آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: في مجاهل أفريقيا منتصف القرن التاسع عشر

  1. #1
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,760
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي في مجاهل أفريقيا منتصف القرن التاسع عشر


    في منتصف القرن التاسع عشر كانت خريطة أفريقيا تشمل مجالاً واسعاً يغطي جزءاً كبيراً من قلب القارة السمراء ويحمل عبارة "منطقة لم تستكشف".
    لم يعرف أحد أية جبال أو بحيرات أو أنهار قد تكون داخل تلك المنطقة، أو منابع الأنهار العظيمة التي تصب في البحر.
    لم يكن غير البراري الموحشة والأدغال الكثيفة التي تغص بالحرارة والرطوبة الإستوائية وتعج بالجراثيم الفتاكة والوحوش الضارية والقبائل المتوحشة. كما كانت ذبابة تسي تسي الرهيبة بالمرصاد للمستكشفين البيض والسكان الأصليين على السواء.
    لم يجرؤ أحد على اختراق تلك المجاهل باستثناء بعض المبشرين والنخاسين الذين كانوا يتاجرون بالعبيد. وكانت هناك طرقات وممرات لا حصر لها لم تطأها أقدام الرجل الأبيض من قبل.
    في عام 1840 قررت جمعية التبشير اللندنية إرسال أحد أعضائها الدكتور ديفيد ليفنغستون إلى تلك المناطق المجهولة.
    كان رجلاً بارعاً في التعامل مع الأحداث والقبائل بحيث استأنس أفراد تلك القبائل به وراحوا يرافقونه في تنقلاته عبر قارتهم البكر.
    لقد أحبوه لأنه عاملهم بمحبة واحترام. فعاش في أكواخهم وتناول طعامهم وحاول فهم طرقهم.
    لم يكن الدكتور ليفنغستون قد أمضى فترة طويلة في أفريقيا حتى حصلت له حادثة مروعة تركت أثراً دائماً عليه طوال حياته.
    إذ أمسك به أسدٌ وخضه خضاً عنيفاً كما لو كان هرة صغيرة بين مخالبه.
    ونتيجة لذلك سُحقت إحدى ذراعيه ولم يتمكن من استعمالها ثانية.
    وقد فضح ممارسات تجار الرقيق وكتب تقارير مطولة عنهم، فكان لجهوده أكبر الأثر في تقريب نهاية تلك الحقبة الملعونة.
    أحد أصدقائه الأفارقة كان الزعيم سيكيليتو الذي أرسل معه قرابة الثلاثين فرداً من قبيلته لمرافقته في إحدى رحلاته وأعطاهم أوامر صارمة للعناية بالدكتور ومساعدته في كل ما يحتاجه.
    انطلقت الحملة، وبعد خمسة شهور من الصعوبات والمغامرات وصلوا إلى الساحل الغربي لأنغولا. وبالرغم من كل محاولات مرافقيه فقد كاد الدكتور يهلك من الجوع والحمى والزحار.
    وخلال تلك الرحلة الاستكشافية الطويلة تمكن ليفنغستون من دراسة منظومة الأنهار ومعرفة الكثير عنها.
    عاد جميع أفراد الحملة سالمين وأهدى ليفنغستون إلى صديقه الزعيم سيكيليتو بذلة عسكرية تقديراً له على إرسال رجاله لمرافقته.
    بعد ذلك توجه شرقاً لأن الطرق الغربية لم يجدها واعدة بمكتشفات هامة.
    في عام 1855 انطلق شرقاً عبر نهر زامبيسي وفي تلك الرحلة اكتشف شلالات فيكتوريا. وكان السكان الأفارقة قد حذروه أنه سيجد دخاناً تنطلق منه أصوات!
    لم يعرف ما قصدوه حتى رأى بأم عينه أجمل شلالات الدنيا.. شلالات أقوى وأغزر وأكثر روعة من شلالات نياغرا.
    واصل ليفغنستون السير فوصل شرق أفريقيا البرتغالية في السنة التالية وسار بمفرده حتى وصل الساحل بعد شهرين.
    وهكذا تمكن من قطع القارة من أحد ساحليها إلى الساحل الآخر وجمع معلومات علمية قيمة ساعدت كثيراً في فهم جغرافية القارة السوداء وطباع وطبيعة سكانها.
    والسلام عليكم

    المصدر: موسوعات
    ت: محمود مسعود


  2. #2
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: في مجاهل أفريقيا منتصف القرن التاسع عشر

    عميق الشكر ،أستاذنا الرائع "محمود عباس مسعود"على
    نقل هذا الموضوع المفيد.
    تحياتي و تقديري،أخي الغالي.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/01/2013
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    12

    افتراضي رد: في مجاهل أفريقيا منتصف القرن التاسع عشر

    لك جزيل الشكر على هذه المعلومات الرائعة. وخاصة انها عن تلك القارة الغنية بخيراتها وثرواتها التي قلما وجدت في قارة أخرى.
    ففي هذه القارة كشف الإنسان اول وجود له كان في هذه الأرض المباركة.باركها الله بخط الأستواء الذي يساهم في نمو الزراعة وكثرة المياه ووجود المعادن وباركها بثروة حيوانية وسهول شاسعة في غاية السحر والجمال شكرا لك استاذي الكريم .ودمت.


  4. #4
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,760
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: في مجاهل أفريقيا منتصف القرن التاسع عشر

    جزيل الشكر ووافر الإمتنان لأخي الأستاذ الشاعر
    عبد الله بن بريك
    ولأخي الأستاذ
    غسان عبدو مسعود
    على المرور اللطيف والعبارات الطيبة والإضافة القيمة
    بارك الله بكما وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته

    .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •