الأسبوع الحلبي في عاصمة الثقافة الإسلامية الإيرانية

حلب وأصفهان مدينتا الصوت والصدى

د. محمد جمال طحان - أصفهان
مدير المركز الإعلامي لحلب
عاصمة الثقافة الإسلامية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ضمن نشاطات عاصمتي الثقافة الإسلامية عام 1427ه/ 2006مـ استضافت طهران الوفد السوري الذي وصل إليها ظهر الخميس 1/2/2007للمشاركة في احتفالات أصفهان بوصفها عاصمة الثقافة الإسلامية التوءم مع حلب عام 2006، وأصر الجانب الإيراني على بقاء الوفد في اليوم الأول لوصوله في طهران.وكان في استقباله بقاعة التشريفات في مطار طهران معاون وزير الثقافة السيد إيماني ومعاون مدير الأمانة العامة لاحتفالية أصفهان السيد هاشمي كما كان في الاستقبال سفير سورية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية د.حامد حسن ومجموعة من المثقفين والعاملين في السفارة في طهران. وقد تألف الوفد من السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا والسيد محافظ حلب الدكتور المهندس تامر الحجة ، والأستاذ محمد قجة مدير الأمانة العامة للاحتفالية ، والأستاذ محمد كامل قطان مدير الثقافة بحلب ، والدكتور محمد جمال طحّان مدير المركز الإعلامي للاحتفالية، والأستاذ نديم فقش مدير السياحة بحلب ،ونقيب الفنانين التشكيليين الأستاذ عادل عيسى، والأستاذ فؤاد أزمرلي مدير المركز التلفزيوني بحلب ،وفريق عمل فني وإعلامي. كما ضم الوفد الأستاذ محمد مسعود خياطة قائد فرقة الأناشيد الدينية وفريق الإنشاد.
وقد أجرى التلفزيون الإيراني حديثاً مع وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان آغا ، كما أجرت وكالة سانا في إيران عبر السيد حديثاً مع الدكتور جمال طحان ، عبر السيد محسن رسوق الذي يعمل في الوكالة ، وقد جرى الحديث عن منجزات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية وعمل اللجنة الإعلامية التي أنجزت سبع أعداد من مجلة غير دورية اعتباراً من الشهر السابع العام الماضي ، كما أنجزت تسعة بروشورات تتحدث عن معالم حلب الأساسية ، فضلاً عن سبعة أفلام وثائقية قصيرة عن حلب وبعض أعلامها ونشاطاتها ، وسيجري عرضها في أسبوع أصفهان، كما تحدث الدكتور طحان لوكالة سانا عن تجربة المركز الإعلامي لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية في التوثيق لمجريات الاحتفالية ، وأكد أن اكتمال عملية التوثيق تحتاج إلى عام آخر حتى نتمكن من إنجاز يوميات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ، بما في ذلك طباعة الندوات الدولية في كتب كي تُحفظ للأجيال القادمة .

الطريق الى أصفهان

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
في اليوم التالي انتقل الوفد إلى فندق العباسي في أصفهان حيث قام بزيارة بعض معالم أصفهان ، ومنها قصر الأربعين عمود ثم الجامع الكبير ، وفي المساء قام بزيارة ساحة نقش جيهان الشهيرة ( وتعني صورة العالم) وفيها تتجسد المعاني الإسلامية للبناء المعماري وتتضح الرؤى الإسلامية للعالم، التي تظهر معالمها من أسلوب توزع المدارس والجامع والسوق والمباني الحكومية التي تتوضع في قلب الحركة الفكرية وبمحاذاة مراكز التعليم والأسواق التي تلبي حاجات الناس.
وصباح السبت زار محافظ أصفهان السيد بختياري الوفد في مقر إقامته في فندق العباسي مرحباً به، متمنيا له أسبوعاً حلبياً ناجحاً في أصفهان ، مؤكداً على رغبة محافظة أصفهان في التعرف على الإنجازات الكبيرة التي حققتها حلب في احتفالاتها التي لقيت أصداء طيبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ثم قام الوفد بزيارة إلى بعض المعالم العمرانية البديعة في أصفهان . وفي الثالثة التقى الوفد في قاعة الشرف بالفندق السيد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الايراني وتبادل مع السيد وزير الثقافة والسيد محافظ حلب كلمات الترحيب والتعريف بكل من حلب وأصفهان. وارتكز اللقاء الرسمي على مناقشة مسألة العولمة والتحديات التي تفرضها أمريكا على العالم، ثم تبادل الجانبان الهدايا التذكارية والدروع.

