آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: البهاغافاد غيتا: أقوال كريشنا - 2 -

  1. #1
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,760
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي البهاغافاد غيتا: أقوال كريشنا - 2 -

    السلام عليكم
    لمعرفة المزيد عن هذه الأقوال يرجى الرجوع إلى مقدمة الحلقة الأولى


    أقوال كريشنا - 2 -


    يجب أن يتحرر المريد من الثنائية ويتوحد مع الحق السرمدي ويندمج بالمطلق اللانهائي في الذات الكونية.

    إن الأسفار بالنسبة للعارف بالله هي كصهريج ماء مقارنة بينابيع ثرّة منبجسة بغزارة ومتدفقة في كل اتجاه.

    أقبل على عملك بكل صدق وهمة وإخلاص دون التقيد بنتيجة العمل. لا تعمل طمعاً بثمار العمل، ولا تكف عن أداء واجبك المنوط بك.

    أنجز عملك بالسلام الذي تمنحه ممارسة اليوغا. تحرر من الرغبات الأنانية. حافظ على هدوئك وتوازنك سواء في النجاح أو الفشل، فاليوغا هي التوازن العقلي والسلام الذي لا يتغيّر أبدا.

    الأعمال التي يتم إنجازها طمعاً بثمارها هي أدنى منزلة من العمل المُنجز بحكمة . اطلب الخلاص بحكمة العقل. ما أتعس الذين يعملون طمعاً بمكافأة.

    في هذه الحكمة يتخطى المريد ما هو حسن وما هو غير حسن. فاسعَ في طلب الحكمة واعلم أن اليوغا هي إنجاز العمل بحكمةٍ وحكمة ٌ في إنجاز العمل.

    الحكماء ذوو الرؤى الصادقة يزهدون بثمار أعمالهم، وإذ يتحررون من الولادة يبلغون دار الخلود والإفلات من القيود.
    إن من توحّد عقله مع الذات الإلهية يحيا بأمن وطمأنينة في تأمل مقدس، وتلك هي غاية اليوغا.

    الحكماء إذ يترفعون عن ثمار العمل ويتحررون من قيود هذا العالم، يبلغون حالة الإتحاد مع الذات العليا المباركة، يتخلصون من الشقاء ويبلغون الخلاص النهائي أو الإنعتاق الأتمّ.

    عندما تتخطى أوهام الحياة لن تتأثر بعدها بما تسمعه من الناس أو بما يقوله عنك الناس.
    عندما ينأى الإنسان بنفسه عن الرغبات المتسربة إلى عقله، ويغتبط بالذات الإلهية في أعماق روحه يمكن القول إذ ذاك أنه ذو عقل ثابت.

    من لا تستطيع الأحزان أن تهز عقله أو تشوش فكره.. المتعفف عن اللذات من حوله.. المتحرر من التعلقات والمخاوف والغضب.. هو حكيم راجح العقل.

    هذا الإنسان الراسخ في الحكمة غير مقيّد بشيء.. لا يستخفه فرحٌ لحظٍ سعيد ولا يعكره حزنٌ لسوءِ طالع.
    هذا الإنسان قادرٌ على لجم شهواته وسحب حواسه متى شاء تماماً مثلما تسحب السلحفاة أطرافها إلى داخل ترسها الواقي.
    المشتهيات الحسية تفقد قوّتها عند من لا يواصل إمدادها بالغذاء الحسي، لكن حضورها القوي لا يولـّي حتى يشرق النور الإلهي على كيان المريد.

    الحواس الناشزة غير المهذبة تهبّ كالإعصار على العقل وتخضه بعنف، حتى لو كان صاحبه حكيماً يسعى إلى بلوغ الكمال.
    إنما على المريد أن يلجم حواسه متذكراً أنه سيدها، وأن يجلس متأملاً بشوق على الكائن الأسمى، وسيجد الراحة بعون القدير. حقاً أن من أفلح في السيطرة على حواسه هو صاحب النفس المطمئنة ويمتلك حكمة عميقة.

    كلما داوم المرء التفكير بالأمور الحسية كلما ازداد شغفاً بها. التعلق يولـّد الرغبات والرغبات تولـّد الجشع، والجشع والرغبة الجامحة في التملك يقودان إلى الغضب.

    الغضّب يعمي البصيرة، وعمى البصيرة يـُفقد المرء ذاكرته فيغفل واجباته. فقدان الذاكرة يؤدي إلى تدمير القدرة على التفكير وتدبّر الأمور، وبالتالي إلى الهلاك.

    النفس القادرة على التجول بين الحواس وإبقائها منسجمة مع المقاصد العليا، بمنأى عن الهيام والإحجام، تتنعم بغبطة ذاتية في سكينة الروح.
    في تلك السكينة المباركة تتحرر النفس من أحزانها وتعثر على السلام الروحي في أعماقها، وترسخ رسوخاً دائماً في الذات والمدركات العليا.

    أما الذين يعيشون دون تناغم باطني فيعوزهم التمييز ولا يمتلكون حكمة. وبدون ذلك التناغم لا يمكنهم التأمل على الذات، وبدون التأمل يصعب تحصيل السلام، وهل يمكنهم تذوّق غبطة الروح دون سلام؟

    عندما تعتقل الحواسُ الناشزة عقلَ المرء وتقيّده ينطفئ منه نور الحكمة، فتختلط عليه الأمور وتصبح أفكاره مشوشة مشتتة، تتقاذفها الأهواءُ كما تتقاذف الأنواءُ السفينة في عرض البحر.

    لكن من يتمكن من فصل حواسه عن مشتهياتها تهدأ ثائرة عقله فيشرق في كيانه نور الحكمة وينعم بسلام الروح.

    الظلام يغلف نفوس غير المستنيرين في حين يسطع نور البصيرة في عقل من يسود نفسه ويضبط حواسه. إن ما يعتبره الناس ليلاً مظلماً هو نور ساطع لذي العقل المتنور، وما يعتبرونه نهاراً مشرقاً هو ظلام دامس للحكيم العارف بالله.

    مثلما تصبّ مياه الأنهار في البحر المحيط فلا تـُحدث به طوفاناً، هكذا يشعر الحكيمُ بالرغباتِ ويستوعبها دون أن تغمر شواطئ عقله أو تطغى على كيانه، لأنه آمن مطمئن في حصن سلامه المنيع.

    من ينجز واجباته دون تعلـق أو تحرّق، ولا يسمح لمشتهياته بإملاء إرادتها عليه.. من لا يتيه غروراً أو يفاخر الآخرين بممتلكاته وإنجازاته يَبلغ حالة متقدمة من السلام الفائق ويتذوق غبطة الروح.

    تلك هي حالة التوحّد مع الروح السرمدي. من يبلغ تلك الحالة تتبدد أوهامه فلا يضل السبيل بعدها. وحتى في آخر لحظات عمره على الأرض يمكن للمرء أن يبلغ أسمى حالات الوعي ويعثر على سلامه في الله.
    وإلى اللقاء في حلقة قادمة بعونه تعالى

    ملاحظة: ليست الغاية من ترجمة هذه الأقوال الدعوة لتبنيها بل لإتاحتها لكل من يرغب في الإطلاع عليها، ولذا اقتضى التنويه.
    محمود مسعود

    التعديل الأخير تم بواسطة محمود عباس مسعود ; 14/11/2009 الساعة 08:27 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •