أخي شاعرنا الكبير هلال
أشكرك على ردك المفصل وتوضيح بعض ما لم أطلع عليه.
ما أود أن أضيفه إن ( الخبب ) وهو المبني على تفعيلات المتدارك المزاحفة قد جاء قبل ما تفضلت به بكثير :
1- ورد في القرآن الكريم :
إنّا أعطيناك الكوثرْ ... فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
2- للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
حقّاً حقّاً حقّاً حقّـاً ... صدقاً صدقاً صدقاً صدقاً
إنّ الدنيا قد غرّتـنا ... واسـتهوتنا واسـتلهتنا
لسنا ندري ما قدّمنا ... إلاّ أنـّا قـد فـرّطـنا
يابنَ الدنيا مهلاً مهلاً ... زنْ ما يأتي وزناً وزنـا
قالها عندما سمع راهبا يقرع في ناقوس.
ومعروف عن بحر المتدارك ( فاعلن ) إن الخليل أهمله , والأخفش أضافه.
وللبحر تسميات كثيرة منها : المحدث , المخترع , المتسق , الشقيق ( باعتبار صلة قرابته بالمتقارب وعائديته لنفس الدائرة العروضية )
وتسميته بالخبب لأنه إذا خبن أسرع به اللسان ( والخبن هو حذف الثاني الساكن ) فأشبه خبب السير , حتى إن بعضهم يسميه ركض الخيل لأنه يحاكي وقع حافر الفرس على الأرض , ويحاكي ضربات الناقوس.
نعم هناك من أجازه قبل الراحل نزار قباني , وأجازوه حتى في العمودي لكن بشرط عدم مجئ تفعيلة مخبونة بعده , وذلك لتلافي توالي خمسة حروف متحركة.
وأتفق معك في إجازة القطع في ( فاعلن ) في حشو العمودي لكن بتسكين اللام ( فاعلْ ) وتنقل إلى ( فعْلن )
وأما ( فاعلُ ) فبعضهم لا يعترف بأن أصل التفعلية ( فاعلن ) كي يصيبها القطع , وبعضهم يقول بأنه تحريك للنون في ( فعْلن ) , وما تفضلت به من تحرك للحروف الأربعة , وسيعقبه حرف متحرك أو ثلاثة وهذا خروج عن أحد قواعد العروض في توالي أربعة حروف متحركة كحد أقصى.
وتقبل فائق تحياتي وتقديري
المفضلات