الصديق عامر العظم ، تحية عطرة
أرى الهبوط الذي تحدثت عنه هبوطين:
1 ـ بعض العقول العربية وربما أغلبها في واتا ترتفع دائما إلى السماء ، أي تهرب إلى الدين حتى لا تعبر عن آرائها بشكل صريح تجنبا للتحليل النقدي من طرف الآخرين ، رغم أن القوانين الوضعية والسياسات البشرية هي سبب وضعيتنا المزرية وهي مكمن الداء ، ولا دواء إلا بمواجهتها فكرا وأسلوبا وممارسة.
2 ـ أما عدم سعي المفكرين إلى الميدان والمجال العمومي لتجسيد أفكارهم بالنضال اليومي ، أي الهبوط الذي تحدثت عنه فهو تربية وتراكم والتزام بالدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للجماهير ولن يتحقق إلا بربط النظرية بالممارسة وما يقتضيه هذا الربط من إرادة وتضحية ، والتنظير الذي لا يطبق أو يتعالى عن التطبيق لا حاجة لنابه في الواقع ، وهذا الهبوط هو موجود ولكنه يختلف من بلد عربي إلى آخر ، فعندنا في المغرب مثلا نجد مفكرين من محامين ودكاترة وغيرهم ينتمون لتنظيمات سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية ، أصبحت أسماؤهم لامعة ومعروفة في النضال اليومي الميداني رغم أنهم لاقوا ويلاقون من المتاعب الشيء الكثير واستطاعوا تبييء نضالات يومية لا يستهان بها
وقد يثمر التنسيق العربي وتبادل الخبرات في مجال الهبوط الذي قد يبدأ في واتا ثمارا جيدة إدا توحدت الجهود وتوفر المناخ المناسب لذلك.
أعتذر لأن الوقت لا يسمح لي بالمزيد ولي عودة قريبا وشكرا على مواضيعك الهامة جدا والجريئة
المفضلات