افتتاح الأسبوع الحلبي في أصفهان
في السابعة من مساء السبت بدأت مراسم افتتاح الأسبوع الثقافي الحلبي في أصفهان بالنشيدين السوري والإيراني، ثم آيٍ من الذكر الحكيم، تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن معالم أصفهان والحرف اليدوية فيها.
الإسلام أمة السلام
د. نعسان آغا :لا أستطيع تخيل العالم بلا حلب وأصفهان


في الافتتاح تحدث د رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري عن العلاقات العربية الإيرانية وبدأ بتحية الإسلام السلام وتحدث عن المقاومة حين الضرورة ، وأكّد أننا ندعو للحوار ونرفض صراع الحضارات ونؤمن بالإنسانية ونعطي كل ذي حق حقه. وأكّد أن الإسلام يرعى كل الأقوام والشعوب والأديان.
وتحدث عن دور الفرس في الفتوحات الإسلامية ، وعن موقف العرب منهم حيث لم ينازعوهم لغتهم بل نفتخر بأن أكثر النحويين هم من الفرس، وسيبويه ابن هذه المدينة. ورأى أننا معاً تواجهنا أمريكا التي تختلق العداء ، أما الغرب فإنهم يريدون أن يخمدوا صوت الإسلام ولكن هيهات ، فنحن مع الحق أبداً واقفون. ولنا صلات قديمة مع إيران فالمتنبي قام برحلة من حلب إلى أصفهان ..جاء من سيف الدولة ليلتقي الصاحب بن عباد . هذه الصلة ستبقى عميقة مادمنا مسلمين . ثم شكر السيد الوزير للمستضيفين التكريم الذي لقيه الوفد . وختم كلامه بالقول: لا أستطيع تخيل العالم بلا حلب وأصفهان.. كفتان في كل منهما الصوت والصدى ، والثقافة التي تجسدها هاتان المدينتان تنتقل عبر التاريخ .
وفي كلمة السيد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني د. محمد حسين صفار هرندى رحب بالضيوف والوفد وأثنى على ما قاله وزير الثقافة السوري . وقال : إن الشعب الإيراني اليوم يحتفل بذكرى انتصار الثورة الإيرانية التي عدلت ماكان في العالم ، والشعب الإيراني أعان كل شعوب الإسلام ، ووضع منظومة (ولاية الفقيه) ومن خلالها تم حل الكثير من مشكلات العالم .. وهي رؤية متكاملة تدعو إلى التأليف بين القلوب . ثم شكر السيد الوزير حلب وأكد التكامل مع سورية. ورأى أن إيران وسورية بنيانان مرصوصان أمام الهيمنة الأمريكية التي تدعم الصهيونية بالمنطقة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وفي كلمات الافتتاح بعد أن رحب بالضيوف الوافدين ، أكد الدكتور مرتضى سقائيان نراد رئيس بلدية أصفهان على ثقافة المقاومة داعياً إلى محاربة العولمة وإلى صحوة البلدان الإسلامية ومتابعة تطورات المعلوماتية والانتقال من حالة الانبهار إلى أخذ زمام المبادرة غير منتظرين توجيه الآخرين لنا . ثم تحدث عن احتفالية أصفهان حيث تأسست تسع لجان للمناسبة وقد أقيمت برامج دولية هي:حوار الأديان – مدونة أصفهان – المجمع الإسلامي لرؤساء الشرطة – القرآن الكريم وحاجات العصر – مؤتمر العمارة الإسلامية – الآداب – تحفيظ القرآن الكريم – دور أصفهان في الحضارة الإسلامية ، كما تم تكريم العلماء والمثقفين والأدباء والرسامين والمشاهير. كما بين السيد رئيس البلدية أن هناك مئة كتاب بمواضيع مختلفة معدّ للطباعة ، طبع منها عشرون وهناك عنوان قيد الصدور ثم يصدر الباقي تباعاً.وبيّن أن سنة لا تكفي لما نريد إبرازه
