لماذا لا تكون أنت الرئيس؟
من حق كل مواطن أن يحلم بالرئاسة ما دام أنه يرى نفسه مؤهلاً لها، ومن حق كل مواطن أن يختار من يريد، ومن حق كل مواطن أن يضع لنفسه التصورات التي يتخيلها في رئيسه القادم، ومن حق كل مواطن أن يحلم، وأن يسعى لتحقيق حلمه ما لم يكن ذلك ضرراً أوضراراً. وعلينا تربية أولادنا على الأمل والطموح، وأن يثق أولادنا في أن لهم حقوقاً لا يناولنها بغير حرصٍ عليهم ومتابعة لها، وأن الخوف من مجرد الكلام عن الحق وفي الحق هو أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها الإنسان في حق نفسه، وأن المسلم لا يسكت عن حقه المسلوب ولا يرضى بأن يُسلب حق الآخرين.

وأولاً وأخيراً وسواءً أرضى ذلك حكامنا أو أغضبهم، فإن مصر بلدٌ لإسلامية وليس فيها مكان للعلمانية والإلحاد، ولابد أن ينعكس ذلك في دستورها وقانونها وكل اصداراتها الرسمية. فماذا لو كنت أنت الرئيس؟ هل تعرف ما تحتاجه بلدك؟ هل لديك الشجاعة الكافية لتحقيق أحلام الشعب المقهور؟ هل سترشح نفسك حين تتغير معوقات الترشيح؟ هل ستطالب من الآن بفتح الطريق أمام القائد الحقيقي ليظهر ويترشح؟ هل يمكنك أن تتخيل أن في شعب مصر مليون مصري يمكنه أن يكون الرئيس الذي تحلم به؟

هل تعلم أنك قد تكون واحداً من هذا المليون؟ أم ستظل تضحك من نفسك، وتعتبر أن الرئيس من طائفة أنصاف الآلهة التي اختلقها اليونانيون القدماء؟ أم أنه يجب أن يكون جباراً مغتصباً للحكم يستقوي على شعبه بالشرطة أو بالعسكر؟ أم أنه من عائلة خاصة وذو مواصفات خاصة وعبقرية لا تجود مصر بمثلها؟ أم أنك لا ترى في نفسك القدرة على أن تكون أفضل مما هو كائن؟ فلتبحث حولك عمن هو أهل للرياسة، لابد أن هناك حولك، في أسرتك، أو أصحابك، أو زملائك، واحد يصلح لأن يكون الرئيس، واحد من كل خمسة وثمانين مصرياً تعرفهم وأنت منهم، ابحث عنه، وحمله مسئوليته التاريخية، واسأله لماذا لا تكون أنت الرئيس؟

إن مصر في حاجة إلى من يعيد لمصر مكانتها ولا أظن ذلك يمكن أن يتم على طاولة المفاوضات، ولكن بإجراءات مباشرة تستعيد بها مصر سبل السيادة مثل: تسليح سيناء، ورفض المعونة الأجنبية، والقضاء على الفساد الإداري في الدولة، والوقوف بحزم أمام التوغل الصهيوني في مصر، وتحقيق القدر المطلوب من المصارحة الجماهيرية وحرية الصحافة، وتحرير النقابات للعمل بفاعلية دون حراسة وتقييد وتزوير، واطلاق سجناء الرأي، ومحاكمة من لديه جرائم حقيقية وليس مجرد معارضة شرعية لنظام فاقد للأهلية، والسماح بتكوين الأحزاب بحرية، وتعديل الدستور بما يعلي الإرادة التشريعية للإسلام كمصدر وحيد للتشريع، وإعادة تنظيم الهيكل الوزاري ليصبح متسقاً ولا تتخطف الوزارات أعمال بعضها البعض مما يرهق المواطن المصري ويعرقل أي إصلاحات، وإطلاق يد القضاء وتقريبه من اتخاذ القرار، وتفعيل دور مجلس الشورى وألا يكون أداة في يد النظام، والتغيير الكامل في مجلس الشعب وعدم أحقية الترشح لمن لا يكون في مستوى الجامعة ليصبح مجلس متعلمين لا حاشية جهلاء، وفتح الطريق أمام الإستثمارات العربية والأجنبية بنظام الإستئجار المحدد بما لا يزيد عن نصف العمر الإفتراضي للمشروع، وإنشاء صناعات تمنع التسرب النقدي، مثل صناعة السيارات، عملا بتجارب دول مثل ماليزيا، تفضيل القطاع الزراعي في التنمية للقضاء على الفقر الذي يتركز في الريف والمدن النائية، استثمار طاقات صعيد مصر وإدخاله بقوة في التنمية، إشراك الجيش المصري بقوة في العملية الإنتاجية والإقتصاد القومي بما يخفض من نفقات الجيش ويرفع الضغط عن الميزيانية، تسريح قوات الأمن الإضافية مثل الأمن المركزي وخلافه وتطبيق معايير الأمن الطبيعي الناتج عن رضا الشعب حل الأزمات الداخلية، تفعيل دور مصر الوحدوي بالدخول في تحالفات عربية عربية تمهيدا لوحدة شاملة على أن يكون البدء بالسودان لأسباب تاريخية واقتصادية، إنشاء وزارة متخصصة في تصدير العمالة بما تسمح به احتياجات التنمية في السوق المصري حيث تعد العمالة هي أهم مصادر الدخل لدولة تعاني من البطالة والإزدحام مثل مصر، تصحيح مسار التعليم بما يؤكد الهوية الإسلامية والعربية والموقف المبادئي من الكيان الصهيوني الغاصب حتى لا يصاب أولادنا بفصام في الشخصية بين نرجسية السلام المترهلة وحقيقة العدو الصهيوني الفجة، كف الأذى عن المصريين في وزارات الصحة والزراعة بالذات وتعلية المنتج المصري خاصة في مجال الطب لمنع التسرب النقدي المترتب على الإستغلال الغربي لمصر في مجال الدواء، وضع القوانين التي تحفظ الحقوق المدنية وتعيد الكرامة للمواطن المصري وتنزع من قلب المواطن العادي الخوف من أجهزة الشرطة التي هي أساساً مكلفة بأمنه وزرع الأمان داخله، جعل الإقتصاد المصري مركزاً للإقتصاد الإسلامي وعدم محاربة الأنشطة الإقتصادية الإسلامية بدعوى محاربة جماعات متطرفة مزعومة، أن تقوم الدولة بدورها الإسلامي وتندمج مع الفكر الإسلامي للمجتمع وتطرح التغريب مما يقطع الطريق على انقسام الدولة إلى اسلاميين وغير اسلاميين، إحترام إرادة الشعب وتطبيق معايير الشورى وطرح أفكار الديمقراطية الفاشلة التي لا تتفق مع معايير الإسلام لما فيه من أفكار افضل وأسمى تعتبر الشورى أمثلها طريقة، مطالبة العالم الإسلامي بدوره تجاه فلسطين لكونها إسلامية والتركيز على هويتها الإسلامية وليس العربية التي ضاعت في ظلها الحقوق حتى كادت تتلاشى.

إن كنت ترى في نفسك القدرة والشجاعة لفعل ذلك، فأنت واحد من هؤلاء المليون مواطن مصري الذين كان عليهم أن يغضبوا حين يقول قائل بأن مصر ليس فيها من يصلح لتسلم الرئاسة. وأنت مسئول أمام الله وأمام الناس عن عدم السعي لخدمة بلدك، وكلما كنت مؤهلاً أكثر، كانت مسئوليتك أمام الله أعظم وأثقل.

نحن ننتظر مرشحين حقيقيين وليس مرشحين صوريين من أجل تكريس التزوير الدائم لإرادة الشعب.