آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مشروعية الاختلاف والتنوع - توفيق عبد المجيد

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    14/10/2009
    المشاركات
    29
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي مشروعية الاختلاف والتنوع - توفيق عبد المجيد

    مشروعية الاختلاف والتنوع
    يلح عليّ سيل من الأسئلة المشروعة، يبحث عن إجابات مقنعة تمكننا من التأسيس والبناء عليها ، وأخشى ما أخشاه إذا استعصت هذه الأسئلة على الإجابة فتبقى ضمن مجموعة المعادلات المستحيلة الحل والمعلقة.
    من هذه الأسئلة الكثيرة مثلاً : ما سر جمال الحديقة ورونقها؟ وهل سيكون للمائدة طعم مستساغ إذا حوت لوناً واحداً من الطعام؟ وما سر جمال المنظر الطبيعي التقليدي، الذي تعودنا رسمه عندما كنا في المرحلة الابتدائية ؟ ما السر في زقزقة العصافير والطيور؟ أترى ذلك الجمال سيبقى لو عزفت جميعها سيمفونية واحدة ونغماً واحداً؟ وننتقل من عالم الطيور إلى عالم الإنسان فنتساءل ما السبب وراء هذه المنازعات بين الشعوب والأقوام؟ ولماذا تحاول إحداها أن تحطم الأخرى وتصهرها وتذيبها وتجعلها قطعة منها؟ لماذا يسعون إلى التنميط؟
    أكتفي بهذه الأسئلة وأقول: إن الحديقة تفقد طبيعتها ، وتنسى وظيفتها الأساسية إذا لم تتعدد ألوانها، وتختلف أشجارها، وتتنوع ثمارها وأزهارها.إنها تتباهى كالعروس بفضل هذه الماكياجات المتنوعة ،وتتبختر بهذا الجمال، الذي اشتركت في تتويجه وصنعه عناصر عدة لتبرز حديقتنا بهجة للناظر .
    هذه الأجوبة البسيطة ، وهذه المناظر الخلابة دفعتني في مسار آخر لأنطلق إلى رحاب أوسع ، إلى رحاب الخالق بآلائه ، والمخلوق بوظائفه ومهامه ، إلى التعددية التي هي نعمة من نعم الخالق العصية على العدد والإحصاء ، إنها تجمع ولا تبعثر ، ولم تكن أبداً نقمة ومبعثاً للتفرق والتشتت بعكس ما مارسته القوى المتسلطة في الماضي وتحاول نفس هذه القوى التي مازلت تنهل من معين الماضي وتعيش عقلية الماضي ممارسته الآن ، وصفحات التاريخ مكتظة بهذه الأحداث ، فكثيراً ما تخالفت الأقوام والشعوب ومازالت تتخالف ، كما تخالفت الإثنيات والطوائف والملل والنحل ومازالت بفعل النفوس المريضة والإملاءات والإشارات التي تصدرعن المتحكمين ببوصلة الأحداث وتوجيهها حيث تتوجه المصالح ، كما تحاربت الأديان ومازالت وتناطحت الخلايا النائمة في معتقدات الطوائف ومازال الحبل على الجرار وكانت النتائج هذه الولادات المشوهة وهذه الانشقاقات المتتالية وهذه الانشطارات الكثيرة وذلك عندما تمرد الجزء على الكل وعندما حاول الكل أن يطمس معالم أجزائه الأخرى ويلغيها ويقصيها وينكر وجودها وهكذا دواليك حتى ( بقي حبل الصراعات منشوراً على جرار التعددية التي يتم تشويهها ويُنظـَر إليها بمنظور سلبي ويُساء فهمَها ويُساء إليها في أغلب الأوقات ، في حين لولا تفاعل الإيجابي مع السلبي كالأبيض مع الأسود والغني مع الفقير والقوي مع الضعيف والذكر مع الأنثى والرأي مع الرأي الآخر وغير ذلك، ولولا وجود التنوع والطباق والجناس في الطبيعة والطبائع والجنس واللون والقوم والاعتقاد و...، لاختل توازن المعادلة ولما استمرت الحياة على وجه هذه البسيطة التي بسطت ذراعيها لتحتضن هذا التعداد التعددي الهائل من الآدميين على اختلاف ألوانهم ومنابتهم ومشاربهم، أما الموعظة فتكمن في مدى إيماننا بالآية الكريمة: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم...صدق الله العظيم) .
    إن الحياة تبنى على التآلف والانسجام مابين العناصر المتعددة والمختلفة، فحتى الماء الذي جعله الله سر هذه الحياة يشترك في قطرته عنصران مختلفان. بينما الممات ناتج عن الاختلاف والفرقة والتباعد بين هذه المكونات، لأن السالب والموجب يتجاذبان ، والموجب والموجب ، والسالب والسالب ، يتنافران ، وفي هذه النظريات تكمن حياة وممات النوع البشري ولو بعد حين .
    وهكذا هي البشرية تضم أقواما وشعوباً تتنوع لغاتها ومعتقداتها وطبائعها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها. تكتسب أهميتها وتميزها في هذا التعدد. هذا ما جعل منظمة اليونسكو تنتبه إلى خطر الانقراض والاضمحلال لبعض هذه المكونات، التي تدخل في صناعة النسيج البشري فسارعت إلى التدخل لحماية هذه الهويات المستضعفة بإعلانها العالمي لاتفاقية الحفاظ على هذا التنوع .
    ولم يكن الأب الروحي للشعوب الهندية غاندي على خطأ عندما أطلق مقولته الشهيرة : "أريد أن تهب على نافذتي رياح العالم كلها ، ولكنني لا أريد أن تحطم نافذتي واحدة منها "
    27-9-2008


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2010
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مشروعية الاختلاف والتنوع - توفيق عبد المجيد

    هل نسيت يا استاذ انك في القسم الكردي؟

    انك تتحدث برومانسية عن امور لا علاقة لها بهذا القسم عن الطبيعة والاختلاف في الطعم واللون والشكل، وعن بديهيات لا تحتاج الى هذا الجهد المفصل.
    الوضوح والبساطة في الكتابة هي اقصر الطرق للوصول الى الهدف والقارئ.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •