بسم الله الرحمن الرحيم
استغربت وأنا اقرأ في بعض الكتب البلاغية حين وجدت الاقتباس يدرس ضمن ظاهرة السرقات ، وزاد الأمر غرابة حين وجدت ذلك بكثرة تكاد تكون عموم ما يكتب في شأن السرقات , حيث لا تذكر السرقات إلا ويذكر معها الاقتباس , وهذا ما ظهرلي أيضا عند بعض المهتمين بالبلاغة العربية , والمعنين بشؤونها فكثير ممن أناقشه في هذا الجانب ، يضع الاقتباس مع السرقات , ولذلك أخذت أبحث في هذا الجانب , فوجدت الشيخ الخطيب القزويني يضع مبحث الاقتباس ضمن ظاهرة السرقات ، وقد وضع التضمين أيضا في ذلك المبحث ، ولم يضعهما ضمن مباحث البديع (انظر الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني) ،ولعل هذا هو ما يجب الوقوف عنده ، فلماذا لا يكون الاقتباس بوصفه من محسنات الكلام الأدبي ضمن إطار فن البديع ؟ أليس هو تجميلا للكلام وتحسينا للمقال ، ورونقا للأسلوب ؟ فهذه هي مظاهر التكوين البديعي وأهدافه التي يرومها ثم كيف يليق بنا أن نجعل النهل من القرآن الكريم سرقه ؟ وكيف نجعل الاستقاء من فيض الحديث النبوي الشريف سرقه ، فهذان المصدران هما النور المبين والسراج المنير ، وهما قمة الإبداع والبديع.
ثم إذا كان لا بد من دراسة هذا الفن (الاقتباس) في نطاق غير نطاق البديع ، فلنحسن اللفظ ، ولنخفف القسوة الوصفية حينما نجعل الإستفادة من القرآن الكريم والحديث الشريف سرقة ، ولنقل على اقل تقدير الاهتداء أو الاستدلال ، أو غير ذلك من المصطلحات التي تكون ألبق وأليق .
هذا مجرد رأي خاص يعبر عن وجهة نظر كاتبه ، فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وإن أصبت فمن الله ، وأرجو من بقية إخواني الأعضاء في منتدانا الرائع أن يضعوا آرائهم ، وردودهم ، وتوضيحاتهم حتى نكون على نور مبين .
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=20902
المفضلات