وختم كلامه بالقول: يبدو أن هناك نشاطات مشابهة في حلب . وتمنى أن يتم التعاون معها لتقديم خدمات جليلة للعالم الإسلامي.
وكان قد قدم عريف الحفل الأصفهاني معلومات تاريخية عن حلب وأشهر معالمها ثم دعا السيد محافظ حلب لإلقاء كلمة فصحح السيد المحافظ بعض المعلومات الخاطئة عن حلب وردت في سياق الحديث.
وقال الدكتور المهندس تامر الحجة إن العمارة الإسلامية بحلب تتميز بقضيتين هامتين وهما : التعدد الزمني والوظيفي لهذه المباني فنجد جامعاً مثلا من عام 16 للهجرة جانب باب إنطاكية هو جامع الشعيبية ونجد عمائر تعود إلى العصر الأموي وكل ما شهده العصر العباسي من فترات حمدانية مرداسية- زنكية - أيوبية ثم الفترة المملوكية ثم العثمانية ، كما نجد التعدد الوظيفي للعمارة ،وفي حلب مئات الخانات وأربعين سوقاً مسقوفاً . القلعة المسجلة في جينيس كالأولى في العالم من حيث القدم والمساحة . هذا التعدد الوظيفي والزمني جعل منظمة اليونسكو تعتبر مدينة حلب من أهم المدن الإسلامية المحتفظة بتراثها العمراني. وحسب النقيبات الأثرية التي جرت في القلعة وفي منطقة تل القرامل بجانب حلب اكتشف هناك سكناً يعود إلى الألف الحادي عشر قبل الميلاد أي عمر المدينة أكثر من 12 ألف سنة وبالتالي مرت عليها أكثر من ثلاثين حضارة هذه الحضارات تم استيعابها وهضمها في إطار الحضارة العربية الإسلامية المتسامحة ، هذا من الناحية العمرانية أما من الناحية الفكرية فقد قدمت المدينة حضارة من تراث فكري وثقافي وأدبي للعالم ، نجد بعض الأسماء التي تحتل المكان الأول على مدى التاريخ العربي الفارابي الفيلسوف الأول . الخوارزمي عالم المنطق الأول . المتنبي الشاعر الأول . الصنوبري شاعر الطبيعة الأول . الأصفهاني صاحب الكتاب الأغاني في التاريخ الأدبي وهو الأول في موضوعه . إلى جانب عشرات الأدباء والشعراء والأطباء وغيرهم وعلى أساس ذلك تقررت حلب عاصمة للثقافة الإسلامية . لدينا أيضا فترة الأيوبيين المشهورة ببلاطها الفكري وبالعمارة الضخمة جدا إلى جانب المعيار الثالث وهو الدور الاقتصادي الكبير لمدينة حلب كمحطة عالمية على طريق الحرير طريق التوابل طريق المنسوجات يشهد على ذلك عدد الخانات الكبير الموجود فيها .
في ضوء هذه المعايير اعتبرت مدينة حلب تستحق أن تلي مكة المكرمة في المكانة ، وتكون المدينة التوءم مع أصفهان.وعن نشاطات حلب بيّن السيد المحافظ أن الأمانة العامة للاحتفالية أقامت /26/ ندوة دولية ومحلية شارك فيها أكثر من ألف باحث من العالم، وأقامت /60/ معرضاً فنيا ومعرض للصناعات والأزياء ، و/300/ محاضرة وأمسية ثقافية، و/30/أمسية فنية للطرب والأناشيد والمولوية.
كما أقيمت أسابيع ثقافية : مصرية – تركية –إيرانية. وقد شاركت في الاحتفالية بنشاطات مختلفة دول كثيرة منها:فرنسا – ألمانيا- قبرص- أرمينيا- اسبانيا-سويسرا.
والمحور الآخر لاحتفالية حلب هو ترميم المباني الأثرية والتي شملت كشف سور مدينة حلب القديمة والبدء بترميم مدرسة الفردوس والتي كانت تعتبر جامعة في عصرها وبعض المدارس الأخرى وبعض الجوامع بحيث يأخذ الترميم صفة الاستمرارية وسيكون هناك متحف لذاكرة المدينة ومتحف المتنبي.
ثم جاءت كلمة السيد بختياري محافظ أصفهان القائم على لجنة الاحتفالية الذي رحب بالوفد ترحيباً حارّاً وبالحضور في مدينة سميت مدينة المتحف الإسلامي ، كما رحب بنواب مجلس الشورى الإيراني الحاضرين ، وتحدث عن المشتركات بين المدن الإسلامية التي تتجاوز الطوائف والقوميات والاختلافات واستنتج أن هذه المراسيم تعمل على توطيد العلاقات بين مدينتين هما حلب وأصفهان، وهذا هو جمال الشريعة الإسلامية ، وهاتان المدينتان قابلتان للدراسة والبحث
وعلى الباحثين أن يدرسوا المشتركات ويفعلوا العلاقات في كل المجالات وخاصة الثقافة الإسلامية ومظاهر الحضارة الإسلامية والحياة البشرية.
هاتان المدينتان هامتان في العالم الإسلامي برز فيهما علماء كبار بفضلهم تطورت الحضارة ، وعلينا أن نتكاتف لمواجهة العولمة والاستكبار الأمريكي الذي يعتقد أنه يهيمن على العالم ويفرض ما يريد.
هذه فكرة مجنونة من منظورنا الإسلامي ، و نحن مصممون على الوقوف في وجه المخططات الامبريالية. ومثل هذه المناسبات تقرب بيننا.
معرض الكتاب والفن التشكيلي وحفل الأناشيد
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بعد تبادل الكلمات بدأت عرض الفرقة التراثية الحلبية للإنشاد الديني والموشحات فقدمت وصلة من التراث الثقافي السوري من حلب، بقيادة الأستاذ محمد مسعود خياطة. ثم قدم الوفد الإعلامي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
فيلماً وثائقياً عن مدينة حلب من إعداد وتقديم الأستاذ فؤاد أزمرلي. بعد ذلك بدأ افتتاح معرض الكتاب القادم من حلب حيث ضم أكثر من سبعين عنواناً نشرت بمناسبة تسمية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية ، وقُدّم الوفد للحاضرين أقراص الحفل التراثي وأقراصاً تعرّف بمدينة حلب وتحوي صوراً لأبرز المعالم ، وأقراص حفل الافتتاح ، وأخرى تعرّف بنشاطات حلب وتقدّم فيلماً وثائقياً عنها ، وقرصاً عن الجامع الأموي الكبير بحلب.
ثم انتقل الحاضرون إلى افتتاح معرض الفن التشكيلي الذي ضم لوحات رسم وتصوير ضوئي وجمال الخط العربي، ورافق المعرض شرح كتب باللغتين العربية والفارسية.

زيارات حافلة في اليوم الثالث بأصفهانزار الوفد الحلبي بعض معالم مدينة أصفهان واستمع إلى شرح مفصّل من الدليل المرافق ، ثم انتقل إلى لقاء ممثل ولي الفقيه وإمام جمعة أصفهان سماحة آية الله طباطبائي نزاد في المجمع الثقافي.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وفي الظهيرة جرى لقاء مع السيد رئيس البلدية والسيد رئيس الشورى الإسلامي لمدينة أصفهان، تم خلال اللقاءات تعريف بحلب وأصفهان والرؤى المشتركة بين الجانبين.
وفي المساء التقى وفد الشهباء البعثة التلفزيونية التي قدمت للتنسيق ورحبت بالفكرة حول بث تلفزيوني مباشر مشترك بين الجانبين خلال الأسابيع الثقافية المشتركة.ومن المنتظر أن يكون أسبوع أصفهان في حلب بين 17و 24 من شهر شباط الجاري.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي