوم بحرف الجزم ( لم ) وعلامة جزمه السكون .
ومثال الثاني , قول لبيد :
عفت ِ الديار ُ محلها فمقامها * بمنى ً تأبـّد َ غولها فرجامها
فقد كسر تاء التأنيث الساكنة في ( عفت ) لالتقائها بالف ( ال ) التعريف الساكنة .
5-تخفيف الحرف المشدّد : ويكثر استخدامه في روي القوافي المقيدة ( المنتهية بحرف صحيح ساكن )
ولم يجيزوه ويستسيغوه في حشو البيت الشعري , ومثاله قول أمرئ القيس :
يُعل ّ به بردُ أنيابها * إذا النجم وسط السماء استقلْ
فقد خفف التشديد في (استقلّ ) .
6-تخفيف الهمزة : وهذا كثير في الشعر وغيره ومثاله قول المتنبي :
تـُهنـّا بصور ٍ أم نهنئها بكا * وقلّ الذي صور ٌ وأنت لهُ لكا
فخفف همزة (تهنأ ) . وقد تخفف الهمزة لأجل الوزن تارة ً ، كما في المثال السابق فهي متحركة بالضم وتخفيفها يعني تسكينها حفاظاً على الوزن ومنه أيضاً قول الفرزدق :
راحت بمسلمة َالبغالُ عشيـّة ً * فارعَيْ فزارة ُلا هناكِ المرتع ُ
يريد : لا هنأك ِ .
وقد تخفف لأجل القافية تارة ً أخرى ، وذلك في عند وقوعها في حدود القافية كقول الشاعر :
لبنان مجلى ً للجمال وجنـّة ٌ * رسمت روائعها يمين الباري
فلا يمكنه استخدام كلمة (البارئ ) دون تخفيف لاحتياجه الى الى قافية الراء المكسورة .
وكقول ابي تمام :
ما في وقوفك ساعة ً من باس ِ * نقضي ذمام الأربع الأدراس ِ
فقد خفف همزة (بأس ) لاحتياجه الى قافيةٍ مؤسسة ٍ تجانس (الأدراس ) .
وكقول ابي الطيب المتنبي :
كم زورة ٍ لك َ في الاعراب خافية ٍ * أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب ِ
فقد خفف همزة (الذئب ) لاحتياجه الى قافية ٍ مردوفة ٍ بالياء .
7-حذف الشرط وجواب الشرط : ومثاله قول الشاعر :
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن * كان فقيراً معدماً قالت : وإنْ
فقد حذف فعل الشرط وجوابه من قوله ( وإن) بمعنى وإن كان فقيراً معدماً أرضى به .
وكقول إبراهيم بن هرمة :
احفظ وديعتك التي استُودعتها * يوم الأَعارب إن وُصلْت وإن لم ِ
بمعنى وإت لم توصل فاحفظها، فحذف الفعل والجواب .
ثانياً : الضرورات المعتدلة :
1-مدّ المقصور : وهو أقل شيوعاً من قصر الممدود ، وغير محبذ في بعض الكلمات ، كقول الشاعر :
سيغنيني الذي أغناك عنـّي * فلا فقرٌ يدوم ُ ولا غناء ُ
يريد (ولا غنىً ) فمدّها فأصبحت (غناء ) .
وكقول أم البرّاء بنت صفوان في مدح الامام علي (ع) :
حاشا النبيّ لقد هددت قواء نا * فالحقّ أصبح خاضعاً للباطل ِ
فقد مدّت( قوى) وجعلتها( قواء) .
2- حذف فاء الجواب : وتحذف الفاء من جواب الشرط الواجب اقترانه بالفاء وكذلك من جواب (أما)
، ومثال ذلك قول الشاعر أبي ذؤيب الهذلي :
فقلت: تَحَمَّلْ فوق طوقك إِنها * مطَّبعة من يأْتها لا يضيرها
فقد حذف الفاء من (إنها) الواجب اقترانها بالفاء لأنها جملة اسمية ، ومن (لا يضيرها ) لانها جملة فعلية منفية .
ومثال الثاني قول الشاعر محمدعباس الدراجي :
أما بنوها الطاهرون صحائفٌ * لولا كتاب الله كادت ترفع ُ
فقد حذف الفاء من جواب (أما) الواجب اقترانها بالفاء وهي (صحائفٌ) .
3-تنوين المنادى المبني على الضم : ومثال ذلك قول جميل بثينة :
ليت التحية كانت لي فأشكرها * مكانَ يا جملٌ حيّيت يا رجلُ
فقد نون (جمل ) وهو منادى مبني على الضم لأنه نكرة مقصودة .
وكقول الشاعر :
سلامُ الله يا مطرٌ عليها * وليس عليك يا مطر ُ السلام ُ
فقد نون( مطر ) وهو منادى مبني على الضم لأنه علم .
وقد ينون المنادى المبني على الضم تنوين فتح ٍ ، كقول عدي بن أبي ربيعة ( المهلهل ) :
ضربتْ صدرَها إِليَّ وقالت: * يا عديّاً لقد وقتْك الأَواقي
فقد نون (عدي ) تنوين فتح وهو منادى مبني على الضم لأنه علم .
4- تشديد الحرف المخفـّف : وغالباً ما يستخدم ذلك في كلمتي (دم و فم) ، ومثاله قول الشاعر :
أهان دمّك فرغاً بعد عزّ ته ِ * يا عمرو بغيك إصراراً على الحسد ِ
فقد شدّد كلمة (دم) وهي مخففةٌ أصلاً .
5- حذف نون التوكيد الخفيفة : كقول الشاعر :
يميناً لأُبغضُ كلّ امرىءٍ * يزخرفُ قولاً ولا يفعل ُ
فقد حذف نون التوكيد من الفعل (أبغض ) الواجب تأكيده بها لأنه جوابُ قسم ٍ ، مثبتٌ ، متصلٌ باللام ومستقبلٌ .
وقد تحذف نون التوكيد الخفيفة عند الوقف عليها وتستبدل بالف ، كقول الاعشى :
وإياك والميتاتِ لا تقربَنَّها * ولا تعبدِ الشيطان، والله فاعبدا
فقد حذف النون من (فاعبدن) وعوض بدلها (الفاً) .
وكقول مساور بن هند العبسي :
يحسبه الجاهل ما لم يعلما * شيخاً على كرسيه معمّما
فقد حذف النون من (يعلمن) وعوض بدلها (الفاً) .
6- الجزم بأداة الشرط (إذا) : وهي أداة جزم غير عاملة ، فلا تجزم فعل الشرط وجوابه ، وتعامل كأداة جازمة ٍ في الشعر ، كقول عبد الرحمن بن حسان :
استغن ما أَغناك ربك بالغنى * وإذا تصبْك َ خصاصة ٌ فتجمّل ِ
فقد جزم بإذا فعل الشرط (تصبْ ) .
ثالثاً : الضرورات القبيحة :
1-ترخيم المنادى : إذا كان علماً غير مركب ٍ ، زائداً على ثلاثة احرف ٍ كقول زهير بن ابي سلمى :
يا حارِ لا أُرْمَيَنْ منكم بداهية * لم يَلْقَها سُوقةٌ قبلي ولا ملِكُ
فقد رخم (حارث ) وهومنادى علم غير مركب ، زائد على ثلاثة أحرف فصار (حار ِ ) .
وكقول الشاعر :
يا مروَُ إِنّ مطيتي محبوسة ٌ * ترجو الحِباءَ وربُّها لم ييأَس ِ
فأصل (مرو ) قبل الترخيم (مروة ) .
> تنبيه <يجب الانتباه الى أنّ ترخيم المنادى المختوم بالتاء جائزٌ وكثيرٌ جداً ولم يميزوه عن مقصودهم من الضرورة القبيحة، ومثاله قول امرئ القيس :
أفاطمُ مهلاً بعض هذا التدلـّل ِ * وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي
وقول جميل بثينة :
ألا ليت أيام الصفاء ِ جديدُ * ودهراً تولى يا بثينَ يعودُ
وقول كثيـّر عزة :
وقد زعمت أنـّي تغيـّرت بعدها * ومن ذا الذي يا عزّ ُلا يتغيـّرُ
وأنا هنا لا أجزم بأن ترخيم المنادى في حالتيه ليس من الضرورة القبيحة فقط ، وإنما أجزم بأنه ليس من الضرورة في شيء ٍ إطلاقاً ، لأنه أمر جائزٌ ومدروسٌ ومشروحٌ في علم النحو، أفما كان جائزاً في علم النحو يعد قبيحاً في الشعر .
2-حذف حرف من كلمة ٍ أو حذف كلمة ٍ بأكملها : كحذف نون (لكن ، اللذان ، اللتان ) ، ومثاله قول المتنبي :
فوا أسفاً ألا أكبّ مقبّـلا ً * لرأسك والصدر اللـَـذ َيْ مُـلئا حزما
فقد حذف نون (اللذين ) فصارت (اللذي ) ، وكقوله أيضاً :
واذا الفتى طرح الكلامَ معرّضاً * في مجلس ٍ أخذ الكلامَ اللذ ْ عنى
فقد حذف الياء من (اللذي) فصارت (اللذ ) ، وربما حذف أكثر من حرف من الكلمة ، كقول المتنبي :
فياليلة ً ما كان أطولَ بتـّها * وسُمّ الافاعي عذبُ ما أتجرّعُ
أي (ما كان أطولها ) فحذف اهاء والالف ، وربما حذفت كلمة أو أكثر من البيت الشعري ، كقول المتنبي :
فقلْ في حاجة ٍ لم أقضِ ِ منها * على شغفي بها شروى نقير ِ
فأصل الكلام ( فقل ما شئت َ ) وحذف الكلمتين لضيق المقام .
3-إشباع حركة حرف صحيح ٍ في الحشو : كقول الشاعر :
أخاك أخاك إنّ من لا أخا لهُ * كساع ٍ الى الهيجا بغير سلاح ِ
فقد أشبع فتحة الخاء في (أخ ) في (لا أخا) فصارت (اخا) .
وفي رأيي أن ( أخا ) هنا منصوبة بتنوين الفتح ( لا أخاً ) لأنه يجوز تنوين اسم لا النافية للجنس
كقولهم (لا أباً لكم ) وليس في البيت شاهد ٌ .
أما اشباع الهاء في الرفع والجر فكثيرٌ ولا عيب فيه ، ومثاله في البيت السابق (لهُ) فهي بمثابة (لهو ) عروضياً .
واشباع حرف الرويّ أيضاً مما لا اشكال فيه ، وهنا فقط يجوز اشباع الحرف الصحيح في نظري
ولا يجوز في الحشو مطلقاً لأنه يسبب كسر الكلام ونبوّه ِ ، ومثاله في البيت السابق ( سلاح ِ ) فهي بمثابة ( سلاحي ) عروضياً .
المفضلات