آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

  1. #1
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها


    أبواب القدس
    أبواب السور المفتوحة هي: باب العمود، باب الساهرة، باب الجديد (من الناحية الشمالية)، باب النبي داود، وباب المغاربة (من الناحية الجنوبية)، وباب الأسباط (من الناحية الشرقية)، وباب الخليل. وفيما يلي نبذة مختصرة عن الباب الذي يهمنا، إنه:

    باب المغاربة: يسمى أيضًا باب سلوان وباب الدباغة ، ويسميه الإفرنج باب المغارة أو باب القمامة. وهو أصغر أبواب القدس وموجود منذ العصور الوسطى.
    يرجح الباحثون أن اسمه يرجع إلى العهد الفاطمي عندما حدثت خلاله هجرة إفريقية من بلاد المغرب والأندلس إلى القدس. وكان هذا الباب مغلقًا بصفة دائمة خلال العصر العثماني. ويذكر أن اليهود استولوا في 31 أغسطس 1967 على مفتاح هذا الباب لتيسير الدخول إلى حائط(المبكى)، كلما أرادوا، وتم ذلك بإيعاز من (شلومو غورين) الحاخام الأكبر لجيش الدفاع الإسرائيلي.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية Amerhannini
    تاريخ التسجيل
    07/10/2006
    العمر
    45
    المشاركات
    117
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    السلام عليكم ورحمة الله،

    أخي الفاضل جمال الأحمر -حفظه الله-،

    بارك الله في جهودك وبانتظار المزيد، كما أرجو أن تزودنا بما تجود به الوثائق والدراسات حول استقرار بعض الأندلسيين في بيت المقدس وأكنافه إن تيسر.

    عامر


  3. #3
    شاعر الصورة الرمزية عبد الرحمن الطويل
    تاريخ التسجيل
    11/05/2009
    المشاركات
    623
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    بارك الله فيك شيخنا العزيز جمال الأحمر .

    و من أبرز الأندلسيين الذين هاجروا إلى القدس ..
    عالم الاجتماع الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الأزرق الغرناطي المالكي قاضي الجماعة .
    وفاته بالقدس الشريف سنة 896هـ .
    و كان ولي قضاء مالقة .
    و من مؤلفاته :
    * روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام .
    * شفاء الغليل في شرح مختصر الشيخ خليل .
    * و كتابه الشهير في السياسة و الاجتماع (بدائع السلك في طبائع الملك) .


  4. #4
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amerhannini مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله،
    أخي الفاضل جمال الأحمر -حفظه الله-،
    بارك الله في جهودك وبانتظار المزيد، كما أرجو أن تزودنا بما تجود به الوثائق والدراسات حول استقرار بعض الأندلسيين في بيت المقدس وأكنافه إن تيسر.
    عامر

    أخي الفاضل: عامر الهنيني

    1- استبشرت بقدومك خيرا فقد استفدت منك كثيرا من قبل، فجازاكم الله خيرا.

    2- ها هو أخي الفاضل عبد الرحمن قد سبقني إلى هذه المعلومة، وأتوقع أن في جعبته المزيد.

    3- لا زلت أنتظر دخول أبي وائل محمد الجعيدي، أو زوجته الفاضلة أم وائل، فقد ألف كتابا كاملا يربط فيه أدبيا بين فلسطين والأندلس "استدعاء الأندلس" لدى الشعراء الفلسطينيين. ولا أستبعد أن يكون لديهما المزيد


  5. #5
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    شذونة الأندلسية
    نزلها جند فلسطين
    من العرب الفاتحين


    بالأندلس، وهي كورة متصلة بكورة مورور، وعمل شذونه خمسون ميلا في مثلها، وهي من الكور المجندة، نزلها جند فلسطين من العرب، وكورة شذونة كورة جليلة القدر، جامعة لخيرات البر والبحر، كريمة البقعة، عذبة التربة، يفيض مياهها بلا ندوى مع المحل ثمارها، وقد لجأ إليها عامة أهل الأندلس سنة136، وكانت الأندلس قد قحطت ستة أعوامٍ.

    ومن كور شذونة شريش وغبرها، وفيها كانت الهزيمة على لذريق حين افتتحت الأندلس سنة96.

    وبقرب شذونة موضع يعرف بالجبل الواسط، وهو جبل فيه آثار للأول، وفي شق صخرةٍ داخل كهفٍ فيه فأس حديدٍ، يتعلق من الشق الذي في الصخرة، تراه العين وتجسه اليد، فمن رام إخراجه لم يطق ذلك، وإذا رفعته اليد ارتفع وغاب في شق الصخرة، ثم يعود إلى حالته.

    ويذكر مشايخ كورة شذونة أن النار أوقدت على الموضع، ورش بالخل لينكس، ويوصل إلى استخراج الفأس، فلم يقدر على ذلك، وأعياهم أمره، وقرنت الثيران في بعض الأزمنة، وجعلت عجلتان، وشد بهما طرفا حبلٍ وثيقٍ قد ربط في الفأس، وحملوا على الثيران ليقلع الفأس، فلم يستطع ذلك.

    قالوا: وأطيب العنبر الغربي إنما يوجد بساحلها. وبساحل شذونه يوجد حوت التن لا في غيره من سواحل الأندلس، فيظهر في أول شهر مايه، لا يرى قبل هذا الشهر، فإنه يخرج من البحر المحيط فيدخل إلى البحر المتوسط الذي يسمى البحر الرومي، فيصيد مدة ظهوره أربعين يوماً، ثم يعود على مثل ذلك الوقت من العام الآخر.

    وبساحل شذونة المقل الذي يعظم جماره حتى يكون قلبه مثل قلب النخل، وكانت تصنع منه الغرابيل عن الحلفاء.

    وكانت جباية شذونة في أيام الأمير الحكم بن هشام خمسين ألفاً وستمائة.

    هذا كله في الأيام والليالي أما إذا كان المعدود مذكرا أو مؤنثا غيرها فلا وجه إلا مطابقة الشرف
    من غربي إشبيلية بالأندلس، وهو جبل شريف البقعة، كريم التربة، دائم الخضرة، فراسخ في فراسخ طولاً وعرضاً، لا تكاد تشمس منه بقعة لا لتفاف زيتونه، واشتباك غصونه، وزيته من أطيب الزيوت، كثير الريع عند العصر، لا يتغير على طول الدهر، ومن هناك يتجهز به إلى الآفاق براً وبحراً.

    وكل ما استودع أرض إشبيلية وغرس في تربتها نما وزكا وفضل وجل.

    ويقال إن في الشرف ثمانية آلاف قرية عامرة، وديارها حسنة، وبين الشرف وبين إشبيلية ثلاثة أميال، وسمي بذلك لأنه مشرف على ناحية إشبيلية، ممتد من الجنوب إلى الشمال، وهو كله تراب أحمر، وشجر الزيتون فيه من هذا المكان إلى قنطرة لبلة.


    http://www.3deeel.com/vb/showthread.php?p=1098568

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 30/10/2009 الساعة 04:44 AM

  6. #6
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الطويل مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك شيخنا العزيز جمال الأحمر .
    و من أبرز الأندلسيين الذين هاجروا إلى القدس ..
    عالم الاجتماع الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الأزرق الغرناطي المالكي قاضي الجماعة .
    وفاته بالقدس الشريف سنة 896هـ .
    و كان ولي قضاء مالقة .
    و من مؤلفاته :
    * روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام .
    * شفاء الغليل في شرح مختصر الشيخ خليل .
    * و كتابه الشهير في السياسة و الاجتماع (بدائع السلك في طبائع الملك) .

    أخي الحبيب: عبد الرحمن الطويل

    1- جازاكم الله خيرا على الإضافة المميزة.

    2- وأستأذنكم في توسعتها قليلا...


  7. #7
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    ابن الأزرق الأندلسي الفلسطيني




    حمل هذا الكتاب:
    بدائع السلك في طبائع الملك، لابن الأزرق (896)

    http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=21&book=937



    حمل هذا الكتاب:
    الفكر التربوي عند ابن خلدون و ابن الأزرق، لعبد أمير شمس الدين
    النوعيه: scanned

    http://www.al-mostafa.info/data/arab...ile=008724.pdf



    بدائع السلك في طبائع المُلك، لأبي عبد الله ابن الأزرق
    الناشر: ؟
    سنة النشر: 2008
    بلد النشر: جمهورية مصر العربية
    سعر شراء نسخه: 115 جنيه مصري

    http://3lsooot.com/booksmall/auther....B2%D8%B1%D9%82



    من بدائع السلك في طبائع الملك لابن الأزرق
    mn bdaa'a' alslk fi tbaa'a' almlk labn ala'zrk
    تأليف: أبي عبد الله محمد بن علي
    ترجمة، تحقيق: نهاد نور الدين جرد
    • النوع: غلاف عادي، 24×17، 572 صفحة الطبعة: 2 مجلدات: 2
    • الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي تاريخ النشر: 01/08/2005
    • اللغة: عربي
    سعر السوق: 9.20$
    سعر: 8.74$
    التوفير: 0.46$ (5%)
    مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوع

    http://www.neelwafurat.com/itempage....0&search=books



    الفلسفة العملية عند ابن خلدون وابن الازرق في التيار الاجتماعي والتاريخي
    alflsfah ala'mliah a'nd ebn khldoun wabn alazrk fi altyar alajtmaa'i waltarikhi
    تأليف: علي زيعور
    سعر السوق: 9.00$
    سعر: 7.65$
    التوفير: 1.35$ (15%)
    • النوع: كرتون مقوّى، 24×17، 408 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
    • الناشر: مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر تاريخ النشر: 01/01/1995
    • السلسلة: العقل العملي في التراث العربي الإسلامي،الأعلام والنصوص المجمعة
    اللغة: عربي

    http://www.neelwafurat.com/itempage....7&search=books


  8. #8
    شاعر الصورة الرمزية عبد الرحمن الطويل
    تاريخ التسجيل
    11/05/2009
    المشاركات
    623
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    جزاك الله خيراً شيخنا العزيز جمال الأحمر على التوسعة ، و كم لهذا الكتاب من فوائد .
    و من الأندلسيين المقدسيين أيضاً :
    الإمام المقرئ أبو محمد عبد الله بن علي بن سليمان الكحال اللقيني الغرناطي ، و وفاته بالقدس سنة 711هـ .
    http://www.koraa-alquran.com/koraa.asp?id=1642


  9. #9
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    ابن الأزرق
    زهرة في بستان المعرفة العربية
    وأحد من علماء الاجتماع والسياسة العرب


    بقلم:
    عماد خالد رحمة




    لم يعرف الشيء الكثير عن ابن الأزرق (أبو عبد الله محمد بن الأزرق الأندلسي) المتوفى عام 896 هـ ـ 1419م، إلا منذ سنوات غير بعيدة عندما كشف الستار عن واحد من عمالقة الفكر العربي الإسلامي في مجال علم الاجتماع والسياسة. حيث قام كل من الدكتور محمد عبد الكريم، والدكتور علي سامي نشار كل بمفرده بتحقيق مخطوط بدائع السلك في طبائع الملك، الذي ألفه ابن الأزرق. وقد تولت الدار العربية للكتاب في كل من طرابلس الغرب وتونس نشر المخطوط الذي حققه الدكتور محمد عبد الكريم. كما نشرت وزارة المعارف العراقية المخطوط نفسه الذي حققه الدكتور علي سامي نشار. ومن المفارقات الجميلة أن صدرت الطبعتين في العام نفسه: 1977، دون تنسيق مسبق بينهما. هكذا وفجأة وجدنا أنفسنا أمام كتاب مهمٍ جداً عمل على تصويب الكثير من الدراسات والمعلومات السابقة حول عالم الاجتماع العربي الإسلامي الكبير ابن خلدون، الذي أتحفنا وأدهشنا في مقدمته الرائعة. فقد أثبت ابن الأزرق أن ابن خلدون لم يكن الزهرة الغريبة الفذة الوحيدة في بستان المعرفة العربية، بل إنه كان عبقرية مسبوقة ومتبوعة بعبقريات عربية وإسلامية في علمي الاجتماعي والسياسة. فابن الأزرق الذي توفي بعد ابن خلدون بثمانين سنة، كشف في كتابه (بدائع السلك في طبائع الملك) جميع المصادر التي استقى منها أستاذه ابن خلدون، الذي كان قد تكتم عن تلك المصادر، حتى علق في الأذهان انفراده في هذا الباب من أبواب المعرفة، ويقول الدكتور علي سامي نشار في مقدمة الطبعة العراقية بالخصوص: (لقد كان ابن خلدون كتوماً إلى أكبر حد؛ يستخدم نظريات غيره، ويستند على مآخذ متعددة لا يذكر صاحبها ويدل بنفسه على أنه أول من توصل إليها، بينما نرى ابن الأزرق وهو، أولاً وقبل كل شيء، فقيه أخلاقي، وراوية حديث مثبت، وقاضٍ من قضاة المسلمين يذكر مصادره بأمانة وصدق، ولا يكتم مآخذه ومنابعه، أو بمعنى أدق يعطي لكل ذي حق حقه، ويعبّر عن آرائه هو بالصيغة المشهورة (قلت) بل ما أكثر ما ذكر حتى في (قلت) هذه (مصادر هو نفسه). ولا يعني ما قاله الدكتور نشار التقليل من أهمية مقدمة ابن خلدون أو نفي عبقريته الفذة. بل يظل هذا العلامة علماً من أعلام الفكر في تاريخنا حتى ابن الأزرق نفسه جعل مقدمة ابن خلدون القاعدة التي أقام عليها كتابه الذي ضمنه جميع المقدمة إما بالنص الحرفي أو بتلخيص ما ورد فيها من آراء. ثم انطلق بعد ذلك للتصحيح أو إضافة آراء ومعلومات جديدة لم يصل إليها أو ربما أغفلها ابن خلدون.‏
    من هو ابن الأزرق‏
    ابن الأزرق هو أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علماً بن علي بن القاسم بن مسعود بن الأزرق الحميري الأصبحي الأندلسي الغرناطي الأصل، المالقي الولادة والإقامة. ويقول الدكتور علي سامي نشار بأن أسرته لم تكن معروفة كثيراً، وأن كنيته بالأزرق إنما هي صفة جسدية لازمت أسرته، فحفظ القرآن، وبعض المصنفات العلمية والأدبية حسب طريقة التعليم التي كانت سائدة في الأندلس. واستطاع بذكائه ونبوغه أن يؤكد ذاته بين جموع طالبي العلم ويتصدر مجالس العلماء، ويصبح شيخاً وأستاذاً للعديد من طلبة العلم في مالقة. وقد قام برحلة ابتغاء للعلم إلى كل من فاس وتلمسان وتونس، ثم عاد إلى مالقة حيث تولى القضاء في ضواحي المدينة أيام سعد بن نصر بن الأحمر، صاحب غرناطة وتوابعها. ثم تولى القضاء في مالقة نفسها. ويقول الدكتور عبد الهادي التازي إن ابن الأزرق لم يكن فقط رجل وظيف شرعي، ولكنه كان رجل دولة وكاتب ملك ورسول سلطان. كما أن احتكاكه برجال دولة بني الأحمر آخر الدول العربية في الأندلس. فقد تفتحت عيناه على علم السياسة والاجتماع خصوصاً وقد تولى سفارة إلى كل من دول المغرب ومصر والحجاز، حث حكامها على نصرة العرب والمسلمين في الأندلس‏
    بعد أن اشتد ضغط نصارى الأسبان على آخر معقل عربي في الأندلس ولكن كما يبدو، لم يستجب لاستغاثة الأندلسيين أحد من الحكام العرب. لأنهم كانوا منهمكين في نزاعاتهم وصراعاتهم الداخلية. وحين عاد من مكة إلى مصر، كانت الأنباء التي وصلت إليها تؤكد أن المقاومة العربية في غرناطة تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام ضربات الأسبان، وأن أفواج عرب الأندلس المهاجرة ملأت مدن المغرب. وهنا قرر ابن الأزرق البقاء في الشرق، و ولاه حاكم مصر قضاء القدس، ولكن العمر لم يطل به في مدينة القدس سوى شهرين وبعض الشهر. حيث توفي في السابع من ذي الحجة سنة 896 هـ 1491 م عن عمر يناهز الخامسة والستين عاماً، ويظهر أنه مات غماً وحزناً على بلاده التي أسدل الستار فيها نهائياً على الحكم العربي بعد وفاته بعدة أشهر فقط. ولابن الأزرق مؤلفات عدة مهمة في الفقه والأدب والتاريخ والاجتماع والسياسة، ومن مؤلفاته: شقاء القليل في شرح مختصر الخليل، وروضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام، ثم بدائع السلك في طبائع الملك. كما ترك ابن الأزرق مجموعة من القصائد الشعرية، وإن كانت لم تجمع في ديوان. ويصف الدكتور ابن عبد الكريم موهبته الأدبية فيقول: إن له موهبة شعرية. وخيالاً جوالاً ورصيداً لغوياً، ومقدرة على الغوص على المعاني الجديدة المتقمصة في ألفاظ لها طابع أدبي محض ولا يطلب من الأديب والشاعر المغلق أكثر من ذلك.‏
    بدائع السلك وطبائع الملك‏
    ـ يتضمن كتاب بدائع السلك في طبائع الملك جملة من الموضوعات التي تتعلق بالدولة وبالأخلاق وبالاجتماع العمراني والحضاري، فحول الدولة يبحث الكتاب في مقدمته قواعد قيام الدولة من الناحية العقلية والشعرية ثم يقسّم ابن الأزرق كتابه إلى أربعة كتب أو أقسام يبحث في الأول حقيقة الدولة وأنواع الرئاسات. وفي الثاني يبحث في قواعد وأركان الدولة، ويخصص المؤلف الكتاب الثالث للحديث عن الحكام وفيما يطالبون به من تشييد الملك وتأسيس قواعده وعن أخلاقهم. وفي الكتاب الرابع يبحث المؤلف في عوائق تقدم الدولة وأسباب قوتها وزوالها. وقد قسم ابن الأزرق كل كتاب إلى أبواب وفصول عديدة أوضح فيها مجموعة من النظريات الاجتماعية والأخلاقية والسياسية في المجتمعات الإنسانية. ويورد الأستاذ عبد الكريم في مقدمة طبعة الدار العربية للكتاب ثلاثة دوافع لتفرغ ابن الأزرق لتأليف كتابه:‏
    أولاً: عدم وجود كتاب جامع لمواضيع في سياسة الدولة وفي علم الأخلاق والاجتماع.‏
    ثانياً: العزم على اختصار بعض المطولات وتجريدها من الاستطرادات.‏
    ثالثاً: تدهور الحالة السياسية والأخلاقية والاجتماعية في الأندلس ولا سيما في عصر ابن الأزرق الذي أراد أن يضيء الطريق أمام مجتمعه، لعل أفراده يعملون بمحتواه ويتمثلون ما اشتمل عليه من إرشادات علمية، ومواعظ دينية وحكم فلسفية، فبذلك يستيقظون من سباتهم العميق ويتلافون ما فاتهم. ويرى الأستاذ عبد الكريم أن فوائد الكتاب تتجلى في المصادر النفسية التي لخصها ابن الأزرق أو نقل عنها ما هو في حاجة إلى نقله حرفياً، وقد نظمت مواضيعه تنظيماً دراسياً كأنه كتب في حلقات التدريس وللأساتذة والتلاميذ ومن فوائده أنه يحتوي على تلخيص مقدمة ابن خلدون وعلى أشياء كثيرة لم يأت بها ابن خلدون ولا سيما فيما يتعلق بالأخلاق والأحكام الشرعية، وقد استطاع المؤلف أن ينسق بين نصوص العلماء وبين أفكارهم مع أفكاره، أي كان محللاً ثم مركباً... وهذا الكتاب الذي كنا نجهله، استطاع في زمن ابن الأزرق وبعده أن يحتل مكانة مرموقة بين الكتب العلمية القيمة، وانبرى عدد من العلماء والمفكرين العرب في ذلك الوقت بالإشادة به وبقيمته العلمية، ويقول أحمد المقري في نفح الطيب: (ولابن الأزرق تآليف منها بدائع السلك في طبائع الملك وهو كتاب حسن مفيد في موضوعه لخص فيه كلام ابن خلدون في مقدمة تاريخية وغيره مع زوائد كثيرة) كما يشيد المقري أيضاً في كتابه أزهار الرياض بكتاب ابن الأزرق قائلاً: (وكتاب بدائع السلك في طبائع الملك، كتاب بديع في موضوعه، لخص فيه مقدمة تاريخ ابن خلدون المسماة بكتاب العبر وزاد عليه زيادة كبيرة نافعة، وهو سفر ضخم. وقد نقل عنه حباب المعيار، كما تحدث عن محمد بن عسكر في مؤلفه دوحة الناشر. وسليمان الحوات في كتابه السر الظاهر، ومحمد السخاوي في كتابه الضوء اللامع، وعبد الرحمن الحنبلي في كتابه الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل وغيرهم).‏
    يعتبر ابن الأزرق من رجال المدرسة الأشعرية كابن خلدون، وهي المدرسة التي أرسى أصولها الأولى في علم الكلام أبو الحسن الأشعري، والتي انتهجت طريق الفلسفة والاستنتاج والاستقراء والنقد والتجريح ثم التحليل والتركيب عند معالجتها للقضايا الفكرية؛ لذلك فإن كتاب بدائع السلك في طبائع الملك يعتبر كتاباً منهجياً علمياً، وإن كان لا يخلو من بعض السقطات والأخطاء العلمية، وكذلك المغالطات والمخالطات التاريخية التي كانت شائعة في زمن ابن الأزرق، فقد اعتمد قاعدة الاستنتاج تارة حيث ينطلق من القاعدة العامة ليطبعها على الجزئيات، وتارة أخرى اتبع طريقة الاستقراء التي يبدأ من الجزئيات ليصل إلى القاعدة العامة، وقد أغنى آراءه والنتائج التي توصل إليها بالدليل الشرعي من قرآن وحديث، وكذلك الأحداث التاريخية والروايات والحكايات الشعبية، وفيما يلي أنموذج مما ورد في الكتاب حيث يتجلى فيه أسلوب ابن الأزرق والطريقة التي عالج بها مواضيع الكتاب فقد تناول ابن الأزرق مواضيع مهمة عالج فيها (الغضب) على سبيل المثال وليس الحصر. حيث قال: طرف التفريط بعقده أو ضعفه وهي نقص عن الكمال ولذلك قال الماوردي: من استغضب فلم يغضب فهو حمار. وقال ابن الأزرق في مقام آخر: طرف الإفراط ولغلبته له فعل قوي مشعر بسرعة الغضب واعتياد المخاصمة من يتمدح بالتشفي والانتقاء. هو أيضاً نقص مذموم.‏
    كما تحدث ابن الأزرق عن الغضب من حيث دلالة التباعد بتركه عند غضب الله على القرب من ذلك الغضب بارتكابه، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سأل رسول الله (ص) ما يمنعني من غضب الله عز وجل؟ قال: "لا تغضب" لذا فإن حقيقة الغضب غليان دم القلب موجودة على من دونه، فيحمر ظاهره بانتشار دمه وعلى من فوقه، فيصفر وينقص دمه جرياً. وعلى مثله فيحمر ويصفر لتردده فيه. قال الغزالي: ومتى اشتدت ناره أعمت صاحبها وأصمّته فإذا وعظ لم يسمع وإن استضاء بنور عقله لم يقدر أن يطفئ به نار غضبه. كما أن لإفراط الغضب مثل هذه الآثار القبيحة فلتفريطه آثار تشارك تلك في القبح وسوء العافية. كاحتمال الذل، وخور القلب، والسكوت عند مشاهدة المنكر، والانقباض عند تناول الحق الواجب، والعجز عن رياضة النفس. قال الغزالي: إذ لا يتم إلا بتسليط الغضب على الشهوة، حتى يغضب على نفسه عند الميل إلى الشهوات الخسيسة... وهكذا يورد ابن الأزرق مسائله في كتابه بدائع السلك في طبائع الملك جملة كبيرة من الموضوعات التي تتعلق بالدولة وبالأخلاق وبالاجتماع العمراني الحضاري والتي لا مجال لذكرها لضيق المساحة...‏

    جريدة الأسبوع الأدبي العدد 1063 تاريخ 7/7/2007

    E - mail:
    aru@net.sy
    http://www.awu-dam.org/esbou1000/1063/isb1063-027.htm


  10. #10
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    إبراهيم طوقان له قصيدة "غادة أشبيلية"

    إبراهيم طوقان شاعر فلسطين الأول (١٩٠٥- ١٩٤١)

    بقلم:
    أوس داوود يعقوب

    ٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩




    لم تكد تبدأ عطلة العام الدراسي الأخيرة لسنة 1930 حتى كانت الجامعة الأميركية في بيروت، قد عرضت على إبراهيم، بواسطة الأستاذ أنيس الخوري المقدسي، التعليم في قسم الأدب العربي في الجامعة. كان مجرد فكرة العودة إلى بيروت، وآفاقها الرحيبة السحرية، كفيلاً بأن يجعل إبراهيم يوافق على مزاولة التعليم مرة أخرى، وعن طيب خاطر.. فلقد كان حبه لهذا البلد، ولأهله الكرام، حباً متمكناً من نفسه، إلى حد بعيد، بل لقد كانت بيروت عنده بمنزلة الوطن الثاني له، يرى في أهلها أهله، وفي عشيرتها عشيرته، وكيف لا يكون لهذا البلد في نفس إبراهيم مثل هذا المكان الرفيع، وفيه تفتحت زهرة شبابه أول ما تفتحت: أولُ عهدي بفنون الهوى بيروتُ، أَنْعِمْ بالهوى الأولِ..

    وانتقل إلى الجامعة الأميركية، فدرّس فيها عامين، نظم خلالهما أروع قصائده التصويرية، مما يدخل في باب الموضوعيات من شعره. ولإبراهيم في هذا الباب قصائد فذة، تفيض بالصور الحية الناطقة. ولقد عادت المرأة، أو بالأحرى، عاد الجمال يحرّك قلب إبراهيم في بيروت، فيوحي إليه بأرق الشعر وأجزله. ومسارح الجمال في بيروت مختلفة الألوان، متعددة الصور، وهي هناك تكاد تكون مكشوفة النقاب لا تختبئ وراء حجاب. وإبراهيم نشأ في بلد متمسك بتقاليده وعاداته أشد التمسك، فهو يسدل دون المرأة ستاراً كثيفاً نسجه. ومن هنا، كانت بيروت مهبط وحيه في ما قاله من شعر في المرأة.

    وفي غادة أشبيلية أندلسية، كانت في بيروت، نظم إبراهيم في ما نظم من شعر غزلي في ذلك الحين، عدة قصائد، وهو يعترف بأن انجذابه إلى هذه الغادة، قد لا يكون بدافع جمالها، وخفة روحها، بمقدار ما كان يتقرّاه في خلقتها من الدم العربي وما كان يلاحظه من الفن العربي في ثيابها ورقصاتها.

    وأثناء إقامته في بيروت قدم الجامعة الأميركية الدكتور «لويس نيكل البوهيمي»، وهو مستشرق تخصص في الغزل العربي، فكان يتنقل بين عواصم الشرق والغرب، باحثاً في مكاتبها الكبرى عن الكتب المتعلقة بموضوعه، وكان من نتيجة ذلك أن ترجم إلى اللغة الإنكليزية كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي، وقد تعرف إبراهيم بالدكتور نيكل عن طريق صديقه الأستاذ أنيس فريحة، وكان هذا المستشرق، حين تعرف بإبراهيم، قد بدأ بتصحيح كتاب «الزهرة» لابن داود الأصفهاني، وتعليق حواشيه وتنظيم فهارسه. فلما رأى مدى اطلاع إبراهيم على الشعر القديم دعاه إلى العمل معه وأشركه في تصحيح الكتاب وطبعه، وباشرا العمل معاً في اليوم الثاني للمقابلة الأولى، وفي بضعة شهور أنجزا عملهما فيه حيث طُبع الكتاب سنة 1932م.

    ويقول الدكتور نيكل بهذا الشأن في رسالة خاصة تلقيتها منه: «… ثم أقمنا حفلة «الزهروية» في مطعم نجار، ونظم إبراهيم قصيدته «غادة أشبيلية»، وكانت تلك الأيام من أسعد أيامه وأيامي…».

    وفي نهاية العام الثاني لتدريسه في الجامعة، قدّم إبراهيم استقالته من العمل، وعاد إلى فلسطين، حيث زاول مهنة التعليم في المدرسة الرشيدية في القدس. وفي هذا الحين، ضاق بعمله أشد الضيق، فنفّس عن الكرب الذي لحقه من هذه المهنة بقصيدته «الشاعر المعلم» وقد صاغها في قالب فكاهي عذب، صور فيه ما كان يكابده من مشقة التعليم، والجهد الذي كان يبذله، والعناء الذي كان يلاقيه من جراء ذلك كله.

    وفي أواخر سنة 1932، وقبل انتهاء الفصل الدراسي الأول، ألح عليه السقم، ولازمته العلة، فانقطع عن التدريس، وظل طريح الفراش، إلى أن اشتدت وطأة المرض، فأشار الأطباء بضرورة نقله إلى المستشفى، وإجراء عملية جراحية في معدته، ولقد كان من خطورة شأن هذه العملية، أن نفض الجراح يديه من نجاة مريضه من الموت بعدها، لما كان عليه إبراهيم من النحول والضعف.


    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article19673


  11. #11
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    20/08/2009
    المشاركات
    795
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اخوتي الكرام اورد هذا البحث لعله يقدم اضافة تثري هذا الموضوع الهام .


  12. #12
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    20/08/2009
    المشاركات
    795
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    />>>حارة المغاربة في القدس>>
    وقف سنة 589هـ/1193م – 592هـ/1195م>>


    >>
    موقع الحارة>>
    يقع المكان الذي كانت تقع عليه حارة المغاربة في الجانب الجنوبي الغربي لمدينة القدس إلى الغرب من المسجد الأقصى المبارك بالقرب من حارة الشرف وحارة اليهود وحارة باب السلسلة .>>
    حدود الحارة >>
    يحد حارة المغاربة من جهة الجنوب سور القدس وباب حارة المغاربة، ومن الشرق الزاوية الفخرية ويليها المسجد الأقصى، ومن جهة الشمال المدرسة التنكزية وقوس ولسون المعروف بأقواس تنكز الحاملة للمدرسة التنكزية وعلى صفّها تربة الأمير حسام الدين بركة خان والمكتبة الخالدية، ومن جهة الغرب حارة الشرف (تحولت اليوم إلى حارة لليهود)، وكان يمكن الوصول إليها عبر زقاق يفصل بين زاوية المغاربة وتربة الأمير بركة خان المعروفة كذلك بالمكتبة الخالدية(1) . >>
    تأسيس حارة المغاربة >>

    دأب المغاربة على زيارة بيت المقدس منذ ما قبل الاحتلال الفرنجي لمدينة القدس سنة 493هـ/1099م، فقد اعتادت جماعات من أهل المغرب العربي القدوم لبيت المقدس للتبرك بمسجدها والصلاة فيه، وتزايدت أعداد المغاربة والأندلسيين الذين فضّلوا الإستقرار في هذه الديار المقدسة خصوصاً بعد استرجاع القدس من الفرنجة سنة 583هـ/1187م، ومرةً أخرى بعد ضياع الأندلس سنة 898هـ/1492م .>>
    وقد ساهم المغاربة في حركة الجهاد الإسلامي ضد الفرنجة وكان لهم دورٌ بارزٌ في فتح بيت المقدس وكسر شوكة الفرنجة في فلسطين، ولذلك طلب الناصر صلاح الدين الأيوبي من سلطان المغرب يعقوب المنصور مد يد العون وتزويده بأساطيل بحرية كي تُنازل أساطيل الفرنجة، فجهّز سلطان المغرب أسطولا كبيراً لمساندة الجيش الإسلامي في المشرق العربي(2) .>>
    وقد أسكن الناصر صلاح الدين الأيوبي أعداداً من المغاربة في بيت المقدس بعد انتصار المسلمين في معركتي حطين وفتح بيت المقدس على الفرنجة، ثم أوقف الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين المساكن المحيطة بحائط البراق على مصالح الجالية المغربية المجاورة في القدس بُغيةَ التسهيل عليهم في إقامتهم، ومنذ ذلك التاريخ أخذ هذا المكان من مدينة القدس يُعرف باسم حارة المغاربة .>>
    وقف حارة المغاربة>>

    أوقف الملك الأفضل نور الدين أبو الحسن علي النجل الأكبر للناصر صلاح الدين الأيوبي حارة المغاربة على مصالح طائفة المغاربة المقيمين في القدس إباّن سلطنته على دمشق (589هـ/1193م – 592هـ/1195م) حين كانت القدس تابعةً له بُغيةَ تشجيع أهل المغرب العربي على القدوم إلى القدس والإقامة فيها ومساعدة سكاّنها المغاربة الذين فضّلوا الإستقرار والمجاورة بالقرب من مسجدها المبارك، ولذلك كتب مجير الدين(3): " ووقف أيضاً حارة المغاربة على طائفة المغاربة على اختلاف أجناسهم ذكورهم وإناثهم، وكان الوقف حين سلطنته على دمشق وكان القدس من مضافاته ".>>
    لقد أعيد تسجيل كتاب وقف الملك الأفضل نور الدين علي على حارة المغاربة مرتين، الأولى كانت في 24 رجب سنة 666هـ/1267م، والثانية في 26 شعبان 1004هـ/1595م وفيما يلي نص الوقفية (4):>>
    " شرط واقف محلة المغاربة قُيّد بإذن مولانا .. شجاع الدين أفندي قاضي القدس الشريف .. وهذا الكتاب متصل الثبوت والتنفيذ بحكم الشرعية إلى يومنا هذا وقُيّد في اليوم السادس من شعر شعبان سنة ألف وأربع .>>
    بسم الله الرحمن الرحيم يشهد من أثبت اسمه وشهادته آخر هذا المحضر وهم يؤمئذ من الشهود الأمناء الأحرار العقلاء المسلمين الذكور الأخيار من أهل علم ومخبره بما يشهدون به شهادة عرفوا صحتها وتحققوا معرفتها .. لا يشكّون فيها ولا يرتابون .. ويلقون الله بأدائها إنهم يعرفون جميع الحارة المعروفة المسماة بحارة المغاربة الكائنة بمدينة القدس الشريف .. الحد الأول وهو القبلي ينتهي إلى سور مدينة القدس الشريف وإلى الطريق المسلوكة إلى عين سلوان والحد الثاني وهو الشرقي ينتهي إلى حائط الحرم الشريف والحد الثالث وهو الشمالي ينتهي إلى القنطرة المعروفة بقنطرة أم البنات والحد الرابع وهو الغربي ينتهي إلى دار الإمام .. شمس الدين قاضي القدس الشريف ثم إلى دار الأمير عماد الدين بن موسكي ثم إلى دار الأمير حسام الدين قايماز .>>
    ويشهد شهوده أن هذه الحارة المعينة أوقفها السلطان الملك الأفضل نور الدين علي بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ابن شادي رحمهما الله تعالى على جميع طائفة المغاربة على اختلاف أوصافهم وتباين حرفهم ذكورهم وإناثهم كبيرهم وصغيرهم فاضلهم ومفضولهم ليسكنوا فيها في مساكنها وينتفعوا بمرافقها على قدر طبقاتهم وما يراه الناظر عليهم وعلى وقفهم من ترتيب ذلك وتفضيل من يفضله وتقديم من يقدمه بحيث لا يتخذ شيء من المساكن ملكاً ولا احتجازاً ولا بيعا وقفاً مؤبداً شرعياً ماضياً جارياً على هذه الطائفة المغاربة .. .>>
    ويشهد شهوده أن النظر على ذلك وفي كل جزء منه وفي ترتيب أحواله ووظائفه أوموره راجع إلى من يكون شيخاً قُدوةً من المغاربة المقيمين في كل عصر وأوان بالقدس الشريف يتولى ذلك بنفسه وله أن يُولّي من اختار وآثره ويستنيب عنه من يقوم مقامه وله عزله إذا أراد ..>>
    ويشهدون به وبذلك كتبوا شهاداتهم في اليوم الرابع والعشرين من شهر الله رجب الفرد سنة ست وستين وستمائة . " .>>
    مساحة حارة المغاربة>>
    شغلت حارة المغاربة مساحة تقدّر بخمسة وأربعين ألف متر مربع، وهي بذلك تشكّل ما نسبته (5%) من مساحة القدس القديمة .>>
    مباني حارة المغاربة>>
    ضمّت الحارة عشرات المباني التي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الأيوبي كان أشهرها المدرسة الأفضلية ، وقد بلغ عدد المباني الأثرية التي هدمتها جراّفات الإحتلال الإسرائيلي (135) بناءً أثرياً امتدت فوق الساحة التي أخذ يطلق عليها اليهود فيما بعد ساحة المبكى، وتكشف خارطة أفقية للقدس قبل تدمير الحارة المباني الأثرية التي كانت قائمة فيها وطرق حارة المغاربة .>>
    الشكل العام للحارة >>

    تأخذ حارة المغاربة شكلاً مربعاً يتخلّله منشآت أثرية وتاريخية قديمة يعود بعضها إلى العصر الأيوبي، ويتخلل هذه المنشآت عقبات وأزقة معوجة وضيقة تصل أرجاء الحارة بعضها ببعض، ويتوزع على جانبي كل عقبة أو طريق أو زقاق في هذه الحارة عدد من المباني المتلاصقة التي يعلوها في بعض الأحيان قناطر وبوائك مع ظهور قليل للقباب مما ميّز المدرسة الأفضلية التي كانت تعلوها قبة مرتفعة عن غيرها من المباني فعرفت بمدرسة القبة؛ وصفها كامل العسلي(5) قائلاً: " وتتخذ الحارة شكلا مستطيلا تتخلله طرق مبلطة ضيقة ، وجميع منازل الحي ملاصقة بعضها لبعض .. وهي أبنية قديمة تشتهر بآبارها وغرفها الصغيرة وجدرانها السميكة ، كما تشتهر بصغر مداخلها .. ومن ضمن أبنيتها مبان تاريخية اسلامية يرجع بعضها إلى زمن المماليك." .>>
    لمحة تاريخية>>

    ترجع الأهمية التاريخية للموضع الذي أُقيمت عليه حارة المغاربة إلى العصر الأموي حين أنشأ الأمويون عدداً من القصور الملاصقة لسور المسجد الأقصى المبارك من الناحيتين الجنوبية والجنوبية الغربية، ويرجع تاريخ تأسيس حارة المغاربة إلى العصر الأيوبي، وقد عُرفت حارة المغاربة باسمها بعد أن أوقفها الملك الأفضل، وحافظت على عروبتها وإسلامها منذ أن تأسست بعيد الفتح الصلاحي لمدينة القدس، وسكن المغاربة في حارتهم ولم يغادروها حتى داهمت جراّفات الإحتلال الإسرائيلي بيوتهم لتدمرها بتاريخ 11-12-13 حزيران سنة 1967م، وكان مما ميّز موقع الحارة وجود الزاوية الخُتنية القريبة منها، تلك الزاوية التي أوقفها صلاح الدين الأيوبي على الشيخ جلال الدين محمد بن أحمد ابن محمد الشاشي (نسبةً إلى شاش التي عُرفت لاحقاً بطشقند) في 18 ربيع الأول سنة 587هـ/1191م (6) .>>
    الأهمية الدينية >>

