هيام ضمره
عالمُها السادر
لم تقطف عمرَها من حوض الزهور
ولا أينعت عيناها على رفقة البدور
كانت فضاءا مخمليا
تكسوها نُضرة معتّقة
تعودُ لعالمِها
بعد هجرةٍ قسريةٍ عاتيةٍ
عشقت مساءات الرُؤى
وأودعتها أحلامُها
طاردت عِطر الرُبى
وأطيار المنى أقدامها
هامت وجدا..
بصدى أنغام الطبيعة
وحازت على هتافِ كلماتٍ
تُنجزُ صياغة معانيها
خُلاصةُ أحلامِها..
عالماً لازُردياً يشتعلُ زهرُه بالألوان
عبأتْ قراطيسَها بأكداسِ العبارات
أطلتْ كثيراً العيون
وربما نهشتها الظنون
وتناولتها مطارقُ الاختلاجات الفتون
لم يقرأوا فيها سوى كونَها
امرأةٌ عبأها الجمال
ولم تُصغي فتاويهم إلا لأحلام المنال
وقعُ خُطاها الرتيبة
استعادَ فيهم ولّه السنين
وأحاسيسهم الراكدة
يَصفعُها الشوق من جديد
أرَق فيهم الحلم
على رمقٍ مأزوم
وهفّتْ شفاهُهم لقطرات الخزام
لغلائل تُسكِرُ فيهم
أضلُعاً عافت برودتِها
قبل أن يطويهم الزمن
على أحلامٍ شذت مسيرتها
وهي هناك
تطوي الخُطى
وتحلمُ دوما بالصعود
سادرةً في وئيدها
متقدمة في حمأة الصمود
تلوحُ على لُجين حدقتيها
فتنةٌ تتقوَّلُ في أوراقِها
تذرعُ آفاق الدُجى
وتلملمُ أطواقها
تقرأ مع همسات القمر
بعضاً من أشعارها
مزاميرُها
عِطرٌ من إيناع زهرٍ مُفتَخرْ
تُساقيها كؤوس الطبيعة
من وجدٍ مُنتظرْ
في يدها قنديلٌ بضيائه
تسْتدِلُ وهجَ القرار
وتعقدُ بشعاعِه
جدائلاً بريقُها النُضار
ترقدُ في مهاد ٍ حريرية
لا يعنيها العازفون
لا ألحانهم تستهويها
ولا تُنادم روحها هُتافات الحالمين
أغلقت عن هتافاتِهم
أسماعها وأبوابها
وصارت قلباً تحجّر
على أوراق كتاباتها
إلى أن أعلن زمانُها
عن فارس يشقُ بسيفه الوغى
لا تُضجرُه الكلمات
يستنبتُها في الأصصِ والثرى
تغسلُ عن قلبِها الجريح
اختناقات الكرى
تلوّح بالنصر
في هياجٍ عنيد تليد
لترقص من فرحِها
أنغامُها
وأحلامُها الرغيدة
هاجت ساحاتُها بالصفاء والضياء
واستدارَ لها وجهُ القمرِ
بالابتسامِ والوصال
لكن أبوابها ما انفتحت
ولا قويت على رد السؤال
أتدرون لماذا
كانت يباباً على حافة الأفول
هيام ضمرة
المفضلات