خاص نداء سورية: "مشرّدو" اقتصاد السوق الاجتماعي..
http://www.nidaasyria.org/ar/news/1009
كثرت في الآونة الأخيرة حالات التسوّل والتشرّد في أحياء المدن الرئيسية، لاسيّما العاصمة دمشق.. هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بكثافة في السنوات الأخيرة، نمت بالتزامن مع تطبيق نظام البعث لنهجه الاقتصادي الجديد "اقتصاد السوق الاجتماعي"، أو ما بات معروفاً في الشارع السوري بـ "اقتصاد سحب الدعم".
ورغم التحذيرات الكثيرة التي أطلقها اقتصاديو سوريا من مخاطر التحوّل الاقتصادي على ذوي الدخل المحدود، وما قد يصاحبه من فقر يقود إلى انتشار الجريمة في المجتمع، مضت حكومة العطري في تنفيذ خطتها متنصّلة من التزامات الدولة تجاه رعاياها، عن طريق تقليص أساليب الدعم للمواطنين بدءاً بالسلع الغذائية الأساسية وانتهاءً بالمحروقات...
وكنتيجة طبيعية لتلك التصرفات البعثية الخرقاء، انتشرت أنماط من الجريمة لم يألفها المجتمع السوري سابقاً مثل السرقة والاعتداء على المدنيين وخطف الفتيات، هذا فيما يخص السلوك الخفي، أما السلوك المعلن فتجسّد في أبرز مظاهره عبر التسوّل والتشرّد في الطرقات.
وتظهر إحصائية نظّمتها قيادة شرطة محافظة دمشق، أنّ عدد المتسوّلين في شوارع العاصمة دمشق ممن تمكّنت وحدات الشرطة من إيقافهم، بلغ قرابة 1023 متسولاً، منذ بداية العام الحالي ولغاية منتصف تموز الفائت.
وتضمّنت قائمة الموقوفين شرائح عمرية متنوعة ومن الجنسين، ما بين أطفال وبالغين وكهول، حيث كانت نسبة الرجال هي الطاغية في قائمة الموقوفين.
وبيّنت القائمة أنّ عدد الرجال من الموقوفين بلغ 789 متسولاً، ووصل عدد النساء إلى 208، فيما تمّ إلقاء القبض على 26 طفلاً، وهؤلاء تم إيقافهم من خلال تنظيم 509 ضبطاً في 23 منطقة ضمن العاصمة دمشق.
وجاءت الأحياء المترفة في مقدمة أحياء دمشق التي تعجّ بالمتسوّلين، إذ وصل عدد الموقوفين في منطقتّي "عرنوس" و"القصاع" إلى 66 و63 متسوّلاً على التوالي، بينما انخفضت نسبة هؤلاء في الأحياء الشعبية مثل "القابون" و"اليرموك" و"التضامن" بأعداد تتراوح مابين واحد إلى ثلاثة متسولين.
وتزخر مدينة طرطوس على وجه الخصوص بهؤلاء، إذ نقل عدد من السيّاح صوراً عن تعرّض مجموعات من الأطفال والنساء لهم بصورة "قارئة الفنجان" بغرض الحصول على سيولة نقدية لقاء قراءة الكف وما شابهها من الحيل، دون أن تقوم السلطات المختصة هناك بمعالجة هذه الظاهرة.
وإذا كانت إحصائية المتسوّلين والمتشرّدين قد تضمّنت العدد المذكور أعلاه، فإنّ هذا لا يعني بأي شكل أنّ هؤلاء جميع مشرّدي العاصمة، لأنّ هؤلاء هم ممن تمكّنت وحدات الشرطة من إلقاء القبض عليهم.. وبالتأكيد هناك أعداد أخرى لم تتمكّن وحدات الشرطة بعد من إمساكهم. ولعل خير دليل على هذا هو عدد الأطفال الذين تضمّنتهم القائمة والبالغ 26 طفلاً، لأنه بمجرد التجوال في عدد قليل من أحياء دمشق يمكن للمهتم التأكّد أن عدد المتسولين من الأطفال يبلغ أضعاف الرقم المشار إليه.
وتتجلّى أنماط تسوّل الأطفال في مظاهر عدّة، من بيع أوراق اليانصيب إلى بيع السلع الرخيصة كالعلكة والبسكويت والمحارم، وصولاً إلى التسوّل المباشر.
كاميرا "بردى" رصدتْ لنا قصّة أحد الأطفال الذين شرّدتهم سياسات البعث، سترويها قناة بردى الفضائية في حلقاتها المقبلة..
المفضلات