    جاء دخول النبي محمد عليه الصلاة والسلام مدينة القدس من بابها اليماني كما ورد في رواياتٍ تاريخية (أصبح موضعه يعرف بباب المغاربة) تأكيداً على المكانة التي تميّز بها هذا الموضع القريب جداً من الحائط الذي ربط فيه براقه الشريف،وينقل مجير الدين(7) رواية الإسراء بقوله : " ثم انطلق بي جبريل حتى دخلت المدينة من بابها اليماني (الجنوبي) فأتى قبلة المسجد ، فربط بها البراق ودخلت المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر " ، ويضيف قائلاً :" قال مؤقتو بيت المقدس لا نعلم بابا بهذه الصفة إلا باب المغاربة " . >>
    وقد ارتبط تاريخ الحارة بوجود حائط البراق الشريف(8) الذي كان هو الآخر من جملة الأوقاف التي شملها وقف الملك الأفضل نور الدين علي بن الناصر صلاح الدين الأيوبي، كما أنّها كانت قبلةً لأهل المغرب العربي ممن رأى منهم أن يُجاور في المسجد الأقصى ويرابط في القدس ليختم حياته هناك، ومقصداً للصوفية من أتباع كل من أبي مدين الغوث الحفيد والشيخ الزاهد عمر المصمودي وغيرهما، كما شهدت الحارة ملتقىً لأتباع المذهب المالكي بسبب تمركزهم فيها ووجود المدرسة الأفضلية التي أوقفها الملك الأفضل .>>
    وقد احتضنت الحارة عدداً من المؤسسات الدينية والوقفية التي لعبت دوراً بارزاً في الحركة العلمية والفكرية والدينية في القدس إبانّ العصر الأيوبي ثم العصرين المملوكي والعثماني؛ ذكرها مجير الدين :" حارة المغاربة وهي بجوار المسجد من جهة الغرب ونسبتها إلى المغاربة لكونها موقوفة عليهم وسكنهم بها " (9).>>
    وتميزت حارة المغاربة بجملة من الأوقاف الكبيرة التي ضمنت استمرار وتدفّق المعونات والأموال والصدقات على مستحقيها من الأصول المغربية المقيمين فيها والواردين إلى القدس المقيمين في زوايا الصوفية فيها كزاوية أبي مدين الغوث الحفيد مؤرخ وقفها في 28 شهر رمضان سنة 720هـ/1320م، وزاوية الشيخ الناسك عمر بن عبد الله المصمودي المؤرخ وقفها في ثالث شهر ربيع الثاني سنة 703هـ/1303م، وقد ازدهرت أوقافها في العصر المملوكي حين ظهرت أوقاف أبي مدين والمصمودي، وراح سكاّنها ينخرطون في الحياة الدينية في القدس لا سيما إمامة السادة المالكية في القدس، وقد ظهر منهم علماء وفقهاء وشيوخ دين كان لهم دورٌ بارزٌ في تاريخ القدس الذي أخذت ملامحه تتكشف على نحوٍ تفصيليٍ بعد ازدياد الإهتمام بالكشف عن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في القدس ووثائق الأرشيف العثماني في استنبول (10).>>
    حائط البراق الشريف (11)>>
    يقع حائط البراق الشريف غربي المسجد الأقصى المبارك، ويشكل امتداداً للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويعرف باسمه هذا لأن النبي العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ربط براقه ليلة الإسراء والمعراج بجوار هذا الحائط.>>
    يبلغ طول الحائط حوالي 48 متراً، وارتفاعه حوالي 17 متراً فاصلاً حارة المغاربة عن المسجد الأقصى المبارك، وقد دخل هذا الحائط في وقف أبي مدين الغوث الحفيد، كما أنّه يعد جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك(12) .>>
    وقد كان أمام هذا الحائط قبل سنة 1967م رصيفاً طوله 3.35 متراً وعرضه 3.35 متراً كان يقف عليه اليهود للصلاة منذ فترةٍ غير طويلة، ولما حاولوا إحداث تغيير على وضع الرصيف وإحضار كراسي وأدوات أخرى تفجرت ثورة عارمة في فلسطين في سنة 1929م عرفت بثورة البراق، ولهذا السبب اقترحت الحكومة البريطانية على لجنة الإنتداب الدائم التابعة لعصبة الأمم تعيين لجنة دولية لدراسة هذه القضية والتحقيق في ادعاء اليهود بملكية حائط البراق .>>
    عُيّنت اللجنة الدولية في أيار سنة 1930م وقضت اللجنة في تقريرها في كانون الأول سنة 1930م أنه " للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي للبراق الشريف ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم القدسي الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهة البر والخير" (13).>>
    لقد حوّلت سلطات الإحتلال هذا الحائط بعد تدمير حارة المغاربة في سنة 1967م إلى حائطٍ للبكاء وعرف لديهم بحائط المبكى ثم قامت بتوسيع الرصيف المقابل للحائط وتحويل ما تدمّر من آثار حارة المغاربة إلى ساحة تعرف اليوم بساحة المبكى .>>
    وتذكر الموسوعة اليهودية أن الحائط الغربي – حائط البراق – قد أصبح جزءاً من التقاليد الدينية اليهودية منذ سنة 1520م نتيجة لهجرة اليهود من الأندلس وبعد الفتح العثماني للقدس وفي ذلك اعتراف من اليهود أنّ هذا الحائط لم يكن مقدساً لدى اليهودية قبل ذلك التاريخ . (14) >>
    المدرسة الأفضلية>>
    كانت تقع في وسط الحارة؛ أوقفها الملك الأفضل نور الدين علي أبو الحسن بن السلطان الناصر صلاح الدين يوسف الأيوبي في سنة 589هـ/1192م من جملة ما أوقفه من أراضٍ عُرفت بحارة المغاربة؛ نسبت هذه المدرسة للملك الأفضل فعرفت بالأفضلية، وقد ضمّت الأفضلية رفاة أحد الأولياء الصالحين المعروف بالشيخ عيد، وقد أدّت المدرسة الأفضلية منذ العصر الأيوبي دورها في الحركة الفكرية والعلمية في القدس بين المالكية المغاربة المقيمين في القدس والزائرين إليها (15).>>
    مقام ومسجد الشيخ عيد>>
    كان المقام والمسجد يقعان في المدرسة الأفضلية، ويُنسب الموضع إلى أحد الأولياء الصالحين من شيوخ المغاربة في القدس يُعرف بالشيخ عيد؛ ذكره الرحاّلة الشيخ عبد الغني النابلسي حين زار القدس سنة 1101هـ/1689م فقال: " ومررنا في الطريق على مزار الشيخ عيد رحمه الله تعالى فوقفنا عنده وقرأنا الفاتحة له، ودعونا الله تعالى برفع المشقّة عن المسلمين والشدّة .. " (16) .>>
    باب حارة المغاربة>>
    استعمل باب المغاربة منذ تأسيس الحارة ليكون مدخل ومخرج المغاربة المجاورين في القدس والمقيمين في حارة المغاربة، ويقع هذا الباب في السور الجنوبي للمسجد الأقصى، وقد ذكره مجير الدين في سنة 900هـ/1494م قائلاً: " وأما الأبواب التي للمدينة: فأولها من جهة القبلة باب حارة المغاربة .. " (17) .>>
    باب المغاربة (المطل على المسجد الأقصى)>>
    يعد باب المغاربة آخر الأبواب الغربية للمسجد الأقصى المبارك ويحده من الجنوب زاوية أبو السعود المعروفة بالزاوية الفخرية، وهو يصل بين حارة المغاربة من جهة وبين المسجد الأقصى المبارك من جهة أخرى، وقد أعيد بناؤه في زمن السلطان محمد بن قلاوون في سنة 713هـ/1313م، ثم استولت سلطات الإحتلال الإسرائيلي على مفتاح الباب منذ العام 1967م بحجة أنه يؤدي إلى ساحة البراق الشريف الذي يسميه اليهود بحائط المبكى (18).>>
    تدمير حارة المغاربة وتشريد أهلها>>

    كانت أياّم 11و12و13حزيران من العام 1967م تواريخ شؤمٍ أخرى على مدينة القدس، فقد هدمت جرافات الإحتلال الإسرائيلي حارة المغاربة بأكملها التي عرفت عبر التاريخ أنها من أقدم حارات القدس الأثرية، وكان مجموع المباني التي جُرفت آنذاك (135) بناءً أثريا .>>
    __________________
    اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
    اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك
    أخوكم الشيخ خالد المغربي


  13. #13
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/06/2007
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    الأخ الكريم العلامة جمال الأحمر

    أخي الكريم هل تعرف من من الصاحبة مدفون فى الشام و بالتحديد فلسطين؟

    هل هناك كتاب يتكلم عن هذه القائمة من الصحابة؟

    عباس الشمري
    أكرمك الله


  14. #14
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    بلاد العرب اوطاني سياجها ايماني واسلامي.
    ولله المشرق والمغرب، وِحدةُ بين القاصي منها والداني.
    اعيد للاندلس مجدها في ظل جمال ذي الجاه والسلطان.


  15. #15
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فائزة عبدالله مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوتي الكرام اورد هذا البحث لعله يقدم اضافة تثري هذا الموضوع الهام .
    أختنا الفاضلة: أ. فائزة عبد الله؛ ابنة تونس الأبية

    1- أشكرم على هذه الإضافة المهمة بلا شك، التي استطاعت أن تقدم الموضوع خطوة إلى الأمام. فجازاكم الله خيرا.

    2- كان الأستاذ عبد الهادي التازي (المغربي)، عليه رحمة الله، قد أرسل إلي هدية في مطلع التسعينيات فاجأتني آنذاك بموضوعها؛ إنها "أوقاف المغاربة في القدس". وكان يريد من خلال تلك الوثائق المخطوطة التي صورها ثم كتبها وشرحها أن يثبت ملكية المغاربة لتلك الحارة، وأن يحولها إلى قضية قانونية ضد اليهود المحتلين.

    3- مما يؤسفني في هذا البحث أنه لم يفصل بين أملاك الأندلسيين، وغيرهم من شعوب المغرب الإسلامي آنذاك.

    تحية أندلسية حية ... السلام عليكم


  16. #16
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباس الشمري مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم العلامة جمال الأحمر
    أخي الكريم هل تعرف من من الصاحبة مدفون فى الشام و بالتحديد فلسطين؟
    هل هناك كتاب يتكلم عن هذه القائمة من الصحابة؟
    عباس الشمري
    أكرمك الله
    أخي الفاضل: الأستاذ عباس الشمري، حفظه الله لكل خير

    1- منذ ثلاثة أيام فقط كنت مع هذا الموضوع في الشابكة. إنه كتاب قديم أورد كثيرا من الصحابة. وهذه الصبيحة كنت مع كتاب في مكتبة الجامعة يتحدث عن آثار فلسطين، ومنها قبور الصحابة، وأولها قبر معاذ بن جبل رحمه الله، بالصور، لكنه لم يعجبني لأنه يدعو إلى عبادة القبور مع الله تعالى.

    2- الموضوع متاح في الشابكة، وسوف أحاول إفادتكم به عندما أفرغ من هذا الموضوع إن شاء الله.

    تقبل مني تحية طيبة أندلسية حية...السلام عليكم


  17. #17
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى عودة مشاهدة المشاركة
    بلاد العرب اوطاني سياجها ايماني واسلامي.
    ولله المشرق والمغرب، وِحدةُ بين القاصي منها والداني.
    اعيد للاندلس مجدها في ظل جمال ذي الجاه والسلطان.
    أخي العزيز البطل: الأستاذ مصطفى عودة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنا سعيد جدا بمرورك في هذه الصفحة، بعد تذبذب حضوري إلى هذا المنتدى المبارك إن شاء الله.

    أسأل الله تعالى أن يعيد إلينا كل بلاد المسلمين السليبة، بدءا بالمسجد الأقصى ومدينة القدس.


  18. #18
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Arrow رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    القدس وعلماء الغرب الإسلامي
    عشية الاحتلال الصليبي وفي أثناء التحرير

    د. عبد الواحد ذنون طه
    أستاذ في كلية التربية – جامعة الموصل.‏



    مقدمة:‏
    كانت القدس والمسجد الأقصى المبارك في طليعة الأماكن التي يتوجه إليها العلماء الرحالة من كل أنحاء العالم الإسلامي، لاسيما من المغرب والأندلس، لأنها تمثل مركز جذب رئيسياَ، نظراً للمكانة الدينية التي كانت تتمتع بها باعتبارها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وهي موقع الإسراء والمعراج، وفضل الصلاة في مسجدها الأقصى كبير، وإليه يشد الرحال. وكانت عملية التواصل معها من قبل علماء الغرب الإسلامي تمثل معلماً من معالم الوحدة الثقافية والحضارية مع العالم العربي والإسلامي عبر العصور.‏

    وقد تم التركيز في هذا الموضوع على نماذج من العلماء الذين كانوا موجودين في القدس في حقبتين مهمتين من تأريخها، الأولى: الاحتلال الصليبي، وحينما كانت تخضع تارة للخلافة العباسية، ممثلة بالكيانات التي كانت تدور في فلكها، مثل السلاجقة، والأراتقة، وتارة للخلافة الفاطمية. وفي هذه الحقبة الأولى التي تتميز بعدم الاستقرار السياسي، والصراع بين مختلف هذه الكيانات، الذي أدى بالنهاية إلى وقوع المدينة تحت ظل الاحتلال الصليبي سنة 492ه/1098م، نجد للعلماء الأندلسيين والمغاربة دوراً كبيراً في الحياة العلمية والثقافية، التي كانت مستقرة، بعكس الحياة السياسية. ومن خلال تتبع نموذجين لهؤلاء العلماء، هما: الإمام أبو بكر الطرطوشي، والإمام أبو بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي، نستطيع الوصول إلى قناعة تامة عن الأهمية العلمية لهذه المدينة، ودَوْر المدارس والمساجد فيها، حتى في أحلك أيامها. وكذلك نتوصل إلى جهود هؤلاء العلماء القادمين من الغرب الإسلامي، ونشرهم للعلم والمعرفة في القدس وتواصلهم مع علمائها، واندماجهم معهم، والأخذ عنهم، ومن ثم الرجوع بإرث حضاري متميز من المشرق، لنشره في المغرب والأندلس.‏

    أما الحقبة الثانية التي تم تناولها في هذا البحث، فهي حقبة التحرير. وتدل أهمية وجود علماء مغاربة في المدينة، حينما دخلها القائد المحرر صلاح الدين الأيوبي، على أن التواصل لم ينقطع بين القدس والغرب الإسلامي، رغم الاحتلال الصليبي. ويأتي في مقدمة العلماء الذين كانوا في القدس يوم تحريرها سنة 583ه/1187م، العالم علي بن محمد بن جميل المعافري، وقد عيّنه السلطان صلاح الدين إماماً في مسجد قبة الصخرة. ومن العلماء الآخرين، الشاعر والطبيب عبد المنعم الأندلسي الجلياني، الذي صنّف لصلاح الدين الأيوبي بعض الكتب، منها في مدحه، ومنها ماله علاقة بتحرير مدينة القدس. وقد تمت الإشارة أيضاً إلى ما أثارته حادثة تحرير القدس، عند بعض علماء الغرب الإسلامي، ورحلتهم، إليها، وحث الناس على زيارتها بعد التحرير.‏

    وقعت بلاد الشام عامة وفلسطين بشكل خاص تحت النفوذ السلجوقي قبيل الاحتلال الصليبي. وكان السلاجقة يدينون بالولاء للخلافة العباسية، وقد قاوموا محاولات الفاطميين المتعددة للسيطرة على فلسطين والشام، لأن هذه المناطق تمثل امتداداً طبيعياً لمصر، ومن أجل نشر السيادة الفاطمية على أكبر مساحة ممكنة من العالم الإسلامي. ولم يكن أهل فلسطين، وبلاد الشام عامة يرغبون في الوجودين الفاطمي أو السلجوقي، بل كانوا يتطلعون إلى الإمارة العربية العقيلية في الموصل، بقيادة الأمير مسلم بن قريش العقيلي، الذي حاول بالفعل العمل على طرد أحد زعماء السلاجقة المدعو تتش بن ألب أرسلان، من بلاد الشام، والاستيلاء على القدس ودمشق. ولكن الأمير مسلم بن قريش أخفق في محاولاته لتأسيس دولة عربية كبرى تضم الجزيرة الفراتية وبلاد الشام مع بعض أجزاء العراق، بسبب قوة السلاجقة، فبقي تتش بن ألب أرسلان في فلسطين وجنوبي بلاد الشام.‏

    وقد أقطع تتش القدس وأعمالها إلى أحد قادته، وهو أرتق بن أكسب التركماني ليحكمها(1) ، وأصبحت فلسطين في عهد هذا القائد، وابنيه من بعده، كياناً سياسياً له شخصيته المستقلة إلى حد ما. وقد ارتبطت طموحات الأراتقة مع طموحات أهل فلسطين التواقة إلى تكوين مارة متميزة عن القوى السياسية المحيطة بها. ودامت هذه الإمارة أكثر من عقد من الزمن، من سنة 479-491ه/ 1086-1097م(2) .‏

    وشهدت القدس فترة من الهدوء في عهد أرتق بن أكسب، الذي استقر في إقطاعه، وابتعد عن التدخل في النزاعات بين أمراء السلاجقة أو غيرهم، واتبع سياسة متسامحة إزاء النصارى الموجودين في القدس. وبعد وفاته عام 484ه1097م. ويبدو أن القدس تمتعت في عهدهما أيضاً بشيءْ من الهدوء والاستقرار، الذي انعكس على الحياة العلمية في المدينة، كما وصفها ابن العربي الذي زارها في عهدهما، والتقى فيها مجالس الشيخ الطرطوشي، كما سنرى لاحقاً.‏

    وكان دور الأراتقة في عهد ابني أرتق مهماً في الصراع السياسي في بلاد الشام عامة وفلسطين خاصة. وقد شاركا في معركة أنطاكية ضد الصليبيين، التي خسر فيها المسلمون سنة 491ه/1097م. ولكن إمارة الأراتقة لم تدم طويلاً، فقد استغل الفاطميون ضعفهم بعد معركة أنطاكية، فهاجموا القدس بقيادة أمير الجيوش المصرية الأفضل بن بدر الجمالي، في السنة ذاتها واستولوا عليها بعد أربعين يوماً من صمود الأراتقة(3) . ومما لاشك فيه أن ما فعله الفاطميون في هجومهم على القدس في تلك الظروف الحرجة، كان له أثره في إرباك السلاجقة، وبالتالي تشجيع الصليبيين على المضي قدماً في مهاجمتهم للمدن الإسلامية(4) . وكانت القدس في مقدمة هذه المواقع التي زحف إليها الصليبيون، ولم يستطع الفاطميون الدفاع عنها والمحافظة عليها. وتمكنت الحملة الصليبية الأولى من أخذها من الفاطميين في شهر رمضان من سنة 492ه/ تموز 1098(5) . وأعقب الاحتلال قتل آلاف من المسلمين الأبرياء، ومنهم جماعات كثيرة من الأئمة والعلماء، والعباد، والزهاد، الذين فارقوا أوطانهم، وجاوروا ذلك الموضع الشريف عند المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة(6) .‏

    وهكذا نرى أنه على الرغم من الجو السياسي الملبد بالغيوم، والذي تميز بعدم الاستقرار، كانت مدينة القدس، مقصداً للعلماء، يزورونها، ويتلقون العلم فيها. وما تأكيد المؤرخ ابن الأثير، فيما أشرنا إليه آنفاً، عن استشهاد الكثير من العلماء الوافدين إلى القدس حين احتلالها، إلا دليل على هذا الزخم الهائل من المسلمين الذين تركوا الأهل والأوطان ليقيموا فيها. وربما لا نجانب الصواب إذا قلنا أن عدداً كبيراً من هؤلاء كان من المغاربة، والأندلسيين، الذين جاؤوا من الغرب الإسلامي، نظراً للنصوص الكثيرة التي تشير إلى وجودهم في القدس. وسنكتفي بالإشارة إلى اثنين من كبار هؤلاء العلماء؛

    الأول: هو الإمام أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد القرشي الفهري الأندلسي المالكي المعروف بالطرطوشي، نسبة إلى مدينة طرطوشة بالأندلس.‏
    ولد هذا العالم سنة 451ه/ 1059م تقريباً، وتتلمذ على كبار رجال العلم في الأندلس، أمثال أبي الوليد الباجي، الذي قرأ عليه وسمع منه مسائل الخلاف في مدينة سرقسطة، وأبي محمد بن حزم، الذي درس عليه الأدب في مدينة إشبيلية. كما قرأ الحساب والفرائض في موطنه مدينة طرطوشة. وقد ابتدأ الطرطوشي رحلته إلى المشرق سنة 476ه/ 1083م، ودخل بغداد والبصرة، وتفقه على أبي بكر محمد بن أحمد الشاشي، المعروف بالمستظهري الفقيه الشافعي، وعلى أبي أحمد الجرجاني، وسكن الشام مدة، ودرس بها. وله من المؤلفات كتاب "سراج الملوك"، وكتاب "بر الوالدين"، وكتاب "الفتن"، وغير ذلك(7) .‏

    وهكذا كان هذا العالم الفاضل متبحراً في العلم والثقافة حينما وصل إلى القدس في حدود سنة 484ه/ 1091م، أو 485ه/ 1092م، أي في أثناء حكم الأراتقة للقدس، لاسيما إيلغازي وسقمان، ابني أرتق. وقد بقي الطرطوشي في هذه المدينة المقدسة لعدة سنوات أخرى. ومن المحتمل أنه غادرها بعد استيلاء الفاطميين عليها، قبيل وقوعها تحت الاحتلال الصليبي، لأنه نجا من المذبحة التي أعقبت احتلالها. وقد استقر الطرطوشي بمدينة الإسكندرية، وتوفي فيها سنة 520ه/ 1126م(8) .‏

    لقد كان للطرطوشي دور بارز في الحياة العلمية في مدينة القدس، وكان له تلاميذ يتلقون العلم عنه، ويجتمعون حوله في أماكن متعددة في المدينة، منها موضع يُقال له الغوير)، يقع بين باب الأسباط ومحراب زكريا في ساحة الحرم القدسي الشريف، حيث كان العلماء يتناظرون فيه. كما كان يجلس للعلم أيضاً في موضع آخر يقال له السكينة). وقد زودنا الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله المغربي المعافري الإشبيلي المعروف بابن العربي في رحلته(9) ، بمعلومات قيمة جداً عن الدور الثقافي للشيخ الطرطوشي.

    وابن العربي، هو الشخصية العلمية الثانية التي تثير الاهتمام في هذا المجال، لأنه زار القدس قبيل الاحتلال الصليبي. ابتدأ ابن العربي رحلته المشرقية من الأندلس مع أبيه في مستهل شهر ربيع الأول سنة 485ه/1092م. وشملت رحلته شمال إفريقية، ومصر، والحجاز، والعراق، وبلاد الشام، فضلاً عن القدس موضوع بحثنا. ثم عاد إلى الأندلس سنة 493ه/ 1099م بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق، وتوفي سنة 543ه/ 1148(10) .‏

    والذي يثير الاهتمام هو لقاء هذين العالمين من الغرب الإسلامي في القدس. وقد وصف لنا ابن العربي هذا اللقاء، ولهفته في البحث عن الشيخ الطرطوشي، والأخذ من علمه، بقوله: "مشيت إلى شيخنا أبي بكر الفهري رحمة الله عليه، وكان ملتزماً من المسجد الأقصى بموضع يقال له الغوير، فلم نلقه بها، واقتصصنا أثره إلى موضع يقال له السكينة، فألفيناه بها، فشاهدت هديه، وسمعت كلامه"(11) .‏

    ويبدو أن مجلس الطرطوشي كان حافلاً غزير العلم والفائدة، الأمر الذي استهوى ابن العربي كثيراً، وشجعه على البقاء في القدس لمدة أطول مما كان قرره لإقامته فيها. وقد انفتح له على يدي الطرطوشي أعظم أمل في المعرفة والثقافة، فالتزم هذا الشيخ ومجالسه، لاسيما بقبة باب السلسلة. ولنقرأ كلام ابن العربي المعبر بهذا الخصوص عن أهمية مجلس الطرطوشي العلمي وتأثيره عليه، وعلى سواه من المترددين على مجالس العالم والمعرفة في القدس: "وانفتح لي على يديه أعظم أمل، فاتخذت ببيت المقدس مباءة والتزمت فيه القراءة، لا أقبل على دنيا، ولا أُكلم أنسياً، نواصل الليل بالنهار، خصوصاً بقبة باب السلسلة"(12) .‏

    وهكذا نرى أن ابن العربي كان جاداً كل الجد، صادقاً في طلبه للعلم، الذي كان هدفه الأول في رحلته المشرقية التي ابتدأها مع والده من الأندلس سنة 489ه/ 1095م(13) . وعلى الرغم من كل ما يقال عن أسباب هذه الرحلة، ودوافعها التي يرجعها البعض إلى عوامل سياسية لها علاقة بالأوضاع في الأندلس بعد استيلاء المرابطين عليها، أو أنها سفارة سياسية قام بها ابن العربي الوالد وابنه بتوجيه من من يوسف بن تاشفين لزيارة الخليفة في بغداد(14) . فإن آثار هذه الرحلة العلمية ونتائجها الثقافية بالنسبة لابن العربي لا يمكن نكرانها.‏

    والذي يهمنا في هذا المجال، هو مدى التأثير الثقافي الذي تركته مدينة القدس في ذهنية هذا العالم الأندلسي، وما هو التفاعل الذي ولدته زيارته لهذه المدينة المقدسة؟ فقد انبهر من الجو العلمي الذي كان يغلف أجواء المدينة، ويبدو ذلك واضحاً من قوله: "... فدخلنا الأرض المقدسة، وبلغنا المسجد الأقصى، فلاح لي بدر المعرفة، فاستنرت به أزيد من ثلاثة أعوام"(15) .

    كما نلاحظ هذا التعلق الشديد أيضاً في موقفه من والده، وتخليه عن رفقته حينما أراد الذهاب إلى الحج، مفضلاً البقاء في القدس لطلب العلم، وذلك بقوله له: "إذا كانت لك نية في الحج، فامض لعزمك، فإني لست برائم عن هذه البلدة حتى أعلم علم من فيها، وأجعل ذلك دستوراً للعلم وسلماً إلى مراقيها"(16) .‏

    فما الذي استهوى ابن العربي في القدس؟ للإجابة عن هذا السؤال لابد من استعراض بعض النصوص التي جاءت في كتبه المختلفة، لاسيما الرحلة أو ترتيب الرحلة(17) ، حيث يشير دائماً إلى حضوره التناظر بين الطوائف المختلفة، وتردده على المدارس الموجودة في القدس، وحلقات العلم فيها، من ذلك مثلاً قوله: "وأدخل إلى مدارس الحنفية والشافعية في كل يوم لحضور التناظر بين الطوائف، لا تلهينا تجارة، ولا تشغلنا صلة رحم، ولا تقطعنا مواصلة ولي، وتقاة عدو"(18) ومن جملة المناظرين الذين أشار إليهم في مدرسة الشافعية، التي تقع بباب الأسباط، شيخ الشافعية بالمسجد الأقصى، أبو الفضل عطاء المقدسي(19) ، والقاضي يحيى بن علي المعروف بابن الصائغ، وقاضي القضاة مجلي بن جميع المخزومي(20) . ويعود الفضل إلى ابن العربي في إشارته إلى المدرسة الحنفية، التي تدعى بمدرسة أبي عقبة الواقعة بإزاء قمامة، والتي لم نسمع بوجودها من مصدر آخر(21) . فقد ذكرها في ثلاثة من كتبه(22) ، وأشار إلى المناظرات، التي كانت تجري فيها، وأن شيخها كان يدعى القاضي الريحاني(23) . وأورد مناظرة جرت أمامه بين هذا القاضي وعالم غريب دخل إلى المدرسة في أحد أيام الجمع، يدعى الصاغاني)(24) .‏

    وهكذا يتبين من كلام ابن العربي أن القدس كانت مركزاً لنشاط المدارس الإسلامية المختلفة، وملتقى المتناظرين المسلمين وغير المسلمين، فقد ذكر أنه حضر مناظرات لعلماء من ملل مختلفة(25) . كما أشار إلى وجود ثمان وعشرين حلقة لطلب العلم في المسجد الأقصى(26) ، وإلى وجود عدد كبير من العلماء الوافدين على المدينة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي(27) . وكانت العلوم الشائعة في فترة زيارته للقدس هي: علم الكلام، وأصول الفقه، ومسائل الخلاف، حيث يشير إلى اطلاعه عليها هناك(28) . كما يذكر أيضاً أنه اطلع على كتاب المدونة بالطريقة القيروانية، التي تقوم على التمثيل، والطريقة العراقية التي تقوم على الاستنباط واستخراج العلل. وبيّن أن دراسة المدونة، وهي الأصل الثاني للفقه المالكي بعد موطأ مالك، في مدينة القدس، كانت تقوم على الجمع بين هاتين الطريقتين(29) .‏

    واهتم ابن العربي بدراسة كتب الحديث في القدس، وساهم بنقلها إلى المغرب والأندلس، من ذلك مثلاً، كتاب المصباح والراعي إلى الفلاح في حديث رسول الله ، تأليف أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي توفي 490ه/ 1096- 1097م)، الذي سمعه منه بلفظه، وحدّث به أحد تلامذته، علي بن خلف بن ذي النون العبسي، الذي سمعه بدوره أيضاً عن مؤلفه في القدس. واستمرت رواية هذا الكتاب في الغرب الإسلامي لمدة ليست بالقصيرة، حتى وردت ضمن ما سمعه ابن خير الإشبيلي في فهرسته عن شيوخه في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي(30) .‏

    ويتبين مما سبق أن ابن العربي قضى نحو ثلاث سنوات في القدس، رافق فيها الشيخ الطرطوشي في حلقاته العلمية، وزار مدارس القدس، ومعاهدها، ومشايخها، وأخذ العلم عنهم. ومن المرجح أن هذه السنوات الثلاث، هي التي تقع بين سنتي 486 و 489ه، لأنه غادر في السنة الأخيرة إلى الحجاز لأداء فريضة الحج. وبعد ذلك رجع مرة ثانية إلى بغداد، حيث لقي فيها أبا بكر الشاشي، وأبا حامد الغزالي، وغيرهما من العلماء والأدباء، ثم غادر إلى مصر، ومنها إلى الأندلس(31) .‏

    لقد انشغل كل من الشيخ الطرطوشي، وابن العربي في القدس بطلب العلم والمعرفة، والنهل من العطاء الحضاري المتميز لهذه المدينة المقدسة، غير آبهين بالأحداث والتقلبات السياسية التي أشرنا إليها آنفاً. وكانت مدة وجودهما في هذه المدينة تقع ضمن سيطرة الأراتقة على القدس. وبعد انتقال السلطة إلى الفاطميين، وسقوط المدينة بيد الصليبيين في رمضان سنة 492ه/ تموز 1098م، وعلى أثر المذابح التي جرت في المدينة، ومحاربة كل ما هو عربي، أو يمت إلى الإسلام بصلة، وقعت القدس في حقبة مظلمة لما يقرب من تسعين عاماً. ومع هذا يبدو أن بعض المغاربة استمروا في التوجه إليها. وكان بوسع التجار المسلمين أن يقدموا إلى بيت المقدس وبقية المدن الفلسطينية الأخرى المحتلة(32) .‏

    ومن الأمثلة على وجود المغاربة في القدس أثناء الاحتلال الصليبي، قبيل دخول القائد صلاح الدين الأيوبي إليها، وجود العالم علي بن محمد بن جميل المعافري، الذي نشأ في مدينة مالقة بالأندلس، وأخذ عن شيوخها، ثم رحل إلى المشرق، فأكمل علومه في مصر، ودمشق، واستقر أخيراً في المسجد الأقصى، حيث عرف بالشيخ المالقي. وكان زاهداً فاضلاً حافظاً للحديث، عارفاً بالقراءات، إماماً في النحو، حسن الخط، اشتهر بمتانة الدين، وكمال الفضل. وعندما افتتح السلطان صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس سنة 583ه/ 1187م، عينه إماماً في قبة الصخرة، بترشيح وإجماع من حضر هناك من العلماء الأفاضل(33) . وينقل ابن عبد الملك الأنصاري عن العماد الأصبهاني قوله في هذه المناسبة: "ورتب السلطان في قبة الصخرة إماماً من أحسن القراء تلاوة، وأزينهم طلاوة، وأنداهم صوتاً، وأسماهم في الديانة صيتاً، وأعرفهم بالقراءات السبع بل العشر، وأطيبهم في العرف والنشر... ووقف عليه داراً وأرضاً وبستاناً"(34) .‏

    واستمر هذا الرجل في منصبه حتى وفاته سنة 605ه/ 1208م، وكان خلال ذلك لا يكتفي بالقيام بواجبات منصبه الديني، بل واصل الدراسة وتلقي العلم، وساهم في الحياة الثقافية في مدينة القدس، فسمع في شهر رمضان من سنة 596ه/ 1199م كتاب فضائل القدس على مصنفه الحافظ بهاء الدين القاسم بن عساكر(35) ، وبذلك يكون هذا الرجل قد أسهم مساهمة فعالة في نقل العلم الذي أخذه عن شيوخ مالقة في فترة شبابه إلى المشرق، ثم أكمله في بقية جولاته في المشرق، وظهر واضحاً في رفد الحركة الثقافية في مدينة القدس بعد التحرير.‏

    لم يكن الشيخ المالقي هو الأندلسي الوحيد الذي نال حظوة ومكانة مرموقة في الحياة الثقافية لمدينة القدس، وأسهم فيها بشكل مباشر إبان تحريرها من الاحتلال الصليبي، بل نجد آخرين ساهموا بشكل أو بآخر في هذا التيار، ونالوا تشجيع السلطان صلاح الدين الأيوبي، منهم عبد المنعم بن عبد الله بن حسان الغساني الأندلسي الجلياني، الأديب والشاعر والطبيب، الذي رحل من الأندلس، ودخل بغداد، ثم اتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي(36) . وألف له كتابي: منادح الممادح، وروضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر، سنة 589ه/1193م. ويعرف الكتاب الأخير بالمدبجات، وهو أول ديوان المبشرات والقدسيات للجلياني المذكور، ويدور حول تاريخ تحرير مدينة القدس. وتضم المكتبة الخالدية في القدس مخطوطتي هذين الكتابين، الموجودتين فيها منذ الفتح القدسي(37) . ويشير إسهام هذا العالم الأندلسي إلى مدى التفاعل الثقافي بين الغرب الإسلامي، وأحداث القدس العربية والإسلامية، لاسيما حادثة التحرير من الاحتلال الصليبي، التي أثارت المشاعر، ودفعت بها الأديب إلى التأليف لتخليد تلك الذكرى العزيزة على قلوب المسلمين جميعاً في مشرق العالم الإسلامي ومغربه.‏

    ولقد أثارت حادثة تحرير واسترجاع القدس من أيدي الصليبيين أشجان عالم أندلسي آخر، هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني، الذي لم تتيسر له الظروف لزيارة المدينة المقدسة في رحلته المعروفة الأولى إلى بلاد الشام سنة 5802ه/ 1184م، لوقوع المدينة بيد الصليبيين، وعدم رغبته بالذهاب إليها لهذا السبب، واكتفى بالإشارة إليها في رحلته إشارة عابرة، تتضمن مقدار بعدها عن عكا ودمشق، مبدياً أمله في أن تعود إلى أيدي المسلمين، ويطهرها الله من المشركين بعزته وقدرته(38) . ولكنه ما أن سمع بتحريرها حتى رجع إلى المشرق، فزارها سنة 587ه/ 1191م، ثم عاد ثالثة سنة 597ه/1200م، ليسكن مكة المكرمة، وينتقل منها إلى القدس، وبقي يرتدد بين الحرمين الشريفين، ويحدّث فيهما إلى أن استقر أخيراً بالإسكندرية، وتوفي فيها عام 614ه/ 1217م(39) .‏

    والمهم في زيارة ابن جبير لبلاد الشام قبيل التحرير الإسلامي للقدس بسنوات قليلة، أنه نبه الأذهان بعد رجوعه إلى الأندلس، إلى أهمية الرحلة وطلب العلم بالنسبة للشباب المغربي في بلاد الشام، ذاكراً أهم المميزات التي تجعل الفلاح من نصيب الراغبين بالقيام بذلك، منها فراغ البال من أجل المعيشة، والكرم الذي يلاقونه، لأن إكرام الغرباء هي صفة مميزة لسكان بلاد الشام، لاسيما المغاربة منهم(40) . ولا يمكن أن تأتي مثل هذه الدعوة إلا نتيجة اقتناع تام من قبل ابن جبير بملاءمة بلاد الشام لإخوانه في الغرب الإسلامي. ولم تكن القدس بعيدة عن تفكير ابن جبير في دعوته هذه، وإلا لما توجه إليها بعد سماعه بتحريرها، ومن ثم جعلها أحد الأماكن التي فضل البقاء فيها، ومواصلة عملية سماع وإسماع الحديث النبوي الشريف فيها. وقد لاقت دعوة ابن جبير هذه آذاناً صاغية في كل الغرب الإسلامي، مما أدى إلى توافد الكثير من علمائه إلى بلاد الشام، لاسيما القدس، التي لعبوا فيها دوراً مميزاً، يتسم بالفاعلية والعطاء، والتواصل الثقافي. وقد استمر هذا الدور إلى عصور لاحقة.‏

    -------------------------------

    (1) عز الدين أبو الحسن علي بن الكرم المعروف بابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1979: 10/282.‏

    (2) ينظر: فاروق عمر ومحسن محمد حسين، تاريخ فلسطين في العصور الإسلامية الوسطى، بغداد، دار الحكمة، 1987، ص159.‏

    (3) ابن الأثير، المصدر السابق: 10/283.‏

    (4) ينظر: عمر وحسين، المرجع السابق، ص 162.‏

    (5) ينظر: حسن حبشي، الحملة الصليبية الأولى، القاهرة، دار الفكر العربي، د.ت)، ص85.‏

    (6) ابن الأثير، المصدر السابق: 10/283- 284؛ وينظر: خاشع المعاضيدي وآخرون، الوطن العربي والغزو الصليبي، الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، 1981، ص46- 47.‏

    (7) أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، تحقيق إحسان عباس بيروت، دار صادر، 1968: 4/262- 264.‏

    (8) المصدر نفسه: 4/264؛ القاضي مجير الدين الحنبلي، الأُنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، النجف، منشورات المطبعة الحيدرية، 1968: 1/301؛ أحمد بن محمد المقري، أزهار الرياض في أخبار عياض، المغرب والإمارات العربية المتحدة، صندوق إحياء التراث الإسلامي المشترك، 1978: 3/ 162- 165.‏

    (9) ينظر: رحلة ابن العربي إلى المشرق كما صورها قانون التأويل)، مجلة الأبحاث، ج 2-3، بيروت، 1968،/ ص 80؛ ويقارن: عبد الجليل حسن عبد المهدي، الحركة الفكرية في ظل المسجد الأقصى في العصرين الأيوبي والمملوكي، مكتبة الأقصى، 1980، ص30.‏

    (10) أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال، كتاب الصلة، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1966: 2/590- 591؛ ابن خلكان، المصدر السابق، 4/296- 297؛ الحنبلي، المصدر السابق: 1/302.‏

    (11) رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص80.‏

    (12) المصدر نفسه، ص 80- 81؛ وينظر: عبد المهدي، المرجع السابق، ص22.‏

    (13) ابن بشكوال، المصدر السابق: 2/590.‏

    (14) ينظر عن هذا الموضوع: إحسان عباس، "الجانب السياسي من رحلة ابن العربي إلى المشرق"، مجلة الأبحاث، بيروت، 1963، ج2، 217 –236.‏

    (15) رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص79.‏

    (16) المصدر نفسه، ص79.‏

    (17) توجد نسخة مخطوطة من رحلة ابن العربي في المكتبة الخاصة بالمرحوم الشيخ محمد المنوني بالرباط. كما نشر إحسان عباس جزءاً منها بعنوان: رحلة ابن العربي إلى المشرق كما صورها قانون التأويل) في مجلة الأبحاث المشار إليها في أعلاه، سنة 1968.‏

    (18) رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص81.‏

    (19) الحنبلي، المصدر السابق: 1/298.‏

    (20) . رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص80.‏

    (21) ينظر: كامل جميل العسلي، معاهد العلم في بيت المقدس، عمان، جمعية المطابع التعاونية، 1981، ص31.‏

    (22) ينظر: رحلة ابن العربي إلى المشرق ص83؛ ابن العربي، أحكام القرآن، تحقيق، علي محمد البجاوي، القاهرة، 1972، القسم الأول، ص107؛ ابن العربي، العواصم من القواصم، تحقيق، عمارة الطالبي، الجزائر، 1974، ص61.‏

    (23) رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص83.‏

    (24) ابن العربي، أحكام القرآن، ص107.‏

    (25) رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص65، 81، 82.‏

    (26) ابن العربي، العواصم من القواصم، ص61.‏

    (27) رحلة ابن العربي إلى المشرق، ص 65، 82.‏

    (28) المصدر نفسه، ص82.‏

    (29) المصدر نفسه، ص65، 82، وينظر: عبد المهدي: المرجع السابق، ص32.‏

    (30) أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الإشبيلي، فهرسة ما رواه عن شيوخه، نشر، فرانشثكة قدارة زيدين وخليان ربارة طرغوة، سرقسطة، 1893، أعادت نشره في بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1979،‏

    ص159.‏

    (31) ابن بشكوال، المصدر السابق: 2/591؛ ابن خلكان، المصدر السابق: 4/296.‏

    (32) ينظر: الباز العريني، الشرق الأوسط والحروب الصليبية، القاهرة، دار النهضة العربية، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1963: 1/285.‏

    (33) أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الأوسي الأنصاري المراكشي، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، تحقيق، إحسان بيروت، دار الثقافة، 1965، السفر الخامس/ القسم الأول ص315- 316.‏

    (34) ينظر: العماد الأصبهاني، الفتح القسي في الفتح القدسي، تحقيق، محمد محمود صبح، القاهرة، الدار القومية للطباعة والنشر، 1965، ص141- 142؛ جمال الدين محمد بن سالم بن واصل، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، تحقيق، جمال الدين الشيال، القاهرة، المطبعة الأميرية، 1957: 2/230؛ ويقارن: الأنصاري، المصدر السابق، ص5/ ق1، ص 316؛ عبد المهدي، المرجع السابق، ص54.‏

    (35) الحنبلي، المصدر السابق، ج2 عمان، 1973)، ص135؛ أحمد بدر، "الأندلسيون والمغاربة في القدس"، مجلة أوراق، العدد الرابع، مدريد، 1981، ص132.‏

    (36) ينظر عن الجلياني: ابن أبي أُصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق، نزار رضا، بيروت، دار ومكتبة الحياة، 1965، ص 630- 635؛ محمد شاكر الكتبي، فوات الوفيات والذيل عليها، تحقيق، إحسان عباس، بيروت، دار صادر، 1974: 2/ 407- 409.‏

    (37) ينظر: عبد المهدي، المرجع السابق، ص 272.‏

    (38) أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني، رحلة ابن جبير، بيروت، منشورات دار ومكتبة الهلال، 1981- ص255.‏

    (39) الأنصاري، المصدر السابق، ص5/ ق2، ص 605- 605؛ لسان الدين محمد بن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، 2: 1974/232؛ أحمد بن القاضي المكناسي، جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس، الرباط، دار المنصور للطباعة والوراقة، 1973: 1/278؛ وينظر عن سماع طالبي العلم للحديث من ابن جبير في القدس: الأنصاري، المصدر السابق، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 1984 تحقيق محمد بن شريفة)، ص8/ ق1، ص131.‏

    (40) ابن جبير، المصدر السابق، ص232- 233.‏


    مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 86-87 ربيع الآخر 1423 ه آب (أغسطس) 2002 السنة الثانية و العشرون


    http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=28617

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 30/10/2009 الساعة 09:16 AM

  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها

    الأخ العزيز الأمير الأندلسي الأستاذ جمال الأحمر ، نشكركم على هذه المعلومة القيمة ، رعاك الله وحفظك لنا أيها الأمير الأحمر وأسأل الله تعالى أن يأتي يوم نسلمكم هذا المفتاح .


  20. #20
    طبيب / أديب الصورة الرمزية د- صلاح الدين محمد ابوالرب
    تاريخ التسجيل
    13/10/2006
    العمر
    68
    المشاركات
    4,923
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: هجرة الأندلسيين إلى القدس وباب المغاربة بها



    السلام عليكم وبعد..،

    المكتبة العربية حافلة بالبيان حول العلاقة بين اطراف الدولة الاسلامية التي كانت دولة واحدة وقلب واحد
    اما الثقافة العربية فينقصها الكثير من المعلومات الموجودة في الكتب والتاريخ
    اشكركم كثيرا على هذه المحاولات الرائعة.. والى الامام .. وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله
    تحية

    الدكتور صلاح الدين محمد ابوالرب
    طبيب-كاتب وباحث
    drosalah@hotmail.com

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •